انتقلت لبيتي الجديد من ساعات، وبمُجرَّد وصولي للبيت لقيت مجموعة خطابات في صندوق البريد، هوريكم كُل الخطابات، أنا مش عارف مين جوردان، بس عارف إن الساكنة اللي قبلي هنا كان اسمها ماري آن وعارف كمان إنها اختفت بدون ما تسيب أي أثر، على ما يبدو إن جوردان كان بيحاول يوصل لها!
.
عزيزتي ماري آن..
كانت مفاجأة لطيفة لمَّا شُفت جوابِك، عارف إن صوت الخدش اللي جاي من جوا الحيطان مُمكِن يكون مُتعِب، خصوصًا بالليل، بس نصيحة.. بلاش تدوري على مصدر الصوت، زي ما قُلتلك في آخر خطاب.. دول فيران مش أكتر، وكمان عايز تتجاهلي الساعات شوية، كدا كدا هُمّا بيقفوا بمُجرَّد حضور داريوس، نصيحة مني.. بلاش تجيبي ساعات جديدة، الساعات القديمة أفضل عشان تعرفي وتحسي بوجوده! داريوس هيتضايق لو غيرتي حاجة في البيت
أما بخصوص الخبط على الباب في وقت متأخَّر من الليل، فأنا في الحقيقة مش عارف إيه دا؟ عُمري ما سمعت أو شُفت الموضوع دا، إنتي بس خوَّافة! عقلك بيحاول يرعبِك، مُمكن يكون داريوس، بس لو هو.. هتلاحظي إن الساعات كُلها بتتوقَّف عن العمل، بس متقلقيش.. مش هيقدر يدخُل البيت إلا إذا إديتيه إذن صريح بالدخول، هو مؤدب بصراحة
دا غير إني أكيد عارف إنك خايفة من صوت الضحك الشرير اللي بتسمعيه من الخزانة اللي تحت السلم طول الليل، صدقيني الموضوع مش محتاج القلق دا كُله! دا معناه إنهم مبسوطين وراضيين عنك، لكن لو صوت الضحك توقَّف أو اختفى.. لازم تقلقي أوي
طول ما أنا عايش هنا كان صوت ضحكهم عالي.. فمش عارف لو سكتوا بصراحة المفروض تتصرفي إزاي
أكتبيلي لو حَصَل أي حاجة تانية
مع حُبي..
جوردان
.
الخطاب التاني كان مُقلِق أكتر بكتير
.
عزيزتي ماري آن..
أنا شايفك لسَّه قلقانة بسبب صوت الضحكات الشريرة، خليني أقولك نفس الكلام مرة تانية، إقلقي بس لو صوت الضحك توقَّف، قوليلي.. داريوس زارك ولا لسَّه؟ لمَّا ييجي، هتعرفي، ساعتها صوت الضحك بيكون شرير أكتر وعالي أكتر، لو دا حصل وقابلتيه، قوليله هاي بالنيابة عني، لو معملتيش كدا، هيتضايق جدًا على فكرة
إنتي قلقانة إن صوت الضحك قل، بس متقلقيش، لو توقَّف بس لازم تقلقي
في جوابِك سألتيني عن صوت التكتكة اللي جاي من ورا الحيطان، لو سمحتي.. مش عايز أسمع حاجة عنهم، أنا ما صدقت خلصت منهم، دلوقتي إنتي بتقوليلي إنهم رجعوا وكمان صوتهم بقى أعلى، هُمَّا دايمًا بيرجعوا، مش هتعرفي تهربي منهم، أنا جربت معاهم كُل حاجة، وبرضه فضلت أسمع صوت التكتكة
سمعت إنك اتصلتي بالنجدة إمبارح لأنك كُنتي شاكَّة إن حد بيحاول يقتحِم بيتك، صدقيني مفيش مخلوق عاقل هيفكَّر يقتحم البيت دا، متتصليش بيهم تاني، مش هيقدروا يساعدوكي
يا رب كُل حاجة تبقي تمام عندِك
مع حُبي..
جوردان
.
في الخطاب الثالث، الموضوع كان بدأ يبقى أسوأ
.
عزيزتي ماري آن..
بصراحة اللي إنتي عملتيه دا مش شيء مُضحِك ولا دمه خفيف، ومش هكون متفاجئ لو صوت الضحك توقَّف تمامًا دلوقتي، داريوس مش مبسوط منك، قُلتلك.. وطلبت منك.. متتصليش بالشُرطة مرة تانية، بس إنتي قررتي تتجاهلي كلامي وتتصلي بيهم، طيب إنتي اللي جبتي دا كُله لنفسك، يا خسارة.. كُنتي بنت لطيفة
على أي حال، صوت الخطوات اللي بيتحرَّك ببطء في بيتك دلوقتي هو صوت الفيران، مش صوت حاجة تانية، فاهماني؟ مش صوت حاجة تانية، وبلاش تحاولي تتأكدي، قُلتلك كذا مرة، دول فيران.. وبينشطوا خلال الليل، من بعد الساعة 5 بلاش تخرجي من أوضتك لأي سبب، داريوس بيحب يسيطر على ضيوفه، لو قررتي تخرجي تدوري على مصدر صوت الخطوات.. هياخدك!
باين عليكي إنك متضايقة من داريوس، هو مش بيحب يبان، فمتحاوليش تندهي عليه، طلبت منك تفضلي جوا أوضتك وتقفلي بابك عليكي، أنا مُتأكِّد إنك مش هتسمعي كلامي، داريوس هيحس بغضب مش طبيعي، ومش عارف رد فعله هيكون إيه
خدي بالك من نفسك
مع حُبي..
جوردان
.
الجواب الرابع كان الوضع فيه سيء لدرجة مش طبيعية
.
ماري..
اخرجي من البيت، اخرجي حالًا، مترجعيش.. متبصيش وراكي.. داريوس غضبان.. مكانش لازم تفتحي أوضتك.. صوت الضحك توقَّف.. هُمَّا غضبانين منك.. اهربي.. اجري
جوردان
.
دا كان آخر جواب، أنا مش عارف مين جوردان، ومش عارف مصير ماري آن كان إيه، صوت الضحك بدأ.. سامعهم بوضوح، أنا خايف منهم، خايف من داريوس.. مين داريوس؟ مش عارف.. بس أنا خايف منه
.
واضح من الخطابات إن جوردان هو الشخص اللي كان ساكن البيت قبل ماري آن.. وقدر يهرب من البيت وهو حي وساب البيت
لمَّا ماري آن سكنت في البيت وبدأ يحصل معاها حاجات غريبة زي أصوات الضحك الشريرة والساعات اللي بتقف والتكتكة اللي ورا الحيطة و صوت الخطاوت التقيلة البطيئة دورت على جوردان وبدأت تبعتله جوابات تسأله عن اللي بيحصل وهو كان بيرد عليها..
لحَد ما ماري آن اختفت بدون ما تسيب أي أثر. ساعتها البيت اتأجَّر لساكن جديد وهو الشخص اللي بيحكي
لكن ازاي الجوابات دي موقعتش في إيد الشُرطة؟
دا مش منطقي.. صح؟ الشرطة مش هتفوّت دليل زي دا.. فدا معناه إن الجوابات دي اتحطت في صندوق البريد بعد انتهاء التحقيق في القضية، تفتكروا محطوطة عشان تحذَّر الساكن الجديد؟ ولا عشان تأهله نفسيًا لمصيره وللي هيواجهه؟
.
.
