يوم الإتنين الصُبح و أنا براجع الإيميل بتاعي لقيت رسالة من الـ HR أو الموارد البشرية ، بصراحة كُنت خايف جدًا من الموضوع ،عشان مدخلش في تفاصيل كتير أنا بشتغل في مُنظمة ضخمة لها مباني كتير أوي و موظفين بأعداد ضخمة ، عشان كده مش كُل الناس تعرف بعض ، معني إن يجيلك إيميل من الموارد البشرية في المُنظمة دي حاجة من 2
أولًا : إنك هتترقي
ثانيًا : إن حد مقدم شكوي ضدك
فتحت الإيميل بسرعة عشان أشوف هُما عاوزيني في إيه !
.
من : الموارد البشرية
إلى : ج تايلور
بخصوص : اجتماع مهم
مرحبًا مستر تايلور ، نتمني تشرفنا النهاردة في الموارد البشرية الساعة 9:30 صباحًا
من فضلك أكد إستلامك للرسالة بمجرد قرائتها
مع تحياتي
جيف ويليامز
الموارد البشرية
.
الإيميل مش واضح و ما أفادنيش عن الإجتماع هيكون بخصوص إيه ، عمومًا مش هستني كتير عشان أعرف عن الموضوع ، أنا عارف إن المُنظمة بتمر بأزمة إقتصادية عشان كده إيميل زي ده لازم يكون بخصوص أخبار مش لطيفة ، بعت لهم إيميل بأؤكد علي حضوري إجتماعهم في الميعاد المُحدد ، و قضيت طول فترة الشُغل قلقان بخصوص إني هفقد وظيفتي
لمّا رحت مكتب الموارد البشرية جيف بنفسه كان في إنتظاري ، دخلنا أوضة إجتماعات فيها ترابيزة طويلة و قعدنا قُصاد بعض ، كان أدامه مجموعة كبيرة من الأوراق بيبص فيها و كُل فترة يبصلي لثواني قبل ما يرجع يقرا الأوراق تاني
غالبًا دا مش بخصوص ترقية ، دا بخصوص شكوي أو فصل ، بس الورق كتير أوي ، معقول كُل دي شكاوي متقدمة ضدي
.
جيف بدأ يتكلم : " مستر تايلور ، قبل ما نبدأ أحب أقولك إن الموضوع سري 100 % "
كُنت حاسس إن الموضوع بخصوص مُشكلة عشان كده رديت بتوتر : " تمام "
كان لسّه باصص في الورق و هوّ بيكلمني : " مستر تايلور أنا عاوز أسألك شوية أسئلة ، و عاوزك تجاوبني بصراحة شديدة ، مُمكن ؟ "
رديت عليه : " تمام "
إبتسم و هوّ بيقولي : " مُمتاز ، هبدأ بسؤال سهل شوية ، بقالك أد إيه بتشتغل معانا ؟ "
أول حاجة جت في دماغي هوّ إنهم هيطلعوني معاش مُبكر ، قلتله : " حوالي 12 سنة تقريبًا "
هز راسه و هوّ بيسأل تاني : " مؤخرًا إنت و فريق العمل بتاعك تم نقلكم لمكان جديد ، صح ؟ "
رديت : " دا صح ، كانوا بيعملوا إعادة هيكلة في المكان و تم نقلي أنا و فريقي دور تاني في المبني الجديد "
سألني : " و من يوم ما تم النقل ، هل شُفت أو سمعت حاجة مش طبيعية ؟ "
ضحكت و أنا بقوله : " ماكينة القهوة في الدور بتاعنا مش بتشتغل ... دي أكتر حاجة مش طبيعية شُفتها مؤخرًا "
بصلي بطريقة غريبة و هوّ بيقولي : " حاسس بضغط شُغل مؤخرًا ؟؟ "
سكت لحظات و بعدين قلتله : " آه ، غالبًا كُلنا حاسين بضغوط من الشغل مؤخرًا مش أنا لوحدي "
سألني بإهتمام : " تظن إن ضغط الشغل و الإجهاد هُمّا سبب المُشكلة ؟ "
مكنتش فاهم بيتكلم عن إيه فقلتله : " مممم ... أعتقد "
.
كتب حاجة في ورقة أدامه ، الموضوع بدأ يبقي أشبه بإستجواب الشُرطة أو الكلام مع دكتور نفسي ، ساب القلم و بصلي تاني و هوّ بيسألني : " عُمرك سمعت أصوات مش عادية في مكتبكم مؤخرًا ؟ "
تقريبًا أنا فهمت هوّ بيتكلم عن إيه ، هوّ بيكلمني بخصوص جيمي ، أكتر من مرة كلمناه عن الأصوات اللي بيطلعها لمّا بيكُح أو بينف أو حتي بيمضغ أكله ، كلمناه بخصوص صوت الصفير اللي بيصفره مع الراديو لمّا بيبقي شغَّال ، رديت عليه فورًا : " طبعًا ... طول الوقت ... الأصوات مُستفزة و بتجنني "
هز راسه بتركيز و هو بيبصلي بصة غريبة و بيسألني : " و الحيطان ؟ "
رديت بإستغراب : " أنا ببقي في مكتبي طول الوقت فمش بشوف الحيطان ... مالها ؟ "
سألني : " لمّا صوت الطنين بييجي ، بتشوف الحيطان بتتغيَّر ؟ "
بصيتله بحيرة و أنا بسأله : " إيه ؟ ... إستني بس ... طنين إيه ؟ "
بانت علي ملامحه الحيرة ، دوَّر علي حاجة في الورق اللي أدامه لثواني قبل ما يطلع ورقة معينة و يمشي عليها بعينيه ، بصلي و قال : " إنت قلت و أنا هنا هقول الكلام علي لسانك إنت ، الموضوع كُله بيبدأ لمّا بسمع الطنين ، مش بيحصل ده إلا لمّا بكون لوحدي متأخر في المكتب ، الطنين بيبقي صوته واطي و بيعلي بالتدريج ، الحيطان كُلها بتتملي دم ، و فجأة بيظهر ليّا ، مش ببقي شايفه كويس بس بسمع صوت تنفسه التقيل و كُل مرة بيقربلي خطوة ، لمّا بيبدأ يتحرك بجري بسرعة !! "
بصيت لجيف بغباء و أنا بقول : " أنا عُمري ما قلت كده !!! "
قام من علي الكُرسي بتاعه و مشي لحد ما قعد في كرسي جنبي و هوّ بيقول : " شوف يا جوشوا ، أقدر أقولك يا جوشوا ؟ ، الكذب في تقرير رسمي دي جريمة خطيرة !! "
رديت عليه بسرعة : " أولًا جوشوا مش إسمي ... ثانيًا أنا مقدمتش تقارير ... ثالثًا أنا مش فاهم أي حاجة !! "
جيف بان عليه التوتر و هوّ بيمسك الورقة و بيسألني : " إنت مش جوشوا تايلور ؟؟ "
إبتسمت و أنا بقوله : " لا ... أنا جوناثان تايلور "
.
بان عليه التوتر و هوّ بيقولي : " فيه حاجة غلط "
ضحكت و أنا بقوله : لا مش غلط و لا حاجة ... دا بيحصلي طول الوقت ... إيميلي ج تايلور و إيميله جي تايلور فلو مركزتش أثناء ما بتبعت الإيميل بيحصل خلط ... أنا طول الوقت بيجيلي إيميلات تخصه و هوّ بيوصله إيميلات بتاعتي "
إبتسم بتوتر و هوّ بيقول : " كده أنا مضطر أعتذرلك ، الظاهر إن المساعد بتاعي غلط و بعتلك إنت ، مش محتاج أفكرك ، اللي إتقال هنا سري 100 % و مش مسموح لك إنك تتكلم عنه مع أي حد من زمايلك "
ودعني و سابني أمشي عشان أرجع المبني اللي فيه مكتبي ، بس الصراحة مقدرتش أبطل تفكير ، ليه جوشوا تايلور قدم تقرير غريب بالشكل ده ، الموضوع غريب بس فضولي أقوي من سرية المحادثة ، لازم أعرف
عشان كده قررت أبعت إيميل لجوشوا
.
من : ج تايلور ( إيميل جوناثان )
إلى : جي تايلور ( إيميل جوشوا )
بخصوص : اجتماع غريب مع الموارد البشرية
جوشوا .. الظاهر إن الموارد البشرية غلطوا زي كُل الناس و إتلخبطوا ما بيننا
علي أي حال أنا سمعت إن فيه حاجة غريبة بتحصل في مكتبك و الفضول هيقتلني
محتاج أتكلم معاك شوية لو معندكش مانع
تحياتي
جوناثان تايلور
.
الإيميل مش بيتبعت ، فيه حاجة غريبة بتحصل ، حاولت أكتر من مرة و كُل مرة مش بيوصل ، دورت في الدليل و لقيت رقم مكتبه ، إتصلت بيه ، مرة ... إتنين ... تلاتة ... محدش بيرد عليّا
ركزت بقية اليوم في شغلي و نسيت كُل حاجة تمامًا ، لمّا الساعة تقريبًا كانت 7:30 كُنت الوحيد الموجود في المكتب ، فكرت إن جوشوا هوّ كمان بيتأخر فقررت أتصل بيه
التليفون رن شوية و الخط إتفتح ، بدون تفكير بدأت أتكلم : " جوشوا ... حصل حاجة لطيفة النهاردة ... أنا .... "
سكت لأني علي الناحية التانية كُنت سامع صوت تنفس تقيل ، قلبي إتقبض مرة واحدة ، فجأة سمعت صوت مليان شر و حقد بيقول : " الدور ... عليك "
و الخط إتقفل
.
.
......
جوناثان قدم إستقالته و خاف يروح الشُغل بعد كده ، جوشوا مُختفي بون أثر و الشركة بتتكتم علي الموضوع تمامًا برغم تحقيقات الشُرطة
جوناثان بيقول إنه كان فاكر جوشوا مريض نفسي و بيتهيأله بس سمع صوت التنفس و سمع صوت شرير بيقوله إن الدور عليه
الموضوع ده حصل يوم الإتنين اللي فات ... 24 أبريل
حتي اللحظة دي جوناثان حي و مفيش أي حاجة غريبة حصلت له من يومها
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم