عادةً مبحبش أشتغل في مشاريع واجب مُشتركة مع حد ، لأن طول الوقت بينتهي بيّا الأمر بعمِل كُل حاجة لوحدي و غيري بياخد درجة زيه زيي بالظبط ، إنت أكيد مُتخيل شعوري لمّا عرفت إن مشروع التخرج بتاعنا في مادة التاريخ هيكون مُشترك ، بدأت أتابع الصف كُله و هُمّا بيختاروا بعض ، كنت بدعي إني أفضل في الآخر لوحدي فيضطر السيد كونر بروفيسور مادة التاريخ يخليني أعمله لوحدي ، لكن من سابق معرفتي بحظي كُنت مُتأكد إن ده مش هيحصل
و دلوقت لازم أشترك مع طالب معرفوش و مكلمتوش قبل كده في مشروع تخرُج
قدرت طول السنة أكون في حالي و متكلمش مع حد لكن مستر كونر هيجبرني في آخر شهر أروح أتعرف علي حد و أشتغل معاه ، كُنت علي وشك أقوم من مكاني عشان أسألهم لو حَد عاوز يشترك معايا لمّا طالب جديد قعد جنبي و سألني : " إزيك .. أنا ستيف .. لقيت حد تشترِك معاه "
كان واضح جدًا إني لسّه ملقيتش حد بس هو بيحاول يكون لطيف و مؤدب ، إبتسمت و أنا بقوله : " أنا ماني ، لسّه مش لاقي شريك لكن لو إنت عاوز تشترك معايا يبقي موافق جدًا "
قعد جنبي و هوّ بيقول بإبتسامة : " عظيم .. في رأيك نعمل مشروع التخرُج عن إيه ؟ "
بعد عدة نقاشات سريعة إتفقنا أنا و ستيف إن مشروعنا هيكون عن بدايات العصر الروماني ، كان متعاون و قسِّم الشُغل بينا بالتساوي و مع مرور الوقت تحول ستيف من مُجرد شاب عادي قابلته في السنة الأخيرة من الكُلية لصديق مُقرَّب ، بدأنا نُخرج مع بعض و نسهر مع بعض و نعرف بعض أكتر ، كان ذكي و مُجتهد و عرفت إن مجهودي و مجهوده هيخلونا نجيب إمتياز في المادة دي
.
قبل تسليم مشروع التخرُج بيوم جالي و إداني فلاشة قالي إن عليها النصف الخاص بيه من المشروع و إن كُل اللي عليّا بس إني أضيف النصف بتاعي بس و نسلمها سوا في الميعاد
إبتسمت و أنا بشكره بسعادة
لمّا روحت قررت أخلص كُل حاجة علي الفلاشة عشان أقضي ليلة مُمتعة في هوايتي المُفضلة و هي الكسل
الفلاشة كان جواها فولدر واحد بس إسمه ( متفتحوش ) ، الفضول البشري في المواقف دي بيكون أقوي مننا ألف مرة عشان كده بدون تفكير فتحته
جوا الفولدر كان فيه فولدر تاني إسمه ( متفتحوش )
و جواه كان فيه فولدر تالت إسمه ( توقف )
و جواه فولدر رابع إسمه ( كده غلط )
و فولدر خامس جواه إسمه ( لا )
ستيف سايب مشروع التخرُج و بيلعب معايا في أسماء الفولدرات
آخر فولدر كان فيه فولدرات أسمائها غريبة زي ( الكَمَال ) و ( المجد ) و ( الإله ) و كان واضح إن الملفات دي جواها صور و فيديوهات
الصور و الفيديوهات الخاصة بمشروع التخرُج بتاعنا أكيد ، أول ملف فيديو ظهر جوا الفولدر و برا باقي الفولدرات ، قررت أشغله عشان أشوف ستيف إستغل علي مشروعنا إزاي
الفيديو بدأ و شفت من خلاله أوضة صُغيّرة مفيهاش حَد ، الوضع إستمر حوالي ٢٠ ثانية ، ستيف ظهر في الصورة و مشي لحَد الكاميرا عشان يتأكد إنها شغالة ، حسيت إني بتطفل عليه فقفلت الفيديو
قعدت حيران شوية و مش فاهم فيديو خاص بستيف بيعمل إيه في فلاشة المشروع ، بعد دقائق قررت أتصفح بقية الفولدرات
أول فولدر قررت أفتحه كان إسمه ( بدائي )
كان فيه مئات الصور لسيدات سنهم كبير ، سنهم بيتراوح بين مُنتصف الأربعينات و أواخر السبعينات ، صور متصورة بإحترافية و في كُل الصور كلهن كانوا عارفين إنهم بيتصوروا و كُن مُبتسمات
تاني فولدر كان إسمه ( الحُب )
كان فيه مئات الصور لنفس السيدات لكن مع ستيف و كُلهم كانوا بيضحكوا ، مين السيدات دول ؟
أصدقاء والدته ؟؟ .. أصدقاء جدته ؟؟ .. أمهات أصدقائه
ستبف بيحب السيدات الكُبار في السن ؟؟
بدأت أزهق و قررت أكتشف بقية الفولدرات بسُرعة عشان أشوف المشروع في أي فولدر فيهم و أخلصه بقي
لحَد ما لقيت فولدر إسمه ( الحياة )
و قررت أفتحه !
.
بتمني لو مكُنتش فتحت الفولدر ده فعلًا لأن كُل حاجة إتغيرت من بعده ، عشرات الصور للسيدات اللي كانوا في الفولدرات اللي قبل كده لكن المرة دي كانوا جُثث !
جُثث متقطعة و مليانة دم .. جُثث مفتوحة و أحشائها طالعة برا
كُنت في حالة صدمة !
إيه اللي أنا شايفه ده ؟!
كُنت بتمني لو كانت الصور فوتوشوب لكن لسوء حظي كانت صور حقيقية ، حقيقية لدرجة بشعة و مُقززة
حسيت إني عاوز أتقيأ ، جسمي كان بيترعش من الصدمة ، إضطريت أدوّر وشي و أبُص الناحية التانية لحَد ما أسيطر علي نفسي
حاولت أهدي و أفكر إيه هوّ التصرف الصح اللي لازم أعمله ، بدون تفكير واضح إني لازم أتصل بالشُرطة ، بس لو كلمتهم هقولهم إيه ؟
السؤال الأهم و الأخطر دلوقتي هيكون ليه ستيف إدالي الفلاشة دي ؟
صوت تليفوني قطع أفكاري ، مسكته و لقيت رسالة
رسالة من ستيف ....
.
كان باعتلي رسالة مكتوب فيها : " ماني أنا إديتك فلاشة غَلط .. مُمكن أعدي عليك آخدها و أديك الفلاشة التانية ؟ "
هوّ ليه واثق بالشكل ده إني مفتحتهاش ؟ و لا هوّ شاكك إني فتحتها و بيختبرني عشان يشوف رد فعلي ؟
عاوز أقوله إني عرفت كُل حاجة عشان أشوف رد فعله لكن في نفس الوقت عاوز أتظاهر إني معرفش حاجة و مشُفتش حاجة
قررت أختار الحل الأصعب و هوّ المواجهة ، بعتله رسالة بقوله : " أنا شُفت اللي علي الفلاشة ! "
إنتظرت شوية لكن مردش عليّا ..
قررت أتصل بالشُرطة قبل ما يفوت الآوان ، حاولت علي أد ما قدرت أتخلص من إرتباكي و أنا بشرحلهم اللي شُفته و عرفته ، قالولي إنهم هيجولي حالًا
قررت أشوف الفولدر الأخير الموجود علي الفلاشة لعل و عسى يساعدني في ترتيب أفكاري أو فهم اللي بيحصل
عنوان الفولدر كان ( القبر )
الفولدر ده كان مليان صور لإيميلات مُختلفة و كلها تقريبًا بنفس الصيغة دي
"
... عزيزي المُخَلِّص ...
إسمي إيلينا باردو ، سني ٦٨ سنة و أنا ساكنة في روشستر نيويورك ، جوزي مات الصيف الماضي ، ماليش أولاد و أهلي كلهم ماتوا و ماليش أصدقائي ، بقالي سنة عايشة لوحدي ، حياتي مالهاش معني بعد بيتر جوزي ، و بيتر وحشني أوي
مش مهم وصلتلك إزاي ، المُهم إني قررت أوصلك و أقولك إني خلاص جاهزة ، أنا عاوزاك تقتلني في أسرع وقت مُمكن
هستني ردك ....
"
ساعتها بس فهمت كُل حاجة ، فهمت الصور ، فهمت إنه كان بيخلصهم من آلامهم ، بيخلصهم من حياتهم اللي معندهمش جرأة ينهوها و بناءً علي طلبهم ، كُنت في حالة صدمة لحَد ما الشُرطة وصلوا
أخدوا مني الفلاشة كدليل و أخدوا عنوان ستيف
طلبوا مني ما أتكلمش عن الموضوع نهائيًا مع حد عشان كده أنا بحكيلكم ده من أكونت فيك
.
قالولي لمّا وصلوا شقة ستيف لقوه شانق نفسه ، مش سايب أي ملاحظات أو أي حاجة ، حتي الآن مش عارفين يوصلوا للمكان اللي كان بيقتلهم فيه
دورت علي الإنترنت كتير علي أي حاجة تخُص المُخَلِّص لكن ملقيتش حاجة خالص ، قررت أدوّر عليه في الديب ويب لكن برضه موصلتش لحاجة
اللي خلاني حكيت لكم الموضوع هيّ الرسالة اللي جتلي من رقم مجهول علي تليفوني الصبح
( إنت اللي أخدت المُخَلِّص مننا .. مش هنسيبك )
مش عارف جابوا رقمي منين .. أنا خايف
.
.شرح القصة.ماني هرب من البيت و غير عنوانه و حكي القصة من أكونت فيك
ستيف كان سفاح بيخلص اليائسين من حياتهم بناءً علي طلبهم و إنتحر لمّا إتكشف
أنا مترجملكم القصة النهاردة من علي الموبايل و صابعي إتبهدل 😂😂😂 مع إني مسافر و يوم الحفلة مبيبقاش فيه قصة
بس يللا .. كله يهون عشان خاطركم يا مُرعبين ❤️
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم