سمعتوا قبل كدا عن طيور الوقواق ؟
الطيور دي معندهاش أي حاجة مُميزة عن غيرها ، طيور لونها رمادي و عادية جدًا لدرجة إنك لو شُفتها هتفتكرها حمام ! ، لكن رغم كدا عندهم عادة قذرة جدًا ، بيحطوا البيض بتاعهم في أعشاش الطيور التانية ، و لمّا البيت بيفقس بتروح تسيطر علي العش و تطرد أصحابه برا !
المثال دا أدام عينيّا من يوم ما إتولدت و مش بقدر أنساه أبدًا ..
لمّا تكونوا إتنين توأم ، من الصعب إنك تحس إن توأمك أحسن منك في كُل حاجة ، توأمي كان دايمًا هو الشخص الناجح المحبوب اللي كُل الناس عاوزة تصاحبه و تتعرف عليه ، و أنا كُنت دايمًا التوأم غريب الأطوار المنبوذ ، بصراحة هو كان أذكي .. دمه أخف مني و مميز في حاجات كتير و أنا مكُنتش كدا
ليه هو فيه كُل حاجة حلوة و أنا لا رغم إننا توأم مُتطابق ؟
طول عُمري حاسس إنه سرق مني كُل حاجة حلوة ، سرق مني جُزء من روحي و سرق مني حياتي ، المُشكلة إني مقدرش أسترد اللي سرقه مني أبدًا
.
آلان كان أحسن مني في كُل حاجة ، حاولت كتير أعادل مستويات ذكائه و مرحه طول طفولتي السخيفة ، تقريبًا مكُنتش بعمِل حاجة غير محاولة اللحاق بيه ، و في النهاية فهمت...
فهمت إن رغم إن جسمنا واحد .. شكلنا واحد .. وشنا واحد .. صوتنا واحد .. ضحكتنا واحدة .. إحنا تقريبًا نفس الشخص ، إلا إن بيننا فرق مُهم أوي .. هو آلان و أنا مش آلان
أنا عاوز أبقي آلان .. أنا محتاج أكون آلان .. أنا لازم أتحوِّل لآلان !
.
آلان بسبب تفوقه حصل علي منحة دراسية في واحدة من الجامعات الكبيرة و الشهيرة ، قالي بسُخرية إن خلاص الوقت جه عشان يسيب القرية البائسة اللي إحنا عايشين فيها و ينتقل للمدينة الكبيرة اللي بتناسب أحلامه و طموحاته الكبيرة ، و أنا مقدرتش أروح الجامعة للأسف ، أكيد فاهمين كُنت حاسس بإيه وقتها
ماما و بابا كانوا فرحانين بيه لدرجة إنهم قرروا يعزموه علي العشا في مطعم كبير هو بيحبه ، و حرزوا فزروا مين اللي ماراحش معاهم العشا عشان محدش عزمه و محدش عمل حسابه ؟
حتي بابا و ماما بيعتبروني مش موجود .. هو دا طبيعي ؟؟
يعني حتي لو أنا إختفيت مش هيحسوا بيّا !
.
في الليلة اللي هوا مسافر فيها للمدينة إختبئت في الكرسي الخلفي لعربيته ، إنطلق هو بكُل سعادة ناحية مُستقبله الرائع المُشرق ، إنتظرت لحَد ما بقي في شارع مُظلم و مفيش فيه حد غيرنا ، محسش بيّا و أنا بتحرَك و محسش بيّا و أنا بستعد للهجوم عليه ، لكن حس بالسلك المعدني و هو بيتلف حوالين رقبته و بيخنقه ، شاف عينيّا في المراية و أنا بخنقه بغل ، حاول يهرب مني أو يبعد عن السلك لكن أنا كنت أقوي ، الغضب كان مخليني أقوي ، خنقته أكتر و أكتر و أكتر ، مقدرش يسيطر علي العربية أكتر من كدا ، إنحرف بيها عن الطريق و دخل في وسطحقل ذرة ، عظيم .. هو كدا بيخلي مُهمتي أسهل !
صرخت من النشوة و أنا بخنقه
.
لمّا حسيت إن خلاص مقاومته صعفت سبته يتنفس و أنا بنزل من العربية عشان أشده من الكُرسي بتاعه و أرميه بقوة علي الأرض ، كان لسّه بيتنفس و دا مُهم عشان إحنا لسّه هنمرح سوا و هنتبسط أوي ، قلعت هدومي و قلعته هدومه ، لبست أنا هدومه و سبته هو عريان ، طلعت السكينة اللي جايبها معايا و حطيتها علي لسانه ، أعتقد إنه بدأ يحس و يسترد وعيه ، قطعت لسانه و أنا مستمتع بعذابه و ألمه ، إمعانًا في العذاب حشرت ملابسه الداخلية في فمه عشان أمنع النزيف و أوقفه شوية ، دا غير إني كان لازم أتأكد إنه مش هيصرخ و يستنجد بحد عشان ينقذه ، شلته و رميته في شنطة العربية كأنه خنزير ، هي دي المُعاملة اللي يستحقها
.
إنتقلت لسكنه في الجامعة و بحضر دروسه و محاضراته ، أعتقد إني أعدت إكتشاف نفسي مرة تانية !
طبعًا هتسألوني علي آلان ؟
أجرت كوخ قديم هنا في مكان مهجور و هو موجود هناك ، بروحله كل كام يوم عشان أتطمن عليه ، بيحاول يصرخ عليّا بس مش بفهمه ، لسانه مقطوع و مش قادر يكمِّل جُملة مفهومة ، بيحاول يهاجمني و يتغلب عليّا لكن السلسلة اللي مربوط بيها من رجله بتمنعه يقرب مني
كُل مرة بزروه بضربه بالسوط علي جسمه لحَد ما أشوف الدم ، صوت صراخه و هو بيتعذب بيمتعني بطريقة مش مُمكن تتخيلوها أو تفهموها ، بس مهما حصل دا أخويا .. توأمي ، تفتكروا هسيبه ينزف لحَد ما يموت يعني ؟
أكيد لا ..
بجيب معايا حمض مُركز و بعد ما أخلص أكبه علي الجروح و أستمتع بصوته و هو بياكل اللحم
.
أنا بحب النسخة الجديدة من آلان ..
النسخة العارية اللي جسمها مليان جروح و حروق ، النسخة اللي بتنام عارية في الثلج و بتتضرب بالسوط مرة كُل أسبوع
بحب الطريقة اللي بيبصلي بيها بكُل ضعف ، بحب إصفرار عينيه و شحوب جسمه من قلة الأكل و الشُرب
بحبه بضعفه كدا عشان بحس ساعتها إنه مش أحسن مني !
العالم دا ميتحملش وجودنا إحنا الإتنين ، واحد فينا بس اللي لازم يكمِّل ، للأسف هو الحمامة و أنا طائر الوقواق و سرقت منه حياته ، بكرة الشُرطة هيجيلها إتصال من مجهول هيقولهم علي مكان جُثتي
هيروحوا يلاقوني مربوط و متعذب و ميت ببشاعة
أما أنا ...
فهتحول لنسخة أحسن من آلان
.
.الغضب .. الغيرة .. الحسد .. الكراهية
مجموعة مشاعر قميئة لمّا تجتمع جوا شخص واحد بتحوله لوحش بلا إحساس أو مشاعر ، وحش قادر علي قتل و تعذيب أخوه .. توأمه لمجرد إنه أحسن منه في دراسته و الحياة الإجتماعية
لكن خلونا برضه مننساش دور الأهل في الموضوع .. طبيعي وجود فروق بين الأخوة و بعضهم .. مش طبيعي إننا نحسسهم بدا و نقلل من واحد منهم علي حساب التاني
إستقيموا و إلا هتشوفوا كوارث زي دي بين الأخوات كتير !
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم