كُنت سامع كُل حاجة هُمّا سامعينها ، صوت الرياح برا ... صوت صرصار الحقل .. صوت نقيق الضفادع ، صوت خطواته التقيلة البطيئة و هوّ ماشي بهدوء ، كان عارف إنهم سامعينه ، كان مُستمتع بخوفهم ، كان مُستمتع بتوترهم و رعبهم
المكان ده مهجور بقاله سنين ، زيه زي أماكن كتير في أماكن مهجورة ، دي أرضه .. مكانه اللي ياخد فيه ضحاياه عشان يلعب بيهم و معاهم ، دا ملعبه ... دي منطقته ... الباب الوحيد المؤدي للمكان ده هو باب معدني كبير و ضخم ، الباب ده مالوش غير مُفتاح واحد بس هو معلقه في سلسلة حوالين رقبته
المكان مُظلم تمامًا ، الخوف مسيطر عليهم و التوتر مالي الأجواء كلها ، الشبابيك مقفولة بألواح خشبية ، البرق بينوّر المكان شوية لكن يدوب نوره بيكفي بصعوبة لإنهم يشوفوا أمتار قُليلة أدامهم
بيلاعبهم بقاله 30 دقيقة تقريبًا !
.
لمّا فاقوا لقوا نفسهم في القبو ، سُلام و مفيش حد فيهم تعرّض لأي أذي ، تليفوناتهم كُلهم مُختفية ، جُثث ضحاياه السابقين أدام عينيهم ، الموضوع ما أخدش وقت طويل عشان يبدأ الرعب يملى قلوبهم ، بدأوا يصرخوا و يعيّطوا بخوف ، بدأوا يتخبطوا و هُمّا بيدوروا علي مَخرَج من الكابوس ده
كده المَرَح بدأ بالنسبة له ....
خمس أشخاص تايهين في المكان ، ميعرفوش بعض نهائيًا ، أعمارهم بتتراوح بين الـ 18 سنة و الـ 22 سنة ، بيحب ضحاياه يكونوا من المُراهقين دايمًا
بيحب الأخبار دايمًا تتكلم عنه و عن ضحاياه ، بيحب المُراسلين يتكلموا عنه دايمًا بخوف ، يتكلموا عن طريقة الخطف اللي بيستعملها ، دايمًا بيختار الناس الماشيين لوحدهم في وقت مُتأخر من الليل و في شوارع فاضية تمامًا ، مبيخطفش حد من نفس الشارع مرتين ، كفاية مرة واحدة في كُل شارع ، لكن كان دايمًا حريص إنهم يعرفوا إن هوّ اللي ورا عمليات الخطف
حريص إن الشهود ميشوفوفش وشه ، لكن حريص إنهم يشوفوا الشاحنة بتاعته ، دايمًا بيغيّر لونها لكن هيّ هيّ نفس الشاحنة المُتهالكة المكسّرة ، الشهود بيوصوفوا طريقته بإنه بيختار ضحيته و بيقرب منهم ، بيسألهم علي حاجة و غالبًا بيتظاهر إنه بيسألهم عن عنوان ، بمجرد ما الضحية بتقترب منه بيمسكه من راسه بكل قوته و يمشي بسُرعة شديدة ، هوّ قوي و بيقدر يسيطر عليهم و مبيقدروش يهربوا منه ، بيصرخوا و بيحاولوا بس دايمًا هو أقوي ، بيخدرهم و يوديهم المكان و يرجع يدوّر علي ضحايا جُداد
.
أول واحد مات من الخمسة كان شاب عنده 18 سنة بس ، كان أول واحد بيفتح باب القبو الخشبي و نده للباقيين بحماس عشان يقولهم إن الباب مفتوح ، دا كان أول و آخر أخطائه ، في الوقت اللي هُمّا وصلوا فيه للباب كُل اللي لقوه هوّ جثته علي الأرض و الدم حواليها و واقف في الضلمة واحد مُقنع ماسك في إيده سكينة ضخمة بتنقّط دم ، وقفوا يبصوله بخوف و رعب ، كان لابس جاكت جلدي أسود و بنطلون جينز أسود و حذاء لونه أسود عليه نُقط دم لسّه منشفتش ، كان لابس نضارات ضخمة علي وشه و عليها نقط دم ، مش واضح من الظلام لكن كان لابس قفازات سودا عليها جُمجمة مُخيفة ، لابس قناع أسود علي وشه مش مبيّن غير عينيه بس ، كان بينهج و بيتنفس بصعوبة زي الحيوان اللي إنتهي للتو من أكل أكلة تقيلة ، نشوة القتل سيطرت عليه خلاص
بصلهم بدون و لا كلمة بس رسالته كانت واضحة ، المفتاح متعلق علي صدري أهو ، اللي عاوز يخرج لازم ياخده مني ، محدش منهم إتحرك ، قرر يتحرك خطوة لأدام ، بمجرد ما إتحرك جروا زي الأرانب ، كُل واحد في ناحية ، متعته مبتكلمش غير لو هربوا منه و إختبئوا ، بينتشي و هوّ بيدوّر عليهم و بيكشف مخابئهم الساذجة ، مكان زي ده فيه مخابئ كتير جدًا بس زي ما قلتلكم ده مكانه و أرضه ، هوّ حافظ كل تفصيلة في المكان
ضحيته التانية كانت بنت مراهقة ، لقت تليفون في أوضة من الأوض و قررت تجرب تتصل بالشُرطة ، الغبية مكانتش تعرّف إن التليفون مش شغّال ، ضيعت وقتها و مجهودها علي الفاضي ، دخل الأوضة بهدوء من غير ما تحس بيه ، لف سلك التليفون علي رقبتها و خنقها لحد ما ماتت ، رمي جثتها علي الأرض و رمي فوقها التليفون و هوّ بيتحرك عشان يلاقي الضحية اللي بعدها
.
كان بيتعمد يتحرك ببطء عشان خطواته تبقي تقيلة و مٌخيفة ، كان بيستمتع بخوففهم و ترقبهم ، مشي لحَد ما وصل لأوضة كانت زمان غرفة طعام ، فيها ترابيزة كبيرة مليانة تراب و قاذورات ، سامع صوت تنفسه من تحت الترابيزة ، مش محتاج يبُص عشان يتأكد إنه تحتها ، صوت تنفسه كان مُتسارع، كان خايف جدًا و علي وشك يعيّط من كُتر الخوف ، مشي لحد الترابيزة و رفعها بايده رماها في الجو ، الضحية حاول يهرب علي إيديه و رجليه بسُرعة ، آخر صوت سمعته في الأوضة دي كان صوت راس الضحية و هي بتقع علي الأرض بعد ما هوّ فصلها بضربة واحدة قوية و سريعة !
ضحيته الرابعة كانت بنت ، يمكن هيّ كانت أذكاهم ، إختبئت جوا حوض إستحمام كبير في الحمام و كان مُمكن ميعرفش مكانها لولا إنها غلطت غلطة صُغيّرة ، غلطتها إنها قفلت ستارة حوض الإستحمام ، زي ما قلتلكم الوحش ده عارف كُل تفاصيل لعبته ، حافظها ... عارف إنه ساب الستارة مفتوحة
دخل و قفل باب الحمام وراه ، كده الضحية مُحاصرة تمامًا ، لمّا بص في مراية الحمام و هو داخل شفت وشي أنا مش تحت القناع مش وشه هوّ !
إنعاكسي في المراية إتحرك ، صرخ فيه ، عاوز أستعيد جسدي منه لكن كُل محاولاتي عديمة الجدوي ، و بالرغم من إن وشه متغطي بقناع إلا إني كُنت عارف إنه بيبصلي و بيبتسم بسُخرية
أنا أضعف من إني أوقفه ، أضعف من إني أقاومه ، أنا سجين جوا عقله لحَد ما يخلص لعبته المخيفة دي ، إنعاكسي في المراية كان بيصرخ بغضب و بيضرب المراية بعنف ، طبعًا مفيش صوت لإني مجرد أنعكاس ، تابعته بخوف و هو بيشد الستارة يقطعها و بيمسك ضحيته من رقبتها بقوة و بيرفعها في الهوا ، دبحها و هوّ باصص في عينيها بإستمتاع ، رمي جُثتها و هوّ ماشي بيدوّر علي ضحته الخامسة و الأخيرة
بس الضحية الأخيرة مش هتموت ، أنا عارف طريقته ، دي هتكون الناجية الوحيدة عشان تحكي للناس عن بشاعته و تخلي خوفهم منه يزيد و يكبر
مش عاوز منكم يلومني ، انا حاولت أوقفه بكل قوتي و بكل الطُرُق ، أنا أضعف من إني أموت نفسي عشان أموتنا إحنا الإتنين ، كل مرة بحاول أتدخل عشان أحذر الضحية كان بيحذرني بقسوة إني لو عملت كده تاني هيخلي أهلي هُمّا ضحايا لعبته الجاية ، و في النهاية إستسلمت خوفًا علي أهلي
فيه وحش قاسي في هذا العالم ....
و الوحش ده ساكن جوايا !
.
.شرح القصةاللي بيحكي جواه شخصيتين
واحد ضعيف و مستسلم و خانع
و واحد قاسي و شري و وحش
القاسي ده قاتل محترف ، بيخطف ناس و يحبسهم في بيت مهجور و يبدأ يقتلهم بالتدريج ما عدا آخر ضحية بيسمحلها تخرج عشان تنشر الخوف برا
الضعيف خايف يتدخل و إلا القوي هيقتل أهله و هو بيقول إنه أضعف من إنه يقتل نفسه
رعب نفسي زي ما الكتاب بيقول
بالنسبة لي ( وجهة نظري الشخصية ) دي واحدة من أكتر القصص اللي خوفتني و إستمتعت بيها
طبعًا اتمسك و دا اللي حكاه في إعترافاته يعني
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم