صحيت من النوم الساعة 3 بعد مُنتصف الليل تقريبًا، سمعت صوت مُفتاح زميلتي في السكن وهي بتفتح بيه باب الشقة، دا أمر عادي جدًا وطبيعي جدًا، شارلوت شخصية صاخبة ومُحبة للسهر والحفلات، وبعدين.. أنا مالي ومالها، كُل واحد حُر في نفسه، سمعتها بتدخُل البيت بهدوء وهي بتكلِّم القطة بتاعتنا، وافلز.. قطتنا اسمها وافلز، لفّت في الشقة لدقايق قبل ما تدخُل أوضتها وتقفل الباب على نفسها، لحظات والصمت رجع تاني
كُنت بدأت أروح في النوم مرة تانية، فجأة صحيت من النوم، أنا حاسَّة إني نمت دقايق بس، بصيت على الضوء الأحمر للمنبه اللي جنبي، الساعة 3:20 بعد مُنتصف الليل، سامعة صوت مفتاح بيلف ببطء في الباب الأمامي، بدأت أفكَّر وأنا حاسَّة بالارتباك، هو أنا مش سمعت شارلوت بتيجي من شوية؟
سمعت الباب بيتفتح، شارلوت دخلت وهمست للقطة بتاعتنا بصوت غريب: " إزيك يا قطقوطة "
صوتها كان غريب، زي ما تكون بتعيط أو.. بتنوَّح، صوت كُله ألم كأنها كانت بتتعذِّب، ساعتها قُلت لنفسي إن مفيش حاجة غريبة، أنا بس تعبانة ومش مركزة عشان صاحية من النوم، ودي مش أول مرة أحلم إن شارلوت رجعت البيت ولمّا أصحى ملاقيش ليها أي أثر، بسُرعة جدًا بدأت أغرق بين الأفكار وأنا بستسلم للنوم
لكن بعد شوية صحيت مرة تالتة، المرة دي حسيت فورًا إن فيه حاجة غلط، حاسة بالهوا الموجود في الأوضة تقيل، الشعر اللي في جسمي كُله مُنتصِب وجسمي مقشعر، بصيت على الضوء الأحمر للمنبه اللي جنبي، الساعة 3:40 بعد مُنتصف الليل، سامعة بوضوح صوت المُفتاح وهو بيلف في الباب ببطء، زي ما يكون.. زي ما يكون حد بيحاول يدخُل البيت بدون ما نحس بيه، قلبي كان بيدق بقوة، جسمي كُله بيترعش، المرة دي مُختلفة عن المرتين اللي فاتوا تمامًا، سمعتها بتسلِّم على القطة بتاعتنا مرة تانية، المرة دي صوتها كان مُرعِب، صوت أجش خشن كأنه جاي من الجحيم، كأن حد بيتعلِّم الكلام: " إزززيييييككك ييياااا قططططقوووووطة "
القطة كانت خايفة، زيي بالظبط، عرفت منين؟ عرفت لمَّا سمعت صوتها بتنونو برُعب، فضلت ثابتة مكاني والخوف شاللني تمامًا، كاتمة نفسي برُعب، مستنية أسمع شارلوت وهي بتعمل أي حاجة تانية، لكن مفيش.. مفيش صوت نهائيًا، صمت تام سيطر على المكان كُله، حاولت أفضل صاحية، بس أنا كُنت تعبانة، والجو هادي، والنوم كان أقوى مني
فتحت عيني مرة تانية، بصيت على الضوء الأحمر للمنبه اللي جنبي، الساعة 4:19 بعد مُنتصف الليل، المرة دي نمت شوية، حوالي 40 دقيقة تقريبًا، فاضل أقل من ساعتين وهصحى عشان أجهز وأروح الشُغل، لكن فجأة.. سمعت نفس اللي سمعته كذا مرة خلال المرات اللي قبل كدا، صوت حركة المُفتاح البطيئة في الباب، صوت شارلوت وهي بتدخُل الشقة ببطء، بس المرة دي كُنت مُتأكدة إنها مش شارلوت، أو بمعنى أصح.. دي مش إنسان أصلًا، الشيء اللي برا كان بيتحرَّك ببطء، بخطوات واثقة وتقيلة، قرَّب من القطة وقال بصوت نشِّف الدم في عروقي: " إزيك يا قُطة "
سمعت صوت القطة بتصرخ بفزع قبل ما أسمع صوت خبطة، حاجة تقيلة وقعت على الأرض بدون حركة، سمعت بعدها صوت ضحكة شيطانية شريرة قبل ما الشيء اللي برا يقولي ببطء: " أنا عارف إنك صاحية وسامعاني، الأمر مسألة وقت بس لحَد ما تخرجيلي من الأوضة، وساعتها.. هينتهي كُل شيء! "
الكلام دا كان من ساعة تقريبًا، ومع ذلك كُل نص ساعة بسمع الشيء دا بييجي البيت من الأول، وكُل مرة بتكون أسوأ من اللي قبلها، وافلز مات من فترة، من ساعة ما سمعته بيقع على الأرض، صوت الضحكات الشريرة بيزيد، أنا مش عارفة المفروض أتصرَّف إزاي، أنا مش عارفة شارلوت الحقيقية فين، أنا مش عارفة هعمل إيه
.
البنت قفلت الباب عل نفسها من جوا، وخرجت من الشباك وبلغت الشُرطة
طبعًا محدش كان مصدقها، لكن مع الحالة النفسية السيئة والخوف اللي كانت فيه قرروا يبعتوا معاها حد البيت، لقوا القطة (وافلز) ميتة بوحشية مش طبيعية، الدم مغرَّق المكان كُله، ومفيش أي أثر لشارلوت أبدًا، مازالت مفقودة حتى الآن
لكن أنا بتخيَّل إن شارلوت واقعة ضحية لاستحواذ شيطاني وإنها أضعف من إنها تقاومه عشان كدا هو اللي كان بيتحكّم فيها الليلة دي
وبطلة قصتنا النهاردة حظها حلو إنها هربت ولسَّه حية
خد بالك من نفسك.. ولو سمعت صوت حد بيدخل بيتك بالليل، اعمل نايم!
.