خلوني في البداية أقولكم حاجة مُهمة ، أنا مغيّر إسمي و أسماء الأشخاص الموجودين في القصة عشان الخصوصية ، و كمان الأكونت اللي بكتب لكم منه القصة دي أكونت فيك ، يلّا نبدأ ...
من صُغري و أنا متعلّق بالتكنولوجيا و كبرت و أنا مُرتبط بالكومبيوتر بتاعي جدًا ، في سن الـ 10 سنين مكُنتش بس بعرف أفتح الإنترنت و ألعب فيديو جيمز بس ، لا .. أنا كمان كُنت بعرف أعملل هاكينج ( إختراق ) علي أكونتات الـ msn و الياهو الخاصة بقرايبي ، كُنت بستمتع جدًا و أنا بشوف علاقاتهم ببعض بتتهز بسبب الرسايل المُحرجة اللي كُنت ببعتهالهم ، بالطبع كُنت طفل فكانت الرسايل دي عبارة عن : ( أنا بكرهك ) أو ( هات الفلوس اللي عليك يا حرامي )
و زيي زي أي حد مهووس بأجهزة الكومبيوتر مكانش ليّا أصحاب و كُنت منطوي علي نفسي شوية ، تعرضت للتنمر و للتخويف ، إتضربت كتير ، سخروا مني أكتر ، بعد كُل مرة كُنت بعيّط و بقول لنفسي إني لازم أقف علي رجليّا و أكون أقوي ، لازم أقاومهم ، لازم أوريهم إني مش بخاف ، بس في الحقيقة أنا أضعف من إني أقاومهم أو أقاتلهم ، لكماتي ضعيفة و ركلاتي مُضحكة ، 6 سنين بتضرب و بحاول أقاوم و في نهاية السنة السادسة فهمت .. أنا مش أهل لقتالهم ، مش هقدر أقاومهم بس عزائي الوحيد كان إن عالم الإنترنت بيسيطر علي العالنم و بسُرعة جدًا بقي هوّ الحياة الأساسية للناس
و عالم الإنترنت كان هوّ عالمي أنا .. أنا الأقوي فيه !
وقتها كان عندي 16 سنة ، الناس كلها بتستعمل الفيسبوك و تويتر و إنستجرام ، الناس في حالة هوس عشان يبقوا مشاهير و معروفين ، و من وسط الناس المهووسين بمواقع التواصل الإجتماعي كان بروك .. بروك اللي عذبني و ضربني و سخر مني طول الـ 6 سنين اللي فاتوا ، أكتر شخص آذاني في حياتي ، بروك كان التعريف النوذجي لكلمة وغد ، و من وجهة نظري كان يستحق اللي عملته فيه و مش ندمان علي ده ، بروك كان بيحب التباهي .. حبيبته كانت أجمل بنت في المدينة .. جسمه كان رياضي و مليان عضلات .. وسيم جدًا ،، الحاجة الوحيدة السلبية في بروك كانت غبائه ، بروك كان غبي جدًا بطريقة لا يُمكن تتصوروها ، عشان كدا كان بيكره أي شخص ذكي
أقولكم سر ؟
أنا كُنت أذكي شخص في المدرسة .. لا ، لا أنا كُنت أذكي شخص في المدينة كُلها ، عشان كده لكم أن تتخيلوا بروك كان بيكرهني أد إيه ، عشان كده بروك حول حياتي لجحيم لمُدة 6 سنوات !!
.
الفترة دي كُنت إقتنعت بعدم جدوى القتال الجسدي مرة تانية ، أنا أضعف من إني أقاتلهم ، لكن منسيتش أبدًا إن معايا سلاح أقوي من قوته الجسدية ، عقلي و معرفتي بالتكنولوجيا كانوا أقوي سلاح علي الإطلاق ، في يوم من الأيام كُنت بتصفَّح الفيسبوك كالعادة لمّا لقيت الأكونت بتاع بروك ضمن الأصدقاء المُقترحين ، بحُكم إننا في مدينة واحدة و مدرسة واحدة ظهرلي ، كُنت هتجاهله لكن فجأة جاتلي فكرة !
عملت أكونت تاني بإسم مُزيف و ضفت ناس كتير عليه من ضمنهم أصدقاء لبروك و بعتله طلب صداقة و بسُرعة وافق علي طلب الصداقة لمّا شاف الأصدقاء المُشتركين اللي يعرفهم ، بعتله رسالة قلتله إني من ضمن فريق العمل بالفيسبوك و إنه لازم يقرا القوانين عشان هو بيتهكها و إلا سيتم قفل الحساب بتاعه و بعتله ملف ينزله ، و لأنه غبي و معندوش علم بشكل كافي بالتكنولوجيا نزل الملف علي طول بدون تردد ، و فجأة بقيت جوا الكومبيوتر بتاعه !!
بدأت أدوّر جوا الجهاز علي أي حاجة هتفيدني في إنتقامي منه ، و زي ما توقعت الأمر كان سهل ، قدرت أخترق الموبايل بتاعه و قدرت أحدد مكانه في كل لحظة بسهولة ، عرفت عنه كُل المعلومات اللي أنا عاوزها و أكتر شوية ، إخترقت كاميرا اللاب توب بتاعه و بدأت أتابعه بالصور في كُل لحظات حياته ، و لأنه غبي قدرت أوصل لحبيبته عن طريق الأصدقاء بتوعه و فورًا بدأت أجهز خطتي
سكرين شوت لمُحادثات مُزيفة بينه و بين بنت أحلي من حبيبته و رسايل علي إيميله و علي موبايله محتواها : ( وحشتني ) أو ( اليوم إمبارح كان يجنن ) إنتهاءً بـ ( أنا حامل مِنك ) ، تقريبًا الموضوع ما إحتاجش أي مجهود و حبيبته صدقت بسرعة إنه بيخونها مع واحدة تانية ، بس السؤال الأهم .. هل هتوقف عند الحَد دا ؟؟
للأسف لا ...
بدأت أملي اللاب توب بتاعه بصور و فيديوهات خاصة بالشذوذ ، و بعت لوالده إيميل من عنده فيه فيديو لإتنين شواذ ، و أهله دوروا و لقوا كُل حاجة ، ساعات بتخيّل رد فعل أهله علي الفيديوهات ، بضحك و بستمتع ، معرفش إيه حصل بعد كده لأنه خلال أيام قُليلة كان بطل ييجي المدرسة و بعدها بأيام إنتقلوا لمدينة جديدة و إختفوا تمامًا
أنا مكُنتش مُهتم بأي حاجة .. أنا حققت إنتصار علي بروك و حاسس باللذة !
.
كان المفروض أتوقف هنا ، كان لازم .. بس أنا بقيت مُدمن ، إحساس التحكُّم في مصائر الناس كان إحساس مُمتع ، بدأت أتحول من مُجرد مهووس كومبيوتر لواحد بيحاول يحقق العدالة ، بوظت حياة سفاحين و قتلة و مُغتصبين و تُجار مُخدرات .. فضحكت أي حد شرير أو بيضر غيره
حولت حياتهم لجحيم تام .. كُنت مبسوط إني ذكي .. كُنت سعيد إني خفي .. إن محدش قادر شوفني و لا يلاقيني ، لكن للأسف ...
لكن جواد كبوة !!
.
صحيت في يوم من الأيام بشكل طبيعي ، جهزت فطاري و عصير البرتقال بتاعي و بدأت أفطر و أنا بتصفح الإنترنت زي كُل يوم ، العالم كُله بيجري ورا حاجتين ، السياسة و كرة القدم ، فجأة سمعت صوت رسالة بتوصل ليّا علي الفيسبوك ، حاجة غريبة !
أنا لسّه مفتحتش الفيسبوك بتاعي !
و لا فتحته و نسيت ؟؟
لا أنا مفتحتوش لسّه أنا مُتأكد !
بصيت علي الرسالة ، كانت من أكونت معرفوش بس كانت رسالة عادية فيها سؤال غريب : " داني .. متعرفش الجو في طوكيو حلو و لا وحش ؟؟ "
نعم ؟؟ ، الجو في طوكيو ؟ ، أنا في النصف الآخر من الكرة الأرضية ، بصيت علي إسم الأكونت كان جيمس براكنسون ، حاولت أدوّر جوا الأكونت علي أي معلومة لكن الأكونت كان مؤمن بشكل جيد جدًا و مفيش أي معلومة ظاهرة ، رديت علي الرسالة بمرح : " أتمني يكون مُشمس .. لو إنت تعرفني كويس هتعرف إني بكره المطر ! "
فضلت بحاول أدوّر علي أي حاجة و بعد شوية جالي رسالة تانية من جيمس : " قولي يا داني ، بتحب الألعاب ؟؟ "
في البداية إعتقدت إنه بيتكلم عن الفيديو جيمز ، قلتله بتحدي : " بحب الألعاب و مُستعد أكسبك في أي لعبة تخترها ، ليج أو ليجندز ، سيلك رود أو دوتا .. إختار لعبة ؟! "
رد عليّا فورًا : " داني .. داني .. داني ، دي ألعاب أطفال يا صديقي أكيد أنا مقصدش كدا ، أنا أقصد الألعاب الحقيقية ، الألعاب اللي مُمكن تدمَّر حياة شخص "
إبتسمت ، عظيم !!
دا شخص عارفني و عارف طريقة حياتي و ألعابي و أكيد عارف كويس أنا بعمل إيه ، غالبًا دا حد إخترق الجهاز بتاعي !
جالي رسالة : " بتبتسم ليه يا داني ؟ .. إنت مش دمرت حياة ناس قبل كدا بالألعاب دي ؟ "
إيه ؟!
عرف منين إني ببتسم ؟؟ ، مُمكن يكون بيخمن بس مش أكتر !
مُستحيل يكون شافني ، أنا قافل الكاميرا بتاعة اللاب توب بتاعي بلاصق أسود ، و مُستحيل يكون عارف الآي بي بتاعي لأني بستخدم حاجات تخفيه ، دا حد بيعمل فيا مقلب .. مينفعش يكون غير كدا !
رديت عليه : " آه طبعًا دمرت حياة ناس بس كانوا يستاهلوا "
كنت في بحث مجنون عن أي ثغرة أعرف بيها أي حاجة عن الشخص دا ، إفتكرت برنامج قديم بقدر أعرف منه الآي بي بتاع أي حد ، إستخدمته و بمُجرد ظهور الآي بي بتاع الشخص ده وشي شحب جدًا ، الآي بي دا كان بتاعي ، بتاعي أنا !!
دا ... د مُستحيل !
بعتلي رسالة مكتوب فيها : " وشك شاحب ليه يا داني ؟ "
مش فاهم إزاي الشخص دا قدر يعرف كُل حاجة عني بالشكل دا .. الأهم إزاي قادر يراقبني كده ؟ ، شايفني منين ؟؟
بعتلي رسالة : " تررن تررن .. تررن تررن "
مفهمتش يقصد بيها إيه لكن بعدها بثواني تليفوني رن ، مسكته و إيدي بتترعش و بصيت علي إسم المُتصل ، كانت ماما !
ردت عليها و خايف أتكلم ، مش عاوزها تسمع صوتي خايف أو قلان ، سمعت صوتها خايفة و بتترعش و هيّ بتقول : " داني .. إلحقني "
قبل ما أفهم أي حاجة سمعت صوته ، صوته اللي أكدلي إن ده مش مقلب ، دي للأسف حقيقة و حقيقة مُرة !
سمعت صوت بروك بيسألني بسُخرية : " قلتلي الجو عامل إيه في طوكيو ؟ "
.
.شرح
داني لقي أمه مربوطة في بيتها بس سليمة مفيهاش خدش ، الواضح إن بروك بعد اللي حصله قرر يكون هاكر و يتعلم عشان ينتقم من اللي عمل فيه كده و في الحقيقة نجح يكون هاكر محترف علي مستوي عادي و أعتقد إنه طالما قال طوكيو يبقي ممكن يكون إتدرب في اليابان و رجع و عرف إن داني هوّ اللي دمر حياته و قرر يلاعبه بنفس الطريقة
مش عارف إزاي كان بيشوفه رغم إنه مغطي الكاميرا لأني مش متخصص في الهاكر بصراحة بس الواضح إن بروك مش هيسيب داني إلا ما ينتقم منه و يدمّر حياته بالمثل !!
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم