من 38 سنة، أختي الصُغيَّرة – آديلايد – اختفت
أنا فاكرة آخر يوم قضيناه سوا
كانت لابسة فُستان أزرق لطيف، وقاعدة أدامي على ترابيزة المطبخ وبتفطَر، شعرها الأصفر الكيرلي كان بيتهز وبيتحرَّك حواليها وهي بتضحَك، كانت بتتفرج على برنامج الرسوم المُتحركة المُفضَّل ليها على التليفزيون، لمَّا خلصنا فطار، ماما حضنتنا وودعتنا وانطلقنا ناحية المدرسة، مشيت معاها لحَد المكان اللي الأوتوبيس بتاع مدرستها بياخدها منه، ودعتها ومشيت ناحية مدرستي
وقتها أنا كُنت مُراهقة مزاجية عندها 17 سنة، بس كُنت بحِب أختي الصُغيَّرة أكتر من أي حاجة في الدنيا، أنا وهي كُنّا قُريبين من بعض جدًا
لمَّا اليوم الدراسي خلص، مشيت لحَد موقَف الأوتوبيس، كالعادة يعني، استنيتها.. استنيتها كتير، لكنها مظهرتش، جريت على البيت وبلغت أهلنا، طمنوني وقالولي أكيد إتأخرت شوية أو راحت تزور واحدة من صديقاتها ولا حاجة، وبدأنا نتصل ببيوت صديقاتها، لكن كُلهم قالوا إنها مش عندهم، خرجوا يدوروا عليها، ورجعوا بعد ساعات عشان يقولوا إني السبب وإني غير مسؤولة، رغم إنها مش غلطتي نهائيًا
اتصلنا بالشُرطة، بلغناهم إن بنت صُغيَّرة عندها 12 سنة اختفت، وإننا دورنا عليها في كُل مكان
عملنا محضر، وإديناهم صورتها
كانوا أصعب وأطول 4 أسابيع عدوا علينا في حياتنا
في ليلة من الليالي، حلمت بكابوس بشع عنها، كان كابوس قصيَّر، بس كُنت سامعاها، كانت بتصرُخ بألم وصوتها مليان خوف ورعب، كُنت شايفة الدم مالي المكان، كُنت سامعة صوت الحفر، وكأن حد بيدفنها وهي مُصابة بوحشية تحت الأرض
صحيت من النوم خايفة، جسمي كُله كان مليان عرق بارد، جريت على المطبخ، محتاجة كوباية مية، وهناك.. شُفتها!
كانت لابسة فستانها الأزرق، بس الفُستان كان متغيَّر، كان غرقان مية ولازم في جسمها، ولونه كان أقرب للبنفسجي منه للأزرق، صوابعها مجروحة وضوافرها لونها أسود، وكأنها كانت بتحفر في أرض صلبة، إيديها ورجليها حواليهم كدمات لونها بنفسجي غامق، ركبها مجروحة بعُنف
شعرها مبلول ومُتشابِك، ومية قذرة بتنقَّط منه على وشها وجسمها، كانت باصَّة في الأرض، ولمَّا حسَّت بوجودي، بدأت ترفع راسها ناحيتي ببطء، فمها مفتوح، وفيه ضربات عنيفة في وشها وعلى عينيها ورقبتها
عينيها كانت تايهة، بشرتها شاحبة ومليانة كدمات
حاولت تتحرَّك عشان تقرَّب مني، لكن خطواتها كانت مُتعثرة وصعبة، رجلها إتنت تحتها ووقعت على الأرض، وبدأت تزحف ناحيتي
لمَّا قربت مني، تحاملت على نفسها ووقفت، بصت في عينيَّا
قالت بصوت مليان حُزن: " وحشتيني "