من كذا شهر واحدة من صُحاب ماما القدام عرضت عليها إني أجالس إبنها أثناء إنشغالها بحاجة ، أنا أخدت كورسات في مُجالسة الأطفال و معايا شهادة مُعتمدة بده فماما شافت إني أستحق أجالس إبن صاحبتها
السيدة جونز و ماما متربيين مع بعض ، أصحاب منذ الصِغَر لكن لمّا ماما كبرت و سابت البلدة فقدت الإتصال مع السيدة جونز صاحبتها ، لمّا ماما رجعت البلدة تاني ملقتهاش ، مؤخرًا قدروا يوصلوا لبعض و ماما كانت سعيدة إنها هتشوف السيدة جونز و إبنها البالغ من العُمر 12 سنة ، اليوم اللي ماما وصلتني فيه لبيت السيدة جونز كُنت سعية ، كانت ساكنة في حي هادئ و لطيف و فيه شجر كتير ، يومها ماما كانت مستعجلة و وراها مشوار مُهم فنزلتني أدام بيتهم و قالتلي : " أنا إعتذرت للسيدة جونز ، إدخلي إنتي إتعرفي عليهم عشان تبقي جاهزة ليوم الجُمعة و أنا هخلص مشواري و أفوت آخدك "
نزلت من العربية و راقبتها و هيّ بتبعد ، مشيت لحَد باب البيت و رنيت الجرس و وقفت شوية لحَد ما الباب إتفتح
اللي فتح لي كان ولد طويل القامة و قوي الجسد ، كان واقف أدامي بثبات و هدوء ، كان أطول مني بكتير و بحُكم إني قُصيّرة كان الموضوع عادي ، الغريب إنه كان لابس ماسك مُخيف علي وشه ، زي ما يكون وجه دُمية مشوهة ، عينيه باينة من فتحات القناع و فيها تعبير غريب ، كان بيبصلي بثبات غريب ، إضطريت أكسر حاجز الصمت و أقوله بصوت واطي : " مرحبًا "
رفع إيده ببطء و شاورلي أدخُل البيت ، بدأت أتوتر و بلعت ريقي بصعوبة و أنا بدخُل البيت عشان تستقبلني ست طويلة جدًا ، إبتسمت في وشي و هيّ بتقولي : " إنتي قابلتي جوناثان إبني أهو ، إزيِك ؟ "
هزيت راسي و أنا بحاول أبتسم بس كُنت حاسّة بشعور غريب و مش مرتاحة نهائيًا ، كانت طويلة و ملامحها مش مريحة و شعرها أسود طويل ، نظرة عينيها باردة رغم إنها بتحاول تتظاهر بالود و الدفء ، جوناثان سابنا و طلع ببطء ناحية الدور اللي فوق و هيّ شاورتلي أدخُل غُرفة المعيشة عشان نتكلم سوا شوية ، قالتلي بإرتباك : " زي ما إنتي شُفتي إبني محتاج ... مُعاملة خاصة شوية ، رافض يقلع القناع بتاعه طول الوقت و أنا مش عارفة إيه هوّ السبب ، و حتي رافض يتكلم مع أي حد ، بالنسبة للدراسة فمتقلقيش هو في الأجازة دلوقت بس عاوزاكي تركزي معاه لأنه بيعبر عن إحتياجاته بالإشارة و لغة الجسد ، جوناثان مؤدب و بيقدر يعتمد علي نفسه و مش هيتعبك ، بس من فضلك إوعي تعامليه معاملة خاصة أو تحسسيه إنه مش طبيعي ، عامليه زيه زي أي طفل آخر و تجاهلي موضوع القناع تمامًا "
تفهمت كلامه و قضينا بقية الوقت و أنا بسألها أسئلة ضرورية في مُجالستي له ، زي هل فيه رقم تليفون أقدر أتصل عليها فيه لو حصل أي حاجة ؟ ، هل فيه أوض مش مسموحلي أدخلها ؟ ، هل لهم طلبات خاصة ؟
بعد ساعة تقريبًا ماما رنت عليّا و لمّا بصيت من الشباك كانت واقفة تستناني برا و هيّ مستعجلة جدًا ، سلمت علي السيدة جونز و المرة دي عاملت جوناثان بهدوء و مكُنتش قلقانة أو متوترة منه
قبل ما أخرُج من الباب السيدة جونز مسكت إيدي بقوة لدرجة إنها وجعتني ، ملامح وشها إتغيرت و هيّ بتقولي بنبرة غريبة : " مهما حصل ... إوعي تنزلي القبو .. فاهمة ؟ "
إبتسمت و هي بتسيبني و بتقول : " و متتأخريش يوم الجُمعة ، جوناثان عاوز يلعب معاكي كتير "
حاولت أتجاهل الخوف اللي بدأ يملاني بسبب طريقتها و كلامها و شكرتها بإبتسامة و خرجت ناحية عربية ماما ، ماما شافتني مُرتبكة فسألتني : " إيه اللي حَصَل ؟ "
بلعت ريقي و حاولت أتمالك أعصابي و أنا بقولها : " كُل حاجة تمام .. الولد بس ... مُختلف شوية "
كشرت و هيّ بتسألني : " يعني إيه مُختلف ؟ "
قلتلها بخوف : " لابس ماسك مُريب و مش بيتكلم خالص "
ماما فكرت شوية و قالت بتردد : " أنا كلمتها كتير و عُمرها ما قالتلي حاجة غريبة علي جوناثان ... يمكن دي حاجة جديدة ؟ "
فضلنا ساكيتن بقية الطريق و أنا مكًنتش عاوزة أتكلم
.
أخيرًا يوم الجُمعة جه و ماما وصلتني لحَد باب البيت بتاع السيدة جونز ، لمّا قربت من البيت لقيت جوناثان قاعد علي كُرسي في الحديقة و بيلعب في التليفون بتاعه ، المرة دي كان لابس قناع تاني غريب برضه ، قربت منه بهدوء و أنا بقوله : " إزيك يا جوناثان .. يا تري بتعمل إيه ؟ "
بصلي بهدوء و بعدين بدأ يكتب حاجة علي تليفونه ، إستنيت شوية و هوّ بيكتب ، وراني شاشة التليفون اللي كان كاتب عليها : ( قوليلي يا جو .. كنت بلعب العاب علي الموبايل )
إبتسمت لطريقته في توصيل كلامه ، سألته بإبتسامة : " ماما فين ؟ "
كتبلي تاني علي التليفون : ( في المطبخ )
شكرته و مشيت ناحية المطبخ ، لقيتها في غرفة المعيشة ، إبتسمت لمّا شافتني و قالتلي : " كويس إنك جيتي .. أنا مستعجلة و همشي حالًا "
خرجت و بعدها بدقيقتين جوناثان دخل البيت و قفل الباب وراه ، تأكدت إنه قفل الباب وراه كويس و قعدنا في غرفة المعيشة ، قضينا الليلة سوا بنتكلم عن طريق الكتابة و بنتفرج علي التليفزيون ، كان لطيف جدًا ، لمّا جه وقت النوم تأكدت إن كُل الأبوبا و النوافذ مقفولة كويس ، و دخلت أوضة الضيوف عشان أنام
صحيت من النوم علي صوت خطوات تقيلة ماشية في البيت ، بصيت في الساعة ، كانت3:37 بعد مُنتصف الليل ، صوت صليل حاجة معدنية بيتكرر مع إقتراب صوت الخطوات ، برغم نومي و تعبي بس دلوقتي بقيت مُتأكدة إن فيه حد برا الأوضة ، قمت اجري علي باب الاوضة و قفتلها كويس ، طلعت الصاعق الكهربائي بتاعي من الشنطة و وقفت أترعش ورا الباب ، قررت أبعت لجوناثان رسالة علي رقمه عشان أتأكد إنه بخير ، الساعة كانت بقت 3:40 ، بعتله : ( جوناثان .. محتاجة إنك تأكدلي إنك في السرير دلوقت حالًا )
رد عليّا : ( انا كُنت نايم ، ليه بتبعتيلي متأخر أوي كده ؟ )
رديت عليه : ( في حد إقتحم البيت ، إقفل بابك كويس و أنا هتصل بالشرطة )
رد عليّا : ( بلاش مُبالغة )
رديت عليه : ( أنا مُتأكدة و هتصل بالشُرطة )
رد عليّا : " ماوش لزوم ، إنتي بتبالغي )
رديت عليه : ( و لو ، أنا وظيفتي إني أحميك و الشُرطة هتيجي عشان نتطمن بس ، صح ؟ )
إتصلت بالنجدة و شرحتلهم كل حاجة و بعد دقايق سمعت صوت خطوات بتقرب من باب أوضتي ، لمحت ضل حد بيقف أدام الباب بهدوء ، صوت تنفسه التقيل كان مُخيف ، الشخص اللي إقتحم البيت واقف أدام باب أوضتي بهدوء غريب ، مد إيده عليلاالمقبض لأني لقيت مقبض الباب بيتحرك ببطء ، موظف الإستقبال بتاع النجدة قالي عشر دقايق و الشُرطة توصل عندي ، بدأت أسمع صوت خبط علي باب الأوضة بقوة ، خلال دقايق جسمي إترعش فيهم و عيطت كتير من شدة الخوف سمعت سارينة الشُرطة ، سمعت صوت الدخيل بيجري بخطوات مرتبكة ناحية السلم بتاع الدور اللي تحت
الباب الأمامي إتكسر بالقوة و سمعت صوت الشُرطة بيدخلوا البيت و بيعلنوا عن وجودهم ، الشُرطة هنا و أخيرًا أنا بأمان ....
الضباط خرجوني و هدوني ، قالولي إنهم هيفتشوا البيت كويس عشان يتأكدوا إن مفيش حد خصوصًا في القبو ، ثلتله بإرتباك و خوف : " أهم حاجة جوناثان ، أنا كُنت بجالسه ، هوّ بخير ؟ "
الظُباط بصوا لبعض و قالولي : " السيدة جونز و إبنها جوناثان مُختفيين من إسبوعين ! "
صدمت من كلامهم ، مُستحيل يكونوا مفقودين من إسبوعين ، مٌستحيل ....
تمالكت اعصابي و قلتلهم : " أنا لسّه كُنت مقابلاها الصُبح و جوناثان كان معايا قبل ما ننام "
بصوا لبعض بقلق و قالولي : " الأهم دلوقتي إننا نتأكد إن مفيش حد تاني في البيت "
بدأت أخاف إن الناس اللي أكون قضيت الوقت معاهم دول هُمّا المُعتدين علي البيت أو اللي إقتحموه بعد إختفاء السيدة جونز و إبنها ، حاولوا يطمنوني و قالولي : " القبو غالبًا بيكون المكان الأمثل لإختفاء أي حد بيقتحم البيوت "
.
بعد 10 دقايق ظابط منهم صلعلي و قالي بإبتسامة كبيرة : " قدرنا نقبض علي المُقتحمين ، زي ما توقعنا كانوا مُختبئين في القبو ، واحدة ست طويلة و شاب طويل لابس قناع غريب "
حسيت بالخوف و أنا بقوله : " لابس ماسك غريب .. دا الولد اللي كُنت بجالسه .. دا جوناثان إبن السيدة جونز ! "
سألني برفق : " تقدري تتعرفي عليه لو شُفتيه ؟ "
هزيت راسي ببطء ، خدوني للدور اللي تحت ، لمّا شُفتهم عرفتهم ، دول السيدة جونز و إبنها جوناثان ، قُلتلهم كده ، الظابط هز راسه و قالي : " للأسف دي مش السيدة جونز ، السيدة جونز كانت قُصيّرة و رفيعة ، دي حد بينتحل شخصيتها ، زي ما قلتلك إحنا عندنا بلاغ إن السيدة جونز و إبنها مفقودين من إسبوعين ، سألت الظابط : " يعني ماما كانت بتتكلم في التليفون مع مين ؟ "
قبل ما يرُد عليّا سمعت صوت الولد بيضحك و هوّ بيقول بصوت رجالي : " إنتي لسّه مفهمتيش ؟ . السيدة جونز و إبنها ماتوا .. قتلناهم زي ما هنقتلك إنتي و والدتك .. أختي دي اللي كانت بتكلم والدتك علي إنها السيدة جونز و أمك وقعت في الفخ "
بدأ يضحك ضحكات هيستيرية مُخيفة بصوت راجل بالغ ، عشان كده مكانش بيتكلم .. عشان كده كان مغطي وشه
صوته و شكله كانوا هيفضحوه !
.
.شرح القصةلما الست اللي منتحلة شخصية السيدة جونز قالتلها إنها خارجة تسللت للقبو و فضلت جواه منتظرة الفرصة المناسبة عشان تطلع و تساعد أخوها اللي بيدعي إنه جوناثان و مغطي وشه و مبيتكلمش عشان ميتفضحش إنهم يقتلوا البنت و بعد كده يستدرجوا أمها و يقتلوها زي ما قتلوا السيدة جونز و إبنها الحقيقيين
قتلة متسلسلين ، توأم ولد و بنت إسمهم كريس و كريستين و كانوا هربانين من الشرطة لحد ما وقعوا اليوم ده و إعترفوا علي جرايمهم كلها و من ضمنها قتل السيدة جونز و جوناثان الحقيقيين
كان مغطي وشه ليه ؟؟ عشان وشه هيفضحه .. دا مش وش طفل عنده 12 سنة
طب و مكانش بيتكلم ليه يا حلوين ؟؟ عشان صوته مش صوت طفل عنده 12 سنة
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم