53

2.6K 216 9
                                    

الموضوع بدأ من 3 شهور تقريبًا ، رجعت من الشُغل في يوم عشان ألاقي مراتي ميلي قاعدة بتشرب كوباية شاي في المطبخ ، عادي .. دا بيحصل كتير ، هي كُل يوم في الميعاد دا بتقعد تستناني أرجع من الشُغل في المطبخ و معاها كوباية الشاي بتاعتها ، النهاردة أول ما عيني وقعت عليها حسيت إن فيه حاجة غلط ، فيه حاجة متغيّرة ، مش عارف إيه هيّ الحاجة دي بصراحة .. بس عارف إنها متغيّرة !
إبتسمت و سألتني عن يومي ، ساعتها قلبي وقف من الخوف و الدم نشف في عروقي ، نبرة صوتها ! .. نبرة صوتها متغيّرة !
مش عارف أوصفلكم دا إزاي .. هي نفس طبقة الصوت بس فيها تغيير بسيط ، تغيير مُرعب ، أنا بسمَع صوتها كُل يوم لمُدة 5 سنين تقريبًا فمُستحيل أغلط فيه ، و برغم إني تحت ضغوط نفسية رهيبة في شُغلي إلا إني قدرت أميز التغيير البسيط ده بسُرعة ، حاولت أتجاهل الموضوع ، قلت إني أكيد بتوهّم عشان تعبان و نفسيتي تعبانة من ضغط الشُغل ، نمت بهدومي من غير عشا حتي ، و برغم تعبي إلا إن التوتر و الخوف طيروا النوم من عينيّا ، بعد شوية جت نامت جنبي علي السرير ، قربت مني ، نفسها متغيّر عن نفس ميلي ، أنا نايم في السرير مع حد ما اعرفوش مُنتحِل شخصية مراتي
نمت من التعب و الخوف و لمّا صحيت ملقيتهاش ، كانت راحت شُغلها ، قضيت يومي في الشغل بترعش من الخوف و القلق ، دعيت ربنا إن كُل حاجة ترجع زي الأول النهاردة و إن اللي حصل إمبارح يكون مُجرد تخيلات من التعب
.
أنا و ميلي متجوزين من حوالي 5 سنين ، بس أنا أعرفها من لمّا كُنا أطفال ، ميلي حُب حياتي ، أقرب ليّا من أي شخص تاني ، أنا حافظها و عارفها و عارف كُل أسرارها ، و مع مرور الوقت و الأيام كُنت بتأكد تمامًا إن اللي في البيت معايا دي مش ميلي !
دي واحدة شبهها ، بتحاول تقلدها ، إنما مش هيّ ، أنا مُتأكد ، في تفاصيل صُغيّرة أنا عارفها و لا يمكن أخطئ فيها
لمعة عينها أقل شوية .. ضوافرها أطول شوية .. ريحتها حادة شوية ..صوتها متغيّر شوية .. تعبيرات وشها متغيرة تغيرات طفيفة .. حركات جسمها مُرتبكة شوية
حاولت أتجاهل الموضوع علي أد ما أقدر لكن للأسف مقدرتش ، أنا كُنت مُتأكد إنها مش مراتي !
من كام يوم كانت بتشتغل في الحديقة ، وقفت ورا شباك المطبخ و قررت أراقبها ، فرع حاد من فروع الشجر عورها في إيدها ، و أنا كُنت قريب كفاية عشان أشوف دمها ، دمها كان أسود !
أسود غامق و بيلمع كأنه زيت !
مسحت الدم بكُم القميص و بصت حواليها و شافتني ، عينيها جت في عينيّا ، نظرة عينها كانت قاسية و مُخيفة ، زي ما تكون عين شخص ميت مفيهاش حياة ، تداركت الموقف و رسمت علي وشها إبتسامة مُزيفة ، حسيت إن الدُنيا بتلف بيّا من الخوف ، كُنت قلقان جدًا و أخدت شوية وقت لغاية ما قدرت أتمالك أعصابي و أهدي شوية ، دخلت الحمام عشان تنضف الجرح و تلفه ، دخلت وراها ، حاولت أشوف الجرح لكنها رفضت بإصرار غريب ، مش عارف أعمل إيه لكن مفيش بإيدي غير إني أتجاهل اللي شُفته رغم إني مُتأكد منه !
لحَد ما حصل موقف غير كُل الأمور ، صحيت من النوم الساعة 2 بعد مُنتصف الليل قلقان ، ملقيتهاش نايمة جنبي في السرير ، قلقت و نزلت بهدوء أدور عليها ، وقفت علي أول السلم اللي بينزل للدور التاني و لقيتها بتتفرج علي فيديوهاتنا القديمة ، لا . لا .. مش بتتفرج عليهم ، المُصطلح الأدق هيكون بتدرسهم ، كانت بتدرس شخصية ميلي جوا الفديوهات دي ، فتحت النور ، خافت و لفت وشها ليّا و هي بتقول بخوف : " ريتشارد .. إيه اللي حصل ؟ .. خوفتني ! "
مرديتش عليها ، واقف براقبها بصمت ، الغضب بيزيد جوايا ، أخيرًا قررت أواجه ، سألتها بحزم : " هيّ فين ؟ "
بان عليها الخوف جدًا ، حاولت تتكلم ، حاولت تسألني أقصد إيه لكن مقدرتش تنطق ، كملت كلامي : " أنا عارف إنك مش ميلي ، عملتي فيها إيه ؟ ، هي فين ؟؟ "
الصدمة كانت باينة عليها ، عنصر المفاجأة خلي الموضوع يبقي لصالحي ، أخدت شوية وقت لحَد ما قدرت تتمالك أعصابها و تمثل ، عملت إنها بتعيّط و مصدومة لكن نظرة عينيها كان فيها سخرية و تحدي !
.
جريت ناحية الدور اللي فوق ، خلاص مفيش مجال للتظاهر ، قفلت باب أوضة نومي علي نفسي كويس أوي ، أنا مش هنام جنب الشيء دا مرة تانية مهما حصل ، محتاج وقت أهدي و أفكر و أقرر هعمل إيه !
بعد حوالي نُص ساعة تليفوني رن ، كان جاريد صديقي المُفضل ، طبعًا الشيء كان أذكي مني ، راحت تبكي له و تقوله إني مجنون و بتوهم حاجات ، بتحاول تكسبه في صفها ، كانت بتعيّط جنبه و هوّ بيكلمني ، حاول يفهم مني إيه الخلاف اللي حصل ، حكيتله كُل حاجة و بصراحة سمعني للآخر ، سكت شوية و قالي بهدوء : " إسمعني كويس ، أناأعرفكم إنتم الإتنين من وقت طويل جدًا و إنت عارف إني بحبك و بهتم بيك ، أنا هكلمك بمنتهي الصراحة ، ميلي زي ما هيّ من يوم ما عرفتها ، أنا قلقان عليك و بنصحك إنك لازم تروح للدكتور "
طبعًا مش هيصدقني و بصراحة عنده حق ، الشيء دا بيمثل إنه مولي بمنتهي البراعة ، فجأة إفتكرت حاجة ، قلتله بحماس : " بص ، هيّ جرحت نفسها من فترة و لمّا نزفت نزفت دم أسود "
طلب منها يشوف الجرح و سكت شوية و بعدين قالي بهدوء : ط الجرح طبيعي يا ريتشارد ، أنا هحجزلك ميعاد عند الدكتور بتاعي الصُبح بدري ، ممكن تروحله بعد إذنك ؟ "
سكت و بدأت أحسب الإحتمالات و أحاول أستنتج اللي حصل ، قدامي 3 إختيارات :
أولًا : كان بيريحني و مبصش علي الجرح أصلًا
ثانيًا : الشيء ده بيقدر يتحكم في لون دمه
ثالثًا : أنا قربت أتجنن و بتخيّل كُل ده
بس لا .. أنا مش مجنون و عارف كويس أوي أنا شُفت إيه ، و هثبتلهم كُلهم ده ، قلت لجاريد بهدوء : " أوكي ، موافق أروح للدكتور بكرة الصُبح "
الساعة 9 الصُبح كُنا أدام عيادة الدكتور ، قريت اللي مكتوب علي الباب ( طبيب نفسي ) ... عظيم !!
.
د/ إبراهام بصراحة سمعني لحَد ما قُلت كل اللي عندي ، إبتسم و طلب من ميلي تتكلم عشان يسمعها ، قالتله : " ريتشارد بيتصرف بطريقة غريبة من كذا شهر ، مُشتت و شكَّاك ، لدرجة إن مديره في الشُغل إتصل يشتكي من شُغله "
صرخت بغضب مجنون : " دي بتكذب .. كذابة "
طبعًا إني بصرخ زي المجنون كده مكانش التصرُف الصح أو الأمثل ، كان لازم أهدي و أحتفظ بهدوئي ، بس هيّ كذابة ، مُستحيل يكون مُديري إتصل بيها ، أنا شغلي مُمتاز ، د/ إبراهام بصلي بغضب و طلب مني أسكُت لحَد ما هيّ تخلّص كلامها ، ميلي إبتسمت بسُخرية و هيّ بتكمِّل : " أنا مش عارفة المفروض أقول كده و لا لأ .. بس الحقيقة إني هقول ده لأني مُعتقدة إنه هيساعد في علاجه ، والدته لمّا كانت في سنة حجزوها في مصحة نفسية لعدة سنوات ، و إتعالجت بصدمات الكهرباء لحَد ما بقت كويسة "
الصمت ساد علي الغُرفة كلها بعد ما خلصت جُملتها ، ميلي .. الشيء اللي بيمثل إنه ميلي ده إستخدم واحد من أسراري عشان يدمّر حياتي .. عشان يوهم الناس إني مجنون ، كُنت هنفجر من الغضب لكن المرة دي كُنت أذكي و تمالكت أعصابي ، هديت شوية ، قلت للطبيب بهدوء : " والدتي كانت بتتعالج من الإكتئاب ، كانتش مجنونة ، الكهرباء هيّ اللي جننتها "
بلعت ريقي بصعوبة و كمِّلت : " أنا ممكن أثبتلك يا دكتور إن دي مش ميلي ، ممكن تبص علي الجرح اللي في إيدها "
مكانش مُقتنع بكلامي لكن قرر يريحني ، هيّ كمان قررت تتصرف بطريقة فاجئتني ، خلعت الرباط الطبي اللي علي الجرح و قالتله : " إتفضل شوف الجرح بنفسك ! "
لا .. لا .. لا .. جرحها اللعين كان شكله طبيعي جدًا ، صرخت بجنون : " لا يا دكتور الدم شكله أحمر عشان قديم ، الدم الجديد لمّا بتنزف بيبقي لونه أسود ، لازم تصدقني "
بصلي بدهشة ، كملت صراخ : " صدقني لازم تجرحها عشان تتأكد بنفسك ، لازم تشوف "
هز راسه برفض و هوّ بيقول : " ريتشارد أنا مقدرش أعمل كده ، دا مش منطقي اللي إنت بتقوله "
مش قادر أسيطر علي نفسي ، مجموعة مشاعر مُتضاربة بتتصارع جوايا ، غضب .. يأس .. خيانة .. إحباط
مسكت قلم من علي مكتب الدكتور و وقفت زي المجنون بصرخ فيه : " لو مجرحتهاش إنت هجرحها أنا و أخليها تنزف ، أنا عارف إن شكلي مجنون و إن الدم دلوقتي لونه أحمر بس لازم تصدقني .. لازم "
د / إبراهام إقتنع بكلامي ، قالي : " ماشي أنا هعمل كده فعلًا "
بص لميلي و طلب منها تروح وراه المعمل عشان يسحب عينة دم بالأدوات المُعقمة اللي هناك ، قفلوا باب المعمل عليهم .. عدي 5 دقايق .. عدي 10 دقايق ، الوضع كده مش طبيعي ، المعمل علي بُعد أوضة واحدة !
الشيء اللي بيمثل إنه ميلي رفض يدي عينة دم للطبيب عشان ميكشفوش ، قتل الطبيب أو سيطر عليه ، فجأة لقيت باب العيادة إتفتح و دخل منه  2 ضُباط شُرطة ، اللعنة !!
.
واحد منهم حط إيده علي كتفي و قالي بهدوء : " ريتشارد أنا الظابط ماك و ده صديقي الظابط جورج .. إحنا لازم ننقلك لمصحة نفسية حالًا بناءً علي تعليمات د/ لإبراهام .. إتفضل معانا "
مفيش مجال للرفض أو المقاومة .. ميلي كسبت الجولة !
مش هوجع دماغكم بتفاصيل 10 أيام مُملين في المصحة السخيفة ، شخصوا حالتي بمرض نسيت إسمه ، مرض سخيف زيهم ، وصفولي أدوية كتير و حاولوا يقنعوني إن دي كلها أوهام و تخيلات ، طاوعتهم و بدأت أدعي إني بتحسن و لمّا ميلي جت زارتني مثلت إني مصدقها و إنها ميلي الحقيقية ، حضنتها برفق و قلتلها إني آسف علي اللي حصل و إني خلاص رجعت لعقلي ، الدكاترة عملوا فحص أخير و سمحوا ليّا أروّح معاها بشرط هيّ تراقبني و لو حصل حاجة تتصل بيهم و هيّ وافقت !
بقالي 4 أيام في البيت معاها ، بمثل الدور عليها بمنتهي البراعة ، أخدت أجازة من الشُغل ، هيّ فاكرة إني باخد الدوا و بتقول إن حالتي بتتحسن و إنها حاسّة بأمان
بس النهاردة ....
النهاردة كُل حاجة هتتغيّر ، لازم أجرحها
لازم أتأكد ، هي دلوقتي نايمة و أنا علي الباب ماسك سكينة المطبخ الكبيرة ...
بعد إذنكم !
.
.شرح القصة

.الراجل ده جرح مراته فعلًا لكنها بخير و تم القبض عليه و إيداعه واحدة من المصحات النفسية الكبيرة
زي ما قلتلكم قبل كده من وجهة نظري ( الشخصية ) إن الرعب النفسي هو أخطر و أرعب أنواع الرعب
الراجل ده بيعاني من حاجة إسمها وهم كابجراس و هو مرض نفسي نادر و مش مُنتشر
المريض بالوهم ده دايمًا بيتخيل إن حد من قرايبه أو أهله إتبدل مع كائن شرير أو مخلوق فضائي و بيوهم نفسه بالموضوع ده و بيعاني منه لفترة طويلة و أحيانًا بيكون خطر زي الراجل ده كده
لو عاوز تقرا أكتر عن وهم كابجراس تقدر تقرا من هنا بالعربي : https://goo.gl/wc3W35
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم

قصص رعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن