قصص رعب

١٩٠

هدومها كانت غرقانة من المطر، بردانة وبتترعش، قربت من مكتبي، من النظرة الأولى كدا هقول عندها من 10 لـ 12 سنة

كانت ماسكة في إيدها اليمين قصاصة ورق، وقعت من إيدها فورًا وهي بتنهار على الأرض أدامي، جيني – زميلتي – جرت وأنا جريت وراها عشان نلحَق البنت، لفيناها بالجواكت بتاعتنا وقربناها من الدفاية اللي في مكتبنا

أنا وجيني بس اللي في الوردية بتاعة بالليل النهاردة، بذلنا كُل ما في وسعنا عشان نجيب لها هدوم وبطانيات وتتدفى، حاولنا كمان نعالِج جروحها وكدماتها بعلبة الإسعافات الأولية اللي كانت موجودة، وبلغنا الظُبَّاط اللي موجودين في قسم الشُرطة القُريِّب

بعد دقايق كانت هدت شوية وحالتها استقرَّت، إديتها كوباية شاي سُخنة

سألتها بلُطف: " إنتي كويسة؟ إيه اللي حَصَل؟ "

فضلت ساكتة، عينيها وارمة كأنها كانت بتعيَّط لفترات طويلة، ومكانتش بتبُص غير لكوباية الشاي وبس

جيني قرَّرِت تتدخَّل: " إنتي بأمان دلوقتي، ماشي؟ "

حطَّت إيدها على كتف البنت وهي بتقول: " كُل حاجة تمام، اسمك إيه؟ "

أنا مش بعرَف أتعامِل مع الأطفال عشان أكون صريح معاكُم، عشان كدا كُنت سعيد جدًا لمَّا قرَّرِت تتدخَّل وتساعدني

البنت ردَّت أخيرًا: " كاي.. "

جيني ابتسمِت وهي بتقول: " شكرًا يا كاي، دلوقتي.. عايزاكي تقوليلنا إيه اللي أذاكي بالشكل دا؟ وإيه اللي حَصَل بالظبط؟ "

البنت سكتت، بصَّت لجيني، وبدون ما تقول ولا كلمة، إدتها القصاصة الورقية، وبعدها.. كاي بدأت تعيَّط بصمت، جيني إدتني الورقة وحضنت البنت وحاولت تهديها، لاحظت إن الورقة مليانة دم ناشِف وأنا بفتحها

وبدأت أقراها، أدركت بسُرعة جدًا حاجتين، إن دا جواب مكتوب بخط الإيد، وإنه جواب موَجَّه لكاي

.

(عزيزتي كي..

أنا آسف لو كُنت كتبت اسمك غلط، أنا بس بقدر أسمع صوتك من القبو، والظلام الدامِس اللي أنا عايش فيه مخليني الوضع سيئ، أنا لقطت اسمك من المُحادثات اللي بتجروها سوا وبسمعها ساعات

إنتي متعرفيش أنا مين، بس أنا عارفِك، من أول يوم قابلتيه فيه، من أول يوم بدأ يديكي فيه دروس البيانو

إنتي بتلعبي على البيانو حلو جدًا بالمُناسبة، وبتتعلمي بسُرعة كمان، كنت بقضي وقت لطيف وأنا بسمع عزفك، عزفك كان بيهوِّن عليَّا اليأس اللي أنا عايش فيه

وبسُرعة جدًا لقيت نفسي بستنى يوم الأربعاء عشان بسمع صوتك وبسمع عزفِك، دا كان يومي المُفضَّل بسبَبِك