168

1.2K 125 3
                                    

أنا بشتغَل حارس إنقاذ في حديقة عامة وطنية في الولايات المُتحدة الأمريكية، ومن كام يوم.. فيه حاجة مُخيفة حصلت

من يوم ما إتخرجت من الكُلية وأنا بشتغل كحارس إنقاذ هنا في الحديقة العامة دي، أهلي مش مبسوطين من وظيفتي، ولا زوجتي بتحبها، بس أنا وبكُل صراحة مش مُهتَم، على الرغم إن كُل فترة كدا بتحصَل حاجة غريبة ومالهاش تفسير، إلا إن بقية الحاجات اللي بتحصل مُذهلة، أنا بحب شُغلي جدًا، وبحب الناس الرائعة اللي بشتغل معاهم، وفخور إني واحد من الطاقم اللي بيحمي حدائق أمريكا الوطنية، دي وظيفة مُمتعة

مع ذلك.. أنا مكذبتش عليكم لمَّا إتكلمت عن الحاجات المُخيفة اللي بتحصل كُل فترة، أنا شخصيًا لقيت حاجات كتير في الحديقة الوطنية اللي لو حد تاني غيري كان لقاها كان استقال من زمان جدُا، زي الجُثث، أدوات جرايم معرفهاش، أو حاجات كتير زي كدا، لكن أسوأ شيء شُفته كان بقايا مُغامر تعرَّض لهجوم شرس من دب بري متوحش، وصدقوني كان مُرعِب، لحَد النهاردة لسَّه خايف من اللي شُفته

لكن وسط كُل دا، في حاجة مُخيفة مش قادر ألاقي لها تفسير.. وهي الحاجة اللي حصلت ليَّا من كام يوم

كُنت بتجوَّل في الحديقة مع زميلي ديف، هو كمان رجل إنقاذ زي حالاتي، الساعة كانت 8 مساءً تقريبًا، الشمس تقريبًا خلاص بتغرب لكن لسَّه الرؤية واضحة بعض الشيء، أنا وديف موقفين العربيات الصُغيَّرة الخاصة بينا، وبنفتش المكان بحثًا عن أي أدوات صيد غير قانونية أو غير مُرخصة، ودا روتين مُعتاد بنعمله كُل يوم تقريبًا، كان في نيتنا نفتش المكان لحَد الساعة 10 مساءً، وبعدين نرجع القاعدة نستنى هناك لحَد مُنتصف الليل، ومع انتهاء ورديتنا نروَّح البيت، ورغم إن الوقت متأخَّر، لكن خليني أقولكم إن هو دا أفضل وقت للبحث عن أدوات الصيد الغير مُرخصة، لأن بالنهار الصيادين مش بيحطوا أي حاجة لأنهم عارفين إننا هنشوفها في نور الشمس

على أي حال، كُل حاجة كانت ماشية تمام لحَد الساعة 8:30 مساءً، ديف كان متأخَّر ورايا بشوية، لدرجة إني فجأة مبقيتش شايفه! وساعتها اتصل بيَّا على اللاسلكي، قالي: " بُص أنا آسف إني هعمل كدا، بس أنا مُضطر أسيبك وأمشي عشان أنا فعلًا مش كويس، وخايف أفضل هنا أكتر من كدا يُغمى عليَّا أو.. "

صوته اتقطع فجأة، بعد لحظات سمعت صوته وهو بيتقيأ، شيء مُقرف، بس أنا كُنت متوقع دا، هو من بدري وشكله باين إنه تعبان أو مريض، على أي حال مش مُهم، هكمِّل الجولة لوحدي، كلمته: " تمام، مفيش أي مشاكل، روَّح إنت دلوقتي وارتاح، وبكرة هتطمِّن عليك "

مردش عليَّا، توقعت إنه تعبان ومش قادر يرد، خلوني بقى أكون صريح معاكم وأقولكم إني مبسوط، مش عشان أنا مبحبش ديف أو كدا، بالعكس.. ديف من أقرب الناس ليَّا، الفكرة إني بحب أكون لوحدي، الحديقة هنا حلوة بشكل مش طبيعي، ومش أي حد بيقدَّر جمال الطبيعة، فدي فرصة أكون لوحدي عشان أتأمَّل جمال الغابات والسما ونجوم الليل

قصص رعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن