٥١

2.2K 109 4
                                    

للمرة الأولي أكون شاكر لإيمي إنها قررت تاخد اللاب توب بتاعها معانا المُخيّم ، لا هو شاكر مش هيبقي المُصطلح الأمثل في الحالة دي خصوصًا و إني عارف إن حياتي مُمكن تنتهي في أي لحظة دلوقتي ، لكن لحُسن حظي إن إيمي مهووسة بالإنترنت فاللاب توب موجود و الإنترنت مفتوح و هحاول أختصر الوقت عشان أحكيلكم حكايتي قبل ما يحصلّي حاجة ...
أنا دلوقت نايم علي السرير اللي هيكون المكان اللي هموت فيه و بحكيلكم اللي حَصَل ، السرير مُريح .. الأوضة واسعة .. التليفزيون كبير .. الإضاءة جيدة ، قلبي بيدق بقوة و بسُرعة كأني كُنت بجري ، بس في الحقيقو هوّ بيدُق بالشكل ده من كُتر الخوف ، الخوف من فكرة إني هموت قبل شروق الشمس في غُرفة فندق ، فكرة إني عارف ميعاد موتي و عارف إني مش هعرف أعيش حياتي الطبيعية مرة تانية
و لكُل حاجة سبب و أنا لازم أحكيلكم السبب ، السبب اللي مخلي قلبي بيدُق بصعوبة ن كُتر الخوف ، السبب اللي مخليني مش قادر أقاومهم و مُستسلم لفكرة موتي
بيسموهم " الهادئين " ، أو بمعني أصح الراجل العجوز اللي في القرية المهجورة بيسميهم كده ، القرية اللي قبل المُخيّم ، بيقول إن ده الإسم اللي القدماء سموا بيه الأشكال اللي بتتحرك في الظلام .. الحاجات اللي بتختبئ في الظلال .. الحاجات اللي بترقص تحت ضوء القمر من غير ما نقدر نشوفها
خلوني بس أحكيلكم قصتي ...
كان يوم مُشمس و جوه لطيف ، مش مصدق إن مر يومين بس علي اليوم ده ، وقتها أصحابي كانوا لسّه علي فيد الحياة ، يا ريتنا ما رحنا و لا قررنا نخيِّم !
أول ما وصلت المكان حسيت إن فيه حاجة غلط ، مكان مهجور ، مفيش لافتات .. مفيش علامات تحذير .. مفيش أي حاجة ، حسيت إننا رحنا هناك تحت تأثيرهم .. أنا مُتأكد إنهم قادونا للمكان ده
كُنا ماشيين بالعربية وسط الأشجار ، أكتر من مرة سألت إيمي هل هيّ متأكدة إن هو ده الطريق الصحيح ؟ ، كانت بتقول إنها مُتأكدة إن هوّ ده الطريق الصحيح لكن هيّ مش عارفة مُتأكدة ليه ، إحساس داخلي بيقودها ، نهاية الطريق كانت مساحة خالية واسعة
مساحة عُشبية خالية مساحتها حوالي خمسين قدم ، مُحاطة من جميع الجهات بأشجار كثيفة ، خرجت من العربية و أنا بتلفت حواليّا ، المكان هناك صامت صمت تام ، مفيش أي صوت من أي مكان ، الملحوظة التانية اللي لاحظتها إن مفيش هنا أي حيوانات ، حتي مفيش طيور طايرة فوق المكان ده ، قطعة مُختلفة من العالم !
إتلفت حواليّا بحيرة ، بدوّر بيأس عن المُخيّم اللي إحنا جايينه ، كوخ واسع فيه مكان للنوم و مكان للإستحمام ، قهوة ساخنة و مناظر طبيعية ، لكن المكان أدام عينيا كان خالي تمامًا ، أنا اوز أنام في المٌخيّم اللي إخترناه ، مش هنا في مكان خالي مهجور وسط غابات كثيفة ، أنا مش عاوز أكون هنا !
لكن واضح إن المكان عجبهم ، بدأوا يطلعوا أكياس النوم و مُعدات التخييم بسعادة ، بدأوا ينصبوا الخيم ، كان شكلهم مُضحك ، لكن في النهاية كانوا نصبوا الخيم و قعدوا جنبها تعبانين ، الشمس بدأت تغرُب ، و أنا قلبي مقبوض من المكان السخيف ده ،  ولعنا نار عشان تدفينا ، توم قعد جنب النار بإسترخاء ، بعد شوية قرر يقوم يجيب بيرة ، فوجئ إن الحذاء بتاعه النار سيحته و هوّ مش حاسس ، ضحك بإستغراب ، رمي الحذاء بعيد وسط الظلام و ضحكنا سوا ...
مكًناش نعرف إن ده هيتسبب في مصيرنا المُظلم !
.
تاني يوم الصُبح صحينا ملقيناش توم ، مكانتش حاجة مٌقلقة يعني ، هوّ أكيد صحي بدري و قرر يتجول في المكان و يستكشفه ، بس بدأنا نقلق لمّا سيمون لاحظت الحذاء بتاعه ، الحذاء اللي النار سيحته كان مرمي جنب الخيمة ، الحذاء اللي هوّ رماه في الغابة بالليل
الحذاء كان جوا كيس النوم بتاع توم لكن توم نفسه إختفي بدون أي أثر !
إفترضنا إنه راح المدينة عشان يشتري حذاء جديد ، لكن مع مرور الوقت كُنا بنحس بتوتر ، و مع مُنتصف اليوم لمّا مرجعش التوتر بقي خوف ، المنطقة اللعينة دي مفيش فيها شبكة محمول نهائيًا ، قررنا نروح ندوّر عليه في الغابات الكثيفة المُحيطة بينا ، لكن مالوش أي أثر ، مفيش آثار أقدام خالص ، لما بدأ الليل يسيطر علي المكان بدأنا ندوّر بالكشافات لكن النور كان ضعيف و الغابات كثيفة و كانت النتيجة إن إيمي وقعت في مٌستنقع قذر ، الكشَّاف بتاعها وقع في المُستنقع ، إيمي دخلت في حالة هيستيرية من الخوف و التوتر ، قررنا نوقف البحث ، أنا كمان كُنت خايف ، سيمون كانت مُتماسكة شوية و قدرت تتماسك لحَد ما رجعنا عند الخيم ، قررنا نبات في الخيم للصُبح ، و الصُبح هناخد العربية لحد القرية القريبة من هنا ، دا المكان الوحيد اللي مُمكن توم يكون فيه
الصُبح إيمي كانت إختفت تمامًا ، كيس النوم بتاعها فاضي .. لا مش فاضي ، كان فيه الكشَاف بتاعها ، مليان طين من المُستنقع ، حسيت بالرعب بيملي قلبي في اللحظة دي ، سيمون كانت مُتماسكة و شايفة إنها هيّ اللي جابت الكشّاف و راحت امدينة تدوّر علي توم ، مقدرتش تتحمل فكرة غيابه ، أخدنا نفسنا و مشينا ناحية العربية ، مفيش مجال للتفكير .. لازم نروح القرية دي فورًا عشان نفهم كُل حاجة
و رغم طول الطريق إلا إننا منطقناش و لا كلمة واحدة بس !
.
في القرية لمّا بيعرفوا إننا كُنا بنخيم في الغابة مبيردوش علينا ، بيبصوا لينا بصات غريبة و مُريبة ، ساعات بيقولوا إنهم ميعرفوش حاجة لكن عينيهم فيها حاجة غريبة ، مخبيين علينا حاجة ، عارفين ايه اللي حصل ، فاهمين كُل حاجة بس مش هيقولوا ، حتي الظابط الموجود في القرية كان عارف ، بدأت أصرخ فيه لكن سيمون شدتني برا و قالتلي إني بدأت أتجنن و أفقد أعصابي ، الشمس كانت علي وشك الغروب ، قضينا النهار كله في القرية الملعونة دي
علي حافة القرية كان في راجل عجوز قاعد ، هو الوحيد اللي بان عليه الإهتمام ، قاعد أدام محل سندوتشات صغير ، المحل كان بيقفل لمّا وصلناله ، سمعنا بنتكلم سوا عن أصحابنا المفقودين ، بصلنا بصة غامضة و قالنا إننا لازم نستسلم و إننا مش هنلاقي أصحابنا مرة تانية ، قلبي كان هيقف لمّا قال كده ، قالي كُل حاجة أنا عرفتها دلوقت و كنت أتمني لو مقاليش أي حاجة
قالي إنهم عايشين في الغابات ، الأماكن المظلمة ، بيتحركوا بهدوء و بيطاردونا بهدوء و بياخدونا بهدوء ، كل حاجة بتروح في الظلام صاحبها بيروح وراها
حذاء توم اللي اترمي في الظلام ....
كشّاف إيمي اللي وقع في المستنقع المظلم ....
الحاجة اللي بتضيع في الظلام بترجع .. و صاحبها بيختفي في الظلام .. دا ضروري عشان نظام الكون ميختلش
سيمون بدأت تصرخ في الراجل إنه مجنون و بيقول أي كلام ، صوتها كان عالي و كلامها كان قاسي ، الظابط جه علي صوتها ، طلب مننا نرحل برا القرية حالًا ....
.
توقعت إن سيمون بعد الكلام ده هتهرب بينا من هنا ، لكن سيمون كانت مليانة غضب ، كلام الراجل إستفزها ، مشت بأقصي سرعة بالعربية ناحية المُخيم المهجور بتاعنا ، مكانتش عاوزة تسمع أي كلام ، بتترعش من الغضب ، نزلت من العربية بغضب ، صرخت بأعلي صوتها بتتحدي كُل الشياطين و الأشباح يظهرولها ، صرخت فيهم بتحدي ، شكلها كان مخيف في ثورة غضبها
فجأة وقعت علي الأرض ، بدأت حاجة خفية تشده امن رجلها جوا الغابة بوحشية ، كانت بتصرخ ، بدأت أعيّط من الخوف ، مش هكذب عليكم ، تبولت علي نفسي من شدة الخوف ، جريت زي المجنون ، زي اللي بتطارده شياطين الجحيم ، ركبت العربية و بأقصي سرعة خرجت من المكان الملعون ده
وقفت في مدينة معرفهاش ، لمحت فندق صغير فقررت أقضي الليلة هنا ، لمّا طلعت الأوضة إكتشفت حاجة مُهمة ، ساعتي وقعت مني في الغابة !
وقعت مني في نفس المكان اللي وقع فيه حذاء توم
وقعت في نفس الكان اللي وقع فيه كشاف ايمي
وقعت في نفس المكان اللي إختفت فيه سيمون
إفتكرت كلام الراجل العجوز
الساعة هترجع .. و أنا هختفي و إلا موازين الكون هتختّل
قبل ما أختفي لأني خلاص حاسس بوجودهم ...
دايمًا إحذروا من الهادئين
.
.شرح القصة

في البداية اللي كاتب الموضوع دا اختفي ، لقوا اللاب توب و الساعة في أوضة الفندق و هو مالوش أي أثر حتي الآن واء هو أو أصحابه
طب احنا ادامنا حاجة من الـ 2 ..
إما إن الهادئين دول حاجة غريبة عايشة وسط الغابة أو كائنات شريرة إحنا منعرفش عنها حاجة و إن الحكاية كده زي ما حصلت حقيقية
أو إن الولد دا كذاب و هو قتل اصحابه و ألف القصة دي و حبكها بالشكل المرعب دا عشان يختفي و يهرب من الجريمة
أنا شخصيا مصدق الإختيار الاول
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم

قصص رعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن