بقالنا 9 أسابيع تقريبًا بيجيلنا مُكالمات مُعاكسة علي تليفون البيت !
عادةً دا مش أمر مُهم و ميستحقش إني أذكره يعني ، بس مؤخرًا أنا و زوجتي خلفنا ، ناثان الصُغيّر ، عنده 3 شهور دلوقتي ، و طبعًا أغلبكم عارفين يعني إيه طفل صُغيّر ، محرومين من النوم تقريبًا عشان كدا المُكالمات دي تحولِت لضغط نفسي كبير علينا ..
و لأني في الشُغل طول النهار فمراتي جاسمين هي اللي بترد علي أغلب المُكالمات دي لحَد ما أوصل أنا البيت و أتولي مسؤولية الرد علي المُكالمات
خليني كمان أقولكم إن الشخص اللي بيعاكس مُمِل ..
يعني التليفون بيرن ، بنرفع السماعة و نرُد : " ألو .. مين معايا ؟ "
صمت تام و بعد ثواني بيقفل الخط ..
مش بيعاكس أو بيدعي أنه طلب نمرة غلط ، مش بيشتم و لا بيضحك و لا أي حاجة ، صمت تام .. الخط إتقفل !
جاسمين بعد فترة تحولت لإنها تهينه أو تتعمد الكلام معاه بطريقة مش حلوة عشان تستفزه و يتكلم و نعرف مين اللي بيعاكسنا .. لكن بدون أي فايدة !
.
طبعًا بلغنا الشُرطة اللي في البداية إهتموا بالأمر ، لكن أغلب المُكالمات كانت من أرقام خاصة أو أرقام مقفولة ، أخيرًا بدأوا يزهقوا مننا و قالوزلنا بصرامة إن طالما المُكالمات مش بتمثل تهديد حقيقي علينا فهُما مش هيقدروا يعملوا حاجة
واحد من الظباط قالنا مرة : " إعتبروه حد كبير في السن بيطلب رقم غلط و بلاش تزعجونا "
مش مُهم عدد المُكالمات كان كبير أو قليل ، الشُرطة مكانتش مُهتمة بينا أو بمساعدتنا
.
إستمرت المُكالمات يوم ورا يوم ، و بدأ الضغط النفسي يزيد علينا ، في يوم رن التليفون و إحنا بنتعشي ، جاسمين بدأت تعيّط بحُزن
حسيت بالغضب بيملى جسمي ، رفعت سماعة التليفون و صرخت في المُتصل إنه يروح يشوف حد تاني يعاكسه أو يشوف شغل يشغله عننا ، أو يعمل أي حاجة تانية ، المُهم يسيبني في حالي و يبعد عني
و برغم إن ناثان عنده 3 شهور بس لكن بدأ يتوتر هو كمان و يعيط في كُل مرة التليفون كان بيرن فيها ، و واحدة واحدة تحوَل التليفون لأكتر حاجة مزعجة في حياتي !!
في النهاية رفعت سماعة التليفون ، كان لازم أعمل كدا من وقت طويل ، كُنت سايب التليفون عشان عندي أمل المُتصل يزهق أو يمل أو يعرف أد إيه هو سخيف ..
و يبدو إن حظي كان كويس ..
لأن المُكالمات في النهاية توقفت ، طيب .. الصراحة هي توقفت عشان أنا رافع سماعة التليفون طول الوقت ، بس خلينا نعترفإن حظنا حلو لأن المُتصل ميعرفش أرقام الموبايلات بتاعتنا
.
و لأول مرة من وقت طويل نقدر ننام كلنا ، أنا و جاسمين و ناثان ، بإستثناء المرات القليلة اللي ناثان كان بيصحي فيها من النوم عشان يرضع و ينام ، لأول مرة من وقت طويل نحس بالراحة و بإن الضغط النفسي إتشال من علينا شوية
من حوالي إسبوع و إحنا مرتاحين و مش بنصحي علي مُكالمات سخيفة لكني في يوم صحيت علي صوت ناثان بيضحك ، طبعًا أول تصرف عملته إني بصيت علي شاشة المُراقة عشان أشوف إيه اللي بيحصل في أوضة ناثان !
كان واقف في المهد بتاعه بيضحك و بيمد إيده لحاجة مش شايفها عاوز يمسكها ، سامع من خلال الشاشة صوت جاسمين بتغنيله أغنية هادية بيحبها
بما إن جاسمين معاه في الأوضة فأنا من حقي أرجع تاني أستمتع بشوية نوم لذيذ قبل الشغل
مرت 10 دقايق و لسّه مش عارف أنام من صوتهم اللي جايلي من خلال الشاشة ، هو بيضحك .. هي بتغنيله بهدوء !
طب هو مش عاوز ينام ، هققوم أنا كمان أغنيله ، صوتي مش وحش يعني و هو بيضحك لمّا بغني ، فرصة ينام و أرجع أكمِّل نومي طالما جاسمين مش قادرة تنيمه لوحدها
.
خرجت من الأوضة و مشيت في البيت المُظلم بهدوء عشان ا أخبطش في حاجة أو أوقع حاجة ، فتحت باب أوضته و دخلت مٌبتسم و أنا سامع صوت جاسمين بتغنيله ، سألتها بضحك : " محتاجة حد يعمِل معاكي دويتو ؟ "
توقفت عن الغُنا و هيّ بتقول : " إرجع كمِّل نومك يا حبيبي .. أنا هنيمه و آجي "
خرجت من الأوضة و أنا بمني نفسي بإني هكمِّل نومي ، أنا عملت اللي عليّا ، لكن فجأة سمعت صوت حد بيفتح باب الحمام و فجأة حسيت إني مرعوب .. مفيش حد في البيت غيرنا !!
فتحت باب أوضة ناثان ببطء و أنا بهمس لجاسمين و انا باصص ناحية الممر : " جاسمين سمعتي اللي أنا سمعته ؟ .. فيه حد غيرنا في البيت !؟ "
فتحت نور الأوضة عشان أدوّر علي أي حاجة تنفع سلاح أدافع بيه عننا ، لكن بمجرد ما عيني جت علي سرير ناثان إكتشفت حاجة مُخيفة ، جاسمين اللي علي السرير مع ناثان .. مش هي جاسمين مراتي !!
.
ضل أسود مُخيف بيطلع دخان غريب ، بمجرد ما شُفتها بدأت تصرخ صرخات حادة و وحشية ، صوت صراخها بيعلي بطريقة مُرعبة ، فجأة سكتت تمامًا ..
سمعت صوت خطوات بتجري و ورايا علي باب الأوضة شُفت جاسمين ، جاسمين الحقيقية بتسألني بقلق : " إيه اللي حصل ؟ .. أنا سمعت صوت الصراخ ! "
بصيت علي السرير و ملقيتش جاسمين السوداء و لا إبني الوحيد ، جريت علي السرير و أنا بدوّر عليه في كُل مكان ، سريره مليان شظايا زجاج سوداء حادة لكن هوّ مالوش أي أثر ...
بدأت أنده عليه و أنا بصرَخ زي المجنون ...
جريت ناحية التليفون و إتصلت بالشُرطة بسُرعة !
و شُفت أسوأ ليلة في حياتي ..
الشُرطة خلال ساعات كانت في كُل مكان في بيتي ، عربيات الشُرطة في كُل مكان في الشارع ، تحقيقات .. أسئلة .. مقابلات .. وعود ..
.
بعد أسبوع تقريبًا إتصلت بواحد من الظباط إسمه إريك عشان أسأله لو فيه أي تقدم في القضية ..
جاسمين مش بتبطل عياط و لا بتخرج من أوضة ناثان ...
مؤخرًا تليفون البيت رن ، رفعت السماعة و رديت : " ها .. لقيتوا أي أخبار عن ناثان ؟ "
مفيش رد .. صمت تام ..
سألت تاني بتوتر : " حضرة الظابط إريك أرجوك تطمني ! "
صوت أجش مُخيف جاي من بعيد ، زي صوت الهمس بس خلى قلبي هيقف زي ما يكون صوت ثعبان بيحاول يتكلم ، بنبرة مليانة شر و حقد سمعت جُملة سمعتها مرة واحدة قبل كدا ..
" إرجع كمِّل نومك يا حبيبي .. أنا هنيمه و آجي "
.
.شرح القصةوجهة نظري اللي ممكن جدًا تكون غلط إن دا حاجة من 3 ، قرين .. جان أو روح شريرة خطفت الولد لسبب ما مش معروف لكن لو أنا هتوقع هقول إن حد من الأبوين عمل حاجة زي تحالف مع شيطان أو صفقة و مقالش و غالبًا لو الكيان متشكل في شكل و صوت الأم هميل أكتر لإني أقول إن الأم هي اللي عملت كدا
الإبن غالبًا تم إختطافه لعالم آخر و مش عارف هيرجع أو لا
مينفعش مرض نفسي طبعًا لإن مفيش مرض نفسي هيخفي طفل و هيسيب مكان شظايا زجاج سوداء غريبة
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم