سِمعت عن حاجات كتير شبه اللي هحكيها لكم دي قبل كده ، و كُنت دايمًا بقول إن دا مُستحيل يحصل و إن الناس اللي بتحكي الحاجات دي بتألق أو بيتهيألها ، لحد ما حصلي أنا شخصيًا !!
أنا عُمري في حياتي ما كُنت خايف و مرعوب زي ما أنا خايف و مرعوب دلوقتي ....
أنا عندي 26 سنة تقريبًا
من 4 شهور كُنت طبيعي زيي زي أي واحد فيكم ، كان عندي وظيفة مُحترمة .. أصدقاء مُخلصين .. بيت هادي .. عربية لطيفة ، لحد ما ده كُله إنتهي في حادثة !
أنا مش فاكر حاجة عن الحادثة ، حكولي إني عملت حادثة بعربيتي ، سائق شاحنة مخمور كان ماشي بسُرعة جنونية و خبط عربيتي و زقها أدامه لحد ما هشمها تمامًا بين الشاحنة و بين حائط خرساني .. و أنا جواها !
سائق الشاحنة مات في الحادث .. و أنا من يوم ما فُقت من الغيبوبة و أنا بتمني لو كُنت مُت أنا كمان في الحادث دا !
.
الحادث سابني مع كسر في العمود الفقري ، عارفين يعني إيه ؟ ، يعني مشلول تمامًا من تحت الرقبة ، حتي رقبتي مبقدرش أحركها من الألم ، أنا بملي ممرضتي نانسي ( شُكرًا يا نانسي ) و هيّ بتكتب ورايا عشان أقدر أحكيلكم ، أغلب الوقت ببقي لابس قصبة تنفس صناعية عشان أقدر أتنفس بشكل طبيعي ، الحادث تركني بقايا إنسان ، حتي الكلام بيؤلمني جدًا لكن أنا لازم أتكلم عشان أحكيلكم اللي بيحصلي
أهلي و أصدقائي زاروني في البداية و كانوا بيزوروني بإستمرار لكن مع المرور بدأت الزيارات تقل و الفترات الزمنية اللي بين الزيارات تتباعد ، بصراحة أنا مش بلومهم .. و بصراحة أكتر أنا مش عاوزهم جنبي ، مش عاوز أشوف نظرات الشفقة و الحُزن في عيونهم
المُستشفي اللي أنا قاعد فيها حاليًا مُستشفي كبير و بصراحة بيقوموا بواجبهم علي أكمل وجه لكن مفيش ذرة إهتمام أو تعاطُف ، الموضوع كله بيتعلق بمجموعة مهام بينفذوها عشان يقبضوا مُرتباتهم آخر الشهر كاملة و خلاص !
عارف إني سلوكي مش إيجابي و طريقة تفكيري سلبية جدًا ، و عارف إني كان لازم أكون شاكر أكتر إني علي قيد الحياة و ممُتش ، عارف إن لازم يكون عندي أمل أكبر من كدا ، لكن لا ..
أنا آسف إني هقولكم كدا ، لكن أنا مليان يأس و حقد و خوف ، أكيد بتسألوا ليه ؟؟
هحكيلكم
.
بعد الحادثة أنا مُت لمدة 5 دقايق ، قلبي توقف تمامًا و أصبحت في عداد الموتي قبل ما يقدروا ينقذوني ، هُمّا قالولي كدا ، عاوز أقولكم أثناء الموت منشوفش أنفاق طويلة و في آخرها نور و الحاجات اللي بيقولوها دي ، و لا حتي شريط حياتك بيعدي أدام عينيك ، مفيش الكلام دا خالص ، الموضوع بالظبط زي ما يكون حد بيطفي تليفزيون كدا ، ضغطة زرار .. و كل حاجة بتبقي هدوء و سكون !
المُشكلة بدأت لمّا فُقت من الغيبوبة ، لمّا أدركت إني هعيش باقي حياتي كدا ، لكن المُشكلة الأكبر كانت في إحساس عدم الإستقرار ، كانت في الشعور اللي ملازمني إن فيه حاجة غلط ، شعور إني مُراقَب طول الوقت ، إن فيه حد ورايا بيراقبني في كُل حركة و كُل نفس ، شعور إني مش لوحدي في الأوضة !!
الموضوع مُثير للقلق و مُرعب لكنه مُحتمل و بعد شوية وقت كُنت قدرت أتعوِّد عليه ، أو علي الأقل كُنت فاكر إنه مش مُرعب لحَد ما بدأ الوضع يتغيّر من شهر تقريبًا ، ساعتها كُنت في أوضتي بتفرج علي التليفزيون علي برنامجي المُفضل ( شكرًا للمرضة نانسي مرة تانية ) لمّا حسيت بنفس سُخن ورايا ، أنا كُنت قاعد علي السرير ضهري مستود بالسرير و المخدات و ورا السرير حائط فمُستحيل حد يكون ورايا ، مع ذك حسيت بنفس سُخن علي مؤخرة رقبتي ، حسيت بخوف مالوش حدود ، سمعت صوت همس خافت ، مش قادر أحدد الكلام لأن الصوت واطي لكن أنا مُتأكد إن مينفعش حد يكون ورايا ، رغم كده عينيّا إبتدت تتملي بالدموع ، معدل دقات قلبي زاد لدرجة إن صدري بدأ يوجعني ، جسمي كُله إبتدي يتملي عرق بارد من الخوف و التوتر
بالصُدفة المُمرضة نانسي كانت معديّة أدام الأوضة و قررت تخرجني برا شوية !
.
غالبًا هيّ قررت تخرجني برا لأنها شافت خوف في عينيّا ، حاولت تهديني و سألتني إيه اللي حصل ؟ ، بس حطوا نفسكم مكاني ، هرد أقولها إيه ؟ ، حسيت بحد واقف ورايا و بيهمسلي حاجة مش فاهمها ، بصعوبة أخفيت خوفي و حاولت أستجمع شجاعتي و أنا بقولها : " مفيش حاجة "
سابتني في الصالة شوية أرتاح و بعدها رجعتني تاني أوضتي في ميعاد نومي ، طبعًا مش محتاج أقولكم إن مجاليش نوم طول الليل اليوم ده !
إسبوع مر بسلام و ما إتكررش فيه حاجة لدرجة إني بدأت أنسي اللي حصل ، كُنت في سريري بحاول أنام و قبل ما أنام بلحظات سمعته مرة تانية ، المرة دي الصوت كان أعلي و أوضح شوية ، مش عارف أشرحلكم دا إزاي بس الصوت كان خافت و رغم كدا مخيف و مليان شر و حقد ، صوت رفيع كأنه لطفل بس نبرته نبرة صوت راجل بالغ ، بصوا تخيلوا كدا راجل صوته أجش بيحاول يقلد صوت بنت صُغيّرة ، المرة دي كُنت قادر أميِّز الكلام ، الصوت الهامش كان بيقولّي : " جايلَك قُريّب ! "
حسيت إن الدم نشف في عروقي و جسمي كُله بقي بارد جدًا زي التلج ، الصوت برضه جاي من ورايا ، حاسس بنفس سًخن ، غمضت عينيّا ، مقدرتش أعمِّل غير كدا ، تظاهرت بالنوم ، دعيت في سري كتير أوي ، منمتش طول الليل لكن برضه باقي الليلة مر بسلام و محصلش أي حاجة !!
.
الأسبوع اللي بعد كدا كان مليان رُعب ، كُنت بسأل نفسي كُل يوم ألف مرة ، اللي حصل دا كان بجد ؟؟
أنا بهلوِّس ؟
بحلَم ؟
حسيت بالخوف و الرُعب .. حسيت بالوحدة .. حسيت بالفزع .. حسيت بالعجز !!
و مر أسبوع بالظبط لمّا الموقف إتكرر مرة تالتة ، نفس الصوت ، زي ما يكون راجل بيقلد صوت بنت صُغيّرة ، الصوت المرة دي كان أقرّب و أعلي ، كان ورايا بالظبط ، كان بيهمسلي : " أنا جاي وراك من العالم الآخر "
سكت ثواني و بعدها همس لي : " أنا جايلك ، قربت منك جدًا "
حاسس بنفسه السُخن من ورايا ، حاسُّه قريب مني جدًا ، بدأت أعيّط من كُتر الخوف ، صرخت بفزع ، صرخت لحَد ما صوتي راح ، كُنت بعيّط بخوف و رُعب
.
دلوقتي عدي 6 أيام علي تكرار الصوت لآخر مرة ، النهاردة بالليل هييجي يهمسلي ، منمتش كويس الأيام اللي فاتت ، الشيء ده إتبعني من العالم الآخر لمّا مُت قبل ما يقدروا يرجعوا قلبي للحياة مرة تانية ، قلبي و إحساسي بيقولولي إنه جاي في مُهمة مُحددة ، حاسس بخوف أكبر المرة دي ، حاسس برُعب مش طبيعي
هو هيجيلي النهاردة ..
مفيش بإيدي غير إني أستناه
إدعولي
.
.شرح القصة.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم