١٢٥

1.5K 137 3
                                    

كُنت قاعدة في استراحة المُمرضات، بقرا جريدة من جرايد النهاردة، وبشرب القهوة بتاعتي، لمَّا فجأة أولجا – المُمرضة التانية اللي معايا في الوردية – خبطتني في إيدي
قالت وهي بتضحَك: " البنت الصُغيرة بتحاول تهرب "
" إيه؟ "
شاورت على الشاشة اللي أدامنا واللي بنشوف من عليها كاميرات المُراقبة
مادلين كانت واقفة في الممر، صورتها مش واضحة وزي ما تكون باهتة
استقبلنا مادلين الساعة 8:23 مساءً، بنت صُغيَّرة، عندها حوالي 6 سنين، وشها كان غرقان دم، وقعت من فوق السلم، دكتور طومسون طلب إنها تبات معانا لحَد ما تفوق من الغيبوبة عشان يتطمِّن عليها
بصيت للشاشة وأنا بقول بقلق: " لا، هي مش المفروض تقوم دلوقتي؟، وبعدين هي جابت الهدوم دي منين؟ "
مكانتش لابسة هدوم المُستشفى اللي المفروض إنها كانت نايمة بيها، دلوقتي كانت لابسة فستان أسود، وحذاء أسود لاكع، لبسها غريب أوي، شبه لبس الجنازات
كانت بتبص يمين وشمال باستمرار، كأنها مستنية حد يظهر في الممر
أولجا قالت وهي بتلعب في تليفونها: " طيب، هتقومي ترجعيها سريرها ولا لأ؟ "
قُمت من على الكُرسي وأنا بقول: " هروح أشوفها "
.
دخلت الممر وأنا بناديها: " مادلين، مادليـ ... "
بس فجأة الدم نشف في عروقي
مكانش فيه حد هناك
مشيت ناحية غُرفتها وأنا بنادي عليها: " مادلين؟ "
كانت نايمة في سريرها، لسَّه لابسة لبس المُستشفى والمحلول بتاعها متعلَّق
حاجة غريبة، رجعت تاني لاستراحة المُمرضات، كُنت خايفة بصراحة، أنا عارفة إن الأطفال ساعات بيكونوا مُخيفين، بس مُستحيل بنت عندها 6 سنين تقدر تشيل المحلول بتاعها
دخلت الاستراحة مرة تانية
أولجا بصتلي بدهشة وهي بتقول: " لقيتيها؟ "
قُلتلها بهمس: " آه، كانت نايمة في غرفتها، بصي ... هقولك حاجة غريبة أوي دلوقتي، بس أعتقد إنها مقامتش من سريرها أصلًا "
قالت وهي بتبتسم: " أنا خايفة أوي، تفتكري ممسوسة والشيطان هييجي يعذبنا زي الفيلم اللي شُفناه الأسبوع اللي فات "
قُلتلها بغضب: " متهزريش في الحاجات دي "
قالت وهي بتضحك: " إنتي خايفة أسخر من الشيطان المُخيف عشان ميقتلناش ... أنا خايفة منه أوي "
رجعت تاني أكمِّل قراية في الجريدة اللي كُنت بقراها قبل ما أقوم
.
الساعة 3:40 بعد مُنتصف الليل الموضوع إتكرَّر مرة تانية
ببُص بالصدفة على الشاشة، لمحت مادلين واقفة على باب أوضتها، لابسة فستانها الأسود المُقبِض
بس المرة دي كان باين عليها الخوف
قُلت لأولجا بصوت عالي: " بصي، مادلين خرجت تاني "
بمُجرد ما قُلت الجُملة دي، نور الممر اللي واقفة فيه مادلين بدأ يترعش، الصورة بدأت تبقي أغمق ومش واضحة أكتر
أولجا بصتلي بابتسامة شريرة وهي بتقول: " البنت الشيطانية دي تاني، إنتي خايفة منها ... صح؟ "
قلتلها بغضب: " لو إنتي شايفة إن دي حاجة عادية، قومي رجعيها أوضتها "
قامت ببطء وهي بتقول: " حاضر "
خرجت ناحية الممر، وأنا رجعت تاني أراقب الشاشة
لمبة كمان باظت في آخر الممر، الصورة لونها بقي أغمق، بس لسَّه قادرة أشوف مادلين واقفة أدام باب أوضتها، صحيح شايفاها بصعوبة جدًا بس شايفاها
كليك!
لمية كمان باظت
وواحدة كمان، وواحدة كمان، وبسُرعة جدًا الممر كان مُظلم، النور الوحيد اللي كان لسَّه شغَّال هو النور اللي فوق باب أوضة مادلين
همست لنفسي: " هنحتاج كهربائي الصُبح يشوف مشكلة النور "
لكن ساعتها شُفته
الدم نشف في عروقي وقلبي بطل يدُق
كان ظل، ظل عملاق ملامحه مش واضحة، بيقرَّب في الظلام، في البداية فكرته ظل أولجا
لكن كُنت غلطانة
.
كان ظل طويل، مُمتد من السقف للأرضية، قربت من الشاشة، إيه اللي أنا شايفاه دا؟
الظل كان أسود، ضخم، بيزحف وسط الظلام وبيقرَّب من مادلين
وقف جنب مادلين بالظبط
كان مُظلم وشرير، في البداية فكرت إن دي خُدعة من خدع الظلام، أو تهيؤات بسبب الظلام
بس مادلين كمان كان باين عليها إنها شايفاه
لأنها بدأت ترجع لورا بخوف وهي بتفرد إيديها على باب أوضة المُستشفى، كانت بتهز راسها بعُنف
الظل كان بيقرَّب
بيب! ... بيب! ... بيب!
بصيت على لوحة التحكُّم الموجودة في الاستراحة
لا
معدلات مادلين الحيوية كانت بتنخفض، معدل ضربات قلبها بيقل، ضغطها بيوطى
خرجت أجري ناحية الممر
ألوجا كانت لسَّه واقفة ورا باب الممر، ماسكة مقبض الباب بإيدها، نصف الممر كان مُظلم جدًا، بس لمَّا دخلت الممر مشوفتش الظل، ولا مادلين اللي المفروض واقفة على باب أوضتها
صرخت في أولجا: " كلمي دكتور طومسون، مادلين في خطر "
جريت على الأوضة
مادلين كانت لسَّه نايمة على سريرها
قلبها توقَّف تمامًا
جريت ناحيتها، شغلت جهاز الصدمات الكهربائية، لا، لا، أرجوكي، صرخت، أرجوكي، خليكي معانا، أرجوكي
بيب! ... بيب! ... بيب!
قلبها رجع يدق تاني، في نفس اللحظة اللي دكتور طومسون دخل الأوضة
وقعت على الأرض وأنا بعيَّط
.
مادلين فضلت معانا في المُستشفى كام يوم بعد كدا، زيادة اطمئنان مش أكتر، كانت بتتحسِّن بسُرعة، كُنت بجهز كُل حاجة عشان نسمح لها تخرج، كُنت نسيت تمامًا موضوع الظل الأسود
سألتها وأنا بقيس ضغطها: " عاملة إيه دلوقتي؟ "
قالتلي بابتسامة لطيفة: " الحمد لله "
بصت لأهلها وهي بتقول: " أنقذت حياتي "
ابتسمت بخجل وأنا بقولها: " أنا معملتش حاجة "
بصتلي بغضب وهي بتقول: " مش إنتي، أنا بتكلِّم عن ماجي "
سألتها بدهشة: " ماجي؟ ... ماجي مين؟ "
والدة مادلين بصت للأرض بطريقة غريبة، والدها حضنها وهو باين عليه الارتباك
وبعدين!
قُلتلها: " إنتي بقيتي تمام "
قالت وهي بتمسك إيد والدتها: " شكرًا "
خرجت هي ووالدتها من الأوضة، لكن والدها فضل واقف معايا
قال بابتسامة لطيفة: " شكرًا جدًا ليكي، إنتي أنقذتي حياة مادلين "
ابتسمت وأنا بقوله: " يعني مش ماجي "
بان عليه الارتباك بطريقة غريبة
فضولي كان أقوى مني، سألته: " مين ماجي بقي؟ ... صديقتها الخيالية؟ "
إتنهد وهو بيقول: " حاجة زي كدا، زوجتي لمَّا كانت حامل في مادلين ... كانت حامل في توأم "
قلبي بدأ يقف من الخوف وهو بيكمِّل
" توأم مُتطابق، واحدة منهم ماتت أثناء الولادة، مادلين عرفت لمَّا كبرت شوية، بس على ما يبدو إن دا كان خطأ، من يومها وهي بتشوف توأمها ماجي كأنها لسَّه عايشة وسطنا فعلًا "
سابني ومشى بعد ما شكرني تاني
سابني بفكَّر في توأم مادلين
ماجي اللي كانت واقفة على الباب
اللي مش باينة غير من الكاميرات بس
ماجي اللي كانت بتحميها
وبتنقذ حياتها
.

.هل ممكن قرين التوأم اللي ماتت تكون موجودة لسَّه عشان تحمي أختها من هجوم الكيانات الشريرة أو الشياطين
يعني قرين توأمها اللي ماتت هي ملاكها الحارس
لو لأ ...
إيه تفسيرك للي حصل، الاتنين الممرضات اللي شافوا بنت نسخة طبق الأصل من مادلين واقفة علي باب أوضتها عشان تحميها من الظل الأسود
وكلام مادلين إن ماجي هي اللي أنقذت حياتها.
:
.
.
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم

قصص رعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن