١٣٠

1.6K 132 6
                                    

أنا فعلًا مش عارفة المفروض أعمل إيه دلوقتي، لا هو في الحقيقة أنا مش عارفة المفروض أعمل إيه بقالي شوية أسابيع، أنا على آخري فعلًا
مكُنتش أعرف إنهم مُمكِن يمنعوني من الاتصال بالنجدة (911)، اتصلت بيهم 31 مرة خلال الـ 35 ليلة اللي فاتوا، دلوقتي عرفت إنهم مُمكِن بكُل سهولة يمنعوني من الاتصال بيهم، قالولي إني لو اتصلت تاني ومكانش فيه حالة طوارئ قصوى، هيعتقلوني ويرموني في السجن
تعرفوا حاجة؟ بصراحة؟ دي مش فكرة وحشة لواحدة في ظروفي، باستثناء إنهم لو قبضوا عليَّا، حضانة أولادي هتروح مني
.
زي ما قُلتلكم، الموضوع بدأ من 35 ليلة
زوجي السابق أخد الولاد في عُطلة نهاية الأسبوع، قررت أسترخي شوية وأشرب شوية نبيذ أحمر، وأتفرَّج على نيتفليكس، كُنت في المطبخ بجهز النبيذ، بصيت من الشباك للحظة وإتهيألي إني شُفت حاجة في حديقة منزلي
شخص!
الدنيا كانت ضلمة برا، جريت ناحية زرار النور وفتحته بسُرعة، النور نوَّر الحديقة كُلها، ومكانش فيه حد برا
قفلت النور ورجعت أقعد أرتاح على الكنبة، بدأت أدوَّر على حاجة أشوفها على نيتفليكس، فجأة ... الباب الأمامي بدأ يتهز، بصيت ناحيته بخوف
بعد شوية الموضوع هدا، فضلت متجمدة مكاني ببُص للباب بخوف لدقايق، فجأة جرس الباب بدأ يرن، قلبي كان بيترعش من الخوف
غالبًا دا آلان، طليقي، وغالبًا الأولاد نسوا حاجة من لعبهم وجم ياخدوها، وآلان نسي إني غيرت الكالون بعد ما إتطلقنا
إتنهدت بزهق وأنا بقوم وببُص من العين السحرية، برا كان فيه واحد واقف أدام الباب، بس لأ مكانش آلان، دا شخص غيره، لابس أسود في أسود، وعلى وشه قناع أسود
كُنت براقبه بخوف من العين السحرية، قرَّب من الباب ومسك المقبض بتاعه من برا وبدأ يحاول يفتحه تاني
ساعتها اتصلت بالنجدة للمرة الأولى
.
من يومها بشوفه كُل ليلة، السبب الوحيد اللي خلاني اتصلت بالنجدة 31 مرة في 35 ليلة بدل 35 مُكالمة، هو إن فيه أربع ليالي كان فيه عربية شُرطة راكنة برا البيت، مستنيين أول ما أشوفه، أفتح نور الحديقة بس وهيقتحموا البيت
لكن أنا شُفته خلال الـ 35 ليلة كُلهم، والشُرطة مشافوهوش ولا مرة
ركبت كاميرا في حديقتي الأمامية، وركبت كاميرا في حديقتي الخلفية، ركبت كاميرات في كُل مكان حوالين البيت وجوا البيت
بعد كُل دا محدش منهم شافه أبدًا، لكن أنا كُنت بشوفه، كُل ليلة، واقف في الحديقة بتحدي أدام كُل الكاميرات، كُنت بشوفه واقف برا البيت أدامهم وهُمَّا مش شايفينه ولا الكاميرات مصوراه
.
هحكي لكم عن ليلة مُعينة، عشان تفهموا الوضع مُخيف أد إيه
دي قطعًا كانت أسوأ ليلة فيهم
اللي حصل دا كان من حوالي أسبوع تقريبًا، أو حوالي عشر أيام، في اليوم اللي الكاميرات ركبت فيه، كُنت حاسَّة بارتياح، الكاميرات شغَّالة والشُرطة واقفة برا
أول ما هو يظهر، هديهم الإشارة، وهيقبضوا عليه فورًا، ساعتها مكُنتش لسَّه أعرف إنه مش بيظهر في الكاميرات، ساعتها كان عندي أمل إنهم يقبضوا عليه ويعرفوا هويته الحقيقية
نيمت الأولاد في سرايرهم، هرتاح شوية لوحدي بقي، بعد شوية حسيت إني عايزة أنام، حاسَّة بالراحة وبالثقة عشان عارفة إن الشُرطة مستنياه برا، أنا في أمان النهاردة
كُنت بستعد للنوم، ريحت جسمي على السرير، ونمت
ساعات أثناء الليل، بصحى على صوت خطوات بطيئة في البيت، أغلب الخطوات دي بتكون في أوضتي وجنب سريري، صحيت مش مركزة لمَّا سمعت الصوت، مش فايقة ومش عارفة إيه اللي بيحصل، لكن فجأة فهمت كُل حاجة وفُقت، فيه حد معايا في الأوضة
كان معايا مُسدَّس، بس في الدرج البعيد دا، مش هعرف أوصله دلوقتي خالص، وأي محاولة عشان أوصله هتكون بدون معنى أو فايدة
هو إزاي دخل البيت بدون ما الشُرطة تشوفه؟
قرَّب مني خطوة كمان
" ماما؟ "
تنهدت بارتياح، دا إبني أليكس اللي عنده 4 سنوات
ناديته: " تعالي يا حبيبي "
" ماما، فيه راجل لابس أسود في أوضتنا وبيقول إنه عايز يشوفك "
قُمت من السرير بسُرعة وأنا بجري ناحية الدرج اللي فيه المُسدَّس وبقوله: " خليك هنا "
أليكس ابتسم وهو بيقول: " هو لطيف أوي "
ساعتها أدركت حاجة، شين ... إبني التاني لسَّه معاه هناك
مسكت المُسدس وأنا بترعش، هل المفروض أدخُل الأوضة في إيدي مُسدَّس أدام ابني اللي عُمره ست سنوات؟ مش عارفة، أنا فعلًا مش عارفة، خدت المُسدس وخرجت، وقفلت باب الأوضة على أليكس
لمَّا دخلت الأوضة التانية، لقيته قاعد على السرير مع شين، وشين مُبتسم وهو بيتكلِّم معاه
أول ما شافني قال بسعادة: " ماما ... مستر نايت دا راجل لطيف جدًا، إنتي إزاي مقولتيلناش أي حاجة عنه قبل كدا؟ "
المُسدس كان بيترعش في إيدي، كُنت مخبياه ورا ضهري
سألته بخوف: " عايز إيه؟ "
ودي كانت أول مرة أسمعه بيتكلِّم، صوته كان مُرعب، خشن وأجش، صوته بس خلى الدم نشف في عروقي، قال: " اللي عاوزه هتعرفيه في الوقت المُناسِب، أنا عايزك تتبعيني بإخلاص، آه ... وكمان عايز المُسدس بتاعك، اللي ورا ضهرك دا، هاتيه، وإلا شين هينام لوقت طويل جدًا جدًا، فاهماني؟ "
إيدي كانت بتترعش وأنا بفكَّر في قراراي
شين سألني: " ماما، إنتي عندِك مُسدَّس؟ "
تجاهلته وسألت الراجل: " لو إديتك المُسدَّس، إيه اللي هيحصل؟ "
" همشي، مش هسبب لكم أي مشاكل دلوقتي، ولا تحبي أوريكي مُمكِن أعمل إيه في شين؟ "
إديته المُسدَّس
قال بهدوء: " شكرًا "
بص لشين وكمِّل كلامه: " بص يا صديقي، أنا همشي دلوقتي، فيه ناس كتير لازم أروح أضمن إخلاصهم ليَّا، بس هجيلك تاني، اتفقنا؟ "
شين هز راسه وهو مُبتسم
الراجل وقف وبدأ يقرَّب من الشباك، أنا عارفة إن الشباك مقفول كويس، الراجل شاور على حاجة موجودة في مؤخرة الغرفة، بصينا أنا وشين ولمَّا بصينا تاني كان إختفى تمامًا، والشباك لسَّه مقفول
نزلت تحت بسُرعة ونورت نور الحديقة
ولمَّا الشُرطة دخلت البيت، كان إختفى من وقت طويل جدًا
.
دي كانت آخر ليلة قضيتها مع أولادي، دلوقتي مسموح لي أشوفهم بس خلال النهار، لكن أثناء الليل لا، وبصراحة دا أفضل عشان مستر نايت مش بيظهر غير بالليل
في الليلة اللي بعدها قررت أبعت الولاد لوالدتي، طلبت من آلان ييجي يبات معايا، علاقتنا مش كويسة أبدًا، بس أنا فعلًا كُنت خايفة
أنا نمت في أوضتي بشكل عادي وهو نام في غرفة الأولاد، الساعة 1 بعد مُنتصف الليل صحيت على صوت حاجة بتخبط في الشباك بتاعي، بصيت من الشباك وشُفته واقف تحت، أدام الكاميرا
آلان في الوقت دا كان نايم وبيشخَّر في الأوضة التانية
مين دا؟ وعايز مني إيه؟
إزاي الكاميرات مش بتصوره؟ وإزاي الشُرطة مش بتشوفه؟
دايمًا بيقدر يوصلي
لمَّا هربت من البيت ورُحت لماما، جالي هناك، لمَّا سبت بيت ماما وقعدت في فندق، جالي هناك، دايمًا بيظهر ويتأكِّد إني شُفته، وبعدها يختفي بدون أي أثر
ساعات بقول يمكن أنا بتخيَّل وجوده، وبعدين أفتكر إن أليكس وشين شافوه وإتكلموا معاه
الشُرطة بيقولوا إني بتخيَّل وإن التهيؤات دي أثرت على دماغ الأولاد، عشان كدا منعوني من الاتصال بالنجدة مرة تانية
قالولي كمان إنهم بيدرسوا دلوقتي ياخدوا مني الأولاد ويدوا حضانتهم لآلان لحَد ما حالتي تستقر
ساعات الراجل بيسيبلي ملحوظات، مطبوعة عشان كدا مش قادرين نتعرَّف على خطه، بيقولوا كمان إن مُمكِن أكون أنا اللي بطبع الملحوظات دي وبسيبها لنفسي
دلوقتي بكلمكم وفي إيدي آخر ملحوظة سابهالي، كانت متعلقة على باب أوضة الفندق الجديد، كان مكتوب فيها: (الليلة هي الليلة المنشودة)
مش عارفة المفروض أتصرَّف إزاي؟
أتصل بالشُرطة، هياخدوا مني الأولاد، أسكُت، مُمكن يؤذيني
فكروا معايا وانصحوني
.
إحنا أدام حاجة من إتنين، إما إن مستر نايت دا شيطان من نوع ما بيبحث عن إخلاص البشر له، وعشان كدا مش بيظهر إلا وقت ما هو عايز بس، وعشان كدا لا الكاميرات بتصوره ولا الشُرطة بيشوفوه

أو غنه من وحي خيالها تمامًا والأولاد إتأثروا بيها ودا هيبرر كل حاجة، لكن هيظهر سؤال مهم، إيه السبب اللي وصلها للحالة دي
هي لسَّه مكتبتش حاجة من بعدها، لو فيه جديد هقولكم

ملحوظة مهمة بقي عشان واضح إن فيه ناس جديدة كتير، القصص مالهاش بقية ... اللي بيحكوها بيقولوا غنها حصلت لهم بشكل حقيقي ... عشان كدا حضرتك بتحسها ناقصة حاجة ... لأنها المفروض قصة حقيقية حصلت لواحد وهو نفسه مش عارف تبريرها أو سببها
.

.
.
.
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم

قصص رعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن