149

1.3K 129 2
                                    

.أنا بشتغَل في وردية تانية في مصنع للحديد والصُلب، المصنع مش بعيد أوي عن المُجمّع السكني اللي فيه شقتي، عايز أقولكم طبعًا إن أنا حاسِس إني محظوظ لأني بمشي المسافة الصُغيّرة دي بس عشان أوصل البيت، علمًا بإن أنا معنديش عربية

لكن دلوقتي، أنا خايف جدًا أمشي من الشُغل للبيت مرة تانية ...

الحي اللي إحنا ساكنين فيه يُعتبر من الأحياء الفقيرة ومليان بيوت قديمة فيها مشاكل سواء على مستوى البناء أو المرافق، أغلب الشُقق في المنطقة دي بتعاني من مشاكل تسريب، مشاكل في الكهرباء، ومشاكل في السباكة، الأجزاء الخارجية من البيوت باين عليها التهدُّم والتلف

أنا كبرت في المدينة دي، ورغم إن مُعدلات الجريمة هنا عالية جدًا إلا إني عُمري تقريبًا ما تورطت في مُشكلة، عُمري ما إتكلمت مع حد من تُجّار المُخدرات المُنتشرين في كُل مكان، دايمًا بخليني في حالي ومش بحتَك بحَد

الوردية بتاعتي عشر ساعات، بتبدأ الساعة 5 مساءً وتنتهي 3 صباحًا، الشُغل مُتعب ومُرهق جدًا في المصنع، لكن خط الإنتاج اللي أنا شغّال فيه وظيفته دهان بعض أجزاء الحديد، فالحمد لله على شُغلي السهل، تقريبًا كمان دا القطاع الوحيد في المصنع اللي مُرتبه معقول، المُشكلة إن على بُعد خمس أميال من المصنع فيه مبنيين مُخيفين، سجن ضخم، ومصحة نفسية كبيرة

بمُجرّد ما خلصت ورديتي، خرجت من المصنع ومشيت ناحية محطة البنزين المُقابلة ليه، هستني بيتزا مُجمدة عشان أسخنها وأكلها لمّا أروّح، الطريق اللي المفروض أمشي فيه مفيش فيه غير عمود نور واحد بس، عشان كدا كُنت منوّر بكشاف الموبايل بتاعي، يا إما كدا يا إما مش هشوف حاجة نهائيًا من الظلام

بمُجرّد ما وصلت نص الطريق، سمعت حاجة مُخيفة، سمعت حد بيضحك ضحكة مجنونة

فيه حد واقف ورا عمود النور، أنا شايف خياله من وسط الظلام والنور الضعيف

" هاي؟! إنت مين؟ وليه بتضحك بالطريقة دي؟ "

صوت الضحك كان أعلى، كُنت سامع صوت صفير غريب وهو بيقاوم عشان ياخد نفسه

كيس الأكل وقع من إيدي

اللي أنا شُفته دخلني في حالة صدمة، خلى جسمي كُله يترعش

الراجل اللي خرج من ورا العمود وبدأ يمشي ناحيتي، أغلب وشه كان مُغطى بالدماء وإيديه كمان نفس الوضع، على ما يبدو كان بيخدش وبيخربش وشه عشان ينزع طبقة الجلد بضوافره، عينيه شكلها غريب، فيهم نظرة مُخيفة، كان متوسط الطول، كان باين إنه لابس لبس بتاع مستشفى بس متقطع، من شكله ونحافته هقدر أقولكم إن باين عليه أنه مأكلش حاجة بقاله كام يوم

" إنت كويس؟ محتاج أي مُساعدة؟ "

صوت الضحك توقّف وبدأ يميّل راسه للجنب شوية، ابتسم أكتر ابتسامة مُخيفة شُفتها في حياتي، صرخت بخوف، حاولت أفتح كلمة السر بتاعة تليفوني عشان أتصل بالشُرطة، لكن جسمي كُله كان بيترعش، كُنت مرعوب، تليفوني وقع من إيدي وأنا بجري

قصص رعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن