إحنا مش أغنياء .. بس برضه مش فقراء
كُنا عايشين في بيت صُغيّر في الريف ، البيت كان دور واحد .. أوضتين و حمّام و صالة و مطبخ .. سقف البيت في واحدة من الأوضتين كان مكسور و لمّا السما كانت بتمطر كانت الأوضة بتتملي مياه و كُنا بننام في أوضة واحدة ، بس في العموم البيت كان آمن و دافي
طبعًا لو كان البيت طبيعي مكُنتش هكون هنا بحكيلكم القصة دي
لمّا كان عندي 10 سنين إكتشفت لعبة مُمتعة أوي إسمها لعبة " خبّط علي الحيط " ، أنا اللي سميتها كدا ، اللعبة بدأت في ليلة من الليالي لمّا كُنت سهران أقرا في كتاب ، بابا و ماما صارمين جدًا بخصوص مواعيد النوم و القراءة في الظلام ، عشان كدا كُنت قاعد علي سريري ماسك كشّاف صُغيّر بسناني و بقلب صفحات الكتاب ، فجأة .. حسيت إني عاوز أعطس و مقدرتش أمسك نفسي و كانت النتيجة إن الكشّاف وقع علي الأرض و إتدحرج لحد ما خبط في الحيطة بصوت قوي
كتمت نفسي و أنا خايف ، أكيد بابا و ماما سمعوني و هتبقي مُشكلة خصوصًا إن بابا قاسي جدًا ، عدت دقيقة ... دقيقتين ... عشر دقايق و مفيش أي صوت ، تنهدت بإرتياح ، قمت من السرير بهدوء عشان أجيب الكشّاف لكن قبل ما أوصل له سمعت صوت خبطة علي الحيط من جوا
"تك"
وقفت مكاني ببُص للحائط بخوف ، أكيد بيتهيألي ... مش معقول في صوت جاي من جوا الحيطة
لكن سمعت صوت الخبط تاني
"تك .. تك"
المرة دي أنا مُتأكد .. مش بيتهيألي
.
مشيت ناحية الحائط ببُطء ، حطيت ودني علي الحيطة و بدأت أسمع ، سمعت صوت الخبط بيتكرر 3 مرات ورا بعض
"تك .. تك .. تك"
إبتسمت و حسيت إنها لعبة ، بدأت أخبّط علي الحيطة و أكرر نفس عدد خبطات اللي بيخبط ، و برغم الفرحة اللي أنا فيها عشان لقيت لعبة جديدة أضّيع فيها وقتي لكن سألت نفسي .. يا تري إيه سبب الخبطات دي ؟
شبح ؟؟ ... حيوان ؟؟ ... البيت مسكون ؟؟
و فضلت ألعب لعبتي الجديدة كُل يوم مع الكائن الغامض اللي بيخبّط من جوا ، أيًا كان نوعه فخلاص بقينا أصحاب و بقيت بحب ألعب معاه طول الليل ، بس بعد شوية وقت بدأت أحس إن الخبطات دي مش بتكرر بشكل عشوائي ، الموضوع مُختلف عن كدا .. زي ما يكون الكائن دا بيحاوِّل يوصلّي رسالة مُعينة بس أنا كطفل مش قادر أفهمها !!
في يوم قررت أكتشف إيه اللي قُصاد حيطتي من الناحية التانية ، لكن الأوضة اللي قصادها كانت أوضة الغسيل و فيها بس شوية هدوم عاوزة تتغسل و شوية كراكيب قديمة ، مفيش غير كدا ؟!
كملت لعبي مع الكائن دا لعدة ليالي لكن في النهاية فضولي اني أعرف سبب الخبطات إيه كان أقوي بكتير من متعتي باللعب معاه ، في النهاية قررت أقول لبابا !!
.
كُنا بنفطر الصُبح بدري لمّا حكيتله ، بص لماما بنظرة مفهمتهاش ، كان باين عليه القلق و التوتر ، فجأة بصلي بقسوة و قالي : " إنت ليه بتفضل صاحي بعد ميعاد نومك ؟ "
و فجأة تحول فضولي لمعرفة سبب الخبط لخوف من عقاب بابا ، إعتذرت بسُرعة و أنا بغيّر الموضوع و يبدو إن هو كمان كان عاوز يغيره ، بعد الفطار قالي إنه هيركب مصائد للفئران جوا الحيطان عشان صوت الخبط يتوقف
و من يومها صوت الخبط توقف نهائيًا !!
حاولت كتير أستدعي صديقي اللي بيلعب معايا لكن بدون فائدة ، صوت الخبط ما إتكررش تاني و لعبة ( خبّط علي الحيط ) توقفت بشكل نهائي
و مرت أيام .. أسابيع ... شهور ... و سنين
و بعد خمس سنين سمعت الصوت المُميز مرة تانية
"تك .. تك .. تك" !!
.
نفس الصوت ، نفس الطريقة و بنفس التكرار ، جريت علي الحائط بسُرعة ، حطيت ودني و بدأت أتصنت ، خبطت علي الحائط و سمعت صوت الخبط بيتكرر تاني
"تك .. تك .. تك"
لعبنا سوا شوية قبل الصوت ما يختفي فجأة تاني
لكن تاني ليلة و في نفس الميعاد الصوت إتكرر مرة تانية ، و اللعبة كمِلت ، المرة دي و بعد خمس سنين مكُنتش عاوز ألعب .. كُنت عاوز أعرف إيه سبب الخبط دا و بس !
و أخيرًا فرصتي جت
بابا و ماما خرجوا يتعشوا برا و سابوني في البيت ، صممت أدوّر علي سبب الخبط مهما كلفني الأمر ، دخلت أوضة الغسيل و بدأت أدوّر علي دليل ، لكن ماكنش في أي حاجة و قبل ما أخرج من الأوضة جاتلي فكرة
بدأت أخبّط علي الحائط الخشبي بالراحة .. و زي ما توقعت .. سمعت صوت يدل علي وجود تجويف ورا الحائط ، فضلت أدور بجنون لحد ما لقيته ، مقبض خشبي صُغيّر مُختبئ وسط الحائط بطريقة تخلي مُستحيل حد يشوفه أو يلاقيه إلا إذا كان عارف إنه موجود
فتحت الباب ببطء و لقيت وراه أوضة مُظلمة !
.
فضلت شوية لحَد ما عيني تأقلمت علي الظلام ، فتحت كشّاف موبايلي و وقفت أترعش ، حاسس بالخوف من اللي أنا شايفه ، الأوضة الصُغيرة السرية دي ، فيها بطانية صُغيرة مرمية بإهمال في واحد من أركانها ، لكن مش دا المُخيف بالنسبالي
المُخيف كانت السلاسل المعدنية المتعلقة علي الحوائط و الدم الجاف اللي ماليها !!
صندوق ورقي محطوط في ركن من الأركان ، مشيت ناحيته و رجليّا بتترعش ، قعدت علي ركبي و فتحته ، كان جواه كراسة صُغيرة قديمة ، مجموعة أخبار مقصوصة من جرايد مُختلفة ، حطيت الكراسة علي الأرض جنب رجلي و بدأت أقرا قُصاصات الجرائد
كُلهم كانوا بيتكلموا في نفس الموضوع ، أطفال مُختطفين !
( لا جديد عن طفلة ولاية إنديانا المفقودة )
( كاسندرا ذات الخمس سنوات إختطفت من الحديقة العامة )
( أماندا الصغيرة تم إختطافها من حديقة منزلها و هي تلعب )
في ركن الصندوق كان فيه قصاصة باين عليها إنها أحدث منهم ، فتحتها و بدأت أقرا الخبر اللي مكتوب فيها
( إختطاف طفل يبلغ من العمر أربع سنوات من أحد الأسواق التجارية )
تحت الخبر كان صورة حد أعرفه كويس أوي
صورتي و أنا عندي أربع سنين !
هربت من البيت بدون تفكير ، قررت ما أبلغش عنهم ، قلبي مش قادر ينسي إنهم بابا و ماما حتي لو خطفوني
اللي خلاني أحكي دا دلوقتي بعد ١٥ سنة إني شُفت بابا إمبارح و معاه طفلة عندها حوالي ٤ سنين
انا مش عارف أتصرف إزاي !
.
.شرحبيخطفوا الأطفال و هو شخصيًا واحد من ضحاياهم و مخطوف من أهله فهرب
لكن تعالوا نشوف القصة سوا
الأوضة فيها سلاسل عليها دم جاف يعني فيه عمليات تعذيب بتحصل في الأوضة دي و دا هيبرر لنا ليه الثلاث ضحايا اللي قبله مش موجودين في البيت
طب صوت الخبط اللي بيسمعه ؟
من الواضح إن دي كانت ضحية محبوسة في الأوضة دي و بتحاول تتواصل معاه و هو نفسه قال إن حد بيحاول يوصله رسالة
و أغلب الظن الصوت لمّا إتكرر بعد خمس سنين كانت ضحية جديدة بتحاول برضه تتواصل مع أي حد
طب إشمعني هو اللي أهله ربوه و قتلوا و عذبوا الباقي ؟
لأن لو قريتوا الأخبار هتلاقوا إن كُل الضحايا اللي قبله بنات ، هو كان الولد الوحيد فواضح إنهم بيقتلوا البنات و يعذبوهم
ليه ؟
و رحمة جدي ما أعرف
..
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم