في آخر طريق تُرابي طويل، على بُعد ميل أو أكتر شوية جوا الغابة، في بنت شابة صُغيّرة عايشة لوحدها في بيت ضخم وكبير، كُل قرايبها ماتوا، سابولها كنوز من المجوهرات والفلوس وهي مُحتفِظة بيهم في بيتها هناك، عايشة لوحدها تمامًا، مفيش حتى كلب عايش معاها عشان يحميها من الناس اللي عايزين يسرقوا منها كُل حاجة
لمّا بيسمعوا الكلام دا، نفوسهم بتتملى بالطمع، وبيقرروا يخوضوا المُغامرة دي
وكُلهم بيفكروا بطريقة خاطئة، كُلهم بيشوفوا الموضوع من نفس الزاوية
إن أنا عايشة لوحدي تمامًا
من كام ليلة، أربع رجال قرروا يزوروني في البيت، واحد منهم كان ماسك عتلة في إيده، والتاني كان معاه مُسدس، التالت والرابع مكانش معاهم أي حاجة لكن كان باين عليهم القوة، قفلت الستاير، وقفلت باب أوضة النوم بالمُفتاح، اللي هيحصَل دا، حَصَل زيه قبل كدا عشرات المرات، مُمكِن أقولكُم بالظبط هيحصل لهم إيه من قبل ما يدخلوا البيت، حتى لو مشُفتش اللي حَصَل، هعرف أوصفه
.
دخلوا من الباب الأمامي، بيتفاجؤوا لمّا يلاقوه مفتوح أصلًا، بيفترضوا كُلهم إني بسيبه مفتوح لأني عايشة لوحدي في وسط الغابة ومش خايفة يقتحِم بيتي، انقسموا لفريقين، مُعتمدين على كثرتهم وقوتهم لو قابلوني، مش بيخافوا مني، أنا مُجرَّد فتاة ضعيفة من وجهة نظرهُم، فتاة خجولة مش بتعرف تتكلِّم وبتهته، مش جميلة أبدًا، لكني برضه مش قبيحة، وطبعًا مش قوية
واحد من الوحوش بتاعتي كان مُختبئ تحت الكنبة، لمّا شافهم وحس بيهم قرر يختبئ تحت، لمّا قربوا منه واحد منهم وقف جنبه والتاني إتحرَّك بعيد شوية، شد واحد منهم على الأرض من كعوبه وفاجئه قبل ما يقدر يصرُخ صرخة واحدة بس حتى، هو فقد الوعي بعدها، لمّا يفوق هيلاقي نفسه في قبو مُظلِم كُله كلاب شرسة تحت الأرض، وللأسف الشديد هو هيكون مربوط وهُمّا لأ، لو خرج من القبو حي، مش هيقدر يتواجد في مكان مُظلم أو جنب كلاب تاني طول حياته
بس خلوني أقولكم حاجة، دا أكتر واحد محظوظ فيهم
لأن الوحش الثاني اللي تحت الشرير قاسي شوية، بس عنده شوية رحمة
والوحش الثالث اللي جوا الخزانة ميعرفش يعني إيه رحمة أصلُا
.
زميله بيفتقده فبينده عليه بصوت هامس، بيفكَّر إن زميله بيعمِل فيه مقلب وسط البيت المُظلِم، بيبدأ ينده عليه بصوت هامس قلقان ويدوَّر عليه وسط الظلام، في النهاية قرَّر يسأل الفريق الثاني، ساعتها هُمّا كانوا في غُرفة الموسيقى، سألهم عن مكانه، قالوا له إنهم ميعرفوش عنه أي حاجة
سابهم ورجع يكمِّل بحث، كان في المطبخ، توجه ناحية غُرفة المخزّن، لمّا فتحها فوجئ بسكين ضخم بيتغرس في رقبته، وحس بإيد بتشده جوا الغُرفة، لكنه قدر يصرُخ، صرخ كتير أوي للأسف، لكنه لمّا إتدبح بشكل كامل بطَّل يصرُخ، راسه إتحطَّت جنب جُثته في الظلام، أنا فاكرة إن عينيه كانت مُستفزة الوحش حس إنه بيراقبه، فقرر يخلعها من مكانها، للأسف بمُجرد ما قابل الوحش دا وأنا عرفت إن عُمره انتهى، لكن اللحظات الأخيرة في حياته كانت مؤلمة وقاسية جدًا، ودا كان مقصود
زمايله جروا ناحيته لمّا صرَّخ، لكنهم وصلوا بعد فوات الأوان، لمّا فتحوا الغُرفة دي، وشافوا جُثته بالشكل دا، عرفوا إنهم في خطر
كانوا خايفين جدًا، قرروا يهربوا، وكُل واحد جرى من طريق
واحد منهم قرَّر يخرج من الباب الخلفي ويهرب وسط الغابة، غلطة كبيرة أوي
الوحش الثالث كان مستنيه برا، والوحش دا بيتضايق لمّا حد يقتحِم خلوته ويضايقه، لمّا حد بيخرُج من الباب الخلفي بيجري، هو بيتضايق، فبيقرَّر ... أنتم عارفين هو بيقرَّر يعمِل إيه
مش هقولكم عمَل فيه إيه، بس كفاية أقولكُم إنه كان محظوظ لأنه مات بسُرعة، الوحش جر جُثته لحُفرة كانت جاهزة ورماها فيه، بس مش هيدفنها دلوقتي، لسّه واحد عايش، ولازم يحصَّل زمايله
هُمّا جم سوا ... ولازم يمشوا سوا
الأخير دايمًا بيكون فريسة سهلة، لمّا بقي أبواب البيت كُلها مقفولة، قرّر يطلع الدور التاني، أول باب قابله كان باب أوضة نومي، حاول يفتحه، لكنه لقاه مقفول بقوة، قرَّر يستغل قوته ويكسره، ضربه بكتفه مرة، واتنين، وتلاتة، في النهاية الباب إتفتح، لكنه اندفع للغُرفة بسُرعة ووقع في ركن الغرفة، لمّا حاول يقوم شافني وراه، واقفة ببص له وببتسِم
حاول يقف عشان يواجهني، في البداية مفهمش أنا ليه حاطّه منديل على أنفي، لكن لمّا شم الغاز فهم، حاول يقاوم لكنه مكانش قادر، مشيت ناحيته، كان مش قادر يقاوم، حطيت المُسدَّس بتاع زميله في إيده، ووجهت إيده ناحية فمه، لازم يبان إنه قتل نفسه، كان أضعف من إنه يقاوم، عينيه اللي بتقفل خلاص كانت ميانة رعب
.
لمّا خلصت قررت أرتاح على سريري، كُنت عارفة إن واحد من الوحوش هيتولى عملية التنضيف، دي مش مسؤوليتي بقي خلاص
لمّا هو يخلَّص تنضيف هرجع أشوف اللي ورايا، ورايا شُغل كتير، بكتب رواية عن مجموعة لصوص مُعتقدين إنهم هيقدروا يسرقوا بنت ضعيفة عايشة لوحدها، وبيهاجمهم مجموعة وحوش
البنت دي زيي تمامًا
الوحوش دي جواها
الوحوش دي هي!
.
.العصابة المكوَّنة من أربع لصوص قرروا يهاجموا البنت الضعيفة المسكينة ويسرقوا ثروتها، لكنهم ميعرفوش حاجة مُهمة، البنت أصلًا هي اللي ناشرة خبر إنها غنية الغنى الفاحش دا عشان تستهدِف اللصوص والمُجرمين، واضح إن البنت بتُعاني من مرض تعدُّد الشخصيات المعروف، وإن باقي الشخصيات اللي ساكناها لناس قاسيين أشبه بالوحوش
في البداية سابت لهم الباب مفتوح واختبأت هي تحت الكنبة، واستغلت انقسامهم لفرق وقدرت تستفرد بواحد منهم وتفقده الوعي وتربطه تحت كنبة، ودا مصيره هيكون غرفة مُظلمة فيها كلاب شرسة
بعد ما سابته راحت اختبئت وسط الخزانة الموجودة في المطبخ أو غُرفة المخزن، وهو عشان بيتها، كانت بتتحرَّك في الظلام بدون ما يحسوا بيها، وقدرت تفاجئ التاني بسكين ضخم وتدبحه، هي بتعتمِد على حاجتين، الذكاء والمُفاجأة
سابت جُثته وخرجت اختبئت وسط الغابة قُريّب من البيت بعد ما قفلت كُل الأبواب إلا باب واحد، يعني هي اللي بتختار طريقه، وبرضه فاجئته وقدرت تقتله وكانت مجهزة القبر مُسبقًا، وطلعت للرابع اللي كان لسّه بيحاول يقتحم غرفتها، خدرته وخلته يضرب نفسه بالنار وحاولت تخلي الموضوع يبان كأنه انتحار، لكن صوت ضرب الرصاص إتسمع والناس خافوا عليها فبلغوا الشُرطة اللي لمّا جت عرفت كُل دا
مفيش وحوش
ذكاء البنت وسُرعتها هُمّا كانوا الوحوش الحقيقية
ملحوظة ١: القصة مالهاش بقية
ملحوظة ٢: معرفش اي معلومات اكتر من اللي مكتوب
.
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم