طول عُمري بحب الرُعب و الحاجات المُخيفة ، أفلام .. كُتب .. قصص أو حتي الكوابيس المُرعبة كُلها حاجات بتستهويني و بحبها ، بحب أكون خايفة و أحس بالرعب ، شخصياتي المُفضلة كلها من المُرعبين اللي بيظهروا في الأفلام زي جيسون و فريدي و غيرهم ، عمومًا بحب أي شرير بيعذب ضحاياه و يخوفهم قبل ما يقتلهم ، لكن الرُعب المٌفضل بالنسبة ليّا هوّ الرعب الحقيقي ، قصص الفامبير و الزومبي و الوحوش الخارقة مش بحبها ، مش واقعية و جزء كبير من تأثير الخوف عليّا هو واقعيته أو إمكانية حدوثه ، البشر مُرعبين ... بيأذوا بعض و بيجرحوا بعض ، لمّا بتفرج علي أفلام الرعب بتطمن لأني بشوف الحاجات المُرعبة بتحصل لناس تانية غيري
وقتي المٌفضل لمُشاهدة أفلام الرُعب هو في بداية فصل الشتا ، مع غروب الشمس بحب أقعد في لالبيت لوحدي و أستمتع بماراثون أفلام رعب ، بابا و ماما برا و هيفضلوا برا طول الليل ، عندي 9 ساعات كاملين هقضيهم بين أفلام الرُعب ، مبحبش أخرج معاهم ، بحب أقعد علي الكنبة أدام التليفزيون أتفرج علي أفلام رعب في الظلام لوحدي
كُنا في شهر يناير ، جهزت الأفلام علي فلاشة و وصلتها بالشاشة ، جبت طبق فشار كبير و قعدت تحت غطا خفيف في الظلام أتابع الأفلام ، قفلت تليفوني عشان محدش من أصدقائي يزعجني ، الساعة كانت تقريبًا 6:30 مساءً و الشمس علي وشك الغروب ، قررت أقفل نور الشُرفة الأمامية طالما محدش جاي دلوقت ، مشيت لحد الباب الرئيسي ، بصيت من الشباك و إتهيألي إني شُفت خيال حَد ماشي علي أول الشارع ، مشغلتش بالي أوي ، أنا مش ساكنة في الريف و لا في مكان مهجور ، بيوت جيراني قريبة مني و طبيعي إن حد منهم يخرج يمشي أو يروح يجيب حاجة ، قفلت نور الشُرفة و شديت ستاير الشباك و رجعت أكمِّل الفيلم
بعد حوالي نُص ساعة سمعت صوت خطوات تقيلة ماشية جنب الباب الخلفي للبيت ، جسمي إترعش و حسيت بقشعريرة بتجري في جسمي كله ، وقفت الفيلم و بدأت أنصت السمع ، صوت الخطوات كان عشوائي زي ما يكون حد سكران بيتطوّح ، سمعت صوت مقبض الباب بيلف ببطء زي ما يكون حد بيحاول يفتحه ، كتمت نفسي و ثبت عينيّا علي الباب و أنا برفع الغطا علي وشي بالراحة ، فتحت تليفوني و بصيت للشاشة اللي نورت المكان شوية ، صوت مقبض الباب كان لّه بيلف ، كأنه مصمم يفتحه ، بعد ثواني سمعت صوتجارتي في البيت اللي جنبي بتنده علي الكلب بتاعها و مش لاقياه ، صوت فتح مقبض الباب توقف تمامًا
سمعت صوت الخطوات الثقيلة العشوائية بيبعد عن بيتي و ماشي ناحية بيت جارتي ، تنفست بإرتياح ، إتصلت بالشُرطة و بلغتهم إن حد كان بيحاول يقتحم بيتي و يفتح الباب الخلفي بس فشل ، و إن الشخص المُقتحم مشي ناحية بيت جارتي و أنا خايفة عليها ، وعدوني إنهم هيبعتوا حد يتطمن علينا و يتكلم مع جارتي و يسألها لو شافت حد غريب ، شكرتهم و رجعت كملت الفيلم
كُنت خايفة و بترعش ، مسكت رذاذ الفلفل بتاعي اللي بدافع فيه عن نفسي جنبي و قعدت بترعش ، حطيت حاجات تقيلة ورا الأبواب عشان أتطمن أكتر
.
قفلت الستاير كُلها و فتحت أنوار البيت كلها عشان أطمِّن نفسي شوية ، قررت أتجاهل كُل اللي حصل و أكمِّل الفيلم عشان أشغل نفسي عن الخوف ده ، ساعة كاملة عدت من ساعة ما صوت جارتي خوِّف المُقتحم ، بعد حوالي ربع ساعة سمعت حد بيقرب من البيت و بعدين صوت حد بيخبط عي زجاج الشباك بجنون و صوت بيصرخ : " حد في البيت ... أرجوكم ... فيه حد في البيت ؟ .. كلموا الشُرطة .. كلموا الشُرطة حالًا !! "
علي طول ميزت صوتها ، دي هانا اللي ساكنة في البيت اللي أدامي ، جريت ناحية الباب بحاول أزق الحاجة اللي حطاها وراه بسرعة و أنا بحاول أطمنها
قبل ما أفتح الباب بلحظات سمعت صوت ضربة قوية و صوت جسم بيقع علي الأرض ، صدقوني الصوت كان مُخيف أكتر من أي حاجة هتتخيلوها ، أكتر مما بتتخيلوا و إنتم بتقروا حتي ، سمعت صوت هانا بضعف بتتوسل لحَد ، بتطلب منه الرحمة بخوف ، بعدت عن الباب بهدوء لمّا سمعت صوت ضربة قوية تانية و بعدها هانا سكتت تمامًا ، رجعت الحاجة التقيلة تاني ورا الكُرسي بهدوء و أنا شايفة مقبض الباب بيلف ببطء ،
أنا مقدرتش أنقذ هانا ... سيبتها لمصيرها ... سيبتها تموت !!
جسمي كان بيترعش و أنا بطلب الشُرطة للمرة التانية !
.
خلال ربع ساعة كانت عربية دورية أدام بيتي ، بس الغريبة إنه مملقوش أي آثار أقدام ... مفيش أثر لضربات هانا علي الزجاج ، مفيش أي بصمات علي مقبض الباب ... مفيش أي حاجة غريبة !
الظُبلط لمّا شافوا خوفي و فزعي قرروا ياخدوا جولة في المكان و يتأكدوا إن كُل حاجة تمام ، هيسألوا الجيران لو شافوا أو سمعوا حاجة مش طبيعية ، خرجوا و قفلت الباب وراهم ، طفيت التليفزيون و قررت أنام ، طلعت أوضتي و فضلت قلقانة حوالي نُص ساعة مش قادرة أنام من الخوف ، أفلام الرعب حاجة رخيصة أوي جنب الرعب الحقيقي لمّا تعيشه و تختبره بنفسك ، كُل الشابيك و الأبواب مقفولة ... كُل الستاير مُغلقة و رغم كده قلبي بيدق بخوف و مش قادرة أهدي
نمت شوية و صحيت علي صوت جرس الباب بيرن بإلحاح ، نزلت تحت و أنا لسّه حاسّة بكسل و مش مركزة ، ناسية اللي حصل ، فتحت الباب بعد ما شلت الحاجة اللي وراه ، قبل ما أفتح الباب سمعت صوت غريب بيقولي : " لو سمحتي يا فندم إفتحي الباب ... عندنا سؤال عاوزين نسأله ليكي ؟ "
فجأة حسيت بخوف و توتر ، الصوت غريب و مُخيف ، شديت ستارة الشباك بهدوء عشان أشوف مين اللي برا ، إيدي كانت بتترعش ، برا الباب كان واقف واحد لابس لبس شُرطة بس مش واحد من الإتنين اللي شُفتهم من شوية ، راجل كان شكله غريب ، بدأ صبره ينفذ و هوّ بيضرب الجرس مرة تانية و بيقول بصوت أعلي : " لو سمحت يا فندم .. إخرجي أو إسمحيلي بالدخول "
كُنت علي شوك أفتح لمّا عيني جت علي الإسم الموجود علي الشارة اللي متعلقة علي صدره ، دي شارة واحد من الإتنين اللي كانوا هنا ، أنا فاكرة الإسم كويس !
بدأت أركز و أتفحصه شوية ، لون بشرته شاحب زي ما يكون مريض ، ضوافره طويلة و قذرة و أسنانه مُهشمة و مكسرة بشكل مُخيف ، حاولت أتمالك أعصابي و أنا بقوله : " ثواني و هفتح لحضرتك "
تقريبًا حس بالخوف في صوتي بدأن يخبّط علي الباب يايديه بوحشية ، كان غاضب و متوحش ، جريت أخدت تليفوني من جنب التليفزيون و جريت ناحية الباب الخلفي و قبل ما أفتحه الصوت سكت تمامًا ، قبل ما أتحرك سمعت صوت خبط علي الباب الخلفي بقوة ، إزاي وصل هنا بالسُرعة دي ، كان بيصرخ بصوت مخيف : " دخليني البيت حالًا "
بعدت عن الباب بخطوات بطيئة و أنا بترعش من الخوف ، عينيّا مليانة دموع ، ضحك أكتر ضحكة مُخيفة سمعتها في حياتي و قالي بصوت مليان شر : " أنا شامم ريحة خوفك ... ريحة خوفك تجنن ... ممتعة "
سمعت صوت مفهمتوش ، فتحت ستارة شباك المطبخ ببطء و لمحته بيلحس الباب الخلفي أو بياكله ببطء ، مش عارفة هوّ بيعمل إيه ، أنا عارفة إن جاري اللي ورانا بيرجع بيته خلال دقايق من وردية شُغله المتأخرة ، قررت أروحله ، جريت ناحية الباب الأمامي و فتحته ، بدأت أجري بكل قوتي ناحية بيت جاري ، لمحت جاري راجع بيته كان راكن عربيته برا و ماشي كعادته ، فجأة سمعت صوت ضحكة شريرة من ورايا و لمحت خيال إسود بيتحرك بسرعة غير طبيعية عشان يشيل جاري من مكانه و يختفوا في الغابة القريبة ، سرعة و قوة مش بشريتين علي الإطلاق !
جريت ناحية البيت و إتصلت بالشُرطة بأقصي سُرعة و أنا بعيّط من الخوف !!
.
لقوا 7 جُثث لـ 7 من جيراني ميتين بطريقة بشعة و مش طبيعية ، الشُرطيين ماتوا في الغابة و واحد منهم كان عريان و من غير هدوم ، الشيء دا سرق هدومه عشان يخدعني ، مش عارفة ليه و لا إزاي كُنت الناجية الوحيدة من الليلة دي !
الظُباط مقدروش يتهموني بأي حاجة لأن مش معقول أقتل الناس و أتصل 3 مرات بالشُرطة في ليلة واحدة .. دا مش منطقي .. لحَد النهاردة بترعش من الخوف كُل ما بفتكر
ملقوش أي أثر للشيء اللي قتلهم غير طبعة إيده علي الباب الامامي و مكان أسنانه علي الباب الخلفي
أنا لسّه خايفة منه !
.
.شرح القصة.لحد تلتين القصة كده كُنت مقتنع إنه سفاح أو شخص مخبول بيحاول يقتحم البيت لكن بعد كده قناعتي دي بدأت تتغيّر شوية لمّا هي بدأت توصف سرعته الغير طبيعية و الطريقة اللي خطف بيها جارها من أدامها ... كمان وصفها للجثث إنها مقتولة بوحشية خلاني أشك إنه دا بنسبة كبيرة واحد من الكائنات الغريبة اللي ممكن تكون عايشة بينا من غير ما نعرف
أو قاتل مخبول عنده قدرات غير طبيعية و دا إحتمال ضعيف لكنه مطروح يعني
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم