أنا بخدّر أولادي ..
من سنين و أنا بخدرهم ، الموضوع بدأ لمّا دخلوا المدرسة الثانوية ، إنتم مش عارفين أنا بحِس بإيه و أنا شايفاهم متخدرين ، الموضوع بيصيبني بالإكتئاب ، بس أنا بضحي بصحتي النفسية و براحتي عشان خاطرهم .. عشان بحبهم .. عشان محدش يقدر يؤذيهم .. و قبل كُل حاجة عشان أتأكد إنهم هيفضلوا بأمان ..
أنا أم كويسة و مُحبّة لأولادي ، طول عمري كدا ، من أول يوم في حياة إبني الأول ، كان مُجرد جنين لونه وردي ، بشرته ناعمة و حجمه صُغيّر ، ساعتها وعدته و وعدت نفسي إني هعمِّل أي حاجة عشان أحمي و أحافظ علي الإبتسامة الرقيقة دي ، ممكن أروح الجحيم و أعيش هناك لو تطلّب الأمر بس يفضل مُبتسم ، و نفس الشعور فضل جوايا لمّا ولت إبني التاني ، كُنت بحبهم بجنون .. بطريقة مش مُمكن تتخيلوها ، ممكن أضحي بدمي .. بقلبي .. بروحي لو إقتضي الأمر بس أشوفهم كويسين ...
.
مكُنتش أعرف أنا هفضل أحميهم إزاي لحَد ما جوزي مات ، مات في حادثة ، كان بيعدي الشارع و سائق سيارة عجوز مخمور خبطه ، حادثة عشوائية و غير مُدبرة .. مُجرد سوء حظ صافي .. حاجة مفيش حد يقدر يمنعها !
كان نفسي أخلع راس الراجل العجوز بأسناني إنتقامًا لموت جوزي ..!!
بدأت أسمَع صوت بيصرخ فيّا : " دا مُجرد قدر .. محدش كان هيقدر يمنعه غيرك إنتي .. كان لازم جوزك يفضل جنبك .. كُنتي هتقدري تحميه .. مكانش لازم تسيبيه يخرج من البيت "
و ساعتها .. ساعتها بس قررت إني لازم أسيطر علي الأمور شوية !
و حبيت القرار دا جدًا
بس الموضوع كان صعب شوية ، إزاي هقدر أحمي أولادي و هُمّا بينزلوا الشارع و بيروحوا المدارس بتاعتهم ، مش معقول همنعهم من النزول ، هعمل إيه يعني ؟ .. هربطهم في الحائط ؟ ، هربطهم بسلاسل ؟ ،أربطهم بالحبال علي سرايرهم ؟ ، أقطع رجليهم عشان ميقدروش يهربوا مني ؟
لسّه مش عارفة هقدر أعمل إيه ؟
لكن زي ما بيقولوا .. الحاجة أم الإختراع و أنا كأم لازم ألاقي حل عشان أقدر أحمي ولادي !
.
لحَد ما في يوم إبني الكبير رجع البيت ، سكران و بيتطوّح ، ساعتها حسيت إن العالم كُله بينهار أدام عينيّا ، تخيلوا كام سيناريو سيء مُمكن يحصل له و كان مُمكن يموت بكام طريقة ؟
كان مُمكن يقع علي الأرض و يخبط راسه في الرصيف و يموت !
كان مُمكن يعدي شريط القطر و القطار يدهسه و يموت !
كان مُمكن عربية تخبطه و هو بيعدي الشارع و يموت !
لا .. لا .. أنا مش هسمح لده يحصل !!
.
كان عندي حبوب مُخدرة ، كُنت باخدها بعد وفاة زوجي عشان أقدر أنام ، أخدت 3 حبوب منها و طحنتهم كويس ، حطيتهم في العصير بتاعه ، صحيته الصُبح عشان يفطر ، دعيت ربنا كتير إنه ميلاحظش أي تغيير في طعم العصير ، عمومًا حتي لو حس مش هيقول ، أنا مربيّة أولادي كويس
رجع من مدرسة و قالي إنه مش مركز ، حاسس كأنه دايخ و مريض ، دخل سريره و بسُرعة جدًا كان نام ، طبعًا أنا كُنت أسعَد واحدة في الكون ، علي العشا بالليل إديته 3 حبوب كمان في عصيره و كذلك عملت مع أخوه الصُغيّر
و من يومها .. مراحوش المدرسة مرة تانية
.
لكن المدرسة بدأت تسأل عنهم ، في البداية بدأت أخترع حجج و أعذار لكن الموضوع بدأ يبقي محَل شك ، في المرحلة دي و مع كمية الحبوب اللي كُنت بديها لهم كانوا نايمين في سرايرهم طول الوقت ، حبيت الإحساس دا
إحساس إنهم أدام عيني طول النهار .. إحساس إني مسيطرة عليهم تمامًا و متطمنة عليهم طول الوقت
و كان لازم ننتقل للمرحلة التانية
إنتقلنا عشان نعيش في الريف ، منطقة نائية مفيهاش أي سُكّان غيرنا علي بُعد ساعتين من المدينة ، مفيش حد هيزورنا و لا إحنا هنزور حد ، أقرب جار لينا علي بعد نصف ساعة ، و كُل ما الجيران بعدوا عننا ، كُل ما أعصابي بقت أهدي و قدرت أسيطر علي الأمور أكتر
و بعد إستقرارنا في الريق جه الوقت اللي هننتقل فيه للمرحلة التالتة ، خدرتهم و قطعت رجليهم ، طبعًا لمّا فاقوا صرخوا من الصدمة و الألم لكن بدون فايدة ، زي ما قلتلكم أقرب جار علي بُعد نصف ساعة و محدش هيسمعهم ، ربطتهم بقيود في أوضهم عشان يفضلوا جنبي و يفضلوا بأمان و محدش يؤذيهم
أنا بحب ولادي
.
المرحلة الرابعة بدأتها قُريّب ، ولادي دلوقتي مربوطين في كراسي مُريحة في القبو أدام التليفزيون ، مش بيتحركوا خالص ، أكلهم و شربهم بينزل لهم لحَد عندهم و بالليل برجع ضهر الكرسي لورا عشان يبقي سرير
طبعًا مش طول الوقت هُمّا راضيين و هاديين ، أحيانًا بيصرخوا فيّا و يسبوني و يحاسبوني علي اللي عملته يهم ، بيحاولا يفكوا نفسهم من القيود و عينيهم كُلها غضب
بس أنا مسامحاهم
هُمّا لسّه مش عارفين حُب الأم ...
أنا بس عاوزاهم يكونوا آمنين ..!!
مش عاوزة حاجة من الدنيا غير حاجتين بس ..
إنهم يفضلوا بأمان و محدش يؤذيهم أو ياخدهم مني
و إنهم في يوم من الأيام يعرفوا قيمة و قدر اللي أنا عملته عشان أحميهم
إنتم أكيد عارفين و فاهمين أنا ليه بعمل كده .. صح ؟
عشان أنا أم مُحبة و بعرف آخد بالي من ولادي كويس أوي
.
.شرح القصة
لتاني مرة .. و من الحُب ما قتل
الأم دي بتحب أولادها بجنون حرفيًا ، خسارتها لزوجها في حادث حولتها من العقل للجنون ، حولتها لمجنونة عاوزة تحمي أولادها من الأذي حتي لو أذتهم هي شخصيًا في سبيل أنانيتها كأم و حب أمتلاكها ليهم
تخدير .. ربط .. سلسلة .. حبس في القبو .. تقطعي أقدام .. مُستعدة تعمل أي حاجة مهما كانت بس يفضلوا معاها و أدامها.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم