46

2.7K 209 3
                                    

إزيكم ..
أنا ضيفة جديدة معاكم هنا ، أنا موظفة في الطوارئ ( الـ 911 ) ، في البداية أول ما إستلمت شُغلي كموظفة طوارئ في الـ 911 ، كُنت فرحانة و فخورة و فاكرة إنها مهنة سهلة و مش هتحتاج مني مجهود ، كُنت بقول إني محظوظة عشان بشتغل أحسن شُغلانة في العالم ، من صُغري نفسي أكون ضابطة شُرطة لكن فيه حاجة صُغيّرة منعتني من ده ، إني عمياء جُزئيًا للأسف ، حلم من أحلام حياتي كان إني أساهم في القبض علي المُجرمين و إني أمنع الأشار من إنهم يؤذوا الناس الطيبين لكن كُل ده إتغيّر بسبب مشكلة في نظري سابتني عمياء جُزئيًا ، لكن ميأستش و مستسلمتش ... دورت علي طريقة تانية أقدر أفيد بيها الناس لحَد ما لقيت المهنة دي و بكده أكون حققت جزء كبير من حلمي ..
.
لكن بعد شوية أدركت إني كُنت مُخطئة ، المهنة دي مش مهنة سهلة و مش مُهنة مريحة و متنفعش للضُعفاء ، ساعات مُكالمة صعبة بتيجي و تدوم لدقايق و تتقطع فجأة مُمكن تسيبك طول الليل في حالة صدمة و مش قادر تستجمع شتات أعصابك ، ساعات الموضوع أثره بيدوم لمُدة مُمكن تصل لأسبوع ، بتفضل تسأل نفسك عن حقيقة اللي إنت عشته و سمعته ؟ .. بتسأل نفسك لو كان بإيدك حاجة تانية تعملها عشان تنقذ الضحية ؟
في المُدن الصُغيّرة مُمكن تكون مهنة سهلة و مريحة لكن في مدينة كبيرة زي اللي أنا عايشة فيها تعداد سُكانها أكتر من 200 ألف نسمة ، مكالمات كتير جدًا بتبدأ و تنتهي قبل ما إنت تلحق تستوعب إيه اللي بيحصل دا ...
أيام الجُمعة ، الأحد و الإتنين هُمّا أقسي أيام و أصعب أيام بتمُر علينا في الشُغل ، مكالمات قاسية و غريبة و مُخيفة ، الأيام دي بتبقي مُزدحمة بطريقة مش هتتخيلوها ، و أنا النهاردة جاية أحكيلكم عن مُكالمة من أقسي و أرعب المُكالمات اللي وصلتلي طوال مُدة شُغلي هنا ..
.
سامحوني حفاظًا علي خصوصية الناس لازم أغيّر أساميهم ...
أنا دلوقت بقالي 5 سنين بشتغل هنا كموظفة إستقبال في الطوارئ ، بشتغل في وردية الليل تحديدًا ، يعني ورديتي بتبدأ الساعة 7 مساءً و تنتهي الساعة 7 صباحًا ، و مطلوب مني إني أدرّب مُتدرب معايا عشان يتوظف قُريب ، ميعاد شُغل غريب ... صح ؟
بشتغل 12 ساعة في اليوم لمُدة 5 أيام و بآخد أجازة 5 أيام ، مُمكن حد منكم يفكَّر إن الموضوع هين و بسيط ، لكن خلوني أقولكم إن الشُغل لمُدة 12 ساعة كُل يوم في الضغط النفسي القاسي ده و وسط المُكالمات المٌخيفة دي مُرهق نفسيًا و مُدمر جدًا ، في اليوم الخامس بنهار نفسيًا ، ببقي مش قادرة أرد علي الناس ، مش قادرة أستقبل مكالمات ، بعيّط كتير و مش بحب أتكلم مع حد ، لكن الموضوع مش بس سيء له جانب إيجابي أهم كتير من جوانبه السيئة ، حجم الراحة النفسية اللي بحِس بيه لمّا بساعد حد و بننقذه من حاجة بتهدده عظيم جدًا و بيعوضني عن كُل تعب أو ضغط نفسي
كل فترة بتجي مُكالمة لواحد من عُمال الطوارئ بنسميها المُكالمة التي لا تُنسي
دا غير إن الناس بيخافوا من كُل حاجة و من أي حاجة ، إحنا بيجيلنا مُكالمات من ناس خايفين من القمر المُكتما و خايفين من المذؤوبين ، ناس خايفة من مصاصين الدماء و الزومبي ، ناس بتخاف من الظلام ، ناس بتخاف من الأشباح و الأرواح و الخوارق ، السؤال المُهم اللي ببقي عايزة أسأله ليهم ...
طالما مفيش خطر بيهددك بتتصل ليه ؟!
.
خلوني النهاردة أكلمكم عن أكتر مُكالمة غريبة و مُخيفة إستقبلتها في حياتي ، المُكالمة دي كانت في تاني أسبوع من إستلامي لشُغلي هنا
يوم جُمعة
الساعة 2:34 صباحًا
رديت علي التليفون : " 911 .. إيه حالة الطوارئ اللي عندك ؟ "
صوت تايه أو حيران رد عليّا : " ألو .. إنتـ .. إنتي سامعاني كويس ؟ "
حاولت أهديها شوية : " معاكي يا فندم ، إيه حالة الطوارئ اللي عندك ؟ "
سكتت شوية و هيّ بتتنفس بعمق و بعدين قالت بصوت واطي : " فيه حد برا بيتي .. شخص بينتحل شخصية جوزي ! "
بعت إخبارية لأقرب عربية شُرطة قريبة منها لكن القانون و التصرف الصح بيقولوا إني لازم أفضل معاها علي الخط لحَد ما الشُرطة توصل لها ، حاولت أهديها أكتر و سألتها : " بعت لحضرتك عربية شُرطة ، مُمكن تقوليلي إسمك ؟ "
قالت بتوتر : " إسمي ليندا "
سألتها تاني : " ليندا ، إنتي عايشة لوحدِك ؟ "
قالت بخوف و توتر : " آه عايشة لوحدي ، من يوم ... من يوم ما جوزي مات من 3 سنين "
صوت تنفسها إبتدي يتغيّر و بان عليها الرعب و الفزع ، الخوف بدأ يملاها ، حاولت أهديها : " ليندا ، إهدي شوية ، أقل من 5 دقايق الشُرطة هتكون عندك ، إنتي فين في البيت دلوقتي ؟ "
بدأت تعيّط و هي بتقول : " يا الله .. دا شبهه .. شبه جوزي بالظبط ! "
بدأت أقلق عليها ، قلتلها بصرامة شوية : " ليندا ، كلميني ، هوّ فين ؟ "
سكتت شوية ، سمعتها بتبلع ريقها بصعوبة و هي بتقول :" هو في الحديقة الأمامية بينده عليّا .. بيقول .. بيقول إني وحشته و إنه عاوز يشوفني .. هو صوته و ملامحه تقريبًا .. مش شايفاه كويس في الضلام ! "
قلتلها : " ليندا .. إسمعيني "
قاطعتني : " لازم أتأكد "
سمعت صوت باب البيت بيتفتح !
صرخت فيها بنبرة تحذيرية : " ليندا ، من فضلك إرجعي البيت و إقفلي علي نفسك ، الشُرطة خلاص قربت توصلّك ! "
صوتها بان فيه الأمل و هيّ بتقول : " يمكن يكون جوزي .. لازم أتأكد ! "
قلتلها : " مُستحيل يكون جوزك ، إنتي قلتي بنفسك ..جوزك مات من 3 سنين "
قالت بغضب : " هُمّا قالولي مات و هوّ بيصطاد ، راح و مرجعش ، يمكن هُمّا ضحكوا عليّا و هو رجعلي أخيرًا ! "
سمعت صوت أوراق الشجر بتتكسّر تحت رجليها و هي ماشية في الحديقة ، تخميني إنها كانت بتقرّب منه !
صرخت فيها : " لا يا ليندا من فضلك .. إسمعيني كويس .. جوزك مات من 3 سنين .. مات "
صوت تنفسها بقي تقيل .. باين عليها الخوف و التوتر ، صوتها كان بيترعش و هيّ بتسأله : " جيري حبيبي ... جيري ! .. حبيبي إنت جيت ؟! .. وحشتني أوي بقالك كتير .. وحشتني .. وحشتني .. إنت .. إيه ده .. يا الله .. إيه ده ؟! "
سمعت صوتها بتجري بخوف و هي بتنهج
بتقول حاجة مش مفهومة بصوت مليان خوف
بتجري أسرع و هيّ بتصرخ
" لا دا مش هوّ .. مش هوّ "
صوتها بتقع علي الأرض و بتصرخ بخوف
" وشه .. وشه ... وشه ... "
صوت صرخة جمدت الدم في عروقي
صمت تام و ثقيل
صرخت بخوف : " ليندا .. ليندا .. إنتي سامعاني "
سمعت صوت تنفس تقيل و بعدين صوت مليان شر و حقد ، صوت قاسي أوي قالي : " ليندا مش سامعاكي "
الخط إتقفل ! "
.
.شرح القصة

هي بتقول إن الشُرطة لما وصلوا قالولها إن الموضوع إنتهي و الست إختفت و مش لاقيين لها أثر و طلبوا منها متتكلمش عن المُكالمة دي عشان متنشرش الفزع بين الناس و إن دي حادثة فردية
لكن جريدة محلية بعد يومين نشرت خبر عن واحدة إسمها ليندا لقوها ميتة و جسمها متقطع بوحشية مش طبيعية و إن الشُرطة المحلية بترجح إنها تعرضت لهجوم من حيوان مُفترس في حديقة بيتها
بس الموظفة مُتأكدة من اللي سمعته و بتقول إن معاها التسجيل بتاع المُكالمة بس مش هتقدر تحطه علي الإنترنت و إنها متأكدة إن الموضوع مش حيوان مفترش أبدًا و إن الموضوع فيه لغز تاني الحكومة بتحاول تشوشر عليه
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم

قصص رعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن