تربية طفلة عندها ست سنوات أمر صعب جدًا، خصوصًا لو خيالها واسع
مؤخرًا أخدتها للدكتور لأنها مش بتاكُل حاجة خالص، ولا حتى أكلتها المُفضلة، المكرونة السباجيتي، وعشان أكون صريحة معاكم، دي كانت فكرة زوجي، لأنه قلقان عليها من قلة الأكل، دي بنتنا الكبيرة، عشان كدا كان من الطبيعي إننا نقلق ونروح للدكتور
لمَّا أخدتها للدكتور، قالي إن الموضوع بسبب الأرق، وإنت البنت بتعاني من أسوأ حالة أرق شافها في حياته، وقلة النوم هي السبب في فقدان الشهية وشحوب لون بشرتها
وطبعًا عملوا الأمور المُعتادة، كتبوا لها روشتة أدوية كبيرة، والمُمرضة إدتها مصاصة عشانها كانت شُجاعة أثناء الكشف
وإحنا في العربية، سألتها ليه مش بتنام وبتفضل صاحية طول الليل، أنا عادةً بصحى من النوم الساعة 7 صباحًا وبلاقيها نايمة، بس مكُنتش أعرف إنها بتفضل صاحية طول الليل ومش بتنام غير لمَّا الشمس تطلَع
لكن ردها كان أكتر حاجة حسستني بالقلق
" الراجل اللي في الخزانة بتاعتي "
" إيه؟ "
" الراجل اللي في الخزانة بتاعتي، صوته عالي جدًا، ومش بيسكُت رغم إني بطلُب منه يسكُت بلُطف "
" هو شكله إيه؟ "
" أنا مش بشوف غير عينيه بس، بتلمَع في الظلام "
بلعت ريقي بصعوبة
لازم أول ما نروَّح أتكلِّم شوية مع زوجي
لمَّا حكيتله ضحك أوي وقالي مقلقش، قال إن الموضوع كُله خيال واسع بس، لكن هو مفهمش، مفهمش عشان مسمعش اللي أنا سمعته
بدأت أكون شكَّاكة، حطيت شاشة مُراقبة أطفال في غُرفتها عشان أقدر أسمعها، لو اللي هي قالته حقيقي، لازم أتصل بالشُرطة أو أشوف هتصرَّف إزاي
جوزي كان بيضحَك وهو بيقول: " إنتي شكَّاكة أوي "
" أنا مش شكَّاكة، إنت اللي مش فاهم حاجة "
معجبوش كلامي، كشَّر شوية وهو بيدوَّر وشه، طلَّع تليفونه عشان يقرا كتاب عليه، حطيت شاشة المُراقبة على الكومودينو جنبي وأنا بنام
الساعة 9 مساءً بدأت تتكلِّم، جُمل مُتفرقة مالهاش علاقة ببعض زي: " ابعد عني "
" المفروض أنام "
" إنت ليه مش بتسيبني في حالي؟ "
" أرجوك بقي "
خرجت من السرير ومشيت ناحية أوضتها، كانت قاعدة على سريرها، بتبُص ناحية الخزانة بتاعتها، لمَّا فتحت باب الأوضة بصتلي بقلق وهي بتقول: " ماما! "
بدأت تعيَّط وهي بتشاور ناحية الخزانة
مشيت ماحية الخزانة الوردية بتاعتها وبدأت أفتح الباب ببطء وبخوف
وجوا الخزانة كان فيه حاجة عُمري ما هنساها
صور لبنتي نايمة، بس مش متصورة من الخزانة، لا، متصورة من جنبها مُباشرةً
كان فيه كمان بطانية، جاكيت قذر مش بتاع أي حد مننا، وفتحة في الحائط بتؤدي لفتحات التهوية
وفتحات التهوية بتقود للخارج
اتصلت بالشُرطة فورًا، ولمَّا سمعوا وعرفوا سن بنتي، نظموا بحث ضخم في المنطقة المُحيطة بالبيت، عملية البحث استمرت أربع أيام كاملة
بعد أربعة أيام لقوا راجل اسمه توماس، الراجل دا مُسجَّل مُغتصب أطفال ومُعدي جنسي
أثناء التحقيق معاه اعترف إنه كان عايش مُشرَّد وبلا مأوى، ولقى مكان فتحات التهوية خارج البيت مفتوح، دخل منهم ووصل لحَد غرفة البنت، وبقي كل يوم بالليل يجيب البطانية بتاعته ويدخُل للبنت، قبل ما يكون مُشرَّد كان مصوِّر، وساب شُغلته كمصوِّر لمَّا تم اتهامه في قضايا الاغتصاب
وبسُرعة جدًا سبنا البيت وعزلنا
أنا لسَّه فاكرة رد فعل توماس أثناء التحقيق، مكانش مُهتَم أصلًا
البيت الجديد بتاعنا فيه سور ضخم جدًا من برا
وإشترينا كلب حراسة
توماس كان السبب في إن زوجي بقي يهتم بكُل كلمة بنتي بتقولها
شكرًا توماس
.
توماس قدر يحفر حفرة جوا الدولاب، وكان بيدخُل منها ويراقب البنت اللي عرفت بوجوده، من حُسن حظ البنت إن الأم سمعتها واهتمت بكلامها ودا كان سبب رئيسي في إنها أنقذتها
كل يوم يدخُل من الحفرة معاه البطانية بتاعته ويفضل يراقب البنت
الصُبح بيسد الحفرة تاني عشان الأم متشوفهاش وينام في فتحة التهوية لحد تاني يوم بالليل
انتم مُتأكدين إن مفيش حد عايش معاكم في البيت وانتم مش عارفين بوجوده؟
مُتأكدين أوي يعني؟
.
.
.
.
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم