82

2K 188 5
                                    

قابلت مراتي في آخر سنة ليّا في الكلية ، تقريبًا عدى أسبوعين بس علي أول مرة شُفنا بعض فيها لمّا قررنا نتجوز ، مجانين .. صح ؟
قررنا نتجوز  و نسد وداننا عن كلام الناس ، و فعلًا إتجوزنا بسُرعة رهيبة ، جالي شُغل مؤقت في شركة كبيرة لكنها كانت في ولاية تانية فإضطرينا ننتقل للولاية دي و نبدأ حياة جديدة هناك ..
اللي مكُناش عاملين حسابه هو الظروف الإقتصادية الصعبة اللي بنمر بيها حاليًا ، كُل مرتبي تقريبًا بيضيع في أقساط و تأمينات و بيتبقي منه حاجات بسيطة جدًا يادوب تكفي ناكل و نشرب ، مراتي دوّرت كتير علي شُغل عشان تساعدني لكن للأسف ملقتش أي فُرصة كويسة ، قررت تشغل وقت فراغها و تتطوّع في الكنيسة و تساعد الناس ، منها بتاخد ثواب و منها بتتعرف علي ناس جديدة و بتبني علاقات عامة مُمكن تساعدها في حياتها بعد كدا ..
زي ما قُلتلكم أنا موظف مؤقت عشان كدا مُرتبي قُليّل ، بستغل الأيام اللي مراتي بتروح فيها الكنيسة عشان أفضل في الشركة و أشتغل طول الليل ، كدا كدا مُرتبي بتحاسب عليه بالساعة فأي ساعة عمل زيادة بتفرق معايا و بحتاجها جدًا ، عادةً بفضل في الشغل في الأيام اللي بشتغل فيها زيادة لحَد الساعة 9 مساءً و دي الساعة اللي مراتي بتخلص فيها شغل الكنيسة
.
علي أي حال شُغلي مش صعب و لا بيحتاج مجهود ، كُل اللي بعمله إني بقعد علي الكومبيوتر في المكتب بتاعي و بدخل بيانات طول الوقت ، مش ببذل مجهود خالص ، هوّ المُشكلة إن ساعات الشُغل بيكون مُمل شوية مش أكتر ، لأني لوحدي في المكتب شغلت أغاني بصوت عالي و لبست السماعة علي ودني ، قلعت الحذاء بتاعي و فكيت الحزام و قعدت مرتاح ، مفيش غيري في الشركة كُلها ..
الشركة واخدة دور كامل في المبني اللي إحنا فيه ، الدور الـ 15 تحديدًا ، حوائط الشركة كلها عبارة عن نوافذ زجاجية عملاقة بتطل علي مشهد حلو للولاية من فوق ، لو الجو حلو بتبقي فرصة هايلة إننا نتفرج علي الطيور و هي بتطير في السما ، شكلهم بيبقي لطيف جدًا ، جنب الشباك في حافة معدنية بطول المبني ، الطيور بتستغلها في الراحة من فترات الطيران الطويلة و بالتالي بتدينا فرصة نشوفهم عن قرب ، لكن للأسف ..
المرة دي اللي واقف علي الحافة المعدنية برا الشباك .. مش طائر !!
.
الساعة كانت 7 تقريبًا ، كُنت لوحدي في الشركة زي ما قُلتلكم ، دي مش مُشكلة بالنسبة ليّا أنا مش بخاف بسهولة من الوحدة و لا من الظلام ، شغلت أغاني بصوت عالي و قعدت علي الكُرسي بتاعي و بدأت أشتغل بهدوء و صبر
الوقت مر بسرعة و أنا بشتغل ، بصيت في الساعة فجأة و لقيتها  8:56 مساءً ، صوت الأغاني فجأة سكت و الصمت سيطر علي المكان كُله ، قبل ما أتحرك من مكاني عشان أشوف فين المُشكلة اللي تسببت في قطع الصوت سمعت صوت شوشرة ستاتيكية شبه الصراخ ، كانت عالية جدًا لدرجة إني كُنت هقع من فوق الكرسي و أنا بشهق بألم ..
مسكت وداني بألم و أنا بشتم في سري ، مش فاهم إيه اللي بيحصل ، فضلت مكاني علي الكُرسي بتاعي ماسك وداني و ضهري للشباك لحَد ما صوت الأزيز اللي في وداني بدأ يختفي ، صوت مزعج جدًا ، و قبل ما أتحرك سمعت صوت خبطة علي زجاج الشباك اللي ورايا !!
الصوت دا مصدره إيه ؟ .. مٌستحيل يكون طائر .. الطيور مالهاش إيدين عشان تخبط بالشكل دا !
.
بصيت ببطء و لمحتها ، بنت صُغيرة ، أول ما شُفتها شهقت و رجعت لورا بالكرسي و وقعت علي الأرض علي ضهري ، بنت صُغيرة عندها حوالي 6 سنين مش أكتر واقفة علي الحافة المعدنية بتاعة الشباك ، الشباك اللي في الدور الـ 15 !
وصلت للمكان دا إزاي ؟؟ .. علي حد علمي البشر مش بيطيروا !!
كانت واقفة بتترعش من البرد ، واقفة علي إرتفاع زي دا و في وقت زي دا لازم تترعش من البرد بالشكل دا ، لابسة فستان أبيض قديم و قذر ، بيتطاير مع الريح و شعرها أسود طويل ثابت رغم الريح الشديدة اللي مخلياها بتترعش و مطيرة الفستان !
الفستان شكله قديم ، طرازه و ذوقه شكلهم قديم جدًا ، بشرتها شاحبة جدًا ، شاحبة كأنها ميتة ، و عينيها مفيهاش أي تعبير نهائيًا ، لولا إنها بتتحرك و بتخبط علي الشباك بإلحاح كُنت فكرتها ميتة !
.
قررت هفتح لها ، جريت ناحية الشباك بسرعة و كُنت علي وشك أفتحه عشان أسمح لها بالدخول ، أي إنسان عاقل مش هيعمل كدا أبدًا لكن أنا مكُنتش عارف أنا بعمل إيه ، حاجة غريبة بتتحكم فيّا و بتقولي إني لازم أسمح لها بالدخول ، رغم الخوف اللي ماليني إلا إني كُنت بفتح الشباك عشان أدخلها !
في آخر لحظة بصيت في عينيها و شُفتها و هيّ بتتغير ، من عينين ميتة مفيهاش حياة ، لعينين حمرا فيها نظرة شر و حقد خلت قلبي وقف تمامًا من الخوف ، قفلت الشباك تاني بسرعة و رجعت لورا و أنا بترعش .. دي مش مُمكن تكون طبيعية .. أبدًا !
.
بكتب لكم لأن أبواب الشركة كلها مقفولة عليّا و مفيش جنبي تليفون أتصل بالنجدة ، موبايلي فاصل شحن و هيّ واقفة برا الشباك بتبصلي بشر و بتبخبط علي الزجاج بألحاح
جوايا إحساس بيقولي إني لو فتحتلها هرتاح .. أنا لازم أفتحلها .. بعد إذنكم ..
.
.
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم

قصص رعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن