لمّا كُنت طفل كُنت ساكن جنب طفل تاني عنده حوالي 12 سنة ، كان بيميزه إن دايمًا وجهه ملفوف بضمادات طوال الوقت ، كان إسمه ويلبور و مكانش بيخرج من بيته نهائيًا ..
كُنت بشوفه أحيانًا واقف في شباك أوضته اللي كانت في الدور التاني و بيتفرج علي الأولاد اللي من سننا و هُمّا بيلعبوا في الشارع ، الحاجة الغريبة إن شباك أوضته كان عليه قُضبان معدنية ، عشان كدا كان بيكتفي بالمُشاهدة بس ..
مع مرور الوقت إتعودنا نتكلم مع بعض عن طريق الكتابة بحروف كبيرة واضحة علي قطعة من الورق ، نظرًا للمسافة اللي بين البيتين مكُناش بنقدر نتكلم ، ويلبر مرة قالي إنه ميقدرش يكلمني إلا و أهله مش هنا عشان هُمّا طباعهم غريبة شوية ..
عرفت منه إن والده و والدته من الناس المهووسين بالعلم و خصوصًا بعلوم الكيمياء ، و عرفت منه إنهم بيقضوا أغلي اليوم في القبو اللي حولوه لمعمل كيميائي متطور ، مش بيخرجوا من المعمل إلا عشان ياكلوا و يدخلوا لويلبر أكله في أوضته ، قالي مرة إنهم بيعاملوه كأنه حيوان محبوس في قفص ، مش بيقضوا معاه أي وقت لأنه مشغولين جدًا ..
مانعينه من الخروج للشارع أو التعامل مع أي حد إلا لمّا وجهه يتحسن و يرجع زي الأول و يفك الضمادات ، و قالي إنه وقع بالخطأ في المعمل و وقع علي المادة الكاوية اللي شوهت وشه بطريقة غريبة و من يومها و هوّ لافف وجهه بالضمادات لحَد ما يتحسن ، منعوه من الخروج عشان خايفين يتحول لسخرية باقي الأولاد اللي في الحي ..
أنا فاكر كويس في مرة ولدين وقفوا تحت شباك بيته و نادوه بالمسخ و فضلوا يرموا طوب علي شباكه لحَد ما بصلهم فجروا و هُمّا بيضحكوا ، أنا كُنت متضايق من اللي حصل لكن هوّ قالي إنه خلاص إتعوِّد علي كدا ..
.
مدخلتش بيته قبل كده طبعًا لكن ويلبر كان شخص كويس و لطيف ، كان عنده حاجات رائعة زي مجموعته من الكُتب المصورة الخاصة بكتير من الأبطال الخارقين ، كان بيضحك مرة و هوّ كاتبلي علي الورقة إنه بيتمني يتحول لشخصية خارقة نتيجة وقوعه في المادة الكيميائية دي ، ضحكت أنا كمان ..
أنا كمان كان عندي حاجات لطيفة وريتهاله مرة من ضمنها مجموعتي من ألعاب الفيديو جيم ، لكن بان عليه الحُزن و هوّ بيكتبلي إن عُمره ما لعب فيديو جيم قبل كدا خالص ، جليسة الأطفال اللي أهله جايبينها عشان تراعيه مانعاه من اللعب بيهم نهائيًا بدون سبب و طبعًا أهله مش فاضيين له ..
جليسة الأطفال بتاعته شُفتها قبل كدا كانت ست سخيفة و قاسية إسمها السيدة فيتز ، كانت طويلة ، عريضة ، قبيحة و بتكره الأطفال ، بتاخد بالها منه من قبل وشه ما يتشوه من المادة الكيميائية و هوّ من زمان مش بيحبها و بيحاول يتجنبها ..
قالي إنها ساعات بتضربه و بتجوعه و بتحرمه من الأكل و لمّا بيقول لأهله بتتحول فجأة لست لطيفة و تقولهم إنه بيكذب و طبعًا هُمّا مشغولين فبيتجاهلوا كلامه تمامًا و يجددوا الثقة فيها ، بل و ساعات بيدوها فلوس أكتر كمكافأة ليها علي لطفها معاه و تحملها لطفل كذّاب زيه ! ..
.
في يوم إضطر أهله للذهاب لمؤتمر علمي في ولاية تكساس و بالتالي سابوا ويلبر لوحده مع الساحرة الشريرة اللي إسمها السيدة فيتز
تاني يوم كُنا بنتكلم عن طريق الورق كعادتنا لمّا فتحت باب أوضته فجأة و بصت له بغضب و هي بتزقه بقوة عشان يقع علي الأرض بقوة و مشفتوش تاني بقية اليوم !
بعدها بيوم لمّا صحيت بصيت من الشباك ، شُفته نايم في سريره و رابط وشه بالضمادات كالعادة ، خبطت بإيدي علي زجاج شباكي عشان ألفت نظره كعادتنا لكن المرة دي كانت بدون إستجابة منه ..
خبطت تاني بقوة أكبر ، قعد علي سريره و بصلي بهدوء ، عينيه كانت مليانة دموع ، ويلبر كان بيبكي بحزن !
بدأ يكشف إيديه و رجليه و فجأة شفت الكدمات القاسية اللي مالية جسمه ، السيدة فيتز كانت بتضربه بوحشية مش طبيعية ، إتلفت حواليه بخوف و بعدها كتب حاجة بخط بيترعش من كُتر الخوف و هوّ بيحُط الورقة علي الشباك عشان أقراها ، كان كاتب جُملة عُمري ما هنساها أبدًا ..
بخط بيترعش من الخوف و ورقة مليانة دموع كان كاتب : " ساعدني أرجوك "
نظرة الخوف و الرعب اللي كانت في عينيه كانت قاسية جدًا ..
فجأة باب الأوضة إتفتح بقوة ، طبعًا إنتم عارفين مين اللي دخل ، السيدة فيتز القاسية دخلت الأوضة بقوة و بصت له بغضب ، كانت ماسكة كيس فيه لمون بإيديها اليمين و مقص كبير بإيدها الشمال ، هجمت علي ويلبر و ثبتته تحتها علي الأرض و بدأت تعمل حاجة عُمري ما هنساها ..
كان لازم أتصرف أو أحاول أعمل أي حاجة بس الخوف كان شاللني تمامًا ، فتحت اضلمادات بالمقص ، لأول مرة أشوف وجه ويلبر من غير ضمادات ، وجهه كان مشوه بشكل بشع ، مقدرتش أتمالك نفسي من الإشمئزاز ، تقيأت .. المنظر كان بشع ، قبتت راسه كويس و بدأت تعصر الليمون جوا عينيه ، صرخ بألم ، كان بيحاول يهرب منها لكنها كانت أقوي منه ، صوت إستغاثته و صراخه خلاني مرعوب ، بعد ما خلصت بدأت تمشي بالليمونة علي حروقه و تكويها ، كان بيبكي من الألم ، صرخت فيها و خبطت بإيديا علي الزجاج لحد ما سابت ويلبر و شافتني ، صرخت فيّا و نزلت تجري ناحية باب البيت ، أنا في البيت لوحدي و أهلي في الشغل ، طبعًا كنت عارف هيّ هتعمل إيه ، جريت ناحية باب البيت عشان أقفله كويس ..
قفلت البابين الأمامي و الخلفي بسُرعة قبل ما توصلي ، وقفت ورا زجاج النافذة تبصلي بغضب و الجنون بيلمع في عينيها ، إتصلت بالنجدة و بمجرد ما ردوا عليا شرحت لهم كُل حاجة بسرعة ..
إتصلت بعدها بأهلي و بلغتهم بكُل حاجة ، خلال دقايق كانت الشُرطة وصلت و أهلي كمان وصلوا للبيت ..
قبضوا عليها و حولوا ويلبر للمُستشفي ، تاني يوم جالنا ظابط البيت عشان يشرحلنا اللي حصل و اللي سمعته منها كان مرعب و صادم جدًا !
.
ويلبر مكانش إبنهم ، كانوا متبنيينه من ملجأ أيتام ، تبنوه بس عشان يعملوا عليه تجاربهم الكيميائية ، لمّا التجربة فشلت هربوا ، محدش عارف طريقهم لحَد دلوقتي ، السيدة فيتز لها سوابق في الإعتداء علي الأطفال اللي بتجالسهم ، تجاربهم الرئيسية هي مقدار تحمل الطفل للعذاب بالطرق الكيميائية قبل ما يموت ، ويلبر مكانش الضحية الوحيدة ، ويلبر كان الضحية رقم 38 لكن كان أحسنهم حظًا ، الباقيين ماتوا أثناء إجراء التجارب ، ويلبر تبنته أسرة لطيف و إنتقل للحياة معاهم و مشوفتوش تاني من يومها .. الأب و الأم هربوا و ملهمش أي أثر لحَد النهاردة .. السيدة فيتز بتقضي عقوبة سجن طويلة جدًا ..
.
.شرح
رعب من نوع خاص
مجانين العلم المهووسين باجراء التجارب علي البشر ، ٣٨ طفل ضحاياهم ، لمجرد اثبات حاجة معتقدش ابدًا انها ختفيد العالم في يوم من الايام و هي الطفل هيموت بعد ما يتحمل عذاب اد ايه !!
واحد من اشهر مهووسي التجارب البشعة علي البشر هو دكتور يوسف منيجيل الطبيب النازي الشهير و تقدروا تقروا عنه و عن تجاربه البشعة في روايتي الأخيرة ( منيجيل ) متوفرة في جميع المكتبات بجميع المحافظات خصوصًا فروع مكتبات الف و الشروق و للاسف غير متوفرة علي النت
قراءة سعيدة للقصة و للرواية.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم