أنا من سكُان قرية ريفية صُغيّرة، مُحاطة بغابات من جميع الجهات ومناظر طبيعية، عادةً الغابات دي في الصيف بتتملى مُغامرين ومُخيّمين، أغلبهم بيكونوا من طلبة الجامعات لكن مؤخرًا انتشرت أخبار عن اختفاء بعض المُخيّمين وظهور جُثثهم في النهر
قريتنا الصغيرة اللي كُل سُكانها عارفين بعض فيها قاتل مُتسلسل!
حتى الآن لقوا جُثث 9 مُخيّمين، كُلهم رجال، أعمارهم بتتراوح ما بين الـ 19 لـ 35 سنة، القرية كُلها خوف ورعب، الناس بدأوا يحسوا بالذُعر وعدم الارتياح، كُل واحد شاكِك في التاني، وبمُجرد غروب الشمس كانت شوارع القرية بتفضى تمامًا
.
كُنا بناكل في المطعم اللي على حدود القرية لمّا النادلة لولي قالت: " اللي بيحصل في قريتنا دا جنون! "
بصينا لبعض أنا وويتني بصمت، الوقت إتأخر ومش هنلحق نروح السينما بعد الأكل زي ما كُنّا مخططين، القرية بقت مكان خطير ولازم نرجع بيوتنا قبل الغروب
في النهاية ويتني ردت عليها: " مش قادرة أصدّق إن في قاتل مجنون في قريتنا، مُمكن يكون مستني في الظلام عشان يقتل ضحيته الجاية "
تنهدت لولي بقلق وهي بتقول: " الرجال كُلهم مُختلين وبيكرهوا النساء، دي حقيقة معروفة، عمومًا أنا جاية أبلغكم إننا على وشك نقفل عشان نلحَق نروّح قبل الغروب، تحبوا حد يوصلكم البيت؟ "
شاورت على ويتني وأنا بقول: " معانا عربيتها، متقلقيش "
ودعناها وخرجنا من المطعم
ودعتنا وهي بتقول: " خدوا بالكم من نفسكم، كلوي متنسيش تسلمي علي بابا وماما من فضلك "
ابتسمت وأنا بقولها: " حاضر، مع السلامة "
.
الهوا البارد صدمني لمّا خرجت من المطعم رغم إننا في فصل الصيف، مشينا ناحية العربية، ويتني ساقت العربية ومشينا في طريقنا للبيت
المُخيمين والمُغامرين اللي بيتأخروا بعد الساعة 8 بحِس ناحيتهم بالشفقة، ويتني سألتني: " تفتكري هنشوف حد من المساكين دول؟ "
قُلت لها: " مش عارفة، الشُرطة بيقولوا إن اللي بيتأخر فيهم بيقع فريسة للقاتل، تفتكري القاتل هيقتل تاني؟ "
ابتسمت وهي بتقول: " عندك حق، محدش عارف! "
ماشيين ناحية البيت وبنسمع تايلور سويفت في الراديو، عندنا روتين يومي مش بنغيّره أنا وويتني، قبل الغروب بنروح المطعم نتعشى وأثناء رحلة الرجوع بنسمع تايلور في الراديو
لمحنا واحد من المُغامرين واقف علي جانب الطريق، ويتني قالت بقلق: " اللعنة! "
كان في أواخر العشرينات، شكله لطيف، لابس ملابس مُناسبة للتخييم لكن واقف على جانب الطريق في وقت متأخر زي دا وفي وجود قاتل مجنون في القرية، قررنا نقف، فتحت الشباك وسألته: " إنت مش عارف إن فيه قاتل بيقتل المُخيمين؟، بتعمل إيه عندك في وقت زي دا؟ "
قال بارتباكه: " أنا آسف بس تُهت في الغابة ومش عارف أرجع المُخيّم بتاعنا تاني، مُمكن توصلوني لأقرب مدينة أو قرية، وبعدين أنتم شكلكم رقيق ومش مُمكن تكونوا قتلة "
ابتسم وهو فخور بنفسه وهو بيعاكسنا
.
ابتسمت لمعاكسته وأنا بقوله بخجل: " اركب "
على عكس ويتني اللي كانت خايفة وقلقانة منه لكني قررت أتجاهلها، سألته بتوتر: " اسمك إيه؟ "
قال بلًطف: " كايل، شكرًا إنكم وقفتوا "
ابتسمت أخيرًا وهي بتقوله: " عفوًا، أنا ويتني ودي كلوي "
سكتت أنا تمامًا وسبتها هي تتكلِّم معاه، بس كُنت مراقباه في المراية الأمامية وشُفته بيحرك حاجة تحت هدومه، بيتلفت حواليه كُل شوية كأنه بيراقب الطريق، حسيت بالخوف، كُنت مرعوبة، إحنا غلطانين إننا وقفنا لحد غريب في الوقت دا، ويتني لاحظت توتري فابتسمت عشان تطمنني وهي بتقول له: " كايل، متقلقش، مفيش حد هيقتلك، إنت في أمان "
وفي أقل من ثانية كان طلّع مُسدس من هدومه وحطه على راسها وهو بيقول بقسوة ووحشية: " بس إنتي مش في أمان! "
ويتني شهقت في خوف، كانت على وشك تضغط على الفرامل لكن هو هددها بقسوة: " سوقي زي ما إنتي يا حلوة، لو فكرتي تعملي أي حاجة هفجر دماغك الجميلة دي "
بدأت تعيّط بخوف وهي بتقوله: " أرجوك، أرجوك، بلاش تؤذينا، هنعمل كُل اللي إنت عاوزه، هنديك كُل فلوسنا وهنديك العربية كمان بس أرجوك بلاش ... "
صرخ فيها بوحشية: " اخرسي، كان لازم تسمعي كلام أمك لمّا قالتلك بلاش تركبي حد غريب معاكي "
قبل ما ترد عليه كُنت سحبت مُسدسي وصوبته ناحية راسه وأنا بقوله بسُخرية: " وأمك؟ .. مقالتلكش متركبش مع أغراب؟ "
إيده إترعشت ووشه بيشحب، عينيه إتملت دموع وويتني بتاخد منه المُسدس، قال بخوف: " مُسـتــ .. مُستحيل، قالوا إن القاتل راجل! "
قُلتله بسُخرية: " غلطانين، بس لازم تعرف حاجة مُهمة يا كايل، إحنا مش بنقتل لمُجرد القتل، إحنا بنقتل الأشرار، اللي بيحاولوا يسرقوا أو يقتلوا أو يغتصبوا أهل القرية البؤساء، بنقتل اللي زيك، ولمّا اللي زيك يموت العالم هيكون مكان أجمل .. صح؟ "
بدأ يصرُخ: " الحقوني .. النجدة، النجدة "
ضحكنا بسُخرية وإحنا بنقوله: " متبقاش سخيف، محدش هيسمعك "
قال بخوف: " أنا آسف، أنا غلطان، خدوا المسدس بس سيبوني أنزل هنا، مش هقول أي حاجة لأي حد، أرجوكم "
ابتسمت وأنا بقوله: " للأسف، فات الأوان "
.
قُلت بسُخرية وأنا برمي جُثته في النهر: " أشرار أغبياء "
ويتني سألتني بقلق: " تفتكري هيمسكونا؟ "
" معتقدش "
" كدا وصلنا للرقم 10، مش كفاية؟ "
" سيبيها للظروف "
كملنا طريقنا وسط الظلام بصمت، تايلور سويفت بتغني وإحنا بنسمع، فجأة لمحنا مُخيِّم واقف علي جانب الطريق بيشاوِر لنا، بصينا لبعض ووقفنا جنبه، راجل عجوز بيبتسم بعصبية وهو بيقول: " ممكن توصلوني لأقرب قرية؟ "
ابتسمت وأنا بقوله: " طبعًا، اركب "
.
.انا بخاف من الناس اللي بتتجرد من انسانيتها و تنصب نفسها الهة و تقول مين يعيش و مين يموت
احنا مش المفروض نحكم علي بعض ، حتي لو الشخص الاخر شرير مينفعش نقتله ، مينفعش تنصب نفسك قاضي و جلاد
من سوء حظ البنتين ان اللي ركب معاهم كان ظابط متنكر و قدر يقودهم لكمين كان في انتظارهم و قبضوا عليهم
الظريف ان الظابط ركب معاهم بالصدفة البحتة و لمّا ادرك كنههم قادهم للكمين ببراعة منه او بسذاجة منهم#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم