186

1.1K 114 13
                                    

كان فيه ولد اسمه ليني، ليني كان بيحِب الهالوين جدًا، دا عيده المُفضَّل وأجازته اللي بيستناها من السنة للسنة، وبيحاوِل يحتفِل بالهالوين احتفال يستحِق، وعشان كدا بيفضَل يحوِّش فلوسه طول السنة عشان يشتري أحسن قناع، أفضل زي تنكري، وأكتر ديكورات مُخيفة
والسنة دي مش هتكون استثناء يعني، ليني كان مُستعِد للهالوين، هيقضيه السنة دي في حفلة معمولة في بيت واحد صاحبه، لبس جاكيت أسود طويل، حذاء برقبة طويلة جلد أسود، وجوانتي أسود شكله مُخيف، ظبَّط آخر رتوش في تنكره اللي على وشه، بص لنفسه في المراية بإعجاب، وإنطلق
دا كان مُمكِن يكون أكثر قناع مُرعب ومُخيف شافوه الناس في حياتهم، هو كان مُتأكِّد من دا، وكان مُتأكِّد إنه هيقدر يخوِّف كُل الناس الموجودين في الحفلة بمُجرَّد ما هيشوفوه، كان عايز يبقى نجم الحفلة
لمَّا ليني وصل بيت صاحبه، الحفلة كانت زحمة ومليانة ناس، كان سامِع صوت الموسيقى عالي من جوا، الناس بتتكلِّم، بيضحكوا، بيشربوا، وبيشكروا في أزياء بعض، منهم اللي متنكَّر في شكل ساحرة، شبح، هيكل عظمي، مصَّاص دماء، زومبي، ومذؤوبين، لكن ولا واحد منهم قناعه مُخيف زي قناع ليني، كان مُتأكِّد إن قناعه مُميَّز فعلًا
واحدة من البنات اللي في الحفلة قربت منه، بصَّت له شوية وبعدين سألته بدهشة: " إنت متنكَّر في إيه؟ "
ليني حاول يرُد عليها، لكنه اكتشف إنه مش قادر يتكلِّم، القناع كان ضيَّق جدًا، وهو كان حاسِس بإحراج، لف وشه وحاول يروح المطبخ عشان يشرب شوية مية، لعل وعسى دا يساعده شوية
لكنه معرفش يشرب، بدأ يحِس إنه متضايِق، لازم يتخلَّص من القناع دا حالًا، جاب سكينة من المطبخ، وراح بيها الحمام، قفل الباب على نفسه، بص في المراية وبدأ يقطَّع القناع، لكن الألم كان رهيب ولا يُحتمَل، القناع كان لازق في بشرته جدًا
حس باليأس، بدأ يقطَّع القناع بالراحة، وكُل ما يقطع حتة، يرميها في الحوض
واحد من اللي في الحفلة عايز يدخُل الحمَّام، وليني طوِّل جوا، الراجل بدأ يخبَّط على الباب وهو بيقول بغضب: " هو إنت بتعمل إيه جوا كُل دا؟ "
ليني بدأ يحِس بالخوف، حاول يشد بقية القناع بقوة، لكن القناع مش عايز يتحرَّك من مكانه، مكانش قادر يفهم إيه اللي بيحصل؟
ليه القناع مش بيتشال؟ ليه لازق في وشه بالشكل دا؟
بدأ يقطَّع القناع بالسكينة أسرع وهو مليان خوف
الناس بدأت تزيد، الخبط على الباب بيزيد، الغضب بيزيد، وليني خايف
الناس بتصرُخ: " بتعمل إيه جوا؟ "
وليني خايف، بيعيَّط، حاول يتكلِّم لكنه مكانش قادر
الألم بيزيد، ليني مش قادر يتحمِّل
في النهاية نطق بصعوبة: " القناع.. مش.. عايز.. يتشال "
الناس برا بدأوا يبصوا لبعض بقلق
ليني مكانش لابس قناع، ليني كان ملوِّن وشه كأنه مليان جروح
.
.
.

قصص رعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن