فيه سبب لكون كثير من الأساطير الحضارية بتبدأ وتنشأ حوالين نار المُخيمات، حاجات كتير أوي مُمكِن تحصل بشكل خاطئ لمّا بتقعد مع مجموعة من الأطفال في مُخيّم وسط الغابات
أنا مُستشار في واحد من المُخيمات، وظيفتي ببساطة كدا إني أتأكّد إن الأطفال دول بأمان ومش بيتوهوا في الغابة، ولو مشيت على الجدول هلاقي إن وظيفتي هي أسهل وظيفة في العالم
الساعة 7 صباحًا ... الاستيقاظ
الساعة 7:45 صباحًا ... الإفطار
الساعة 8:15 صباحًا ... النشاط اليومي الأول
الساعة 10 صباحًا ... وجبة خفيفة
وهكذا، يعني تقدروا تقولوا عليّا ببساطة أنا جليس الأطفال دول في المُخيّم هنا
المرة دي الأطفال كويسين ومش مُزعجين، فيه ولدين بنضارات، ولدين إخوات مش بيتكلموا غير عن بابا وماما، ولد من مُثيري الشغب، وولدين هادئين، وأنا بصراحة بحب الأطفال الهادئين اللي بيسمعوا الكلام
أصعب جزء في شُغلي هو ميعاد النوم، من الصعب إنك تتابع الأطفال طول اليوم، ومن الصعب أكتر إنك تقنعهم إنهم يدخلوا سريرهم ويناموا
الأطفال عندهم فكرة إن المُخيمات دي عبارة عن قعدة حوالين النار ياكلوا فيها حاجة حلوة، ويسمعوا قصص مُرعبة وخلاص، على الرغم من إن فكرة إن الأطفال ياكلوا حاجة مسكرة وبعدين يسمعوا قصة رعب، وتعالى بقي اقنعهم بعدها يناموا
عشان أتطمّن وأتأكّد إن محدش منهم تاه، لازم كُل فترة أعّد الأطفال، المرة دي كُل اللي معايا 7 أطفال بس، ودا من حُسن حظي، كُل ما قل عدد الأطفال ... كان التنظيم أسهل وأحسن
.
ببدأ يومي بالاطمئنان على الأولاد، كلهم صاحيين وفايقين، محدش منهم تعبان أو عيان، عديتهم قبل ما يمشوا، عديتهم قبل ما نبدأ النشاط اليومي الأول، وهكذا ...
هقولكم سر، أنا ساعات بنسى أعد الأولاد، بس الأطفال المرة دي مطيعين وبيسمعوا الكلام، ففرصة إن حد منهم يتوه شبه معدومة، فمتقلقوش
في ليلة من الليالي الأطفال طلبوا مني يسمعوا قصة رعب، عادة بيكون سهل عليّا أحكي القصة لو معايا أي مُستشار تاني، عشان في وسط الحكاية ولمّا الأطفال يركزوا معايا هو يخوفهم ... فتأثير القصة يزيد، الموضوع دا بينجح كُل مرة تقريبًا
لكن لمّا بتكون لوحدك، الموضوع بيكون أصعب، خصوصًا إنك هتعمل كُل حاجة لوحدك
المُهم، زي ما قُلتلكم في ليلة من الليالي الأطفال طلبوا مني يسمعوا قصة رعب، كانوا خلصوا أكل الشوكولاتة والمارشملو بتوعهم، سمعت كلامهم، وبدأت أحكي بصوت واطي
.
دي قصة كلارك طومسون، اللي حصلت من 30 سنة، كلارك كان جاي المُخيّم هنا مع والده، كانوا هنا في نفس المُخيّم دا