لمّا قابلت تاباثا لأول مرة كُنت في حالة صدمة و ذهول من جملها الغير طبيعي ، شكلها جميل ... روحها جميلة ... عقلها جميل ... دمها خفيف
كان فيها كُل حاجة مُمكن الواحد يحلم بيها و زيادة شوية
الموضوع بدأ بتعارف عادي ، بقينا أصدقاء ، بدأنا نتعلق ببعض ، أصدقاء قُريبين جدًا ، عُشاق ، زواج ... و أخيرًا كللنا زواجنا بطفلة جميلة
حياتي معاها مكانش ليها مثيل ، كُنت أسعد راجل في الدُنيا ، مُستعد أواجه الكون كُله و هيّ جنبي ... و هنتصر
كانت مثالية ...
سوا كُنا مثاليين ...
.
في ليلة فاكرها كويس ، كُنا نايمين علي سريرنا في أوضتنا ، بنستعد للنوم ، كُنت حاضنها و مغمض عينيا ، فجأة سمعت صوتها بتهمس : " هـلاقيك "
فتحت عينيّا و بصيت ليها بعدم فهم ، كانت بتبصلي بحُب و هيّ بتقول : " مهما حَصَل ... هـلاقيك "
سألتها بحيرة : " إيه ؟ "
قالتلي بحُب : " هـلاقيك ... لمّا أموت ، هعرف ألاقيك "
مقالتهاش بطريقة مُقلقة أو بطريقة مُخيفة ، بالعكس تمامًا قالتها بطريقة حلوة جدًا و مليانة حُب و حنان
و الطريقة اللي قالتها بيها خلتني مُتأكد إنها لو ماتت هتتحدي كُل حاجة و كُل الصِعاب عشان ترجع لينا و تلاقينا ، عشان أنا و كايلا بنتنا منبقاش لوحدنا ...
.
بفتكر الليلة دي كأنها حصلت من قرون ، مع إنها كانت من 5 سنوات بس ، تاباثا ماتت بعد الليلة دي بفترة قصيرة
تاباثا وحشتني أوي ....
كايلا دلوقتي عندها 7 سنين ، كُل يوم تسألني عن والدتها و هيّ هترجع من السفر إمتي ....
الموت مش عادل ، بياخد الناس من بعض
مش هقولكم إني نسيتها
لكن في الحقيقة أنا بدأت أقابل واحدة تانية ، إسمها كريستا ، بتعامل كايلا حلو و بتحبها
تاباثا لو هنا كانت هتحبها و كانت هتحب فكرة إن حد بالحنان ده بيهتم بكايلا ، حد بالرقة دي بيساعدني أكمِل في حياتي ، حد بالعقل ده بيساعدني في تربية كايلا بطريقة صحيحة ، أتمني أكون إتصرفت صح لمّا قابلت كريستا
بس زي ما إنتم عارفين ، محدش بيشوف نفسه علي خطَأ و دايمًا بخترع تبريرات لتصرفاتنا الغَلَط
.
من 3 أو 4 أسابيع كُنت سايق عربيتي و راجع من واحدة من رحلات العمل المُتعبة بالنسبة لي ، محتاج أنام جدًا و عينيّا بتقَفِل و أنا سايق ، سيجارتي قربت تخلص ، و ماسك مشروب طاقة في إيدي يمكن يساعدني إني أفضل صاحي و مركِز ، عليت صوت الكاسيت شوية ، أغنية لتيد زيبيلين
تاباثا و كريستا ... كريستا و تاباثا
مفيش ست في الكون زي تاباثا ، مع إحترامي و تقديري لكريستا طبعًا ، لكن كريستا عُمرها ما هتبقي زي تاباثا مهما حَصَل
( جـون ! )
تقريبًا قلبي وقف من شدة الخوف و أنا سامع حد بينده عليّا ، الصوت مش بيسكُت ، بيتكرر بطريقة مُخيفة
( جـون ! )
( جـون ! )
( جـون ! )
وقفت بالعربية علي جنب و جسمي بيترعش من الخوف ، أنا مش مجنون ، أنا مُتأكد إني مش مجنون
بس ...
بس دا صوت تاباثا ....!
هيّ تاباثا بس صوتها حزين ...
( جـون ! )
جسمي كُله بينتفض من الخوف و أنا سامعها بتنده عليّا ، مش عارف أتصرف إزاي ، عينيّا بتتملي دموع
مش عارف حزن علي تاباثا و لا خوف منها !
.
بصوت مليان خوف قلت لنفسي : " إيه اللي بيحصل ! "
( جـون ! )
سمعتها بتنده إسمي تاني ، مش عارف الصوت جاي منين ، مش عارف ليه صوتها مليان حُزن بالشكل ده
( جـون ! )
( أنا ... أنا لـ ... لـقيتك ! )
فجأة الخوف شل جسمي كُله ، حتي إرتعاشة الخوف توقفت تمامًا ، الدم نشف في عروقي و أنا بفتكر كلامها ليّا
( الدنيا مُظلمة هنا ... )
( جـون ! )
( أنا خايفة أوي )
( جـون ! )
( أنـا وحيدة أوي )
مش قادر أتحرك و لا أنطق أي كلمة ...
( جـون ! )
( أنا خايفة ! )
( مش عايزة أكون وحيدة تاني ! )
( جـون ! )
( تعالي البيت ! )
.
الحاجة اللي فاكرها بعد كده هوّ صوت قوي ، ضوء قوي جدًا علي الشباك اللي جنبي ، راسي بتوجعني جدًا و نظري مش واضح ، الرؤية مُشوشة ، الصوت كان صوت ظابط بيخبط علي الإزاز اللي جنبي ، إتضح إن أغمي عليّا من كُتر الخوف جوا العربية
فتحت الشباك ، طبعًا أخدت مُخالفة لأني نايم في عرض الطريق ، هوّ إعتبرني نايم !!
رجعت البيت
البيت اللي فيه كايلا ...
البيت اللي فيه كريستا ...
لكن من جوايا كُنت حاسس و عارف إن ده مش هيبقي بيتي أكتر من كده ، لازم أواجه الحقيقة ، أنا بيتي مع تاباثا ، مش ده بيتي ، مش عارف المفروض أعمل إيه
بس اللي عارفه إني في يوم من الأيام هرجع البيت أحضن كريستا و كايلا كويس جدًا
هاخد كايلا علي جنب و أسألها بحنية لو هيّ مُستعدة عشان نروح نشوف والدتها ؟
هسألها لو تحب نروح البيت عند ماما ؟
تاباثا وعدتني إن مهما حصل هتلاقيني ، و وفت بوعدها
و أنا وعدتها مسيبهاش وحيدة أبدًا ، و جه الوقت اللي هوفي فيه بوعدي ليها
.
.
.
(شرح القصة)قصة النهاردة هي مزيج بين الرُعب النفسي و رعب الروح
رعب الروح هنا هيتمثل في حالة إن تاباثا قدرت بطريقة أو بأخري إنها ترجع بروحها عشان تلاقيه و تفضل معاه زي ما وعدته و ده أمر مُستبعد شوية
الرعب النفسي في إنه بيعاني من ضغوط نفسية أدت لإنه تخيّل تاباثا رجعت له و قرر يرجع هوّ كمان ليها
هوّ قرر ينتحر لكن أنقذوه و لمّا إتكلموا معاه عن أسباب إنتحاره قال اللي إنتم قريتوه ده#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم