أنا و زوجتي إتجوزنا من ست سنوات ، إتقابلنا أثناء دراستنا فيي الكلية ، عرفتها عن طريق أصدقاء مُشتركين ، اللي شدني ليها كان شخصيتها ، كانت دايمًا مُبهجة و إيجابية جدًا ، لمّا إتقابلنا إتفقنا إننا هنؤجل موضوع خلفة الأولاد شوية ، لكن بعد الزواج لقينا نفسنا عاوزين طفل صُغير ، و بالفعل بعد شوية كاتلين كانت حامل في بنت ، و دي كانت واحدة من أجمل الحاجات اللي حصلتلي في حياتي
و بعد فصل الخريف كانت بنتنا وصلت بالسلامة ، من حُسن حظنا إنها كانت شبه كاتلين مش شبهي ، كانت جميلة و مبهجة و روحها حلوة ، و بدل ما كان عندي كاتلين واحدة مبهجة بقي عندي إتنين و الإتنين مبهجين ، قررنا نسميها بيلا ، زي إسم ماما اللي ماتت بعد أيام من ولادتها
.
أنا فاكر لمّا كُنت صُغيّر ، ماما كانت بتحميني زيادة عن اللزوم ، في مرة كان فيه ولد أكبر مني في المدرسة و كان بيضربني و يشتمني بإستمرار ، معرفش هل أهله مربوهوش بشكل كافي و لا هو كان عارف إني أحسن منه ، لكنه كان بيكرهني بشكل غريب و بدون سبب مُقنع ، وقتها كان عندي مشاكل في ضهري و كنت بلبس حزام داعم علي جسمي عشان يحميني من آلام الإصابة دي ، بمُجرد دخولي المدرسة الثانوية أهلي قرروا إن دا الوقت المُناسب إني أعمل العملية و أتخلص من الإصابة و الألم دول
الولد المُتنمر دا كان إسمه جو و في التوقيت دا كان بيعذبني بطريقة بشعة ، مرة سرق الشنطة بتاعتي و جري بيها ، كُنت عارف إني مش هقدر أجري وراه بسبب إصابة ضهري ، لكني ضغطت علي نفسي و تحملت الألم و جريت وراه ، دخل زقاق جانبي فدخلت وراه و فوجئت إن ماما واقفة ماسكاه من إيده بعنف و في إيدها التانية شنطتي ، شدته من إيده بغضب و عنف لحَد بيته و هناك حكت لأمه كل حاجة ، و يبدو إنها كانت قاسية علي أمه بما فيه الكفاية لأن والدته ضربته بشكل مبرح و طلبت منه يبعد عني و يسيبني في حالي
يومها ماما وعدتني إنها تفضل دايمًا تحميني
.
اللي مكُنتش متخيله إنها تموت و تسيبني و أنا عندي 29 سنة ، لكن المرض كان أقوى منها ، عرفنا الخبرين في نفس اليوم ، خبر إصابة أمي بمرض نادر و إنها في مرحلة متأخرة ، و خبر حمل زوجتي في بيلا ، الدكاترة قالوا إن أدامها شهر تعيشه لكنها قدرت تقاوم المرض و تحاربه لمدة 6 شهور كاملين ، و بعد ولادة بيلا بأيام ماتت أمي ، قاومت مرضها و حاربته عشان بس تتطمن عليّا و علي بنتي و لمّا إتطمنت رحلت بسلام
أما كاتلين فكانت محامية كبيرة ، دايمًا برا البيت لظروف شغلها ، دايمًا مضغوطة و متوترة ، عشان كدا لمّا بيلا جت قررنا إني أستقيل و أقعد أنا في البيت لأن شغلها أهم و مرتبها أكبر ، إتفقنا إني أول سنتين هراعي البنت و بعد كدا هنوديها الحضانة و أدوّر أنا علي شُغل جديد
لكن كُل دا إتغيّر بعد 3 شهور ، يوم عيد ميلادي الـ 30 ، كانت ليلة باردة من ليالي يناير ، أول عيد ميلاد بدون أمي ، وحشتني أوي ، و رغم حالتي النفسية السيئة بسبب إنها واحشاني إلا إن بيلا قررت تخلي الأمور أسوأ ، بقالها 3 ساعات بدون توقف ، مش عارف مالها و بتعيّط كدا ليه ، زهقت و حسيت بصبري بينفذ ، قررت أخرج برا البيت عشان أدخن سيجارة قبل ما أرجع أشوف بيلا مالها ، التدخين .. أكتر عادة أمي كانت بتكرهها فيّا ، لكن أنا دلوقتي مش مُهتم ، أنا تعبان و زهقان و لو مدخنتش هنفجر في بيلا بشكل غير طبيعي ، سبتها في العربية بتاعتها في الصالة و خرجت برا البيت عشان أدخن براحتي
خمس دقايق .. كل اللي قضيته برا كان خمس دقايق ، لاحظت خلالهم إن بكاء بيلا توقف ، فكرتها نامت ، قررت أخلص سيجارتي و أدخُل أتطمن عليها ، سرحت لثواني فكرت فيهم في أمي ، كان نفسي تكون معايا و تساعدني ، دخلت البيت و بمُجرد دخولي عرفت إن حاجة غلط حصلت ، البابب الخلفي كان مفتوح تمامًا رغم إني مُتأكد إني قافله ، دخلت الصالة بدوّر علي بيلا ، لكن عربيتها كانت فاضية
بيلا إختفت تمامًا !
دورت في كُل مكان زي المجنون ، لكن بنتي خلاص .. إتخطفت !
.
الشُرطة محاصرة البيت و بتفتشه كويس بحُثًا عن أدلة ، زوجتي بتعيّط بإنهيار ، ظابط مصمم يستجوبني للمرة الـ 15 بدون ما يمل أو يزهق ، حكيتله اللي حصل بالتفصيل
قالولي أفضل جنب التليفون و هُمّا لمّا يوصلوا لحاجة هيتصلوا بيّا ، مش فاهم إزاي يطلبوا مني أفضل في البيت و فيه حد خاطف بنتي ، شيء مُستحيل طبعًا
لمُدة 3 أيام فضلت جنب التليفون بدون نوم سواء أنا أو كاتلين ، و بعد 72 ساعة بالظبط إتصلوا بينا
لقوا البنت !!
.
رحت علي المُستشفى أنا و كاتلين بأقصى سُرعة ، قالولي إنهم لقوا البنت في مزرعة قديمة مهجورة ، كانت بردانة و جعانة بشكل مش طبيعي ، لكنها كانت بخير ، لكن الشخص اللي خطفها مكانش بخير .. أبدًا !
قالولي إنهم لقوا الإتنين اللي خطفوها كأن حيوان مفترس قطعهم تمامًا ، أجسامهم مليانة جروح و خدوش و كدمات و مدبوحين بوحشية
قالولي إن البنت محظوظة إن الحيوان المفترس اللي عمل فيهم كدا مجاش جنبها ، و قالولي كمان إن اللي ماتوا دوا من تُجار الأعضاء البشرية المشهورين ، خدنا بيلا من المستشفى و رجعنا البيت ، ركبت كاميرات مراقبة و جهاز إنذار و مش هسيبها تبعد عني تاني أبدًا
بالليل صحيت علي صوت التليفون ، الساعة كانت 3:57 بعد مُنتصف الليل ، نفس التوقيت اللي ماما ماتت فيه ، كُنت حاسس إن المكالمة دي لها علاقة بأمي
رفعت السماعة و سمعت صوت همس هادي ، كان صوت ماما بتقولي : " يا رب تكون إتبسطت من آخر هدية مني .. و بطّل تدخين من فضلك "
الخط إتقطع ، إبتسمت و أنا برجّع سماعة التليفون مكانها تاني
ماما هتفضل طول عمرها تحميني
شكرًا يا ماما
.
.قصة النهاردة من القصص اللطيفة اللي بتدفي القلب
روح الام اللي مصممة تفضل الملاك الحارس لابنها و تكمِّل في حمايته حتي بعد رحيلها
لكن المرعب هنا كان عقاب الأم للخاطفين و اللي كان قاسي و مخيف
طبعًا عارفين و فاهمين موضوع الروح دا
ان حضرتك لو مش مؤمن بموضوع الروح دا بنشيله و نحط مكانه اي مصطلح يعجبك زي القرين ، الجان أو مرتضى منصور
بس بلاش ندخل في جدالات و نقاشات هتضيع وقتنا كلنا#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم