103

1.8K 195 5
                                    

كُنت قاعدة في الكافيه لمّا جتلي رسالة مُريبة علي تليفوني
( هاي كارلي )
كان جايالي من رقم معرفوش ، بدأت أبُص حواليّا بدوّر علي الشخص اللي بعتهالي ، عملت كدا عشان عندي إحساس إني مُراقبة ، الترابيزة اللي أدامي عليها طفل قاعد بيشاغب أمه ، و اللي جنبها واحد قاعد مع حبيبته
كُنت متعودة أقعد في الكافيه دا ، واحد من أوسع و أقدم الكافيهات ، واجهته بتطُل علي منظر رائع و خلال الليل شكل القمر و السما بيكون حلو جدًا ، عشان كدا دا مكاني المُفضل و المكان اللي بحب أقضي فيه أكتر وقت مُمكن ، بحب أقعد في الركن الهادي لوحدي ، أتفرج علي الناس و أتخيّل بيعملوا إيه و بيقولوا إيه
قررت أرد علي الرسالة يمكن أعرف مين اللي باعتلي ، رديت برسالة : ( مين ؟ )
و جالي الرد فورًا : ( أنا عارف إنك مخطوبة .. بس إنتي فعلًا جميلة و لطيفة )
طيب .. هو عنده حق أيًا كان ، أنا فعلًا مخطوبة ، بس حسيت بإحساس حلو لمّا قالّي إني لطيفة و جميلة ، لكن برضه لسّه مش عارفة مين دا ، بعتله رسالة : ( مين ؟ )
و الرد جالي فورًا زي ما يكون مستني السؤال : ( أنا واحد متعرفيهوش )
إيه الرد الساذج دا ؟ .. طالما بسألك إنت مين يبقي طبيعي إنك حد معرفوش !
قررت أسأله السؤال بشكل تاني : ( جبت رقمي منين ؟ )
رد بسُرعة : ( مش مُهم جبته منين .. المهم إنك عاجباني )
.
للمرة التانية بيعاكسني بشكل لطيف و رغم إني كُنت مبسوطة في المرة الأولى إلا إني بدأت أخاف و أتضايق منه ، قبل ما أكمِّل في أفكاري جالي رسالة كمان : ( تعرفي .. جسمك كمان حلو أوي )
المرة دي خُفت فعلًا
الساعة 9:15 ليلًا و الكافيه شبه فاضي ، بدأت أحس بالتوتر و القلق ، بس أنا فضولي كان أقوى من خوفي ، عاوزة أعرف هو مين و جاب رقمي منين
بعتله رسالة : ( عاوز إيه ؟ )
رد علي طول : ( عاوزك إنتي )
يا الله !!
هو قاصد يبقى مُخيف بالشكل دا و لا هو بيتصرف بطبيعته ؟
يمكن  حد من اللي أعرفهم بيعمِل فيّا مقلب ؟
سألته برسالة : ( إحنا إتقابلنا قبل كدا ؟ )
رد بسُرعة : ( تفتكري لو إتكلمت عن نفسي .. هتصدقيني ؟ )
إيه علاقة إجاباته بأسئلتي ؟ ، هل هو بيتعمد كدا عشان أخاف منه ؟
و بعدها بثواني رسالة تانية : ( متخافيش مني .. أنا هجيلك بسلام .. و همشي من عندك بسلام )
توتري بدأ يزيد ، جسمي بيتملى عرق بارد و قلبي بيدق بسُرعة ، سألته برسالة : ( جبت رقمي منين ؟ )
رد عليّا : ( أنا في نفس الكافيه .. رقم تليفونك هو إسم البلوتوث بتاعك )
و كمِّل في رسالة تانية : ( قاعد وراكي )
قبل ما أبُص عليه بعت رسالة تالتة : ( أنا طلبتلك قهوة )
و رسالة رابعة : ( يا رب القهوة تعجبك )
و خامسة : ( هيندهوا عليكي عشان تستلمي قهوتك دلوقتي )
.
مقدرتش أتحمل أكتر من كدا ، خرجت من الكافيه بخطوات سريعة رايحة ناحية عربيتي و أنا بترعش من الخوف و أنا ببعتله : ( أنا مش مُهتمة بيك أو بقهوتك .. إشربها إنت )
رد برسالة حسيت فيها بغضبه : ( إنتي إزاي تسيبيني و تمشي ؟ )
قعدت في عربيتي بترعش ، ببُص ناحية الكافيه عشان أحاول أعرف هو مين ؟
جاتلي رسالة طويلة شوية ، كان بيقول : ( تعرفي بحب قهوتي إزاي ؟ .. زي ما بحب الست اللي معايا .. هادية .. سخنة .. و قبل ما أشربها تكون مربوطة في كيس أسود و محطوطة في الفريرز )
حاولت أبعتله رسالة لكن جالي الرد إنه مانع رقمي يبعت له أي رسايل ، عاوز يتمتع بإرعابي بدون ما أرد عليه حتي
بعتلي رسالة كمان : ( لازم تستعدي عشان هتكوني هدية للرب )
الكافيه شبه فاضي و مفيش حد جوا مُمكن يكون الشخص اللي بيبعتلي ، لكن في ركن الجراج البعيد المُظلم في عربية واقفة و جواها شخص مُختفي في الظلام ، ساعتها كُنت مُتأكدة إن هو دا
رسالة كمان جاتلي : ( متخافيش .. إنتي هديتي .. أنا الرب )
.
دوّرت عربيتي و مشيت برا الجراج كُله ، و زي ما توقعت ، عربيته إتحركت ورايا ، كان بيهدي لمّا بهدي و بيسرّع لمّا بسرّع ، كان ماشي ورايا و بيراقبني
بعت لخطيبي اللي حصل و بعتله كمان رقم العربية ، قالي إنه هيسيب شُغله و يجيلي علي البيت فورًا لكن أنا طمنته إني هقدر أتعامل معاه ، خليه هو يركز في شغله
اللي بيراقبني كان ذكي ، مش أول مرة يراقب حد ، قادر يراقبني بطريقة مش باينة و لولا إني عارفة إنه هو اللي بيضايقني مكنتش هعرف إنه بيراقبني
وصلت و ركنت عربيتي تحت البيت ، هو كمان ركن عربيته بعيد شوية
وقفت أدام باب البيت و طلعت مفاتيحي ، لمحته و هو بينزلمن عربيته
كُنت متوترة لدرجة إن المفاتيح وقعت مني ، كان بيقرب مني ، دوّرت علي مفتاح البت بسُرعة ، بقي قريب أوي ، فتحت الباب و دخلت و قفلت ورايا
.
أنا ساكنة في عمارة مكونة من 3 أدوار ، فتحت نور السلم عشان أشوف لكن جالي خاطر إنه هيشوفني من زجاج الباب الرئيسي فقفلت النور مرة تانية
دخلت شقتي في الظلام و بصيت من شباك المطبخ ، كان واقف تحت بيبُص علي البيت ، بيحاول يعرف أنا ساكنة فين و لوحدي و لا معايا حد
إختفي فجأة من أدامي و بعد عشر دقايق سمعت صوت ، كان بيتسلق علي الماسورة و الشبابيك و قدر يوصل للشباك بتاعي ، جريت ناحية السكاكين و أخدت سكينة تقطيع اللحم الضخمة و وقفت أترعش وسط الظلام
لزق وجهه في الزجاج وهو بيدوّر عليّا وسط الظلام ، غالبًا مش قادر يحدد مكاني ، إنسحبت بهدوء لغرفة نومي و أنا ببعت لخطيبي رسالة : ( الراجل الغريب عند شباك المطبخ )
بعت يتأكد : ( إنتي سبتي الشباك مفتوح .. صح ؟ )
طمنته إني سبت الشباك مفتوح ، عشان يقدر يتسلل منه و يدخل جوا البيت
وقفت ورا باب أوضة النوم ، لابسة نضارة الرؤية الليلية و مستنياه ، سمعت صوت خطواته بتقرّب ، فتح باب الأوضة بهدوء و بطء
دخل الأوضة ببطء و دي آخر هو حس بيها قبل ما السكين يدبحه ببطء ، كُنت بستمتع بقتله ، بحقق لنفسي أقصى درجات المتعة
الحاجة الوحيدة اللي ضايقتني إن جُثته وقعت علي السجادة ، و دا هيتطلب مني تنضيف كتير و متعب
فرانك خطيبي وصل بعد شوية و أخد الجُثة عشان يتخلص منها
بكرة هروح كافيه تاني ، هفتح البلوتوث عشان يوصلولي ، هلبس لبس مُثير عشان ألفت نظرهم
لازم أموتهم كُلهم عشان العالم يبقي مكان أحسن
إدعولي
.
.
.بنت و خطيبها قرروا يخلصوا العالم من المتحرشين بطريقتهم الخاصة
البنت بتدخل الكافيه و بتتحرك بطريقة تلفت النظر .. سايبة بلوتوث تليفونها مفتوح و كاتبة عليه رقمها .. المتحرش بيفضل وراها لحد ما تنجح في إستدراجه لبيتها و هناك بتقتله و خطيبها يتخلص من الجثة
بالطبع إتقبض عليهم و إعترفوا لكن لمّا تسمعها و هي بتتكلم تقع في حيرة أو معضلة أخلاقية
هل هي عندها حق في قتلهم و التخلص منهم بالطريقة دي عشان هما متحرشين ؟
و لا مش من حقها و فيه قانون يحاسب اللي بيغلط و مش من حقها تنصب نفسها حاكم و جلاد ؟
الواحد واقع في حيرة

#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم

قصص رعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن