المرة الأولي في حياتي اللي شُفت فيها عربيات الإسعاف السوداء ، كانت ماما جت تاخدني من عند دكتور القلب بتاعي عشان توصلني البيت ، ماما كانت مشغلة أغاني بصوت عالي و بتغني معاها ، ماشية براحتها و ببطء مُمل ، مكُنتش لاقية حاجة أعملها غير إني أتفرج من الشباك علي السائقين الغاضبين و هُمّا بيتجاوزونا بغضب وو إحنا ماشيين بالبطء دا ، كلمتها أكتر من مرة و قلتلها إن القيادة ببطء مُضرة بالظبط زي القيادة بسُرعة لأن الإتنين بيعطلوا المرور و بيتسببوا في حوادث لكن هيّ مكانتش بتهتم بكلامي ، في مراية العربية لمحت سارينة إسعاف لونها أسود ، ماشية ورا عربية أودي صُغيّرة ، بمُجرد مرور العربية من جنبنا الإسعاف الأسود كمان ماشي وراها بنفس السُرعة و في نفس الطريق بدون أي صوت !
خلوني أقولكم إن بصفتي مريضة قلب فأنا عارفة كويس أوي شكل عربيات الإسعاف ، بركبها عدة مرات في السنة لمّا بتعب ، و عارفة كويس أوي العلامات المُميزة لوصول عربيات الإسعاف ، نور السارينة .. صوت الإنذار .. سُرعتها المُميزة
و لأني عارفة عربيات الإسعاف كويس فأنا عارفة إن مفيش عربيات إسعاف سوداء و صامتة بالشكل دا ، خصوصًا لو مشغّل السارينة و بتنوّر ، مُستحيل يكون ماشي بالصمت دا ، تابعت العربية بعيني و هيّ ماشية ورا العربية الأودي بشكل غريب ، حاولت ألفت نظر ماما للمشهد الغريب دا ...
قلتلها بتساؤل : " ماما شُفتي اللي حصل ؟ "
قللت سُرعة العربية أكتر و هيّ بتسألني : " إيه اللي حصل يا ستايسي ؟ "
قلتلها بفضول : " إيه اللي كان ماشي ورا العربية الأودي الخضرا اللي عدت من جنبنا دلوقتي ؟ "
قالتلي بنفاذ صبر : " مش عارفة و الله ... مركزتش معاها "
سألتها بدهشة : " إنتي مشُفتيش العربية السوداء اللي وراها ؟ "
ردت بهدوء : " أنا مشُفتش غير العربية الأودي بس .. إيه اللي حصل ؟ "
قلتلها بيأس : " متشغليش بالك !! "
ماما بتركِّز مع القيادة لدرجة إني بقولها إنتي لمّا بتكوني سايقة العربية لا بتشوفي و لا بتسمعي أي حاجة من اللي بيحصل حواليكي ، بس غريبة شوية إنها متشوفش عربية إسعاف سوداء شكلها مُميز بالشكل دا !!
وقفنا عند مطعم من المطاعم المُفضلة بالنسبة لي عشان نتغدي ، قعدنا سوا علي ترابيزة قُريبة من التليفزيون و بدأنا نتغدي ببطء ، بس قطعوا البرنامج عشان يذيعوا خبر عاجل ..
لمّا الخبر بدأ الخوف شلني تمامًا و حسيت بجسمي كُله بيترعش ، العربية الأودي الخضراء اللي كانت ماشية من جنبنا أدام سيارة الإسعاف السوداء عملت حادثة ، الإطارات الخلفية إنفجرت و العربية إتقلبت أكتر من مرة جوا نفق و تهشمت تمامًا ، و للأسف .. مفيش ناجين من الحادث !
ماما بصتلي بقلق و هيّ بتسألني ليه وشي شاحب بالشكل ده ، مسكت معصمي و قررت تشوف نبضي ، و يبدو إنها لسّه قلقانة لأنها طلبت من واحد من عُمال المطعم إننا هنكمّل الأكل في البيت و هوّ أخد الأكل عشان يجهزه و ناخده و إحنا ماشيين ، كُنت مستسلمة لها و مقدرتش أقاومها خالص ، كُنت خايفة من اللي شُفته !
.
لمّا بتكون عندك حالة صحية مُزمنة زي الحالة اللي عندي و بتردد علي المُستشفيات بكثرة ، بتتعرف بعد شوية علي المُسعفين .. المُمرضات و الأطباء بيبقوا بالنسبة لك ناس بتردد عليهم بإنتظام و بتبقي بالنسبة ليهم وجه مألوف ، بمُجرد وصولنا البيت كان أدامي حاجة من 2 ، أولًا : إني أدوّر علي الإنترنت علي سيارات الإسعاف السوداء
أو ثانيًا : إني أسأل أعز أصدقائي عن الموضوع