197

1.1K 121 2
                                    

مش قادر أصدَّق إني كان مُمكِن أكتِب بوست زي دا، بس أنا محتاج أفضفض مع حد..

بابا وماما متعوِّدين يسافروا دايمًا في رحلات سياحة خلال شهرين ديسمبر ويناير، هُمّا عندهم مطعَم صُغيّر أنا اللي بديره في أغلَب الأوقات، بس كدا كدا أنا بحِب الأجازة دي وبطلُب منهم دايمًا يستمتعوا بأجازتهم قدر الإمكان، وميشيلوش هم المطعَم طول ما أنا موجود

السنة دي.. قرَّروا يزوروا أمريكا الجنوبية، وبمّا إني مش متجوِّز وعايش في بيت قُريِّب منهم، دايمًا بيطلبوا مني أنتقِل عشان أعيش في بيتهم خلال فترة أجازتهم عشان آخد بالي من توبي، الكلب بتاعهم، ولأني طبعًا بحِب توبي جدًا، ما بصدَّق أروح البيت عشان أشوفه، باخده معايا المطعم كُل يوم، وبيفضَل قاعد على الكنبة اللي موجودة في مكتبي لحَد ما بروَّح، دا طبعًا غير إننا أسرة صُغيَّرة جدًا، أنا الولد الوحيد ليهم، وكذلك ماما كانت البنت الوحيدة لأهلها، أما بابا فكان له أخ أكبر منه لكن مات من 13 سنة، وأنا طبعًا مش متزوِّج ولا مخلِّف، وناوي أفضَل كدا لفترة من الوقت

إمبارح كُنت نايم القيلولة بتاعتي في البيت لمَّا سمعت صوت باب البيت الأمامي بيتفتَح، طبعًا نطيت من مكاني بخوف وأنا بجري ناحية الباب، الغريب.. إنهم كانوا أهلي، كُنت حيران ومش فاهِم حاجة، سألتهم إيه اللي رجعهُم بدري كدا، المفروض رحلتهم تخلَص ويوصلوا يوم 20 يناير

كان باين عليهم الحُزن، بابا قالي إن الرحلة مكانتش كويسة عشان كدا قرَّروا يرجعوا بدري شوية، ولمَّا سألته ليه متصلوش بيَّا عشان أروح آخدهم من المطار، قالي إنهم مكانوش حابِّين يزعجوني وخدوا تاكسي

بصراحة.. أنا لسَّه مش فاهِم حاجة لحَد دلوقتي، بس مش مُهِم.. قرَّرت أرجع بيتي بقى طالما هُمّا وصلوا بالسلامة، لكنهم طلبوا مني أفضل معاهُم كام يوم كمان عشان آخد بالي من المطعم ومن توبي، لأنهم راجعين من السفر تعبانين جدًا ومُرهَقين، طبعًا مكُنتش أقدر أقولهم لأ.. صح؟

توبي كان بيتصرَّف بشكل غريب، رافض يتحرَّك من جنبي نهائيًا، دا غير إن أهلي أصلًا رافضين يتعاملوا معاه بحجة إنهم تعبانين، ودا كان غريب أوي بصراحة.. يمكن بيتصرفوا كدا بسبب التعب فعلًا، أو يمكن إتخانقوا هناك ومحتاجين يصفُّوا ذهنهم شوية، مش مُشكلة بقي.. سبتهُم راحوا يرتاحوا في أوضتهم شوية، وخلال دقايق بسيطة أوي كُنت أنا وتوبي بنكمِّل نوم

حوالي الساعة 2 بعد مُنتصف الليل، صحيت وأنا عطشان جدًا، مشيت ناحية المطبخ عشان أجيب كوباية مية، وسمعت صوت أنين غريب أوي جاي من أوضتهم، طبعًا أنا مش هخبَّط عليهم وأسألهم لو كانوا كويسين ولا لأ، أنا طول عُمري متعوِّد على كدا، عمومًا.. هسألهم الصُبح عن سبب الصوت الغريب دا

النهاردة الصُبح.. نزلت ناحية المطبخ عشان أفطَر، كانوا الإتنين صاحيين وقاعدين على ترابيزة المطبخ، باصِّين لبعض في صمت، لا بيتكلموا ولا بيتحركوا، سألتهم لو كُل حاجة تمام؟ وفجأة.. بدأوا يتحركوا ببطء وهُمّا بيبصوا ناحيتي وبيقولوا في صوت واحد: " تمام "

قصص رعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن