58

2.5K 207 5
                                    

أنا قتلت ناس كتير جدًا ....
ساعات لمّا بغمض عينيّا عشان أنام بالليل ، بشوف ملامحهم مرة تانية .. بشوف عذابهم بيتكرر .. بشوف رعبهم في عيونهم .. بشوف آخر لحظات حياتهم قبل ما أقرر أنهيها للأبد
بس أنا عُمري ما قتلت حد ميستحقش الموت ، هقدر أقولكم بكل إرتياح إن كُل الضحايا بتوعي بينهم عامل مُشترك ، علي الرغم من إني معرفش حد فيهم .. أبدًا
تقدروا تقولوا عليّا عامل نضافة ، بخلصكم من القمامة ، بنضف لكم الأجزاء الفاسدة من المُجتمع ، بخلصكم من أي حاجة مش مرغوب فيها ، الناس اللي بيضروا غيرهم ، قذارة المُجتمع ، عارف وجهة نظركم ، أنا كده بضُر الناس برضه بنشر القتل ، الفرق بيني و بينهم بسيط ، أنا وحشيتي تحت السيطرة قادر أتحكم فيها
أنا اللي بشيل الجزء الشرير من المُجتمع .. رغم إني بنتمي ليه !!
أنا قوة لا يُستهان بيها !!
أنا عدوكم اللدود !!
أنا ملاك الموت !!
أنا اللي بيخلصكم من الشرور !!
أنا اللي بقتل القتلة و المٌغتصبين !
اللصوص !
المُستغلين !
بنتشي بشكل الدم علي إيدي .. بخاف أغسل إيدي منه عشان مخسرش اللذة دي
علي مدار السنين كنت قوي .. كنت موجود .. نسيت معني كلمة ضعف لحَد ما دكتور فليشمان لقاني أو بمعني أصح أنا اللي لقيته و رحت له برجليّا !
.
كان إعلان صُغيّر في الجريدة المحلية
( مطلوب حالات نفسية لبحوث خاصة بعلم النفس .. المقابل مُجزي )
تحت الإعلان كان مكتوب رقم تليفون و عنوان في منطقة كوينز ، بعد شوية بحث عرفت ، دا رقم تليفون و عنوان دكتور فليشمان الشخصيين
بعد ساعتين كُنت أدام باب بيته بضرب الجرس و مستني أشوف مين هيفتحلي ، فتح الباب فورًا و بسرعة كأنه كان مستنيني ، عجوز و عينيه مليانة ذكاء ، من أصل ألماني ، لابس قميص و بنطلون شكلهم قُدام ، شعره أبيض و عينيه خضرا ، حواجبه كثيفة
بصوت أجش و لكنة ألمانية قالي : " إدخُل "
أداني إستمارة أمقراها و أمضي عليها ، الإستمارة بتقول إني هاخد 2000 دولار مُقابل نوع من التجارب النفسية و العصبية
دخلنا غرفة هو عاملها زي عيادة في بيته ، طلب مني أقعد علي كرسي ضخم لونه بني ، معدات طبية و شاشات من مُختلف الأنواع و الأحجام مُحيطة بيّا من كُل إتجاه ، أسلاك طويلة مع لاصق طبي في كُل مكان ، لاب توب قديم محطوط علي مكتب خشب
سألته بقلق : " الموضوع هيكون مؤلم ؟ "
بصلي و إبتسم و مردش ، قلتله بقلق تاني : " أنا مفهمتش حاجة من الإستمارة "
المرة دي عينه لمعت و هو بيقولي : " لا "
فجأة غرس في إيدي حُقنة و فرغها بسرعة في عروقي !!
حاولت أمنعه لكن فجأة حسيت نفسي دايخ ، الرؤية بتبقي ضبابية ، جسمي بيتقل جدًا كأني مصنوع من الحديد ، بدأت أفكر إني محتاج نضارة ، ريقي ناشف زي ما يكون في فمي كيس قُطن ، مبقيتش قادر أتحرك
إستسلمت
غمضت عينيّا و أنا حاسس بيه بيركب السلوك و الأقطاب في إيديا و راسي
.
لمّا فقت كُنت لسّه دايخ ، بفتح عينيا بالعافية ، مربوط في الكُرسي كويس ، دماغي هتنفجر من الصُداع ، علي الأرجح فليشمان هيقتلني ، دا كان فخ و أنا غروري وقعني في الفخ ، إبتسمت و أنا بوعد نفسي إني لو خرجت من المكان دا حي لازم فليشمان يكون ضحيتي القادمة ، مش بس هقتله ... هخليه يعاني !!
إبتسم و قالي بمرح : " كويس إنك صحيت .. تجربتنا النهاردة إسمها التصوير العصبي "
سكت و هو بيكمِّل : " ببساطة عشان واحد ساذج زيك يفهمني ، هاخد صورة من عقلك و ذكرياتك و أسجلها كصورة علي فيلم ، متخافش من هأذيك "
حقني بحُقنة تانية و المرة دي كُنت أضعف من إني أقاوم ، إستسلمت للنوم ، لمّا صحيت كُنت مرمي في زقاق قذر قريب من بروكلين بريدج بارك ، راسي مجروحة و عليها دم ناشف ، مشيت بصعوبة لحَد ما وصلت بيتي ، خايف من اللي حصل و مشوش و فرحان إني لسّه حي !!
لمّا روحت قلعت هدومي و أخدت شاور سُخن ، كُنت محتاجه جدًا ، لمّا حاولت أعلق هدومي لقيت حاجة جوا جيب بنطلوني ، لفة فلوس صُغيّرة عديتها و لقيتهم كانوا 2000 دولار و معاهم ورقة مكتوب فيها ملحوظة بخط مهزوز
( أنا شُفت كُل حاجة ... أنا عارف كُل حاجة إنت عملتها ... و صدقني مش هتقدر تعمل كده مرة تانية .. أنا مُتأكد من ده )
.
حاولت أقتل تاني الإسبوع اللي فات ،  يوم الأربع تحديدًا ، شخص مُدمن نايم في زقاق مُظلم وسط القمامة بيتعاطي مُخدرات ، طلعت مُسدسي ، ركبت كاتم الصوت و وجهت المُسدس ناحيته ، لف وشه ببطء و شافني ، الرعب بدأ يتجمع في عينيه لكن مقدرش يهرب ، فجأة حسيت بالضعف اللي كان فيّا يوم ما كُنت عند فليشمان ، الشلل و الرؤية الضبابية ، حسيت إني مش قادر آخد قرار ، لما تغلبت علي المشاعر دي و فقت لقيت نفسي موجه المُسدس لجبيني أنا ، حسيت بالمعدن البارد لامس جبهتي ، صابعي كان بيحاول يضغط علي الزناد لولا إني فقت و منعته
مهما عملت ... مكُنتش قادر أوصل لفليشمان مرة تانية .. مهما حصل .. إختفي بدون أي أثر
الرقم لمّا إتصلت بيه ردت عليّا ست بتتكلم أسباني و مفهمتش منها حاجة
الشقة لمّا قررت أقتحمها لقيتها وكر للمدمنين
فليشمان كان بيتحداني !!
كُنت عاوز أقتلهم لكن حسيت بضعف غريب .. ضعف عُمري ما حسيته !
طول الوقت بقيت قاعد أدام الشباك بعيّط .. حاسس بالقهر و العجز و الضعف .. جنبي مسدسي .. جوايا رغبتي إني لازم أنتحر ..
الموضوع مُجرد وقت .. فليشمان قال إني مش هقدر أقتل حد مرة تانية بس هو غلطان ..
الشخص اللي هقتله المرة دي يستحق الموت !!
.
.شرح

دي وصية شخص لقوه مُنتحِر
المرعب هنا هو ان العلم يتقدم لدرجة إنهم يقدروا يشوفوا ماضيك و أفكارك بدون ما تتكلم .. يقتحموا أسرارك و ينتهكوا خصوصيتك
بل و الأدهي إنهم يقدروا يتحكموا فيك بالشكل دا .. يخليك تعمل حاجات و متعملش حاجات .. يسلب ارادتك الحرة
اقرا عن التجربة أكتر من هنا : https://goo.gl/pJ3tty
أو من هنا : https://goo.gl/3rLRCS
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم

قصص رعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن