:الظلال
كُلنا بنخاف منهم ، فاكرين شكل الأطفال و هُمّا بيجروا من ظلالهم و خايفين إنهم بيتتبعوهم ، فاكر خوفك من الظل اللي لمحته بيختفي في ركن مُظلِم ، حدودهم المُظلمة اللي بتسمح ليهم يختفوا في الظلام بمُنتهي السهولة
لكن مُعظم الأساطير و الخرافات بتقول إن ظلالنا مش مصدر من مصادر الخوف ، بالعكس في أساطير قديمة كتير الظلال بتكون مصدر أمان ، الأساطير اليونانية القديمة بتقول إن الروح بتعيش كظل بعد الوفاة ، أما في أوروبا في القرون الوسطى فكانوا بيعتقدوا إن الشياطين و الأرواح الشريرة بتخاف من ظلالنا ، و كانوا بيعتقدوا إن الشخص بدون ظله بيكون غير كامل
و بعد كدا بييجيي الموت ، الأساطير القديمة دايمًا بتقول إن حاصد الأرواح بيخشى ظلالنا و بيتجنبها ، و لمّا الشخص بيموت لازم ظله يسمح لروحه بالإنتقال للعالم الآخر ، و بدون موافقة ظلك روحك هتفضل عالقة للأبد
و طبعًا كلكم عارفين إن ظل الإنسان مش بيفارقه أبدًا ، دايمًا ظلك بيتبعك حتي لو إنت موجود في غرفة مُظلمة هيكون معاك حتي لو إنت مش شايفه
الحالة الوحيدة اللي ظلك بيسيبك فيها هي (لاهاينا نون )
.
الظاهرة الغريبة دي بتحصل في أمريكا مرتين كُل سنة ، و المرتين بيكونوا في هاواي و في شهر مايو ، أثناء الظاهرة دي لو إنت في المكان المُناسب و الوقت المُناسب الشمس هتتعامد و لمُدة دقائق قُليّلة
و ساعتها كُل اللي في المكان بيكونوا بدون ظلال !
عشان كدا قررنا السنة دي أجازتنا تكون في هاواي عشان نشوف الظاهرة دي ، هاواي بأكملها بتتكلِّم عن الظاهرة دي ، قررنا نروح المكان المُحدد أنا و ماما و أختي
لمّا وصلنا المكان قالولنا إن الظاهرة بتحصل من الساعة 12:23 ظهرًا لـ 12:26 ظهرًا ، كان لسّه شوية وقت عشان كدا قررنا نجيب حاجة ناكلها
كُنت ماشي علي الرصيف و ماسك الساندوتش بتاعي في إيدي ، المكان زحمة جدًا ، سُياح من كُل مكان في العالم تجمعوا عشان يشوفوا الظاهرة دي ، سمعت ست بتصرخ بحماس : " خلاص .. فاضل 3 دقايق بس "
خدت قضمة من الساندوتش ، مش عارف إيه اللي حصل بعد كدا ، بس أعتقد إنها نزلت في مكان غلط
لأني فجأة .. بدأت أتخنق !!
.
التلت دقايق اللي بعد كدا كانوا عبارة عن فوضى ، فاكر الفزع و الخوف اللي سكنوا عيون أمي لمّا أدركت إني بتخنق ، فاكر صوتها المرتعش و هي بتصرخ بيأس : " ساعدونا .. أرجوكم "
فاكر الشخص اللي قرب و حاول يساعدني لكن لسوء حظي مكانش عنده أي فكرة هو بيعمِل إيه ، سمعت صوت شخص غريب بيصرخ : " دكتور .. محتاجين دكتور "
فاكر أختي و هي بتعيّط بحزن
فاكر إني لدقائق كُنت بحاول أتنفس بس مش قادر ، بدأت أفقد الأمل ، كُنت علي وشك الموت ، الحاجة الأخيرة اللي فاكره هو صوت بنت صُغيرة بتصرخ بحماس قريّب مني : " شايفين .. ظلي مشى .. أنا معنديش ظل .. لاهاينا نون جت يا ماما "
" لاهاينا نون جت يا ماما "
.
قبل ما كُل دا يحصل بنص ساعة قابلنا واحدة من السُكان الأصليين لهاواي ، كان شكلها بدائي و عينيها مليانة شر و هي بتقول بصوت عالي : " الظلال مبتختفيش أثناء لاهاينا نون .. الظلال بتروح لمكان تاني .. و بيراقبوكوا "
مفهمتش ساعتها هي بتتكلِّم عن إيه
بس دلوقتي .. فهمت
.
أعتقد إن نفس اللحظة اللي بدأت فيها ظاهرة لاهاينا نون هي نفس اللحظة اللي أنا بدأت أختنق فيها ، بس فيه حاجة غريبة حصلت .. حاجة مش فاهمها .. أنا لسّه عايش .. أنا عالق في مكان غريب
" الموت محتاج إذن ظلالنا عشان ياخد أرواحنا للعالم الآخر "
بدل ما أموت ، روحي إنضمت للظلال ، أيا كان المكان اللي كُنا فيه ، فهو دا المكان اللي الظلال بتيجي فيه أثناء اللاهاينا نون
ظلال الناس الموجودين في المكان كانوا متجمعين في المكان دا ، و بدل ما أموت .. إنضميت ليهم في المكان دا ، واقفين بنفس الأوضاع اللي فيها الأشخاص الحقيقيين ، الفارق إن الظلال صادقة ، لمّا بتقرب منهم بتسمع الإحساس الحقيقي اللي جواهم
الظلال بتاعتنا بتعبر عن رغباتنا المدفونة و المكبوتة
.
شُفت البنت الصُغيرة اللي كانت بتصرخ بحماس خلال إختناقي ، أعتقد إنها مكانتش تعرف إني بموت ، أعتقد إنها كانت مُتحمسة و سعيدة بس مش أكتر ، بس أنا كُنت مُخطئ
لمّا قربت من الظل بتاعها سمعتها بتفكر : " يعني هو الأحمق دا ملقاش مكان أو وقت غير دا يموت فيهم ، الأجازة دي كان المفروض تكون مُمتعة ، أحمق لعين مش عارف ياكل ، كان المفروض نتصور بدون ظلال دلوقتي ، كويس إنه مات ، أحسن "
قريب منها كانت أختي حاضنة أمي و بيعيطوا بحُزن ، قربت منهم ، سمعت أفكار أختي : " تمام .. كدا الأجازة إنتهت .. خلاص .. لازم نرجع بكرة عشان نحضر الجنازة بتاعته .. إنسان لعين .. بيبوظ كل حاجة حلوة .. حتي وقت الأجازة بيموت .. اللعنة عليك "
أمي كانت بتصرخ بألم ، حزينة فعلًا ، ظل شخص قرب منها بيجري و هو بيقولها إنه طبيب ، قبل ما أتحرك سمعت أفكارها : " بقاله دقايق نبضه متوقف .. حتي لو عاش و قدروا ينقذوه .. أكيد عقله إتضرر و هيعيش مريض .. هفضل أخدمه و هضيع حياتي كلها معاه .. يا رب يموت "
.
لكن الطبيب كان شاطر في شغله ، قدر ينقذني ، قدر يعمل تنفس صناعي و قدر يطلع الأكل من القصبة الهوائية ، محدش قادر يصدق اللي هو عمله ، أنقذني من موت مُحقق ، خصوصًا إن قلبي توقف لمدة دقايق ، و رجعت
رجعت بشكل طبيعي جدًا كأن مفيش حاجة حصلت
بصيت لأمي و أنا بقف ، كُنت علي وشك أقولها : " لسوء حظك محصليش حاجة .. مش هتضطري تخدميني العمر كله "
لكن سكتت و مقولتش حاجة
كُنت علي وشك أقول لأختي : " الخبر الحلو إن أجازتك متلغتش و الخبر الوحش إني عرفتك علي حقيقتك "
بس برضه سكتت و مقولتش حاجة
سكتت لأن مفيش دليل مادي علي اللي حصل ، سكتت لأني أخيرًا فهمت حقيقة الظلال
.
.
.أولًا مساءكم سعيد ، كُل الكلام اللي هو قاله نابع عن قناعاته هو الشخصية و أنا غير مسؤول عنه
ثانيًا التجربة اللي هو خاضها تجربة مُخيفة لأنها كشفت له إن حتي أقرب المقربين بيظهروا عكس اللي جواهم و هتخليه يفقد الثقة في كل الناس ، ممكن يكون نقص الأوكسجين في دمه أثناء الإختناق حطه في حالة من الهلاوس اللي خلته يشوف كل دا ، و ممكن يكون فعلا إنتقل لعالم الظلال و شاف و سمع الرغبات المدفونة و المكبوتة ، معنديش دليل علي صدق كلامه بالظبط زي ما إنت معندكش دليل علي كدبه ... لك مطلق الحرية في التصديق أو لا .. دي حاجة ترجعلك
ثالثا الظاهرة اللي هو بيحكي عنها ظاهرة معروفة و حقيقية تمامًا ..
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم