" عزيزتي أنجيلا، شعرك الجميل الناعم وهو بيطير مع الهوا وإنتي بتخرجي مُشترياتِك من العربية كان أجمل حاجة شُفتها في حياتي، ولمَّا كُنتي خارجة من شُغلك وكبيتي القهوة على هدوم زميلتك وقررتي تساعديها تنضَّف هدومها أثبتي إن روحِك طيبة، وكمان لمَّا كُنتي بتقصي ضوافر رجليكي وكُنتي بتجمعيهم في كومة عشان نضافة المكان، مُمكِن دي تكون بالنسبة لك حاجات عادية، لكن بالنسبة لي حاجات بتخليني أحبِك جدًا، أنا فخور وأنا بقول كدا ... أنا فخور وأنا بقول بحبك "
الكلام دا كان مكتوب في ورقة لقيتها ملزوقة على شباكي من 3 أيام، من أكتر من شهر وشخص مجهول بيسيبلي ورق مكتوب فيه ملحوظات، مع ظهور أول ورقة قررت أروح للشُرطة، قالولي هناك إني مجنونة وشكَّاكة زيادة عن اللزوم، وإني بدوَّر على الاهتمام، عشان كدا محاولتش أرجعلهم تاني، وعشان أكون صريحة معاكم، أنا ... بحب الملحوظات دي!
أنا مبسوطة إني محوَر اهتمام شخص، أنا عارفة إني لو قُلت لأهلي على اللي بيحصَل هيخافوا عليا، عشان كدا قررت مقولش لحَد، طالما هو مش بيؤذيني بأي طريقة، فمفيش أي مُشكلة
الحاجة الغريبة هي ... الصُبح، لقيت صندوق مقفول أدام باب البيت، في الحديقة الأمامية، فتحته ولقيت جواه إسطوانة، هو مصوَّر فيديو عشاني؟
حطيت الإسطوانة جوا اللاب توب بتاعي
تشويش
وبعد كدا ظهرت الصورة، كان راجل، قاعد على كُرسي عام أدام البُحيرة، ضهره للكاميرا
" عزيزتي أنجيلا، أنا مبسوط أوي إنك قررتي تتفرجي على الفيديو، أعتقد إن الوقت قرَّب خلاص والمفروض أعرفك بنفسي، مُجرَّد التفكير في كدا بس بيخليني أحِس بالحماس، بس برضه بحِس بالقلق، عادةً بتعلَّق بالناس بسهولة، بس أنا بتمني جدًا لو تكوني إنتي الشخص المُختار، بتمني جدًا لو تكوني إنتي اللي هتكملي عالمي "
وقف وبص للكاميرا، كان لابس قبعة ضخمة ولونها أسود، جاكيت كبير لونه بني، بنطلون قماش، قميص أسود وحذاء كلاسيك، لبسه حلو ومُناسب، بصراحة لازم أعترف إنه شيك، ولازم أعترف كمان إنه كان عاجبني
كُنت عايزة أعرف هو مين!
" أنجيلا، أنا براقبك من أكتر من شهر، ودلوقتي أقدر أقولك إنك أكتر شخص كامل شُفته في حياتي، أنا واقع في حبك لدرجة أنا نفسي ساعات مش بقدر أتخيلها، عمومًا قريِّب جدًا هعرفك بنفسي، بحبك "
تشويش
يا إلهي، الشخص اللي بيراقبني وبيطاردني وسيم فعلًا، شكله غني ولبسه شيك، وأنا فعلًا دلوقتي حاسَّة إني عايزة أتعرَّف عليه، مش هزعل لو إتقابلنا، أنا عارفة في ظروف زي دي المفروض مقابلش شخص مجنون بيطاردني، بس أنا وحيدة بقالي فترة، ومش همانع أدخُل في علاقة جديدة
الليلة دي، بعد الشُغل، روَّحت البيت ولبست البيجاما بتاعتي، صحيح هي واسعة شوية عليَّا لكنها مُريحة جدًا، كُنت بجهز عشان النوم زي كُل يوم، بس النهاردة مش جايلي نوم، كُل اللي كُنت بفكَّر فيه هو الفيديو، كُنت بفكَّر أد إيه لبسه شيك، بصراحة ... كُنت عايزة أفضل صاحية عشان لو جه تاني، لكن كُنت تعبانة فالنوم غلبني
لمَّا صحيت من النوم الصُبح، لقيتني نايمة ببيجاما تانية، مش دي البيجاما اللي كُنت نايمة بيها، إزاي غيرت هدومي وأنا نايمة، فيه حد قلعني البيجاما التانية ولبسني دي وأنا نايمة، كان فيه حد في بيتي إمبارح بالليل
خرجت جري من الأوضة، وأنا مُتأكدة من دا، وعلى ترابيزة السُفرة، كانت مستنياني إسطوانة تانية
وجنبها ملحوظة مكتوب فيها: (عزيزتي أنجيلا)
حطيتها في الجهاز وأنا حاسَّة بالقلق
تشويش
يا الله، دا بيصورني وأنا نايمة
" عزيزتي أنجيلا، أنا فرحان جدًا إننا أخيرًا إتقابلنا، أنا بشوفك باستمرار في الشارع، وبمشي من جنبك على طول، بكون قريِّب منك لدرجة إني بشم ريحة الشامبو اللي بتستعمليه، لمستك كذا مرة قبل كدا بس إنتي مش بتاخدي بالك، بتمني لو مكونش قلقت منامِك، بس لو كُنتي قلقتي أو صحيتي، أوعدك إني هاخد بالي المرة الجاية، خدي بالك من نفسِك لحَد ما نتقابل تاني "
كُنت بتفرَّج على نفسي في الفيديو والراجل دا بيقلعني هدومي، كان لابس جاكيت أسود، بنطلون جينز أزرق وتيشيرت حلو، ولابس قبعة مغطية وشه كالعادة
" أنجيلا، إنتي جميلة جدًا، جميلة زي الملايكة، زي ما إنتي شايفة في الفيديو أنا شُفت جسمك كُله، وبرضه شايفة إني ما أذتكيش، أنا عُمري ما هؤذيكي إلا لو فكرتي تقاوميني أو ترفضيني، بحبك "
لبسني البيجاما التانية، الغريب إنه فتح درج البيجامات زي ما يكون عارف مكانه، لبسني ومشي
تشويش
تاني يوم الصُبح، اتصلت بالشُغل وقلتلهم إني تعبانة ومش هقدر آجي الشُغل، كُنت خايفة أعمل أي حاجة، الراجل دا قدر يدخُل بيتي، ويقدر يعمِل فيَّا أي حاجة، مُمكن حتى يقتلني، بس هو مقتلنيش لحَد دلوقتي ... الحمد لله يعني، بصيت من الشباك عشان أشوف لو حد كان مراقب البيت، لكن مكانش فيه برا أي حاجة مُثيرة للشكوك، خرجت وركبت عربيتي ومشيت ناحية الشُغل، كُنت عايزة أشوف لو فيه حد بيراقبني
وطبعًا شُفته، عربية تويوتا فضية، ماشية ورايا من ساعة ما مشيت بعربيتي، كان عارف الميعاد اللي بروح فيه الشُغل، وعارف الطريق اللي بروح منه الشُغل، كُنت مُتأكِّدة إن هو اللي ورايا
مشيت ناحية مكان الشُغل، ركنت عربيتي بعيد عن الشُغل شوية، بصيت ورايا وشُفته في العربية، وعشان ما أخدش بالي منه، ساق عربيته بعيد شوية
بمُجرَّد ما بعد شوية، ركبت عربيتي وبسُرعة جدًا مشيت ناحية بيت أهلي
رنيت الجرس بقوة وبسُرعة بمُجرَّد ما وصلت لبيتهم
كُنت بعيَّط وأنا بنادي عليهم: " ماما ... أرجوكي إفتحي الباب، أنا عارفة إنك جوا، أرجوكي "
كُنت خايفة يشوفني ويعرف أهلي ساكنين فين
الباب إتفتح
ماما سألتني بخوف: " أنجيلا؟ ... مالِك؟ ... تعالي ... إدخلي "
دخلت أجري زي المجنونة، قفلت الستاير ونوَّرت نور غُرفة المعيشة، قُلت لماما: " ماما، إقعدي، عايزة أقولِك على حاجة مُهمة "
كان باين عليها القلق وهي بتقول: " حبيبتي، فيه إيه؟ "
" ماما، فيه واحد بيطاردني، كان في أوضتي إمبارح بالليل، وقلعني هدومي وسرق البيجاما بتاعتي "
" إيه؟، بلغتي البوليس؟ "
" لا، في الأول كُنت مبسوطة من الموضوع، لحَد ما قرَّر يقتحِم بيتي، ماما أنا خايفة يعمل فيَّا حاجة "
ندهت على بابا: " جو ... تعالي هنا "
بابا نزل جري على السلم
سألني بقلق: " أنجيلا، مالِك ... فيه إيه؟ "
" بابا، فيه واحد بيطاردني واقتحم بيتي إمبارح بالليل "
" أنا هكلم واحد صاحبي شغَّال في الشُرطة وهنلاقي حل للموضوع، ماشي؟ "
" ماشي ... "
ماما حضنتني، كُنت بعيَّط، خايفة من اللي حَصَل إمبارح بالليل، كُنت فاكرة إني طالما حكيت لماما وبابا خلاص هكون في أمان، وهُمَّا هياخدوا بالهم من كُل حاجة
الليلة دي، دخلت أوضتي القديمة ونمت في سريري القديم ، أوضتي هنا في الدور التاني من البيت، الشباك ناحية البيت من ورا، عشان كدا كُنت حاسَّة بالأمان، مش هيقدر يوصلي هنا، مش هيقدر يتسلَّق للدور التاني، أخدت بيجاما من بتوع ماما ونمت بيها
سمعت صوت حاجة بتخبط
سمعت صوت ضوضاء غريبة
" ماما؟ "
مفيش رد
" بابا؟ "
مفيش رد
خرجت من الأوضة، سمعت باب بيتقفل تحت، باب البيت الخلفي تحديدًا، بصيت ناحية باب أوضة أهلي، الباب كان موارب، فتحت الباب وأنا بناديهم: " ماما، بابا؟ "
ماما كانت بتتكلِّم بصعوبة وهي بتشهق: " حبيبتي ... أخرجي ... من ... هنا "
فتحت النور
عينيَّا كانت مفتوحة على آخرها، الدم نشف في عروقي، وقلبي كان بيدُق بجنون
بابا كان بيحتضر، وماما كانت بتحاول تتكلم بصعوبة بسبب الطعنات اللي مالية جسمها، الدم كان مالي المكان
صرخت بجنون لكن سكت فجأة لمَّا لمحت الإسطوانة
مكتوب عليها: (مكانش لازم تهربي مني، وحشتيني)
مش عارفة المفروض أعمل إيه أو أتصرَّف إزاي
مهما هربت هيلاقيني
اتصلت بالشُرطة والإسعاف وقدرنا نلحق أهلي
لسَّه متفرجتش على الفيديو الموجود في الإسطوانة، الصُبح جالي رسالة من رقم مجهول مكتوب فيها: (شوفي الفيديو أحسن لك)
مُمكن حد يساعدني
أرجوكم ...
.
تضمن منين إن مفيش شخص بيراقبك وعارف عنك كل حاجة؟
عارف مكان شُغلك أو جامعتك أو مدرستك؟
عارف مكان شُغل أهلك؟
عارف إزاي يدخُل البيت بالليل وإنتم نايمين عشان يتفرَّج عليك وإنت نايم؟
تضمن منين إنه مش بيعدي من جنبك كل يوم وإنت مش عارف هو مين ومخبيلك إيه؟
هتقدر تقوله لأ لمَّا يكشف عن نفسه؟
هتقدر تحمي نفسك وأسرتك منه لو رفضته؟
جاوب على الأسئلة دي في الكومنتات وإنت هتعرف إن الموضوع مش سهل ولا بسيط
.
.
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم