54

2.8K 220 7
                                    

حاسس بضغط كبير عليّا بسبب الشُغل ، محتاج لأجازة أرتاح فيها شوية و أهدي نفسي و مفكرش في أي حاجة تخُص الشُغل ، قررت آخد نهاية الإسبوع الجاي أجازة و أروح أقضي يومين لوحدي في الكابينة بتاعتنا عشان أروّق أعصابي شوية ، كابينة صغيّرة عبارة عن أوضة واحدة بس في مكان بعيد شوية كانت ملك لجدي ، من يوم ما جدي مات و إحنا بنحاول نبيعها لكن مفيش مُشترين خالص ، كونها في منطقة نائية قُريبة من غابات مهجورة و مفيش حواليها أي كباين تانية أو أي جيران كان بيخوِّف المُشترين و يصرفهم عنها ، و كمان للأسف الكابينة مفيهاش مياه و لا كهرباء ، فالمُشترين كانوا بيهربوا منها !
لمّا وصلت و فتحت باب الكابينة سمعت الباب بيُصدر صوت صرير و هوّ بيتفتح لكن دا ما أزعجنيش نهائيًا ، بالعكس إبتسمت لمّا شُفت حالة الكابينة من جوا ، مُرتبة و مُنظمة و علي غير العادة و لدهشتي كانت نضيفة نسبيًا ، شوية تراب و شوية ورق شجر قليلين في الأركان ، كُنت عامل حسابي و جايب معايا مقشة صُغيّرة من البيت فبدأت أنضف الكابينة علي قد ما قدرت ، الكابينة صُغيّرة فمخدتش وقت كبير في تنضيفها خالص ، كمان هيّ شبه فاضية يعني ، كُل اللي فيها ترابيزة خشب و كُرسي قديم و بوتجاز صُغيّر بالأنبوبة بتاعته ، بس الملاحظة الغريبة اللي لفتت نظري إن مُنتصف الكابينة كان نضيف جدًا عكس الأركان و الأطراف ، كمان كان فيه نُقط من شمع أسود في كُل مكان و علي كُل حاجة في الكابينة ، زي ما يكون حد نضف مُنتصف الكابينة و كان منوّر بشمع أسود عشان مفيش كهرباء زي ما قُلتلكم
حاولت أشيل بقايا الشمع دي علي قد ما قدرت و فضلت أشتغل في الكابينة لحَد ما بقت تصلُح للمعيشة لحَد ما ، احسيت بالتعب فقررت أجهز كُل حاجة عشان أرتاح شوية ، جهزت كيس النوم بتاعي و حطيت الشمعدان بتاعي بعد ما أشعلت شموعه فوق البوتجاز عشان ينورلي شوية ، الكابينة مالهاش شبابيك ، فيبقي الظلام مسيطر عليها ليل و نهار و بتبقي مُقبضة و كئيبة ، عشا كدا وجود الشمعدان كان ضروري عشان يوفرلي الضوء اللي محتاجه
.
الكابينة كانت صالحة للمعيشة مرة تانية ، حسيت بإرتياح كبير لأن مجهودي في تنضيفها كان واضح ، قررت أخرج أتمشي في الغابة المهجورة القريبة عشان أشوف الطبيعة و مفكرش في أي تخص الشغل خالص ، محتاج أبطل تفكير و أهدي أعصابي شوية ، أخدت المُسدس بتاعي معايا إحتياطي ، مش عاوز أقابل حيوان مُفترس صدفة بدون ما يكون معايا حاجة أدافع بيها عن نفسي ، المنطقة هنا معروفة جدًا بإنتشار الدببة الرمادية !
مُجرد ما بدأت الشمس تغيب قررت أرجع مقصورتي قبل ما الظلام يحل و يحاوطني و أنا برا ، دخلت المقصورة ، قفلت علي نفسي كويس و حطيت كيس النوم علي الأرض جنب الترابيزة و المُسدس فوق الكُرسي عشان يكون قُريب مني ، علي ضوء شموع الشمعدان أكلت وجبة من المُعلبات اللي جايبها معايا ، خلصت أكل و حسيت بالشبع ، مسكت كتاب كُنت جايبه معايا و دخلت كيس النوم بتاعي و قررت أقرأ في الكتاب شوية لحَد ما أنام ، بعد شوية حسيت بالنوم بيناديني ، أنا في أمس حاجة للنوم ، محتاج أرتاح و أنام كويس
.
صحيت في نُص الليل علي صوت دوشة ، مش مُتأكد إيه اللي صحاني لسّه لأني مفوقتش بشكل كامل ، لكن لمّا ركزت شوية إستوعبت إن فيه صوت خطوات فوق السطح بتاع الكابينة ، فتحت عينيا في الظلام ، شموع الشمعدان إتطفت ، صوت خشب السطح بيصدر صوت صرير تحت خطوات تقيلة ، حد ماشي بخطوات تقيلة و مُخيفة فوق السطح ، بيوصل لآخر السطح و يغير طريقه و يرجع تاني
محافظ علي بطئه و تقل خطواته المُرعبين !
قعدت في الظلام بحاول أفهم دا صوت إيه ، صوت الخطوات منتظن و تقيل ، دا أتقل من إنه يكون صوت أقدام حيوان ، و بعدين أنا مميز صوت خطوات قدمين بس مش أربعة فمُستحيل يكون حيوان ، فجأة ..
جه في دماغي فكرة مُخيفة ، خلت جسمي إترعش و الدم بينشف في عروقي ...
فيه شخص ما بيمشي فوق سطح كابينتي !
الخوف بدأ يملاني و جسمي بدأ يترعش ، كُنت لسّه قاعد جوا كيس النوم بتاعي ، مديت إيدي ببطء بدوّر علي المُسدس بتاعي ، بعد شوية في الظلام لقيت الكُرسي و لقيته ، مسكته بقوة و أحكمت قبضتي عليه ، أنا من غيره معنديش أي فرصة للنجاة .. دا فرصتي الوحيدة
صوت الخطوات فوق راسي كان أقوي من صوت دقات قلبي .. دقات قلبي كانت بتختفي خايفة منه
عربيتي برا الكابينة بس مش دي المُشكلة .. المُشكلة إن مفاتيح عربيتي في مكان ما جوا شنطتي ، الشنطة اللي محطوطة في مكان ما مش فاكره بسبب الخوف جوا الأوضة و مش قادر أشوفها من الظلام ، مش هجازف بمحاولة الهروب من غير عربية ، أنا مش حافظ المكان قريب و دخول الغابة في الوقت دا من الليل إنتحار ...
أيًا كان مين اللي فوق الكابينة فهو مجنون كفاية لإنه يشوف عربيتي و يعرف إن حد جوا الكابينة و مع ذلك يتسلقها و يمشي فوقها بالخطوات المُخيفة دي ، فمش عاوز أجازف إني أحاول أهرب منه غير و أنا مُتأكد مليون في المية إني هقدر أهرب ، كمان باب الكابينة صوت صريره عالي و هيفضحني لو حاولت أتسلل و أهرب في الظلام ، الظروف كلها ضدي !!
.
صوت الخطوات بقي أبطأ و توقف تمامًا فوق راسي بالظبط ، فكرة إنه عارف إني صاحي و عارف مكان جوا الكابينة كانت مرعبة ، بلعت ريقي بصعوبة و أنا بتخيّل إيه اللي مُمكن يحصل لو قرر يقتحم الكابينة دلوقتي !
محتاج ضوء عشان أحدد مكان الشنطة و آخد منها المفاتيح و أهرب من هنا بأقصي سُرعة ، لازم أخرج من هنا حالًا !!
خرجت من كيس النوم ببطء ، حريص إني معملش أي صوت رغم إن جسمي بيترعسش من الخوف ، مشيت ناحية البوتجاز عاوز أنوّر الشموع اللي في الشمعدان ، حتي لو شمعة واحدة بس أحدد بيها مكان الشنطة ، ثواني و هقفلها !
نورت الشمعة و بصيت ناحية السطح ببطء .. أنا كُنت غلطان !
مكانش فيه حد ماشي فوق السطح !
كان فيه كائن ماشي فوق السقف !!
بصينا لبعض لثواني علي ضوء الشمعة ، ملامحه مُرعبة و عينيه مُخيفة ، جسمي كُله كان بيترعش ، تبولت علي نفسي من الخوف ، لحت إبتسامة شريرة مُخيفة بتترسم علي شفايفه قبل ما ينفخ الشمعة و يطفيها ، من غير ما الإإكر ضربت بالمسدس بتاعي في كل مكان بعشوائية ، صوت الطلقات كان بيخوفني أكتر ، سامع صوت خطواته بطيئة علي السقف من جوا ماشي مقلوب !!
جريت من الكابينة و موقفتش لحَد ما وصلت أقرب مدينة و قدرت أنجو ...
طبعًا محدش صدقني يومها
الموضوع ده حصل من كذا سنة لكن ليه قررت أحكيه النهاردة ؟
إمبارح صحيت من النوم علي صوت خطوات ماشية ببطء علي سطح أوضتي أو يمعني أصح بقي علي السقف ... تظاهرت بالنوم و رفضت أبص فوقي ..
أنا خايف أوي ....
.
.شرح
.تنظيف مُنتصف الغرفة و الشموع السودا بتديني إنطباع إن حد كان بيحاول يعمل سحر أو تجربة مُخيفة جوا الأوضة و مُمكن يكون الكائن دا نتاج للتجربة أو للسحر اللي حصل
و أعتقد إنه تتبع الشخص دا لبيته و بيطارده دلوقت
المهم .. لو سمعت صوت فوقك ..
بلاش تبص لفوق
أبدًا !!!
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم

قصص رعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن