إنتقلت مؤخرًا عشان أعيش مع خطيبي في شقته ، شقة جميلة في مبني ضخم ، إحنا إتقابلنا من فترة قريبة أوي ، برغم كده من ساعة ما شُفنا بعض عرفنا إننا مكتوبين لبعض ، عشان كده الخطوبة جت في وقت قصير جدًا
في بداية علاقتنا مكنتش متأكدة إذا كان حاسس ناحيتي بنفس الطريقة أو لا ، كان دايمًا بيحب يكون لوحده ، كلامه قليل ، كان عنده عادة غريبة أوي و هي إنه مش بيندهلي بإسمي ، دايمًا يقولي يا حبيبتي و يا قلبي ، كنت عارفة إنه بيقابل بنات غيري عشان كده مش بندهلي و لا بيندهلهم باسمائنا عشان ميتلخبطش بس أنا مكنتش مهتمة ، دا اكن بتاعي لوحدي
.
لما طلب مني أنتقل عشان أعيش معاه في الشقة كنت فرحانة جدًا ، كنت عايشة في شقة صغيرة مع 6 صحابي ، لميت كل حاجتي في أسرع وقت و إنتقلت معاه لشقته
كال كان بيقضي وقته كله في الشُغل ، عشان كده كنت بقعد في البيت لوحدي ساعات طويلة ، أنا رسامة و كال كان مؤمن بيّا و بموهبتي و كان بيدعمني جدًا ، كان عنده أوضة فاضية في الشقة قالي إني ممكن أستخدمها كورشة لأعمالي الفنية ، أقنعني إني أسيب شغلي في المطعم و أركز في مهنتي كرسامة ، كنت بحبه أوي
.
أول أيام ليّا في الشقة ، كنت قاعدة في الورشة ، سمعت صوت حاجة بتتحرك جوا الحيطة ، كنت عايشة في شقق كتير في أماكن كتير قبل كده و عارفة معني الأصوات اللي جوا الحيطة ، دي فيران !
بعد كده بدأ يظهر الدبان ، كنت لسه مخلصة واحدة من لوحاتي و قاعدة علي الأرض باكل بيتزا ، دبانة كبيرة طارت و وقفت علي البيتزا بتاعتي ، مديت إيدي و هشيتها بغضب ، لما رفعت راسي لقيتهم إتنين مش واحدة !
لما ركزت شوية لقيتهم كتير ، حوالي 5 أو 6 ، كلمت كال يومها بالليل و حكيتله ، بان عليه إنه متضايق ، بصلي بغضب و سألني : " إنتي بتعملي إيه جوا بالظبط ؟ "
إتصدمت من رد فعله ، زعيق و غضبه خلاني مش مرتاحة ، كمل زعيقه بغضب مش مبرر : " إنتي بتاكلي جوا ؟؟ "
حسيت بالخجل و أنا برد عليه و بقوله إني ساعات باكل جوا بس مش دايمًا ، إنفجر فيّا ، أول مرة أشوفه غضبان بالشكل ده ، كان بيزعق و بيقول : " إنتي عاملة زي الخنزير ... بتاكلي في أي حتة ... لو قررتي تعملي الورشة بتاعتك زريبة ... علي الأقل بلاش تشتكي ! "
حسيت بالحزن و الخوف من تصرفه ، بصوت مليان حزن و أنا علي وشك إني أعيَط قلتله : " أنا ... أنا آسفة ، مكنتش واخدة بالي إنها غلطتي أنا ! "
نبرته إتغيرت للأحسن و رجع كال اللي أنا أعرفه و هو بيقولي : " حبيبتي متزعليش مني ، أنا بس نفسيتي تعبانة و عليّا ضغوط في الشغل الفترة الأخيرة ، مكنتش أقصد أضايقك ، تجاهلي الدبان بس ، و هو هيمشي لوحده "
.
تاني يوم عدد الدبان زاد عن الأول ، مقلتش أي حاجة لكال ، كنت خايفة من رد فعله ، بدأ كمان يظهر ريحة غريبة أوي في الأوضة ، في البداية فكرت إني نسيت أكل هنا أو هنا لحد ما عفن ، نضفت الأوضة كلها كويس و ملقيتش حاجة
أنا كنت متعودة أرسم و أنا سايبة الشباك مفتوح ، فكرت إن ممكن الدبان و الريحة يكونوا جايين من برا ، عشان كده فررت إني أقفل الشباك و أخرج أتغدي برا
لما رجعت البيت كانت الريحة بقت أسوأ ، الريحة كانت مالية الأوضة ، ريحة قذرة زي ما تكون ريحة حاجة معفنة ، قررت أفتح الشباك تاني و أتكلم في الموضوع مع كال لمّا رجع من الشغل ، أكيد واحد من الفيران مات جوا الحيطة أو حاجة زي كده
.
" آه ، فعلًا الريحة غريبة هنا ، بس فيران ... معندناش هنا فيران ، أنا متأكد من كده ، ممكن الريحة دي بسبب الألوان بتاعتك ؟ "
خلص جملته و عينيه كانت مليانة غضب ، مكنتش أعرف إنه بيتغير بالطريقة دي لمّا بيغضب غير لمّا جيت هنا ، كمل كلامه بس كان بدأ يهدي شوية : " أكيد الريحة دي من الراجل الغريب اللي ساكن تحتنا ، فاكراه ؟ ، الراجل اللي شكله وحش اللي شفته أول ما جيتي هنا ، هو شقته تحتنا ، أنا مش عارف هو بيعمل إيه بالظبط بس أنا متأكد إن الريحة دي من عنده ، حاولي ترشي معطر جو و أكيد في النهاية الريحة هتختفي ! "
بدأت أفتكر فعلًا الجار ده ، فعلًا شفته أول مرة جيت هنا و لفت نظري إن ريحته وحشة ، حاولت أتجاهل الريحة زي ما كال قالي فعلًا و أرش معطر جو
.
تاني يوم الدبان كان أكتر ... الريحة كانت أقوي ... مقدرتش أستحمل و إتصلت بكال في الشغل ، لتاني مرة ينفجر فيّا بالشكل المهين ده : " خلاص يا هانم ، مش قادرة تستحملي الريحة ، رشي معطر جو و إستحملي شوية ، متعمليش بنت ناس ، و متتصليش بيّا هنا في الشغل تاني إلا لو كان الموضوع مهم و يستاهل "
مكنتش عاوزة أكبر الموضوع خصوصًا و إن شكله متوتر فعلًا ، فتحت الشباك علي آخره و رشيت معطر جو طول اليوم و رغم كده رسمت يومها في الصالة و أنا قافلة باب الأوضة ، الريحة كانت لا تُطاق ، فكرت في الأصوات اللي سمعتها الكام يوم اللي في الأول ، دي أصوات فيران جوا الحيطة ، أنا متأكدة من ده عشان كده كان لازم أتصرف
الريحة كانت بتنتشر بشكل أكبر ، ريحة قذرة و سيئة جدًا ، لو كلمت كال هيتجنن أكتر ، كنت خايفة أكون عملت حاجة غلط في الورشة و يتجنن عليّا ، مكنتش حابة فكرة إني خايفة منه ، دا خطيبي و حب حياتي بس هو دلوقت عصبي شوية ، أنا بحبه و عارفة إن ده مش طبعه ، بس أنا فيه حاجة تانية كنت عارفاها و متأكدة منها
دي ريحة الموت ... فيه فار ميت هنا ... جوا الحيطة
دا التفسير الوحيد
و بناءً عليه مكانش أدامي غير تصرف واحد بس هو التصرف المنطقي
.
كلمت شركة إبادة الحشرات و القوارض ، مش هكلم كال ، هعمل ده من وراه و في السر ، معايا فلوس تكفي إني أكلم الشركة ، أنا ست كبيرة كفاية إني أتعامل مع مشاكلي بنفسي
كلمت الشركة و لما الموظف وصل حكيتلهكل حاجة و قلتله إني شاكة إن فيه فار كبير ميت جوا الحيطة ، الموظف لما دخل الأوضة و شم الريحة كتم مناخيره و قالي : " آه ، فعلًا دا فار ميت جوا الحيطة ، عشان أقدر أخرجه لازم أفتح فتحة في الحيطة ، موافقة ؟ "
فكرت شوية و بعدين قلت كده كده كال مش بيدخل الورشة و لحد ما أعرف أصلح الحيطة هحط لوحة أدامها تداري الفتحة و تخفيها عن عينيه ، الراجل مشي بايده علي الحيطة شوية و بعدين قالي : " متخافيش ، الحيطة دي تكسيرها سهل و تصليحها سهل ، أي حد بتاع بُنا لو جه هيقدر يصلحهالك "
بدأ يكسر في الحيطة !
.
كنت قاعدة بعيط في المطبخ لمّا الشرطة وصلت
كنت قاعدة بعيط في غرفة التحقيق لمّا قالولي إنهم لقوا جثة ورا الحيطة
كنت قاعدة بعيط في مكتب المحامي لمّا قالي إنها جثة حبيبة كال اللي قبلي
كنت قاعدة بعيط في المحكمة لما قالوا إنه ربطها و كتفها و سابها تموت موت بطيء ورا الحيطة
كنت قاعدة بعيط في المحكمة لمّا حكموا عليه بالسجن مدي الحياة بدون نقض و لا إستئناف بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار
كنت قاعدة بعيط في شقتي القديمة لما إفتكرت الأصوات اللي سمعتها أول كام يوم
كانت لسه حية لما أنا جيت الشقة !!!
.
.
.(شرح القصة)كال إتخانق مع حبيبته الاولي ، كان بيحب إتنين في وقت واحد ، كتفها و فتح فتحة في الحيطة و رماها ورا الحيطة و سابها تموت موت بطيء لوحدها ، جاب حبيبته التانية تعيش معاه ، لما سمعت صوت الأولي من ورا الحيطة فككرتها فار ، لما ماتت و الريحة بدأت تطلع فكرتها فار ميت ، كال أعصابه مشدودة لأنه حاسس إنه بيتكشف ، خايف يتكشف ، لما بتاع الإبادة جه و كسر الحيطة لقي الجثة و بلغ الشرطة و التحقيق أثبت اللي حصل
السؤال بقي : هل فيه كائن حي ... أي كائن حي أقسي من الإنسان !#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم