فتحت عينيّا ببطء شديد ، كُنت حاسس بالارتباك في البداية ، لكن الارتباك راح لمّا بدأت أبُص حواليّا و أكتشف المكان اللي أنا فيه ، كُنت في مستشفى ، شكلها مستشفى كبيرة كمان بس أنا أول مرة أشوفها ، أدام السرير اللي كُنت عليه في مكتب المُمرضات ، مكتب طويل من الخشب علي شكل نُص دايرة ، بس المكتب فاضي و مفيش حد واقف وراه ، مشيت بعينيّا علي كُل مكان في الأوضة اللي أنا صحيت فيها ، مفيش حد غيري هنا ، الأوضة فيها سراير تانية لكن كُلها فارغة تمامُا ، الصمت مسيطر علي المكان كُله ، مفيش غير صوت تنفسي الغير مُستقر بس ..
حاولت أستدعي ذكرياتي و أشوف إيه آخر حاجة أنا فاكرها يمكن أفهم أنا بعمِل إيه هنا ، أفهم ليه صحيت في مستشفى ، لسّه قاعد علي سريري بتأمل الأوضة ببطء ، آخر حاجة فاكرها هيّ إني سايق عربيتي و بعد كدا ... مفيش !
مش قادر أفتكر أي حاجة تانية ، ذكرياتي بعد النقطة دي ضبابية شوية ...
.
كُنت حاسس بارتباك مالوش حدود ، ندهت بأعلى صوت مُمكن : " مرحبًا "
صدي صوتي تردد في الأوضة الفاضية و مفيش أي رد ، وقفت علي الأرض ، للمرة الألي أحس إن الأرض باردة تحت رجليّا ، بصيت علي رجليّا عشان أكتشف إني حافي ، حاسس إني كويس و مش شايف أو حاسس بأي سبب يخليني أكون في المستشفى دلوقت ، أنا كويس ..
قلت لنفسي ببطء : " تمام .. أنا لازم أهدي شوية و أفكر هعمل إيه "
الخوف كان بدأ يتسلل لقلبي ، قلبي كان بيدق بخوف ، حاول أهدي نفسي شوية أنا بهمس لنفسي : "أكيد فيه تفسير لكُل اللي بيحصل دا ! "
حاولت أركز عشان أقدر أفتكر أي حاجة لكن النتيجة واحدة دايمًا ... ضباب !
بدأت أمشي ناحية المكتب ببطء شديد ، محدش ندهلي و لا ظهر إن فيه حد شايفني أصلًا ، مشيت ناحية مكتب الممرضات و تفحصته ، مفيش حد هناك !
قررت أكمِّل لحَد ما ألاقي حد يفهمني إيه اللي بيحصل ، أخدت نفس عميق و بدأت أتحرك ..
فجأة .. سمعت حد بيهمس بإسمي ناحية اليمين ، لفيت ببطء و بصيت علي مصدر الصوت ، و إتمنيت ألف مرة لو إني معملتش كدا ..
كان فيه حاجة غريبة أدام عينيّا ، حاجة شبه الإنسان ، بس مش إنسان .. مش إنسان أبدًا ، حاجة كانت واقفة جنب الباب الخلفي للأوضة ، بصتلي بشر ، فجأة حسيت بألم جامد في إيدي الشمال ، بصيت علي إيدي و فوجئت إنها كانت بتنزف
و يبدو إن الشيء دا شم ريحة الدم ، لأن فجأة جسمها بدأ يتلوى بوحشية ، و ظهر في عينيها جوع مجنون و شر غريب ، بدأت تتحرك ناحيتي ببطء مُرعب ، قربت مني شية و الخوف شاللني تمامًا ، ساعتها .. و ساعتها بس بدأت أركِّز في ملامحها ..
.
جسمها شبه جسم الست العجوزة ، لحمها أصفر و فيه مناطق في جسمها فيها عفن ، شعرها أشعث و راسها فيها حتت صلعاء شكلها مُخيف ، عينيها بيضاء تمامًا و بتبصلي بجوع و شر مالهمش حدود ، كانت لابسة بالطو أبيض زي بالطو المُمرضات ، بس البالطو بتاعها كان عليه سوائل غريبة و دم جاف شكله مقزز ، جسمها مليان حبوب شكلها مقرف و مليانة صديد و قرف ، بتتحرك ناحيتي ببطء
فتحت فمها و بانت أنيابها المُخيفة الحادة ، لسانها أسود لزج ، عينيها بتبصلي بشكل مُرعب ، قبل ما أقدر أتحرك أو أعمِل أي حاجة ، جرت ناحيتي بسُرعة عجيبة ..
كانت علي بُعد أمتار قُليلة مني و كان لازم أتصرف فورًا قبل الأوان ما يفوت ، مديت إيدي علي مكتب الممرضات من غير ما أرفع عينيّا من عليها ، دوّرت بإيديا زي المجنون ، بدوّر علي أي حاجة تنفع كسلاح ، أخيرًا لقيت دباسة ضخمة ..
شلت الدباسة و صرخت في الشيء دا : " إرجعي لورا "
وقفت لمُدة ثانية بتردد قبل ما تهمس بإسمي مرة تانية ، صوتها كان مُرعب و بشع ، توقفت لثواني قبل ما تاخد قرار إنها هتقرب مني مرة تانية ، قلبي كان هيقف من شدة الخوف و أنا بصرخ فيها : " هموتك "
لمّا بقت علي بُعد خطوات مني كان لازم أتصرف ، رفعت إيدي بالدباسة لفوق و نزلت بكُل قوتي علي راسها ، خبطتها في راسها و سمعت صوت جمجمتها بتتكسر من قوة الضربة ، سائل أخضر لزج بدأ ينزف منها ، هجمت عليها و هيّ واقعة علي الأرض و بدأت أضربها زي المجنون لحَد ما كسّرت راسها تمامًا ، أخيرًا قدرت أهدي شوية و أقوم من فوق جُثتها و أتأمل راسها الي إتكسرت تمامًا
أنا قتلتها ، جسمي بدأ يترعش من الخوف ، الدباسة وقعت من إيدي ، قعدت علي الأرض و دفنت راسي بين رجليا و بدأت أعيّط بخوف شديد ، صرخت بخوف ..
" إيه اللي بيحصلي ؟ "
فجأة سمعت حد بيهمس بإسمي مرة تانية ، بنفس الصوت المُرعب ، بصيت ناحية مصدر الصوت ببطء و كُنت هموت من الخوف ، حوالي عشرين من الكائنات دي واقفين جنب بعض بيتأملوني و عينيهم مليانة شر و حقد و هُمّا بيهمسوا بإسمي ، بدأوا يحاصروني و هُمّا بيهمسوا بإسمي ، صوتهم مُرعب ، قبل ما ألحق أتصرف كانوا مسكوني و منعوني من الحركة .. حسيت بحاجة بتتغرس في رقبتي أغمي عليّا فورًا ..
.
فتحت عينيّا ببطء ، كُنت لسّه في نفس المُستشفى ، المرة دي كان فيه ناس كتير حوالين سرير ، تنهدت بارتياح
حلم مُخيف مجنون ، حاولت أقعد علي سريري و أنا ببتسم ليهم بارتياح ، لكن قبل ما أتحرك لاحظت حاجة غريبة ، أنا متكتف في سريري بقوة !!
أدامي ضباط شرطة بيبصولي بوحشية و بيقولولي إني مقبوض عليّا بتهمة القتل !!
وروني فيديو كاميرات المُراقبة اللي في الأوضة صورته من كذا ساعة ، إتفرجت علي الفيديو و مع كُل ثانية كانت بتمُر منه كُنت بفهم إيه اللي بيحصل ، كُنت خايف جدًا لمّا الفيديو خلص ..
الفيديو كان مصورني و أنا بقوم من سريري ببطء زي التايه ، بتأمل الأوضة الفارغة و أنا خايف ، بدأت أتحرك ، إيدي كان متعلق فيها محلول و لمّا إتحركت الإبرة إتخلعت من إيدي و نزفت ، بصيت علي الجرح و أنا خايف و بدأت أتحرك ناحية مكتب المُمرضات ، واحدة من الممرضات اللي كانوا بيتغدوا في أوضة جتنبية حست إني سبت السرير فندهتلي عشان ارجع سريري لكني تراجعت أدامها بخوف ، عينيّا كان كُلها رعب ، كانت بتحاول تهديني ة هيّ بتقرب مني لكن أنا كنت زي المجنون ، دوّرت علي المكتب و مسكت الدباسة و صرخت فيها إنها لازم تتراجع ، قربت أكتر و هي بتحاول تهديني لكن أنا هجمت عليها و ضربتها بالدباسة لحد ما ماتت ، قعدت أعيط بخوف علي الأرض و بقيت الممرضات جم علي صوت الصراع و هجموا عليا لما شافوا جثة زميلتهم ، خدروني و إتصلوا بالشرطة
الظابط بصلي ، قلتله بخوف : " أنا معملتش كدا .. كان فيه شيطان جواها و أنا شُفته "
ابتسم بسخرية و هو مش مصدقني و قالي : " أنصحك تتصل بمحامي "
.
.شرح.اللي بيحكي القصة عمل حادثة بالعربية نتج عنها شرخ في الجمجمة و إرتجاج في المخ و تم نقله للمستشفي ، كان في غرفة العناية المركزة و لأنه كان المريض اللي هناك وقتها و كان في غيبوبة فالممرضات سابوه و راحوا ياكلوا .. هو لما فاق يبدو إن عقله قرر يلعب معاه لعبة مرعبة فشاف الممرضة بالشكل البشع اللي وصفه و طبعًا كردة فعل طبيعية دافع عن نفسه و قتلها
مش مفهوم أبدًا ليه عقله قرر يعمل فيه كدا .. و ليه في التوقيت دا كان شايف كل الممرضات مسوخ .. لولا إنه مفيش بينه و بين الممرضة حاجة أو سابق معرفة زي ما التحريات اللي الشرطة قامت بيها أثبتت كنت قلت إنه قتلها و حكي القصة دي عشان يطلع نفسه من القضية
العقل البشري لما بيقرر يلعب مع صاحبه العاب مخيفة .. بيكون أكتر حاجة مرعبة في الدنيا
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم