" متعملش حاجة غلط ! "
كُل مرة بابا و ماما بيقولولي كدا قبل ما بخرج أسهر مع أصحابي برا ، سواء كانت حفلة أو مذاكرة أو سهرة .. أعتقد إنهم فعلًا بيخافوا عليّا مش بيحاولوا يتحكموا فيّا زي ما كُنت مُعتقد لكن برضه أنا محتاج قدر من الحرية
سهرت برا البيت كتير ، مرات أكبر من إني أفتكرها كُلها ، مباريات كُرة .. سهرات .. مواعيد .. خروج .. شُرب .. مُخدرات ، لكن دايمًا كنت بكون حريص أوي إني أتظاهر إن مفيش حاجة حصلت و كُنت بعرف أخفي ده عن أهلي ، كُنت حذر جدًا ، لكن من يوم ما قابلت حبيبتي و أنا بقيت بقضي معاها كُل أوقاتي ، بنعمل كُل حاجة سوا ، مجنونة زيي و بتحب المُغامرات و بتكملني !
قابلتها في الشُغل ، أنا بدرس في الشتا و بشتغل في الصيف ، هيّ كمان زيي ، كان حُب من أول نظرة ، مكنتش بقدر أرفع عيني من عليها ، هبقي كذاب لو قلتلك إني كُنت عاوز أتعرف عليها و ناخد وقتنا لحَد ما نعرف بعض ، و واضح إنها كانت زيي ، لأننا خلال أول يوم بس كُنا مُرتبطين و فاهمين بعض كويس
لكن للأسف ...
قصة حُبنا كانت قُصيّرة !
.
بعد إسبوع من بداية قصة حُبنا إنتقلت عشان تعيش في مكان جديد في آخر المدينة ، كسرت قلبي و سابتني ، مكانش عندي عربية و ظروفي المادية متسمحليش أركب كُل يوم مواصلتين أو 3 عشان أشوفها ، كُنت هضطر أمشي المدينة كُلها علي رجليّا رايح جاي !
الخبر وجعني و كسر قلبي ، حطتني في حالة صدمة و خلاني مش قادر أستجمع أفكاري و أتمالك نفسي ، لكن أنا قررت إن حُبنا لازم ينتصر علي كُل الظروف دي ، قررت أحُط خطة عشان أور حبيبتي كُل يوم في مُنتصف الليل بعد ما أخلّص شُغل ، بس أنا سايبلها خبر الزيارة دا مفاجأة ، هيّ لسّه متعرفش حاجة
بس هيّ هتبقي زيارة واحدة بس للأسف ، انا مش هجازف إن حد يمسكنا و إحنا سوا ....
أنا بحبها و شم عاوز أسببلها أي ضرر و الأهم مش عاوز أسبب لنفسي أي ضرر ..!
.
الساعة كانت 11 لمّا أهلي لقوني لابس و خارج من البيت ، قلتلهم بإبتسامة إني خارج مع ناس أصحابي ، بابا كان رافض لكن ماما أقنعته يسيبني أخرج طالما معنديش دراسة في الصيف و خلصت كُل مذاكرتي ، بصلي بصرامة و قالي : " متتأخرش عن ساعة "
هزيت راسي و خرجت ، مشواري طويل و لازم أمشي بسُرعة ، مشيت مشوار طويل و مُتعب لحد ما وصلت للطرف التاني من المدينة ، كُنت جنب مكانها الجديد
لقيتها .. قابلتها .. حضنتها بحنية و أنا بقفل إيديا عليها ، بصيت في عينيها بشوق ، كانت واحشاني .. واحشاني أوي ، أخدت نفس عميق و بدأت أكلمها في الموضوع اللي أنا جاي أكلمها فيه ، قلتلها إني مش هقدر أشوفها تاني بعد كده ، الموضوع فيه مُخاطرة كبيرة أوي ، مقدرش أمشي كُل يوم بطول المدينة كُلها عشان أقدر أشوفها ، أنا كده هتأخر كُل يوم و بابا قاسي جدًا و ممكن يضايقني أو حتي يضربني لو إتأخرت كُل يوم عن مواعيده
تقبلت الموضوع بشكل كويس ، آه كان حزينة و عينيها مليانة حُزن ، أنا بحبها فعلًا و مقدرش أشوفها حزينة ، حضنتها أوي ، سبتها في حضني شوية لحَد ما هدينا
.
نمت في حضنها بنتفرج علي النجوم ، كُنا نايمين علي ضهرنا حاضنين بعض و بنتفرج علي السما ، بصيت في ساعتي ، الساعة كانت 3 بعد مُنتصف الليل ، إتأخرت 3 ساعات عن ميعادي !
محسيتش بالوقت أبدًا بين إيديها ، إعتذرت لها و رجعتها بسُرعة ، جريت زي المجنون في الشارع ، وصلت البيت بعد حوالي نُص ساعة تقريبًا ، البيت كان منوّر !
بابا مستنيني ....
اللعنة !
مشيت ناحية الباب عرقان و جسمي مليان تراب ، هدومي قذرة و العرق حوِّل التراب علي جسمي لطين ، بابا كان مستنيني ، بصلي بغضب و قال : " إنت إتأخرت !! "
تأملني بهدوء و قال مرة تانية : " كام مرة طلبت منك متتأخرش و متعملش حاجة غلط .. شايف القذارة و الطين اللي ماليين جسمك كُله ! "
حاصرني لمُدة نُص ساعة تقريبًا ، سألني مجموعة أسئلة كبيرة و كان قاسي أوي ، إستجوبني بعُنف ، مكُنتش برُد علي أسألته ، صمتي كان بيخليه يغضب أكتر و أكتر
في النهاية أدرك إني مش هتكلم و إنه مش هيطلع مني بمعلومة مفيدة ، سابني و مشي ناحية أوضته عشان ينام
ماما كانت واقفة علي الباب ، بصتلي بغضب و قالتلي إن أملها خاب فيّا و دخلت تنام وراه
جريت ناحية أوضتي ، بمجرد ما دخلتها و قفلت باب أوضتي ورايا ، إنهرت .. عيطت .. بكيت
إترميت علي سريري و دفنت وشي بين إيديا و بكيت بهيستيريا ، عيطت لحد ما بدأت أهدي ، بصيت لسقف الأوضة و بدأت افكّر في حبيبتي ، فكرت في كل لحظة سعيدة قضيناها سوا في قصة حبنا الصُغيّرة ، نشفت دموعي و بدأت أهدي شوية ، إبتسمت لمّا إفتكرت تفاصيل لقائنا النهاردة
هشوفها تاني ؟
مُمكن جدًا بس لازم أكون حريص أكتر
مش هيكون سهل أبدًا لو حد لقاني مطلع جُثتها من القبر و بكلمها و بحضنها ... مش هيبقي سهل كُل يوم أدخل المقبرة اللي هيّ مدفونة فيها !
.شرح
حبيبته ماتت و سابته ، مقدرش يتحمل صدمة فراقها ، بقي يروح المقبرة و يحفر القبر و يطلع جُثتها و يحضنها و يكلمها كأنها عايشة و لمّا بيخلص بيرجعها تاني
مش قادر يتقبل فكرة موتها
متنسوش حفل التوقيع بكرة في إبداع بوك ستور بشارع هدي شعراوي وسط البلد الساعة 6 مساءً .. هستناكم.
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم