لعبة الضوء الساطِع لعبة بسيطة ، كُل اللي مطلوب منك تعمله هوّ إنك تجيب عروسة مصنوعة في البيت ، حتة قماش و حُط جواها قش و خيطها و حُط عليها خُصلة شعر من شعرك و ترسم حواليها دائرة ملح و تقول تعويذة الإستدعاء و هيّ
أيها الأرواح القريبة ... إلعبي معايا
إيها الأرواح القريبة ... تعاليلي دلوقتي
من خلال العروسة ... إهربي من الجحيم
من خلال العروسة ... تعالي للضوء الساطع
من المُفترض بعد كده إن العروسة تختفي و يحضر لك روح ، لازم يكون الضوء ساطع عشان لو الضوء ضعيف هتختبئ منك وسط الظلام و الأركان لكن الضوء الساطع و الملح هيساعدوك تتحكم فيها بسهولة و لمّا الروح تحضر تقدر بسهولة تسألها أي أسئلة تفكر فيها و هيّ هتكون مُجبرة تجاوب عليك و لمّا تنتهي منها تقول تعويذة الصَرف و هيّ
أيها الأرواح القريبة ... إرحلي بعيد
أيها الأرواح القريبة ... إبعدي عني
من خلال العروسة ... سيبي الضوء الساطع
من خلال العروسة ... إرجعي للجحيم
بس .. و الروح هتسيبك و تمشي و العروسة بتاعتك هترجع لك تاني ..
و عشان تضمن إن الروح مش هتقدر تؤذيك بتقطع العروسة و تحرق خُصلة الشعر
.
لمّا كُنا أطفال كُنا متعودين نلعب اللعبة دي سوا كُل ليلة تقريبًا لكن و لا مرة حصل أي حاجة ، مفيش أي دليل أو علامة علي حضور أي روح سواء كانت طيبة أو شريرة ، و مع فشل المحاولات بدأنا نتجاهل اللعبة و نستمر في حياتنا
لحَد ما ساندي فكرتنا بيها مرة تانية ...
كُنا خلصنا دراسة في المدرسة الثانوية ، و قررنا نبات سوا عشان نحتفل بتخرجنا منها ، لأن دا آخر يوم لينا هنا و من بُكرة كُل واحدة فينا هتروح كُليتها ، إتجمعنا كُلنا سوا ، ساندي ، كاميلا ،ليليا و أنا ...
قررنا منتكلمش في الدراية أو عن الجامعة و نقرر نشوف إزاي هنحصل علي أكبر قدر من المتعة و المرح في الليلة دي ، كُنا سهرانين في بيتي ، أهلي في رحلة خارجية برا البلد و مش هيرجعوا إلا بعد أسبوع
البيت فاضي .. كُلنا هنا .. البيرة و الخمور مُتاحة و الحفلة علي وشك تبدأ
فجأة في نص السهرة ساندي وقفت و قالت : " فاكرين يا بنات اللعبة الليكُنا بنلعبها .. لعبة الروح "
كاميلا سألتها بإهتمام : " اللعبة اللي بتتلعب بالعروسة ؟ "
ليليا قالت بحماس : " أيوه .. فاكراها .. لعبة الضوء الساطع "
ساندي وقفت أدامنا و هيّ بتقول : " أنا قريت عنها مقال علي الإنترنت من كذا يوم .. بيقولوا لو إستخدمت دم بدل الشعر اللعبة هتتم بشكل صحيح "
قلتلها بإستنكار : " لا طبعًا "
ساندي قالت بحماس غريب : " لازم نجرب نلعبها مرة أخيرة "
كُنت رافضة الموضوع تمامًا لكن البنات قدروا يقنعوني في النهاية إننا لازم نجرب نلعبها لمرة أخيرة قبل ما نسافر ، وافقت بشرط إننا مش هنستخدم دمي في اللعبة ، ساندي عشان هيّ أكثر واحدة مُتحمسة فينا عرضت إن نقط الدم تبقي منها
دورنا علي قش حوالين البيت و حطيناه في قُماش قديم و خيطناه ، جرحنا إبهام ساندي و نقطت أكتر من نُقطة علي العروسة و حطيناها علي الأرض و رسمنا حواليها دايرة من الملح
ساندي سألتنا : " مين فاكر التعويذة ؟ "
كاميلا كانت أكتر واحدة فينا ذاكرتها قوية فبطبيعة الحال كانت هيّ اللي فاكرة التعويذة ، كاميلا بدأت تقول التعويذة و هيّ خايفة و مُرتبكة : " أيها الأرواح القريبة ... إلعبي معايا ... "
بدأنا نفتكر و نردد معاها كُلنا بصوت واحد : " أيها الأرواح القريبة ... تعاليلي دلوقتي ، من خلال العروسة ... إهربي من الجحيم ، من خلال العروسة ... تعالي للضوء الساطع "
و إستنينا و إحنا بنبُص للعروسة ...
لكن مفيش حاجة حصلت !
بدأنا نضحك بسُخرية و إحنا بنسخر من ساندي و أفكارها الغريبة و سيبنا العروسة و دايرة الملح و مشبينا ناحية أوضة النوم عشان نستعد للنوم بقي ، و جوا الأوضة قعدنا نتكلم و نسترجع ذكرياتنا لمدة ساعة تقريبًا لحَد ما بدأنا نحس بالنُعاس
سبتهم يستعدوا للنوم و قررت أنزل أرتب البيت بسُرعة عشان أكون مُستعدة للسفر بُكرة ، و بعد ما خلصت كُل حاجة و قررت أطلَع أنام إفتكرت العروسة و الملح و قررت أنضف مكانهم
دايرة الملح كانت في مكانها .. لكن العروسة ... إختفت !!
حسيت بالخوف للحظات قبل ما أفكر إن مُمكن البنات يكونوا بيهزروا معايا ، إبتسمت و قررت أهزر معاهم و أتظاهر إن محصلش حاجة ، نضفت مكان الملح و قبل ما أخلص لمحت حد بيتحرك بسٌرعة ، بيخرج من المطبخ ناحية غُرفة المعيشة
ضحكت و أنا بقول بصوت عالي : " شُفتِك يا حمقاء "
لكن محدش رد عليّا ، الحاجة الغريبة و اللي خلتني بدأت أخاف بجد لمّا سمعت صوت ضحك الـ 3 بنات من الدور اللي فوق ، كانوا كُلهم فوق !
لمحت حاجة بتتحرك بسُرعة ورايا بطرف عيني ....
لفيت عشان أثبت لنفسي إني بيتهيألي و إن مفيش حاجة لكن اللي شُفته خلي الدم نشف في عروقي و قلبي تقريبًا كان هيقف من شدة الخوف
أدام عينيّا كانت واقفة ... أو بمعني أصح بتطفو فوق الأرض ، رجليها الشاحبة المليانة دم تقريبًا مش لامسة الأرض ، عينيها مُخيفة و مليانة شر و حقد و جلد وشها مُتآكل
كُنت واقفة مكاني مشلولة من الخوف و أنا براقبها بتطفو فوق الأرض و بتقرب مني ، حاولت أجبر نفسي علي الحركة لكن الخوف كان شاللني تمامًا ، أخيرًا إستجمعت شجاعتي و بخطوات سريعة مهزوزة بدأت أبعد عنها و أهرب منها لكن كانت ماشية ورايا بإصرار مُرعب ، مادة إيدها القبيحة أدامها و بتحاول تلمسني
كًنت حاسّة بحضورها ، حضور مُرعب و مُقبض ، حاسّة إن الهوا نفسه كان خايف منها ، نفسي بدأ يتقطع و هيّ بتقرب مني و بتهمس بشفايفها السودا تمامًا بصوت مُخيف : " إلعبي معايا ... "
جريت و أنا بصرخ ناحية السلم ، أول حد خرج كانت ليليا و قبل ما تفهم إيه اللي بيحصل شافت الروح الشريرة دي بتطاردين فصرخت برُعب ، كاميلا و ساندي خرجوا مرعوبين من صوت صراخنا ، لمّا شافوا الروح بدأوا يصرخوا من شدة الخوف ...
في نص السلم رجلي فلتت و وقعت علي الأرض ، حسيت بيها بتقرب مني ، شميت ريحة العفن ... ريحة الشر ... ريحة الموت في كُل خطوة بتقربها مني
صرخت في ساندي بخوف و أنا بحاول أهرب : " النور ... إفـ .. إفتحي النور "
لمّا النور نوّر الروح صرخت بوحشية ، صرخت كأنها بتتعذب أو بتتحرق ، بدأت تتراجع بسرعة و عينيها مليانة شر ناحية المطبخ المُظلم و كاميلا ساعدتني أقف و أطلع معاهم فوق ، كُنت بتنفس بصعوبة ، بصيت للبنات و سألتهم : " هيّ فين ؟ "
ساندي كانت بتعيّط من شدة الخوف و هيّ بترد عليّا : " مش عارفة ... مش عارفة "
و فجأة بدأ النور يترعش زي ما يكون هيتقفل !
أول مرة إتقفل الظلام ساد لمدة ثواني
تاني مرة كانت المُدة أطول
لمّا النور رجع كانت واقفة تحت السلم بتبصلنا بشر مالوش مثيل ، شعرها بيتطاير حواليها و عينيها مليانة جنون و بدأت تطلع السلم بسرعة ، جرينا بإرتباك ناحية باب الأوضة القُريبة مننا ، قفلنا الباب ورانا و سندناه بضهرنا عشان متقدرش تفتحه ، الصمت ساد لثواني
و بعدها بدأ صوت التنفس التقيل المسموم يزيد حوالينا ، صوت ضوافرها و هيّ بتخربش الباب من برا كان مخلي جسمي يترعش من شدة الرعب
همست من ورا الباب : " تعالوا إلعبوا معايا "
نور الأوضة بدأ يترعش بقوة و من تحت عقب الباب شايفين حركة رجليها اللي مش لامسة الأرض و هيّ بتتحرك بعصبية و بتخربش الباب بإيديها ، صوتها بدأ يتملي غضب و تهديد و هيّ بتؤمرنا : " تعالوا إلعبوا معايا .. تعالوا إلعبوا معايا .. تعالوا إلعبوا معايا "
ساندي صرخت برُعب : " مين حافظة تعويذة الصَرف ؟ "
كُنت بحاول أفكر بسُرعة ، التركيز مش سهل أبدًا لمّا تكون مرعوب و في روح شريرة بتطاردك ، كاميلا بدأت تقول أول كلمة و كُلنا كملناها سوا : " أيها الأرواح القريبة ... إرحلي بعيد ، أيها الأرواح القريبة ... إبعدي عني ، من خلال العروسة ... سيبي الضوء الساطع ، من خلال العروسة ... إرجعي للجحيم "
الصمت سيطر علي المكان و النور بقي كويس ، فتحنا الباب ببطء و لكن الطريق كان فاضي ، الروح الشريرة إختفت تمامًا ...
حضننا بعض و فضلنا نعيّط لحَد لحظة شروق الشمس ، كُنا خايفين ننام أو نبعد عن بعض ، سابوني لوحدي و هربوا من البيت بأقصي سُرعة
كُنت مرعوبة و أنا لوحدي و كُنت تعبانة و مُرهقة ، قررت أؤجل سفري يوم عشان مسافرش و أنا تعبانة بالشكل ده و كمان كُنت محتاجة أهدي شوية
نمت و أنا قاعدة مكاني و محسيتش بنفسي أبدًا لكن صوت التليفون صحاني ، بصيت من الشباك ، الشمس كانت بتغرُب ، اليوم عدي و أنا نايمة من كُتر التعب ، بصيت علي الشاشة بكسل ، ساندي هيّ المُتصلة ، رديت عليها و قبل ما أتكلم سمعتها بتصرُخ : " إلحقيني .. هيّ هنا .. الروح هنا في بيتي ! "
حسيت بالرعب و أنا بقولها : " إيه ؟؟ ، مُستحيل ، إحنا قلنا التعويذة و صرفناها ! "
سمعتها بتقول بخوف : " العروسة .. كان لازم نحرق العروسة عشان نتخلص منها تمامًا .. هي هنا في بيتي و عاوزة تلعب معايا .. أنا خايفة أوي "
قلتلها بدهشة كأني مسمعتهاش : " لكن التعويذة خلتها مشت ؟ "
صرخت بفزع : " التعويذة صرفتها مؤخرًا لكن مش هتنصرف نهائيًا إلا لمّا ندمر العروسة "
سكتت شوية و بعدها سمعت صوت تنفس تقيل جنب ساندي
بعد ثواني ساندي صرخت : " هيّ هنا .. هنا .. هنا .... "
سمعت صوت التليفون بيخبط في الأرض قبل الصمت ما يسيطر علي المكان تمامًا للأبد !
.
.شرح القصةطبعًا كلام التعويذتين و شروط اللعبة متغيرة عشان محدش يفكر يجربها و يؤذي نفسه
واضح إن التعويذة دي بتعمل عن طريق الدم أو التضحية بدم بشري و لمّا ساندي تطوعت و جرحت نفسها حضرت الروح أو الشيطان أو الجن أو أيًا كان يعني اللي طلع لهم و هُمّا كانوا محظوظين بشكل كافي لإنهم ينجو من هجومها عليهم بتعويذة الصرف
اللي للاسف بعدتها مؤقتًا ... لكن راحت لساندي و هاجمتها .. طب ليه ساندي تحديدًا اللي هاجمتها ؟
عشان الدم المُستخدم فوق العروسة دم ساندي !
ساندي إختفت تمامًا بدون أي أثر و الشرطة في البداية شكت في البنات إنهم قتلوها و ألفوا القصة دي عشان يهربوا من تبعات الجريمة
لكن الخربشة اللي في الباب و اللي أثبتت التحقيقات إنها مش بضوافر بشرية أبدًا الشرطة مالت لتصديق حكايتهم
البنات إتجمعوا تاني و قالوا تعويذة الصرف و لما العروسة ظهرت حرقوها و تخلصوا منها تمامًا
ساندي راحت فين ؟؟ .. مش عارف و الله بس غالبًا الروح دي أخدتها للعالم الآخر
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم