أعتقد إن الفكرة جت لنا بعد جنازة السيد جاريبال، كان مُدرس الألعاب بتاعنا في المرحلة الثانوية، كان مُدرِّس لطيف ومحبوب، لدرجة إننا كُنَّا بنتمنى لو إن فيه مُدرسين كتير زيه، وطبعًا لمَّا عرفنا بموته.. كان لازم نروح الجنازة، ولمَّا كُنَّا معديِّين من جنب حُفرة كبيرة في الأرض، نيت قال إن واحدة من أسوأ مخاوفه على الإطلاق هو إنه يتدفَن حي
وقفنا وإحنا بنبُص في الحفرة المفتوحة، بدايات قبر لسَّه متحفرش بشكل كامِل، نيت كان بيترعش وهو بيبُص عليها، فرانك كمان أخد باله من رد فعل نيت، وغمزلي وهو بيبتسِم
طيب.. أظن دلوقتي لازم تعرفوا إن نيت عاشِق للمقالب، بيحِب يعمل فينا مقالب طول الوقت، كان بيكون في أسعد حالاته وهو بيحوِّل حياتنا لجحيم بمقالبه، إحنا التلاتة نعرف بعض من أيام الحضانة، أنا لسَّه فاكر كويِّس جدًا أول مرة عَمَل فيَّا مقلَب، شد الكًرسي من تحتي وأنا بقعُد، وضحك عليَّا لمَّا وقعت على الأرض بقوة
من وقتها ومقالبه بتتطوَّر، مرة غطى عربيتي بمناديل حمَّام، ومرة حلق شعر فرانك وهو نايم، وطول الوقت بيخترق الأكونتات بتاعتنا على الفيس بوك ويرفع صور مُحرجة أو يكتب كلام مُحرِج عليها
بصراحة.. زهقنا منه، هو مُعتقد إن حُبه للمقالب هو اللي مخلي له شخصية، وكأنه لو بطل يعمل فينا مقالب هيختفي، حياته كلها مبنية على المقالب اللي بيعملها في الناس، الموضوع وصل لمرحلة كبيرة من السخافة والإرهاق
عشان كدا خدنا أسابيع أنا وفرانك وإحنا بنتفق على الموضوع، إزاي هنعمل فيه مقلب مش هينساه طول عُمره، مقلب يخليه يحس بسخافة المقالب ويوريه أد إيه الموضوع سخيف ومُمِل، وقبل ما حد منكم ينصحنا نتكلِّم معاه، كلمناه كتير أوي، بيعتذر.. وتاني يوم يرجع يعمل فينا مقالب تاني، طب وبعدين؟ حاولنا كتير وفشلنا! هنفضل طول عُمرنا كدا؟ طبعًا لا، لازم نردله المقلب، والمقلب لازم يكون صادم وميتنسيش
الفكرة كانت فكرتي، الموضوع كان مُباشِر جدًا، وعبقرية الفكرة كانت في بساطتها، هنبني تابوت مؤقَّت، هيكون من الخشب غالبًا، هنخليه يشرب بكميات كبيرة، ولمَّا يُغمى عليه، هنحطه في التابوت ونقفل عليه
هنسمَّر التابوت كويس جدًا، ونسيبه شوية لمَّا يفوق عشان نستمتِع برُعبه، وبعد دقايق من الاستمتاع برعبه، هنفتَح التابوت ونسيبه يخرج وإحنا بنضحك عليه
مقلب مثالي
تعديل: كان هيكون مقلب مثالي لو كُل حاجة مشت حَسَب الخطة
وعشان أكون صادق معاكُم، كُل حاجة كانت ماشية تمام في البداية، عملنا حفلة في بيت فرانك، خلينا نيت يشرب بكميات كبيرة، في مُنتصف الليل تقريبًا نيت كان ضايع، فاضله كام كاس بس ويغمى عليه، بعد الحفلة ما انتهت بشكل كامل، شلناه لحَد الجراج، هناك كُنا مجهزين التابوت المؤقَّت، حطيناه فيه وقفلنا عليه، سبناه في الحديقة الأمامية، الموضوع كان ماشي كويِّس جدًا، دلوقتي لازم نستنى شوية بقي