اسمي هارلي، متجوزة من أعز أصدقائي دان من خمس سنوات، وبحبه أكتر من أي حاجة في الدنيا، هو مش بس جوزي، دا أعز أصدقائي ... توأم روحي ... وشريك حياتي، بصراحة مقدرش أتخيّل حياتي من غيره شكلها إيه أو عاملة إيه، إحنا الإتنين بنشتغل في الصناعات الغذائية، هو بيشتغل طبّاخ ... وأنا نادلة، وسواء أنا أو هو ... فالعمل في الأكل شغفنا الحقيقي في الحياة
لكن شُغلنا بيتطلّب مننا العمل في ساعات غريبة، بقى أمر مُعتاد بالنسبة لنا إننا نخرج من المطعم بعد مُنتصف الليل، بنروّح البيت ونجهز العشا بسُرعة، بناكل وننام لحَد الساعة 11 صباحًا، دان نومه سريع على عكسي تمامًا، أغلب الوقت بيروح في النوم أول ما يحط راسه على المخدة، لكن أنا وللأسف عندي مشاكل في النوم شوية، مش بقدر أنام بسهولة، بحط السماعات في ودني وبفضل أتفرّج على اليوتيوب لساعات لحَد ما أحِس إني عايزة أنام، وللأسف هو نومه تقيل على عكسي برضه، أي حركة منه على السرير بتصحيني من النوم ومش بعرف أنام تاني
دان بيحلم بصوت عالي، بيتكلّم أثناء نومه كُل يوم، ساعات بيغني وبيضحكني أوي! أول ما إتجوزنا كان بيتكلم بصوت عالي وهو نايم فكُنت بفكّر إنه لسّه صاحي، ساعات بحب أتكلّم معاه وهو نايم عشان أضحك على ردوده الغير منطقية وأفضل أغيظه بدا طول النهار، ساعات كمان بيمشي وهو نايم، ساعات بصحى من النوم أدوّر عليه عشان ألاقيه في أماكن غريبة في الشقة وهو لسّه نايم، مؤخرًا بدأت أحِس إن أحلامه بقت ... غريبة، وبمؤخرًا دي أقصد السنة اللي فاتت
الموضوع بدأ بشوية كوابيس، لمّا كان بيتكلّم وأنا صاحية كُنت بشيل السماعات من ودني عشان أسمعه، في يوم من الأيام كان بيزوم وبيهمس بخوف، كان باين أوي عليه الخوف، فجأة إتقلب على جنبه وبصلي، عينيه كانت مفتوحة على آخرها، نده عليّا بصوت بيترعش: " هارلي؟ "
عينيه كانت مفتوحة، لكنه كان نايم تمامًا، مكانش شايفني ولا شايف أي حاجة، حاولت أهديه، طبطبت عليه وأنا بقوله: " اهدى ... اهدى ... كُل حاجة تمام، أنا هنا ... كُل حاجة تمام "
تنهد بارتياح قبل ما أحضنه وأطمنه، وكُل ليلة الموضوع دا كان بيتكرّر، بيتقلب وعينيه مفتوحة ... بيندهلي بصوت بيترعش ... لمّا بطمنه بينام مرتاح
وكُل يوم الصُبح كُنت بسأله عن الموضوع، وكُل يوم كان بيرد عليّا وبيقول إنه مش فاكر حاجة، هو فاكر إنه كان بيحلم بكابوس بس مش فاكر تفاصيله
الموضوع دا استمر لمُدة 3 أيام، الليلتين اللي بعدهم كانوا هادئين، فكرت ساعتها إنه يمكن بيجيله كوابيس بسبب ضغوط الشُغل، وبعد حوالي أسبوع تقريبًا، بدأت حاجة أغرب تحصل، كُنا نايمين في أوضتنا عادي جدًا، فجأة دان وقف ومشى وهو نايم ناحية شباك أوضة النوم، ناديت عليه بقلق: " دان؟ بتعمل إيه يا حبيبي؟ "
مردش عليّا، قرَّرت أنادي عليه مرة تانية، المرة دي إتحرّك ببطء، حط صابعه على إزاز الشباك وهو بيشاوِر على حاجة برا وبيقول: " هُمّا جايين "