187

946 114 6
                                    

#Re_share

المطعم اللي أنا بشتغل فيه أشهر مطعم بيقدم أكل إيطالي في الولايات المتحدة الأمريكية كلها ، بعتبر نفسي محظوظ جدًا إني بشتغل فيه ، من 25 سنة و لحد دلوقت المطعم محتفظ بسمعته
صاحب المطعم كان هو الشيف ، إيطالي لكن و بكل صدق هقولكم إنه الأفضل ، مجنون بكمال أطباقه ، لازم كل طبق يكون كامل ، مبهر و طعمه حلو ، سعيه ورا الكمال ده كان مخليه مجنون ، كل زمايلي بيتضايقوا منه و بيقولوا إنه مجنون و صعب جدًا ، عاوزين الحق ... هو مجنون و صعب لكن مع الكسلان ، أنا كنت مستمتع جدًا بالشغل معاه ، أنا اللي ماسك البار عشان كده مبحتكش بيه كتير
.
كان يوم سبت كئيب ، السما مغيمة و الدنيا بتشتي ، في الحقيقة أنا بحب الجو ده برغم كل حاجة ، صحيت من النوم نضفت الشقة ، غسلت المواعين و جهزت فطار و قهوة و قعدت أتصفح النت شوية ، بصيت في الساعة لقيت ميعاد شغلي قرب ، بشتغل من 3 الفجر لـ 11 الصبح ، قمت إستحميت و جهزت لبسي ، بنطلون أسود ، قميص أسود ، شراب أسود و جذمة سودا و كرافتة حمرا ، لبس بارتندر عادي ممكن تكون شفته كتير ، نزلت ركبت عربيتي و رحت المطعم
.
البار في أول المطعم ناحية اليمين ، بعيد عن المطبخ و بعيد عن صالة المطعم ، إتأكدت إن تلاجاتي مليانة و كوباياتي نضيفة ، التلج موجود و مفيش حاجة ناقصة خالص ... يلا بينا نبدأ الليلة
.
شوية بشوية بدأوا زمايلي يوصلوا و الزباين توصل لكن البار كان فاضي ، ليلة السبت بتبقي ليلة هادية شوية ، ساعتها دخل المطعم ، إتلتفت حواليه بهدوء ، عينيا جت في عينيه فجه ناحية البار بهدوء ، كان زبون جديد أول مرة أشوفه ، ضحكت في وشه بإبتسامة و رحبت بيه ، كان بيبصلي بطريقة مش مريحة قبل ما يقعد و يطلب ويسكي مع كوكاكولا ، بدأت أجهزله طلبه ، بصيتله و سألته : " مش فاكر إني شفت حضرتك هنا قبل كده ، دي أول مرة تيجي ... صح ؟ "
بصلي بهدوء و أنا بديله طلبه و رد بإقتضاب : " آه "
إتضايقت من طريقته لكني كنت عارف العينة دي من الناس ، بيفكر إنه أحسن منك لأنك مجرد عامل في بار و بيعاملك علي إنك شغال عنده لكن مجرد ما بيسكر بيبقي زي الطفل ، بيعيط و يحكيلك كل حاجة عاوز تسمعها أو مش عاوز تسمعها ، تقريبًا من ساعة ما دخل مشالش عينه من عليا ، بدأت أخاف منه خصوصًا إن بصاته كانت مرعبة ، البار بدأ يبقي زحمة و أنا إتشغلت عنه بتجهيز طلبات الناس ، طول الوقت كان بيراقبني ، جسمي بدأ يترعش و حسيت بالخوف منه ، ليه مش بيدور وشه ، ليه مركز معايا أوي كده !!
.
الزباين بدأوا يمشوا و الجو بدأ يهدي تاني ، نهاية الوردية قربت و النهار بدأ يشقشق ، و هو لسه قاعد قدام مشروبه بيراقبني بنظرات مريبة ، سألني بهدوء و بصوت واطي : " بتشتغل هنا من كام سنة ؟ "
قلتله إني هنا من شوية سنين ، يمكن خمسة أو أكتر ، سألني عن أي مشاكل بتقابلني في شغلي ، قلتله ببساطة إن صاحب المطعم راجل تنك و مزعج شوية لكن في العموم طالما إنت بتشتغل صح مش هيضايقك ، حسيت إنه بيستجوبني و بيسألني أسئلة شخصية ، بدأت أخاف منه أكتر ، طلب مني أكلمه أكتر عن صاحب المطعم ، بدأت أشرحله تاريخ المطعم و نوع الأطباق اللي المطعم بيقدمها ، قلتله كمان إن فيه طبق بيتعمل مخصوص ، مش موجود في قايمة الطعام ، إتعدل علي الترابيزة و بان عليه الإهتمام ، سألني عن نوع الطبق ده و إزاي ممكن ياكله ، قلتله إنه طبق ستيك لحم مع جبنة بارميزان ، قلتله إن ده أحلي طبق لحمة ممكن يدوقه في حياته ، سألني سؤال غريب أوي ، قالي الشيف عمله كام مرة تقريبًا من يوم ما إشتغلت هنا !
قلتله إن بيعمله قليل أوي لكن ساعات بعد الشغل بيطلب مننا نستني و بيعزمنا كلنا علي الوجبة دي ، بيكون عامل لحمة بكميات تكفي كل اللي شغالين هنا ، ورديتي خلصت و الراجل الغريب ده لسه بيراقبني ، إعتذرتله و خدت الكوباية الفاضية غسلتها و حاسبته و خرجت من الباب الخلفي أشرب سيجارة ، لما رجعت مكانش موجود ، حمدت ربنا إني أخيرًا خلصت منه
.
سلمت شغلي و حاسبت صاحب المطعم و خرجت ، فوجئت بيه لسه واقف برا المطعم ، فكرته بيستناني ، خفت جدًا ، جريت علي عربيتي بهدوء و هو مراقبني بعينيه ، إبتسملي إبتسامة غريبة أوي و شاورلي ، مرديتش عليه ، ركبت عربيتي و أنا بدعي ربنا ميمشيش ورايا ، لحسن حظي ممشيش ورايا ، راجل مرعب و نظراته مرعبة و أسئلته مريبة
.
رحت البيت و نمت ، لما صحيت الصبح لقيت كمية رسايل و رنات و مكالمات من زمايل في الشغل مرعبة ، خفت و سألت نفسي إيه اللي حصل عشان كل ده ؟؟ ، بس كنت متأكد إن الموضوع له علاقة بالراجل الغريب بتاع إمبارح ، لما فقت و غسلت وشي سمعت الأنسر ماشين بتاعي ، إتضح إن الشيف الإيطالي قاتل متسلسل ، و إن طبق ستيك اللحمة بالجبنة البارميزان مش معمول من لحمة بقري ، الشيف كان بيأكلنا لحم بشري !
عشان كده الطبق ده مكانش في القايمة ، الراجل الغريب بتاع إمبارح إتضح إنه الظابط اللي قبض عليه ، حسيت بالغثيان ... معتقدش إني هقدر آكل أكل إيطالي أو ستيك لحمة تاني مدي الحياة

قصص رعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن