كاميل طول عُمرها الأجمل رغم كوننا توأم مُتطابق ، شعرها ذهبي طويل و ناعم ، عينيها زرقاء مُشرقة ، لكن أنا كان شعري بني غامق ، مش غيرانة منها ، دي أختي التوأم و أنا بحبها جدًا
إحنا الإتنين عندنا نفس الصفات ، بنحب التنافس و بنعشق المكسب ، لكن أنا كُنت مُهتمة أكتر بالأمور العقلية و هي مُهتمة بالجمال ، أنا كُنت خجولة و بحب العزلة ، و هي كانت إجتماعية و لها أصدقاء كتير ، ساعات كُنت براقبها و أتمنى لو أكون زيها ، بتمنى أكون ساحرة و أقدر أكسب صداقة أي حد أقابله
ماما قالتلي مرة و أنا صُغيّرة إني كُنت هموت أثناء الولادة ، ضربات قلبي قلّت جدًا ، و الدكتور إضطر يعمل عملية قيصرية ، و حتي لمّا خرجت للحياة كُنت ما بين الحياة و الموت و حالتي غير مُستقرة
.
علاقتنا إتغيرت في ليلة صيف لمّا كان عندنا 15 سنة ، كان يوم عيد ميلادنا ، و أصدقائنا المُشتركين قرروا يعملوا لينا حفلة عيد ميلاد ، دوني .. إيمي .. برايان .. جاك و مجموعة كمان من إصدقائنا كانوا موجودين ، أغلبهم من المشهورين في المدرسة ، تقريبًا طول الوقت مع بعض و مش بنفترق ، كُنا مولعين نار و قاعدين حواليها و جاك كان بيحط فيها أغصان شجر و ورق عشان تزيد ، جاك هو الشخص الوحيد اللي أنا مُعجبة بيه ، كُنا قاعدين حوالين النار بنضحك و بنتكلم و بنسمع موسيقى
كُنت براقبه بطرف عيني و هو بيضحك مع دوني ، دوني كمان ضحك و بدأوا يتكلموا شوية ، إيمي كانت قاعدة جنب حبيبها برايان ، كانوا قاعدين بعيد عن النار و في ركن مظلم عشان يبقوا براحتهم ، كاميل كانت قاعدة جنبي لكنها كانت بتتجاهلني ، ندهت لجاك و بدأت تتكلِّم معاه ، كان لازم كاميل نعمل كدا .. دا طبعها ، لازم تتجاهلني و لازم تخلي كُل الناس مُنتبهة ليها ، بصراحة .. ساعات بكرهها بسبب تصرفاتها ، كانت بتضحك مع جاك و بتلمس إيده برومانسية ، بدأت وصلة من الغزل الخجول بينهم ، و الإتنين وشهم أحمر من الخجل لكنهم كانوا مُستمتعين
.
مقدرتش أتحمل ، وقفت و قُلتلهم إني هتمشى شوية ، ساعتها جاك كان بيدي لكاميل إزازة خمرة ، و يبدو إنها فقدت التحكم فيها لأنها وقعت من إيدها و إتدحرجت ناحيتي ، مشوفتهاش و أنا ماشية لكن دست عليها و فقدت توازني و وقعت في النار !
حاولوا يسيطروا علي النار و يطفوني لكن كان الآوان فات ، نص جسمي بالظبط تضرر أضرار بالغة بما فيه نص وجهي الشمال
الحروق اللي في جسمي كانت سهلة و قدروا يعالجوها لكن اللي في وجهي كانت قاسية شوية ، عملت أكتر من 10 عمليات تجميل و مازال نصف وجهي الشمال محروق بشكل سيء
عندنا دلوقتي 40 سنة و لسّه بحس بألم لمّا بشوف أختي و هي بتتمتع بحياتها و بتعيش بشكل كويس بدون أختها ، لو ملامحي لسّه زي ملامحها كانت كُل حاجة إختلفت ، علي الأقل إحنا توأم ، و هي كانت بتستمتع بألمي ، حياتها كانت بتزدهر و حياتي كانت بتتدمّر
.
طول عمري مُعجبة بجاك ، كُنا أصدقاء جيدين لكن من بعد الحادث مبقاش مُهتم بيّا ، الحادث دا غيّر كُل شيء ، هو و كاميل حبوا بعض و بدأت علاقتهم تكبر ، و إنتهت بالزواج ، حفل زفافهم كان حفل لطيف و صُغيّر ، كاميل طلبت مني محضرش الفرح عشان ملامحي لسّه متغيّرة ، كان نفسي أحضر فرح توأمي لكن طلبها كان أقوى من قدرتي علي التحمُل
كاميل قدرت تكمِّل في حياتها المهنية ، بقت مدير للتسويق في شركة صغيرة في مدينة سينسيناتي لكن أنا بقيت أمينة مكتبة صُغيرة و دفنت نفسي بين رفوف الكُتب
في يوم جاك ظهر أدامي في المكتية ، إبتسمت و أنا بتأمل ملامحه الوسيمة ، رغم إنه إتجوز كاميل إلا إني لسّه مُعجبة بيه ، قرب مني و هو بيبتسم و قال : " لو سمحتي .. مُمكن تساعديني ألاقي الكتاب اللي بدوّر عليه ؟ "
" طبعًا .. إنت بتدوّر علي كتاب إيه ؟ "
" مش فاكر إسمه أو إسم المؤلف .. لكن هو عن راجل كان في الحرب و بيبعت رسايل لزوجته "
رجعت للكومبيوتر و بدأت أدخل البيانات ، كان بيراقبني و هو مُبتسم إبتسامة لطيفة ، حركت شعري عشان يخفي آثار الحرق ، قال بلطف : " مبقيتش قادر أشوف الآثار علي فكرة .. اللي حصل دا حصل من 25 سنة تقريبًا ؟ "
قُلتله بإحراج : " 27 سنة بالظبط "
بعد الشعر عن وجهي و هو بيقول : " بس إنتي لسّه جميلة زي ما إنتي .. متخبيش وشك تاني "
تجاهلت تصرفه و أنا بقول : " الضابط و المُمرضة "
بانت عليه الحيرة و هو بيقول : " الـ إيه ؟ "
" الكتاب اللي بتدوّر عليه .. هتلاقيه في قسم الأدل الرومانسي .. ممر 11 الرف الثالث "
" شكرًا جدُا .. هشوفك بالليل في البيت علي العشا "
.
قال جُملته الغريبة دي و سابني و مشى ، إفتكرت إننا هنتعشى النهاردة كُلنا عند أهلي ، كُنت ناسية تمامًا ، و أكيد هييجي مع كاميل ، حاولت أتماسك و مفكرش في الكلام اللي هو قاله ، لكن مقدرتش ، قلبي إتحرك للمرة الأولى من يوم ما عشت في الظل ، هي بتستمتع بكُل حاجة و أنا هنا مُختفية في الظلام
و أنا مروًحة بالليل كُنت بفكّر في جاك و كاميل ، غيرانة منها و حاسّة بالغضب ، و غضبانة من نفسي أنا كمان ، إزاي سمحت لنفسي أختبئ في الظل زي الجبانة طول الوقت دا ، إزاي مجتليش الجرأة أقول لها إحساسي ناحيتها عامل إزاي ، إزاي سمحت ليها تتجاهلني كُل الفترة دي كأني مش موجودة
لمّا دخلت البيت فوجئت بيها واقفة ورا الباب مستنياني ، كانت واقفة لابسة فستان بمبي و مُبتسمة بسعادة ، شعرها ناعم و طويل و بشرتها ناعمة
إبتسمت لمّا شافتني ، قُلتلها : " شرف لينا إن أختي الجميلة هتتعشى معانا "
إبتسمت بخُبث و هي بتقول : " حسيت إني عاوزة أتعشى معاكي "
حسيت بالضيق و أنا بقولها : " تعرفي .. أنا متضايقة منك .. دايمًا بتعملي اللي إنتي عاوزاه بس .. لو النار مكانتش حرقتني كانت كُل حاجة هتتغيّر "
بان عليها الصدمة و هي بتقول : " تقصدي إيه ؟ "
" إنتي سرقتيه مني .. كُنتي عارفة إني بحب جاك و مع ذلك سرقتيه مني "
بصتلي بغضب و هي بتقول : " أنا معرفش إنتي بتتكلمي عن إيه ؟ "
مسكت عصاية بيسبول كانت محطوطة جنب الباب بإهمال ، ضربتها علي راسها بقوة فوقعت علي الأرض ، حسيت بإرتياح ، ضربتها تاني و أنا بفتكر إزاي سرقت جاك .. إزاي كانت سبب في تدمير حياتي .. إزاي كانت أجمل مني .. إزاي ناجحة في شغلها أكتر مني ، راقبت الدم و هو بيسيل من جروحها و بصيت في عينيها اللي خلاص مبقاش فيها حياة
.
الباب إتفتح و دخل منه جاك ، بصلي و أنا بترعش من الخوف ، مش عارف هيعمل فيّا إيه ، سألني بهدوء : " مُستعدة يا كاميل ؟ "
بصيتله و أنا بعيّط بخوف ، سألني : " إيه اللي حَصَل ؟ "
قرّب مني و بعدين بص علي الأرض و قال بدهشة : " إيه دا ؟ "
سبت المضرب يقع علي الأرض وأنا بقوله : " أنا آسفة .. مكُنتش أقصد "
حضني و هو بيقول برفق : " إحنا مرينا بدا قبل كدا .. شوفي يا حبيبتي .. إنتي كاميل .. إنتي وقعتي في النار و سببت ليكي حروق .. لكن إنتي ملكيش توأم .. توأمك ماتت أثناء الولادة .. فاهمة ؟ "
بصيت علي جُثتها تحت رجلي و قُلتله : " بس .. بس أنا قتلتها ! "
بص للأرض تحت رجلي و هو بيقول : " إنتي مقتلتيش حد .. أنا هتصل بالدكتور بتاعك بكرة و هنحدد ميعاد و نروحله .. اللي إنتي ضربتيها بالمضرب دي مجرد مراية .. متقلقيش "
بصيت للأرض تاني و تحت رجلي كانت بقايا آثار المراية المكسورة ، شايفة عيونها فيها لكن ساعتها إفتكرت إن كلامه صح
لازم أروح للدكتور بكرة
.
.
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالمتوأمها ماتت أثناء الولادة و يبدو إن أهلها حملوها ذنبها أو قالولها إنها السبب لأنها نفسيًا مضطربة
بدأت تتخيل إنها التوأم الأضعف و الأقبح رغم إن مفيش غيرها و حادثة الحرق حكتها كان أختها سبب فيها و أحلامها بالنجاح في شغلها تخيلت إنه إتسرق منها ، حتي زوجها عقلها رسم سيناريو ليها إن توأمها الأجمل و الأنجح خطفته منها
و الضغوط اللي جواها وصلتها لقتل أختها المتمثلة في إنعكاسها بالمرآة
العقل البشري لو إتحد مع الضغوط ضد الإنسان بيكونوا شيء مرعب جدًا
واضح إنها بتتعالج نفسيًا لأن زوجها قالها إنهم هيروحوا له