الجزء الخامس

7.8K 393 21
                                    

أنا طالبة جامعية ، بحب أجازات الصيف عشان ده الوقت الوحيد اللي بقدر أكون فيه حرة و بعيدة عن مراقبة و تحكُمات أهلي فيّا
السنة اللي فاتت ، أنا و خطيبي ريك قررنا نخرج شوية عن المألوف و نعمل حاجة جديدة و مجنونة ، قررنا نقضي وقت لطيف و رومانسي لوحدنا وسط الطبيعة في مكان ممتع
.
ربك إتولد و عاش جز من طفولته في فرجينيا الغربية ، بيقول إنها مكان جميل جدًا ، بقاله سنين مزارش الولاية اللي إتولد و إتربي فيها ، إحنا الإتنين بنحب الطبيعة ، السفر و المغامرة
عشان كده قررنا هنقضي أجازتنا في إننا نخيم في غابات ولاية فرجينيا الغربية و جبالها
جبال الأبلاش هناك جميلة و خلابة لدرجة تسحر العقل ، المخيم بتاعنا كان مُنعزل جدًا لدرجة إن أقرب مدينة لينا كانت علي بُعد 40 دقيقة ، كُنا بعيد عن دوشة و تلوث المُدن الكبيرة و قاعدين وسط سحر و جمال الطبيعة ، في الوقت ده جالنا شعور كأننا ملكنا العالم كُله لينا لوحدنا
.
أول يوم كان يوم سهل و لطيف ، إستكشفنا المكان ، طبخنا الغدا بتاعنا بنفسنا ، قضينا وقت ممتع و لطيف ، بالليل بدأت أقلق بسبب أصوات الحيوانات من حوالينا ، بس بصراحة ... مكنتش بخاف و أنا مع ريك
ريك بالنسبة لي مش بس حبيبي و خطيبي ... ريك كان سند و أمان
من زمان و أنا معجبة بريك ، باباه و مامته ماتوا و هوّ صُغير ، كان بيدرس و بيشتغل لحَد ما قدر يدخل الجامعة و مازال بيشتغل عشان يدفع مصاريف الجامعة و ده شيء صعب جدًا و يستحق التقدير
.
اليوم التاني كان أصعب شوية ، إستكشفنا المكان أكتر و مشينا مسافات طويلة ، كُنا تعبانين و مُنهكين جدًا ، الأكل بتاعنا كمان خِلص ، كان لازم نسوق لحَد المدينة عشان نجيب أو نشوف حاجة ناكلها ، الساعة كانت الساعة 12 تقريبًا ، صعب أوي نلاقي مطعم فاتح في التوقيت ده في المدينة الصغيرة اللي رايحينها ، لفينا كتير بالعربية لكن للأسف لأنها مدينة صغيرة فكانوا بيقفلوا بدري ، كُل المحلات تقريبًا كانت قافلة ، ريك قرر نلف لفة كمان علي حدود المدينة لعل و عسي نلاقي حَد ، و علي واحد من أطراف المدينة و في مكان مهجور تمامًا لقينا حاجة غريبة و مُمتعة !
كان قدامنا كنيسة صُغيرة قديمة معليهاش أي إسم ، إتنين عُمال بيصلحوا حاجات فيها من برا ، جنبهم علي طول خيمة كبيرة و ضخمة  قدامها ترابيزات و كراسي ، يفطة كبيرة متعلقة علي الخيمة مكتوب عليها ( أكل صيني )
النور كان منوّر و المكان كان مفتوح لإستقبال الزباين
.

كُنت عارفة إن غالبًا الأكل مش هيكون حلو ، لكن كُنا جعانين و مُتحمسين نجرب الأكل في المكان ده ، و ساعة الجوع مبيفرقش كتير جودة الأكل ... صح ؟
ريك ركن العربية و نزلنا مشينا ناحية الخيمة ، المكان كان فاضي تمامًا ، مكانش فيه أي حد غيرنا موجود ، الإتنين اللي شغالين في التصليحات مشوا ناحيتنا و حيونا بلطف بالغ ، محدش منهم كان صيني بس كانوا لُطاف و هما بيشدوا الكراسي عشان نقعد ، ريك ابتسم و قالهم : " كويس إننا لحقناكم فاتحين ، إحنا بقالنا فوق الساعتين بنلف بالعربية بندوّر علي حاجة ناكلها ، إنتم المكان الوحيد في المدينة اللي فاتح "
واحد منهم ضحك و هوّ بيدينا القايمة و بيقول : " الحقيقة أغلب الأماكن بتقفل علي الساعة 11 تقريبًا ، المدينة صغيرة و محدش بينزل بعد 11 خالص إلا لو هيسهر في المدينة الكبيرة ، بس إحنا إشترينا الكنيسة القديمة دي و هنخليها مطعم ، إحنا بالنهار موظفين حكوميين فبستغل فترة الليل في التصليحات و الطبخ و بكده نبقي ضربنا عصفورين بحجر واحد ، بس إحنا عندنا أمل لمّا نخلص التصليحات و نفتح المطعم بشكل كامل نلاقي إقبال كويس علينا "
ريك ضحك و قاله : " دي فكرة عظيمة جدًا "
طلبنا إتنين شوربة خُضار و طبق لحمة بالقرنبيط و دجاج حلو و حادق ، بصراحة الطباخ حضرلنا الأكل في وقت قليل جدًا ، الأكل كان حلو و التجربة بشكل عام كانت مُمتعة ، رجعنا المخيم بتاعنا تاني و إحنا مبسوطين
.
اليوم التالت كان يوم أجازتنا ، مش هنستكشف ، مش هنعمل أي مجهود ، صحينا بعد الضُهر ، قُلنا نروح المدينة نتغدي في أي مطعم بما إننا لسه بدري و أكيد المطاعم فاتحة ، أكلنا في مطعم برجر كبير
بدافع الفضول ريك إقترح نروح مكان الأكل الصيني بتاع إمبارح نشوفه بالنهار ، قلتله إن المكان هيكون مقفول لأننهم قالولنا إمبارح إنهم موظفين بالنهار ، قالي إنه  عاوز بس يشوف المكان بالنهار شكله إيه
لما وصلنا هناك ... إتصدمنا !!
.
الكنيسة القديمة كانت مُهدمة و مهجورة تمامًا ، مفيش أي شكل من أشكال التصليحات ، المكان حواليها كان قذر جدًا و العشب عالي و شكله زي ما يكون مستحيل يكون في حد بيشتغل هنا ، مستحيل يكون دا المكان اللي كُنا فيه إمبارح
كُنا حيرانين و بنحاول نفهم إيه اللي بيحصل !
ريك ركن العربية في نفس المكان بتاع إمبارح ، مشي لحد المبني ، فتح الباب القديم و للمفاجأة الباب فتح علي طول بدون أي مجهود ، بس عمل صوت عالي جدًا و مزعج ، المكان جوا كان مليان تُراب ، و في كل حتة علي الحيطان مكتوب جملة واحدة بلون أحمر غامق
( الشيطان هِنا ... 666 )
برغم ريحة التُراب إلا إن كان فيه ريحة تانية باينة أكتر ، ريحة عفن واضحة ، قعدت أدور علي مصدر الريحة دي ، و تحت واحد من الكراسي لقيته ، فار أسود كبير منتفخ و متعفن و بدون راس ، جريت برا المكان بسرعة و رجعت كل حاجة
صرخت في ريك و أنا بحاول أتغلب علي شعوري بالقرف و أتنفس كويس : " ريك ... يلا نمشي من هِنا ... حالًا "
و طول الطريق كُنت حاسة بالغثيان و القرف مسيطرين عليّا
.
ريك قررإنه يسوق العربية شوية حوالين المدينة لحد ما أبقي كويسة ، قرر يقرب من الجبال مرة تانية عشان الطبيعة تروق أعصابي شوية ، وقفنا في مكان لطيف و إتصورنا كتير ، أخيرًا حسيت إني بدأت أخرج موضوع الفار ده من دماغي
قبل ما نحس بالوقت الساعة كانت بقت 10 بالليل ، قلنا نلحق نرجع المدينة بسرعة عشان نلحق نتعشي قبل ما المطاعم كُلها تقفل ، هنتعشي و نرجع المخيم تاني
إتعشينا في مطعم للمشويات و بعدين قلنا هنروح كافيه نشرب حاجة و نرجع ، كُنت بتفرج علي الصور لمّا فجأة ريك صرخ فيّا : " بُصي "
فجأة لقيت ريك ساق بينا و أنا بتفرج علي الصور لحَد مكان المطعم ، قلبي دق بسرعة ، الكنيسة كانت زي ما هيّ ، إتنين عُمال بيشتغلوا في التصليحات ، خيمة أكل صيني منصوبة ، ترابيزات و كراسي ، كل حاجة زي ما شُفناها أول مرة
.
قبل ما ألحق أقول أي حاجة ريك كان بيستعد عشان ينزل من العربية ، قلتله بقلق : " ريك ، إنت هتعمل إيه ؟ ، إحنا كلنا خلاص ، يلا نروح الكافيه قبل ما يقفل "
قالي بهدوء : " أنا مش هنا عشان آكل ، أنا بس عاوز أفهم إيه اللي بيحصل هنا ، عاوز أفهم كل حاجة "
قلتله بقلق : " مش فكرة كويسة يا ريك ، يلا نمشي ... أرجوك "
بصلي بغضب و هوّ بيقول : " كُنت فاكرك جريئة ! "
حاولت أترجاه عشان أغيّر رأيه و أنا بقول : " أنا جريئة بس دا موضوع مخيف ، أنا خايفة يا ريك ! "
قال بهدوء و هوّ بيحاول يهديني : " مفيش حاجة هتحصل يا حبيبتي ، هنتكلم معاهم كلمتين عشان نفهم و نمشي بعدها"
نزلت من العربية وراه و أنا بحاول أهدي نفسي شوية
الراجلين لمّا شافونا ضحكوا و قالولنا : " رجعتوا تاني ، كويس ، إتفضلوا "
قعدنا بهدوء و حطوا القايمة قدامنا ، ريك بصلهم بفضول و هوّ بيقول : " كُنا هنا الضُهر و ملقيناش أي دليل علي وجود مطعمكم ! ... إيه اللي بيحصل بالظبط ؟ "
الراجل بان عليه الارتباك و هوّ بيحاول يبرر موقفه : " إحنا بنشيل الخيمة لمّا بنروح الشُغل عشان ميحصلهاش حاجة ... بالنسبة للمبني إحنا لسه بادئين نصلح فيه و طبعًا ملحقناش نخلص "
مقدرتش أمسك نفسي ، صرخت بوحشية فيهم : " و بالنسبة للفار المتعفن اللي من غير راس اللي جوا ده ؟ "
الراجل ابتسم ابتسامة مريبة و هوّ بيقول : " زي ما إنتم جربتوا ... الباب مالوش قفل و إحنا لسه مغيرناهوش ... ممكن حيوان إصطاده و أكل راسه و ساب بقيته جوا "
لمّا إفتكرت شكل الفار حسيت بالغثيان تاني ، غمضت عينيا و حاولت أفكر في حاجة تانية ، لكن مقدرتش ، جريت و أنا بقول لريك : " ريك ... أنا مش قادرة ، يلا نمشي من هِنا حالًا "
.
رُحت ناحية العربية من غير ما أستني ريك ، رجعت تاني جنب العربية ، لمّا بصيت ناحية المطعم ملقيتش أي حاجة
مفيش مطعم
مفيش خيمة
مفيش كراسي
مفيش ترابيزات
مفيش راجلين
مفيش ريك !!!!!!
صرخت بإسمه كتير أوي لحد ما صدري وجعني من الصريخ ، إتصلت بالنجدة ( 911 ) ، في أقل من خمس دقايق كانوا وصلوا ، حكيتلهم كُل حاجة بالتفصيل ، الظابط قالي بغضب : " عشان كده بنحذر الناس ميدخلوش أماكن مهجورة ... محدش عارف إيه ممكن يكون بيستناكم جوا ... قاتل ... مغتصب ... سفاح ... مجنون "
قلتله بغضب أكبر : " بس إحنا مكناش في المبني ، كنا في المطعم اللي كان هنا و إختفي "
الظابط بص علي المكان الفاضي و قالي بسخرية : " مطعم كان هنا و إختفي ؟ "
سكت و كتمت غضبي جوايا تمامًا
.
ريك مختفي بقاله سنة ، دورنا عليه في كُل مكان ، عملوا تحقيقات و إستجوابات مكثفة لكل حد يعرفه ، سألوا في المدينة علي موضوع المطعم الصيني ده لكن محدش أبدًا شافه أو سمع عنه
كمان الكتابات اللي جوا الكنيسة إتغيرت
بقت ( الشيطان كان هنا ... 666 )
لحد النهاردة ريك مالوش أي أثر !

(شرح القصة)

في القصة دي حصل حاجة من اتنين
اولا البنت دي بطريقة ما قتلت ريك خطيبها و دفنته في مكان محدش يعرفه و عملت القصة دي كلها عشان تهرب من المسؤولية القانونية و الجنائية
و ده انا مش مقتنع بيه اوي
التاني و اللي انا مقتنع بيه اكتر
ان ريك و خطيبته كانوا موجودين يومين ورا بعض في الوقت الغلط و المكان الغلط
بالبلدي
مكانش لازم يبقوا هنا في التوقيت ده ... او شافوا حاجة مكانش المفروض يشوفوها
هي هربت من المكان بمعجزة ما لكن ريك إتعاقب
يمكن كمان الكلام اللي مكتوب ده لما اتغير خلاني اقتنعت بده اكتر شوية

.
.
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم

قصص رعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن