لقيته الصُبح جنب عربيتي قبل ما أركبها ، مش عارف ليه خدته ، أكتر من مرة بلاقي عملات معدنية واقعة علي الأرض و بكسل أجيبها ، ليه ده تحديدًا اللي أخدته و إحتفظت بيه .. مش عارف !
أكيد في حكمة ورا الموضوع ده ..!
حطيته في جيبي و وصلت شُغلي ، وصلت مكتبي و بدأت أفضي جيوبي في درج المكتب عشان أقعد براحتي ..
موبايلي .. محفظتي .. مفاتيحي .. و العملة المعدنية القديمة اللي لقيتها
فيل صديق عُمري و زميلي في الشُغل دخل عليّا و في إيده سندوتشين ، فيل هوّ المسؤول عن إنه يجيب فطارنا اليومي أنا و هوّ ، عادة قديمة من أيام الدراسة إننا نفطر سوا
بصلي و هوّ بيضحك و قالي : " مفيش غير سندوتش سوسيس واحد بس ، التاني سندوتش بيكون .. و بما إننا إحنا الإتنين بنحب السوسيس ، لازم نلاقي طريقة نحدد بيها مين اللي هياخد السندوتش ده "
ضحكت و أنا ببُص للعُملة ، جاتلي فكرة ، قُلتله : " تعالي نلعب ملك و كتابة و اللي يكسب ياخد سندوتش السوسيس ! "
رميت العُملة لفوق و قُلتله قبل ما تنزل : " مَلِك "
و كان أحلي سندوتش سوسيس أكلته في حياتي .. مش عشان طعمه حلو .. بس لذة الإنتصار بتفرق ...
بعد حوالي ساعة أو 2 بدأنا نلاحظ إنه يوم شُغل بطيء و مُمِل ، مفيش إيميلات جديدة و مفيش أوامر جديدة و تقريبًا كُل الموظفين قاعدين بدون شُغل ، الجو كان حلو و مُغريبإن الواحد يسيب الشُغل و يمشي و يتمتع بالحرية
المُدير بتاعنا خرج في نُص اليوم و وقف أدامنا و علي وشه إبتسامة كبيرة و هوّ بيقول : " يوم مُمل يا شباب .. ها .. طب إيه رأيكم لو تخرجوا النهاردة تتمتعوا بحياتكم و بيوم من الحُرية .. محتاج واحد بس يفضل في المكتب عشان لو حصل طوارئ "
خلص كلامه و بصلي أنا و فيل و هوّ بيقول : " ستيف .. فيل .. ما إنكم أكفأ إتنين موظفين هنا و أكتر ناس تقدر تتصرف لو حصل حاجة .. محتاج واحد منكم يفضل موجود هنا "
إبتسامته وسعت و هوّ بيقول للباقيين : " أما الباقي ، فتقدروا تتمتعوا بيوم من الحرية يا شباب "
.
المدير خد حاجته و مشي و زمايلنا بدأوا يمشوا ، فيل كان بيبُصلي و علي وشه نظرة رجاء ، بعد شوية قرر ياخد خطوة و هوّ بيقول : " طب إنت أخدت سندوتش السوسيس ... فإيه بقي ؟ "
قلتله بسرعة : " لا طبعًا .. إنت بقالك كذا يوم بتمشي بدري و بتسيبني أغطي مكانك "
الإرتباك بان عليه و هوّ بيقول : " فعلًا بس أنا ... أنا عندي مواعيد ... أقصد عندي حاجة مُهمة النهاردة "
بقينا في ورطة غريبة ، كُل واحد فينا شايف إنه الأحق بالمشي بدري ، بصينا للعُملة القديمة و قُلتله : " نلعب مَلِك و كتابة ؟ "
إحساس حلو و أنا سايب فيل قاعد في المكتب لوحده و آخد حاجتي و مروّح بدري ، إبتسمت لنفسي و أنا بخرج من باب الشركة ، بصيت للعملة القديمة و شكرتها في سري
قررت أعدي علي محل الورد أجيب بوكيه ورد لمراتي عشان أفاجئها .. و بعدها هعدي علي مطعمها المُفضل أحجز لنا ترابيزة عشان أعزمها علي العشـا
جنب محل الورد كان فيه كُشك صُغيّر بيبيع تذاكر يانصيب ، رحت أشتري و لقيت آخر تذكرتين
أخد دي و لا دي ؟
بصيت للراجل و قُلتله : " نلعب مَلِك و كتابة ؟ "
ضحك و مردش ، لعبت ملك و كتابة و إخترت الورقة اللي العملة نصحتني بيها ، و طبعًا زي ما توقعتم
الورقة كسبت 250 دولار .. أخدتهم من البائع و مشيت فرحان بالعُملة القديمة اللي بتساعدني في قراراتي
لمّا وصلت البيت لقيت الباب مفتوح من برا ، قلبي وقع في رجليّا و بدأت أحس بالخوف ، مشيت ببطء في البيت و أنا قلبي بيدق بقوة ، من الحمام اللي في أوضة النوم الرئيسية سامع صوت الشاور شغال ، أكيد مراتي بتاخد شاور ، حست بيا لما دخلت الأوضة قالتلي و هيّ مغمضة عينيها من الصابون : " فيل حبيبي ، ثواني و خارجالك ، آسفة إني مكلمتكش بس تليفوني فاصل شحن و الشاحن باظ "
قلبي وقف تقريبًا .. فيل أعز أصحابي و زميلي في الشغل .. و مراتي !!
إستجمعت نفسي و خرجت من الأوضة بدون صوت ، خرجت لعربيتي و ركبتها و مشيت ، و مشيت ناحية محل أسلحة قُريب من البيت ، متخصص في أسلحة الصيد ، صاحب المحل إستقبلني بإبتسامة و هوّ بيقول : " أقدر أساعدك إزاي يا فندم ؟ "
الذهول و الصدمة كانوا علي وشي ، بصيت له من غير ما أرد ، شاورلي علي المعروضات و سألني تاني بلُطف : " سكينة و لا بندقية ؟ "
بصيت له تاني من غير ما ارد بس المرة دي كان في إيدي عملة قديمة .. إبتسمت و قلتله بجنون : " نلعب مَلِك و كتابة ؟ "
أخدت السكين الضخم و مشيت بهدوء
دخلت من باب البيت بخطوات بطيئة و أنا مش حاسس بنفسي ، حاسس إن حد تاني بيتحكم فيّا ، مراتي قابلتني و هيّ بتبكي و بتقول : " ستيف .. أنا مكُنتش عاوزاك تعرف بالطريقة دي .. إسمعني "
فيل كان قاعد في الصالة مٌرتبِك ...
قاعد في بيتي ... قاعد في صالتي ... قاعد علي الكرسي بتاعي
و معاه مراتي ....
حاولت تدافع عن نفسها تاني : " إسمعني بس ... أنا ... أنا هفهمك كُل حاجة ... إحنا كُنا هنقولك و كُنت هصارحك بكُل حاجة "
فيل حاول هوّ كمان يدافع عن نفسه : " إنت عارف إننا أعز أصحاب .. هفهمـ .... "
السكينة حادة و قوية و بتسبب جروح ضخمة ، مسك بطنه بألم و هوّ بيحاول يمنع تدفق الدم منها ، سبته ينزف و يفوق من الصدمة دلوقت و بصيتلها بجنون .. بغضب .. بشر ..
كانت بتصرخ : " ستيف .. إنت عملت إيه ؟ "
مشيت ناحيتها ببطء و عينيا فيها غضب و جنون الدنيا كلهم ، حاولت تبعد عني و هيّ بتصرخ : " ستيف متقتلنيش .. هفهمك كل حاجة ... إسمعني "
وقفت أدامها و إبتسمت ، مديت إيدي في جيبي و قُلتلها : " نلعب مَلِك و كتابة ؟ "
شُفتي .. العُملة قالت لازم تموتي ...
و لازم فيل كمان يموت ..
العملة قراراتها كُلها صح !
دلوقتي عندي جُثتين في البيت لازم أتخلص منهم ... يا إما أدفنهم في الحديقة الخلفية بالليل يا إما أرميهم في الغابة البعيدة
هاخد قرار إزاي ؟
المرة دي إسمحولي أبص لكم و أسألكم ...
" نلعب مَلِك و كتابة ؟ "
.
.شرح القصةإتقبض عليه و اعترف لكن هو مصمم إنه معملش حاجة و إن العملة هي اللي قررت كل حاجة و إنهم لازم يعاقبوها هي و يسيبوه يعيش
مؤلم أوي إن صدمة نفسية تودي عقل بني آدم
إن البني آدم بجبروته و قوته و غروره دول كلهم صدمة ممكن تخليه يصدق إن العملة بتتحكم فيه و في قراراته
البيكون هو نوع من انواع لحم الخنزير بالمناسبة
و القصة بتنتمي للرعب النفسي اللي مهتم أكتر بسبر أغوار النفس البشرية و تفاصيلها
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم