طول عُمري بخاف أحكي القصة دي لحَد ، بس دلوقت أعتقد إني مُستعدة أحكيهالكُم ، مش قادرة أعيش بالسر ده أكتر من كده ، لازم أشارك بيه حَد ، هحكيلم النهاردة قصة عن المرة الأولي - و الأخيرة - اللي جاليت فيها طفل في حياتي كُلها ....
القصة دي حصلت في الفترة اللي بين إنهائي للمرحلة الثانوية و قبل ما أبدأ الكُلية ، يعني في أجازة الصيف ، ظروف أهلي المادية صعبة شوية عشان كده كُنت بدوّر علي شُغل في الفترة دي ، سألت علي شُغل في كُل مكان لكن مفيش حد هيقبل يشغلني في فترة الصيف بس
قررت أستسلم في النهاية و ألجأ للحل اللي كُنت بحاول أهرب منه طول الصيف ، بدأت أعمل إعلانات في المدينة عن إستعدادي لمُجالسة الأطفال ، قلت لنفسي : " الموضوع مش هيبقي صعب .. دول في الأول و في الآخر أطفال "
كُنت بحاول أقنع نفسي إني هقدر و دي كانت غلطة و بتمني لو أقدر أرجع بالزمن عشان معملش كده أبدًا !!
طبعت ورق عليه صورتي و بياناتي و إني مُستعدة لمُجالسة الأطفال و علقته علي عمدان النور في مدينتي و روحت البيت و قررت أستني حد يتصل بيّا ...
بعد يومين تقريبًا جالي إيميل من واحدة إسمها ( ريفا مارتن ) قالتلي إنها شافت الإعلان بتاعي و عاوزاني أجالس إبنها الصُغيّر اللي عنده 6 سنين ( جاكسون ) لحَد ما هيّ تُخرج تتعشي مع جوزها و يدخلوا السينما سوا ، رديت عليها و قلتلها إني موافقة ، بعتتلي بعدها بشوية إني لازم أكون عندهم في البيت الساعة 8:30 مساءً و بعتتلي عنوان البيت و قالتلي إنها هتسيبلي المُفتاح تحت المشاية بتاعة البيت لأنها هتخرج مع جوزها قبل كده
إستغربت شوية لكن كواحدة عندها 17 سنة مكانش يهمني أوي أسبابهم و مبرراتهم لتركهم إبنهم الوحيد مع مُربية مشافوهاش قبل كده
الساعة 8:30 مساءً كُنت واقفة أدام البيت ، و بصراحة كُنت واقفة مندهشة ، البيت لطيف جدًا .. ألطف مما تتخيلوا ، الناس دول معاهم فلوس .. و فلوس كتير
مشيت ناحية البيت و مع كُل خطوة كُنت بقربها من البيت قلبي كان بيتقبض بطريقة غريبة لكن برضه كُنت بتجاهل الموضوع
رفعت المشاية عشان أجيب المُفتاح و لقيت ورقة جنب المُتاح مكتوب فيها ملحوظة :
( من فضلِك متطلعيش الدور العلوي .. و من فضلِك متنزليش للقبو .. خليكي في الدور الأول بس ! .. تأكدي إن جاكسون إتعشي و نام قبل الساعة 10 .. شُكرًا )
حطيت الورقة في جيبي و فتحت الباب و ناديت علي جاكسون عشان يعرف إني وصلت ، كان واقف علي السلم في الدور التاني و بيبُصلي بنظرة غريبة أوي ، إعتقدت إنه فضول عشان أول مرة يشوفني
قالي بصوت جاف : " إنتي اللي جاية تقعدي معايا ؟ "
إبتسمت و قلتله بهدوء : " آه أنا .. إسمي آليكس ، و إنت إسمك جاكسون .. صح ؟ "
إبتسم و قالي بود : " آه أنا جاكسون "
و بصراحة إبتسامته كانت لطيفة جدًا و هوّ كان ولد هادئ و مُطيع جدًا
همست لنفسي : " الظاهر إن مُهمتي هنا هتكون سهلة ! "
.
بقية الليلة كانت كويسة و مرت بهدوء ، لعبنا فيديو جيم سوا ، جهزت العشا و إتعشينا سوا ، إتفرجنا علي التليفزيون لحَد الساعة 9:45 ، جاكسون لازم يستعد عشان ينام !
قلتله بهدوء : " جاكسون .. شوف الساعة كام ؟ ، لازم تجهز عشان تنام "
بصلي و إبتسم بلطف و قال : " مش هنام دلوقت يا آليكس "
قلتله : " مش لازم تنام دلوقت بس علي الأقل لازم تستعد للنوم "
ملامحه إتغيرت و هو بيسألني : " أستعد ؟ "
قلتله : " آه .. إغسل سنانك و إلبس بيجامة النوم .. الحاجات دي يعني "
كان محافظ علي إبتسامته لكن الغضب بدأ يبان علي ملامحه و علي صوته و هو بيقول : " مش هعمل الحاجات دي ، أنا عاوز أتفرج علي التليفزيون "
حسيت إنه بيتحداني فقلتله بلهجة آمرة : " طيب ، إنت مش هتتفرج علي التليفزيون و لازم تطلع تستعد للنوم عشان أهلك قايلينلي أنيمك الساعة 10 بالظبط "
وقف و رمي اللعبة اللي كان بيلعب بيها علي الأرض بقوة ، الإبتسامة إختفت و حل محلها غضب عارم و هوّ بيصرُخ : " أنا .. مش .. عاوز .. أنام "
الغضب بدأ يتملك مني أنا كمان فقلتله : " جاكسون مالوش لزوم الصراخ بالطريقة دي ، أنا عارفة إنك مش عاوز تنام .. و عارفة إنك عاوز تتفرج علي التليفزيون .. بس مش كُل حاجة إنت عاوزها لازم ننفذهالك .. فاهم ؟ "
جسمه بدأ يترعش من الغضب ، ملامحه إتغيرت للغضب ، فجأة هدي و بطل يترعش و قالي بهدوء : " تمام .. مش هتفرج علي التليفزيون خلاص "
مشي ناحية المطبخ ، تابعته بعيني و أنا بسأله : " مش عاوز خلاص ؟ "
خرج من المطبخ و هو ماسك سكينة ضخمة في إيده و بيقول بإبتسامة شريرة : " لا مش عاوز "
و صوته إتغيّر و هوّ بيقول : " عاوز أقتلك و أشوف إيه جوا بطنك لمّا هفتحها "
بدأ يضحك ، بس المُخيف إني كُنت سامعة ضحكه جاي من كُل مكان في البيت و ضكه كان شرير لدرجة إنه جمد الدم في عروقي ، الخوف كان شاللني مكاني ، مش قادرة أصدق إن اللي أدامي ده طفل .. عنده 6 سنين بس !
جري عليّا ، كان سريع جدًا ، بدأ يطاردني و أنا بجري زي المجنونة بحاول أهرب منه ، كان بيقول بصوت مخيف : " تعالي .. أنا هوريكي إزاي تنامي "
جريت ناحية الأبواب اللي في البيت كلها ، كُل الأبواب مقفولة بقوة مش طبيعية مع إنها كانت مفتوحة من شوية ، فيه حاجة مُخيفة بتحصل ، جريت ناحية الباب الأمامي لكن كان مقفول برضه ،جاكسون بيجري ورايا زي المجنون ، الضحكات الشريرية مخلية جسمي كله يترعش ، جريت ناحية القبو ...
صدقوني مفيش أدامي حل تاني !!
قبل ما أدخل القبو حسيت بالسكينة بتتغرس في رجلي بقوة لكن مفيش وقت أو رفاهية إني أقف و أشوف إيه اللي بيحصل ، فتحت باب القبو و دخلت بسرعة ، قفلت الباب ، مكانش فيه ترباس من جوا ، مفيش حل غير إني أقفله بجسمي عشان أمنعه من الدخول
ضغطت علي الباب بضهري و أنا بتنفس بصعوية ، جاكسون كان بيخبّط علي الباب بغضب .. بعنف .. بجنون ، غمضت عينيّا و أنا بحاول أمنع دموع الخوف من إنها تملي وشي ، كان بيصرخ بصوت وحشي : " إفتحي .. هقتلك .. هقتلك .. هقتلك "
سمعت صوت الخشب بيتشقق و السكينة بتقتحمه بعنف ، علي بعد سنتيمترات قليلة من جسمي ، لازم أبعد عشان السكينة متصيبنيش الضربة الجاية لكن لو بعدت الباب هيتفتح و هيقدر يدخُل و يحاصرني في القبو ده !
إخترت الحل الأسهل من وجهة نظري ، هفضل قافلة الباب بجسمي و مانعاه من الدخول ، فضل يضرب بالسكينة و لحسن حظي مجتش فيّا لكن كُل مرة كانت بتقرب مني أكتر .. خلاص .. أنا في تعداد الموتي !!
.
فجأة صوته إختفي تمامًا ، سمعت السكينة بتقع علي الأرض ، و صوت باب البيت الأمامي بيتفتح ، فتحت باب القبو و جريت ناحية الباب ، و لدهشتي الراجل و الست اللي فتحوا الباب ضرخوا بخوف لمّا شافوني ، الراجل جري عليّا و ثبتني في الأرض و طلبوا الشُرطة ، محاولوش يسمعوني ، الشُرطة جت و قبضت عليّا بتُهمة إقتحام البيت بدون إذن مالكيه
إتضح إن الراجل و الست دول هُما أصحاب البيت ، إسمهم جانيت وري و جوزها روب ، و مبيخلفوش !
محدش صدق حكايتي و دخلت السجن لفترة قبل ما يطلقوا سراحي بكفالة ، لمّا خرجت قررت إني لازم أفهم إيه اللي حصل في البيت ده ، أخيرًا لقيت جريدة بتاريخ قديم جدًا فيها خبر فسرلي جزء كبير من اللي حصل ، الخبر كان بيقول :
( طفل يطعن أمه حتي الموت )
لكن الجريدة نشرت خبر بعدها بوقت قليل بيقول :
( الطفل قاتل أمه وُجِدَ ميتًا )
تفاصيل الخبر بتقول إنهم بعد أسابيع من البحث عن الطفل اللي قتل أمه لقوه ميت في مكان مهجور ، بس الصورة اللي منشورة مع الخبر كانت أكتر حاجة خوفتني في حياتي ...
كانت صورة جاكسون و هوّ بيبتسم إبتسامته اللطيفة !
.
.شرح القصةجاكسون قتل أمه في نفس البيت ده من فترة طويلة ، البنت دي جالها إيميل من أم الولد و راحت البيت و جالسته لفترة لكن جاول يقتلها بنفس الطريقة اللي قتل بيها أمه
من الواضح كمان إن عنده قدرة ما في التحكم في أبواب الدور الأول لكن القبو مثلا مقدرش يتحكم في بابه أو يخترقه عشان كده سابلها الملحوظة إنها متطلعش الدور العلوي أو تنزل القبو .. ميعاد النوم كان الفخ اللي هو هيقتلها بسببه ، و يمكن هو ده الميعاد اللي قتل فيه أمه عشان كده إستغله لمحاولة قتلها ، واضح إن ده قرين الولد الشرير أو روحه أو شبحه أو أي حاجة يعني من المُسميات دي و واضح إنها كان حظها حلو لأنها قدرت تنجو
إشمعني إختار البنت دي تحديدًا أعتقد لأنها كانت يائسة في محاولة الحصول علي المال فمكانتش هتلتفت لتفاصيل كتير .
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم