أنا عملت ... حاجات، حاجات مكانش لازم أعملها، ومش فخور إني عملتهم، لأن أنا ....
أنا بدمّر حياة الناس
مُمكن حد منكم يكون سمع عن حاجة أنا عملتها، مش هقدر طبعًا أديكم قايمة بالحاجات اللي عملتها، لأنها وبكُل بساطة أكتر من إني أفتكرها كُلها، عندي أكونتات كتير على مواقع زي تويتر، فيس بوك، إنستجرام ومواقع تانية كتير، يعني مثلًا عندي أكتر من 14 حساب على موقع تيندر لوحده، وباستخدام الأكونتات دي كُلها بتسلي بتدمير حياة الناس
خلوني أحكي لكُم علي أسوأ حاجات عملتها في حياتي
.
كان فيه بنت مشهورة على اليوتيوب، كانت بتعمل فيديوهات بتشرح فيها إزاي تستخدم برامج شهيرة وحاجات مُملة زي دي، لكنها كانت لطيفة جدًا، طالبة جامعية وفي وقت فراغها بتعمل الفيديوهات دي، مكانتش مشهورة لدرجة عالمية، لكنها كانت معروفة ولها جمهور كويس عارفها وبيحترمها وينتظرها، لقيت القناة بتاعتها بالصُدفة، كُنت قاعد زهقان وبقلّب على موقع تيندر ولقيت البروفايل بتاعها، وفي البروفايل محطوط لينك القناة بتاعتها، فرصة وجتلي وقررت أستغلها
الأكونت اللي بستخدمه على تيندر بيقول إني راجل رومانسي، دمي خفيف، طويل ووسيم، الصور اللي حاططها عليه صور موديل مش مشهور لكنه وسيم بشكل كافي عشان يلفت نظرها، في البداية إتكلمنا عادي وبعدين قربنا من بعض شوية، مش أول مرة أحاول أوقع حد في شباكي، كُنت عارف إيه اللي لازم يتقال وإمتي يتقال، قُلتلها إني بدرس في كُلية الطب وحلم حياتي إني أفتح عيادة مجانية لعلاج الغير قادرين، وفي أقل من أسبوع كُنت عارف إني بدأت تحبني
لكني قررت ألاعبها ببطء وهدوء، كُنا بنتكلم كُل يوم، بنبعت لبعض رسايل طول الوقت، استمرت علاقتنا لشهرين كاملين، عرفت خلالهم إن أهلها ناس مُتدينين جدًا، طلبت إننا نتكلم مكالمات فيديو أكتر من مرة وكُل مرة كُنت بتحجج بحاجة جديدة عشان أهرب من الموضوع دا، وفضلت وراها لحَد ما بعتت لي صورتها عارية
واستخدمت كُل الأكونتات اللي عندي على جميع مواقع التواصل الاجتماعي عشان أحُط الصورة ومعاها لينك الأكونت بتاعها ولينك قناة اليوتيوب في كُل مكان وفي جميع المواقع
والموضوع انتشر بسُرعة البرق، الناس بيحبوا الفضايح، وخلال إسبوعين بس الصورة كانت انتشرت وكُل الناس شافوها وعرفوا البنت، كُل كومنتات القناة بتاعتها بقت حاجات زي (عاهرة) أو (غير مُحترمة)، تويتر كان بينفجر بالصورة دي، وفي النهاية استسلمت، مسحت القناة بتاعتها ومسحت كُل الأكونتات بتاعتها، الفيديو الأخير بتاعها كانت بتعيّط فيه وبتعتذر عن غلطتها وقالت إن أهلها قرروا يحبسوها في البيت ومش هيسمحوا ليها تكمّل تعليمها
شُفت الفيديو دا ألف مرة، الشعور بالقوة وبالطاقة، شعور إني قادر أتحكِّم في مصائر البشر، شعور المتعة في إنك قادر تدمّر حياة أي حد، شعور مُذهل وغير طبيعي، دي كانت البداية وبسُرعة جدًا بقيت مهووس بفكرة تدمير حياة البشر
.
صدقوني، أنا كُنت شاطر جدًا في اللي بعمله، استخدمت أكونتاتي في استفزاز واحد من المشاهير على تويتر وفضلت أضغط عليه لحد ما خرج عن شعوره وقال في واحد من الكومنتات كلمة (زنجي قذر)، وبكُل بساطة خدت سكرين شوت ونشرته بنفس الطريقة اللي فضحت بيها البيت، خسر كُل الرعاة الرسميين بتوعه، عقود الإعلانات اللي عاملها مع شركات علي النت خسرها وخسر نصف عدد الفولورز بتوعه بالظبط، وفي النهاية خسر كُل حاجة واشتغل حارس أمن في مول
مرة شُفت مُمثل بيهزر مع واحد من المُعجبين بيه على الفيس بوك، أخدت الصورة بشكل ميبينش إنها هزار لكن خليتها تبان كأنها سُخرية وعدم احترام، ولأنه مُمثل شهير الصور انتشرت كتير جدًا وبسُرعة جدًا، ولغوا البرنامج بتاعه والفيلم اللي كان مُتعاقد عليه واعتزل واختفي، ومظهرش تاني من يومها
.
وغيرهم كتير، كتير جدًا جدًا، ومكُنتش بهتم، كُنت حاسِس إني إله، إله قادر يتحكم بمصائر الناس، قادر أنهي حياة شخص بضغطة زرار، وبقيت عايش عشان بس أدوّر على ضحايا جُداد أدمرهم
إحساس إني كبير والباقيين صُغيّرين كان إحساس مُذهل، كُنت بستمتع بتدمير الآخرين، أنا إله وهُمّا مُجرد نمل، حشرات قادر أسحقها تحت حذائي، والناس أغبياء وبيحطوا كُل معلوماتهم وتفاصيل حياتهم على الإنترنت
لكن كُل حاجة إتغيّرت إمبارح!
.
كان يوم عادي جدًا، بتجوّل على تويتر وبشوف إيه الجديد، جالي رسالة إنبوكس، في البداية فكّرت إنها رسالة عادية لكن لمّا فتحتها فوجئت إنها مبعوتة من واحد من الأكونتات بتاعتي، مكتوب فيها جُملة واحدة:
(أنا عارف إنت مين)
حاجة غريبة، بس قُلت يمكن دا فيروس ما، دخلت على الأكونت اللي كان مُخترق وفتح معايا عادي، حذفته بالكامل وكُنت على وشك أنسى كُل حاجة عنه، لكن جالي رسالة تانية من أكونت تاني، برضه من الأكونتات بتاعتي ومكتوب فيها جُملة واحدة بس:
(أنا عارف شكلك الحقيقي)
بدأت أحس بالارتباك، قبل ما ألحَق أتصرف جالي رسالة كمان وبرضه فيها جُملة واحدة
(جه الوقت اللي لازم تكفّر فيه عن خطاياك)
بدأت أقلق، الموضوع مش موضوع فيروس، دا حد بيلاعبني بنفس طريقتي، تليفوني رن، رسالة، مسكت التليفون وشُفتها، رسالة من رقم محجوب، جُملة واحدة:
(إنت ولا حاجة)
بدأت أخاف، إيه اللي بيحصل؟، فيه حد قدر يخترق حساباتي؟، بس مين اللي هيعمل كدا؟، أنا حريص جدًا وواعي جدًا، عمري ما بستخدم أي أكونت أكتر من اللازم، مبنشرش أي معلومات خاصة عني أبدًا، الكومبيوتر بتاعي متأمن كويس، إزاي حد يقدر يخترق حساباتي كُلها بالشكل دا؟، جاب منين رقم تليفوني؟، اللي بيحصل دا سيء
بس اللي هيحصل أسوأ
.
دخلت بسُرعة على الأكونتات بتاعتي على الفيس بوك، بغيّر الباسووردات بتاعتهم بسُرعة، لكن فجأة ... لاحظت إن واحد منهم منزل بوست جديد، قلبي كان بيدق بقوة وأنا ببُص على البوست
كان منزل قايمة بكُل حاجة عملتها في حياتي، أسماء الضحايا بتوعي، وصف تفصيلي لكُل حاجة عملتها معاهم، إزاي دمرت حياتهم، تفاصيل كُل حاجة عملتها، وكاتب في آخر البوست اسمي بالكامل ورقم تليفوني وعنوان بيتي بالتفصيل
حسيت بالخوف، مسحت البوست، يا ترى حد شافه؟، إيه اللي بيحصل دا؟
جسمي كُله بدأ يترعش، لو هو قدر ينزل البوست دا على أكونت منهم، معني كدا إنه ....
بسُرعة دخلت أكونت تاني وتالت ورابع، البوست نازل في كُل أكونت، حاولت أمسحهم بأقصى سُرعة، بس أنا عندي أكونتات كتير
مئات الأكونتات
كُل حاجة عملتها في حياتي، أسماء الضحايا بتوعي، وصف تفصيلي لكُل حاجة عملتها معاهم، إزاي دمرت حياتهم، تفاصيل كُل حاجة عملتها، وكاتب في آخر البوست اسمي بالكامل ورقم تليفوني وعنوان بيتي بالتفصيل
كُل حاجة اتكشفت
.
خايف أخرج من بيتي، أنا مُتأكد إنه بيراقبني، مستني يعاقبني، انا عارف إنه أكيد واحد من الضحايا بتوعي، مش عارف أعمل إيه أو أتصرف إزاي، هتصل بالنجدة، بس هقولهم إيه؟، رفعت سماعة التليفون واتصلت بيهم
قبل ما يردوا عليّا جالي رسالة على تليفوني فيها كلمة واحدة: " بلاش ... "
بيراقبني!
بس منين؟، مركّب كاميرات في شقتي؟، اخترق الكاميرات بتاعة تليفوني؟، بيراقبني حالًا وعرف إني هتصل بالنجدة، مش عارف أعمل إيه؟، مش عارف أتصرف إزاي؟، هيستنى لمّا أخرج ولا هيدخُل يعاقبني
إيه اللي بيحصل؟
أنا كُنت بمتلك القوة
كُنت قادر أتحكِم في مصائر الناس
أنا الإله
أنا اللي دمرت حيواتهم كلهم
دلوقتي أنا ولا حاجة
دلوقت أنا لا شيء.
.
.
#بكرة مفيش قصة جديدة لدواعي السفر
و إن شاء الله يوم الأحد نرجع
.
لقوه ميت في شقته، مقتول ببشاعة والبوست دا مكتوب على ملف وورد على الكومبيوتر بتاعه، حب يوثق إيه اللي حصل عشان لو مات يعرفوا الجاني
أنا مُتأكد إن واحد من ضحاياه قدر يوصله وحب ينتقم منه
بس المُشكلة مش في كدا، المُشكلة في حاجتين:
الغول المتوحش اللي اسمه التكنولوجيا اللي سمحنا له يدخُل بيوتنا ويعرف عننا كُل حاجة، فيه ناس يا جماعة بينشروا كُل تفاصيل حياتهم على السوشيال ميديا وفخورين بدا
وإحساس الغرور والقوة اللي بيوصل شخص لإنه يتحكم ف مصائر الناس، يدمر حياة دا وينهي شغل دا ويبوظ كارير دا
إحنا وحشين أوي لمّا بنقدر نتحكم في بعض
مساءكم جميل